النفس بين العز والذل

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
قال بعض السلف : الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله U .
وصدق رحمه الله ، فأيُّ عزٍّ يجده العبد عند مثله من العبيد ؟ فالعز كل العز في طاعة الله تعالى ، والذل كل الذل في معصية الله Y ؛ قال تعالى : ] مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا [ [ فاطر : 10 ] ؛ أي : من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله : بالكلم الطيب والعمل الصالح ، ولله در القائل :
اجـعل بربك كل عـــــ ـــــــزك يستـقر ويثبت
فإذا اعتززت بمن يموت ... فـإن عـزَّك مـيت
قال الحسن البصري – رحمه الله : وإن هملجت بهم البراذين ، وطقطقت بهم البغال ، إن ذل المعصية لفي قلوبهم ؛ أبى الله U إلا أن يذل من عصاه .ا.هـ .
والهملجة : حسن سير الدابة ، وهي مشية سهلة في سرعة ، والطقطقة صوت تحدثه الدابة عند سيرها .
ذلك أن من أطاع الله تعالى فقد والاه ، ولا يُذل من والاه ربه ؛ كما في دعاء القنوت : " إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت " ؛ ولهذا – كما يقول ابن تيمية رحمه الله - يوجد في المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه ، فإن الله جعل العزة لمن أطاعه ، والذلة لمن عصاه ؛ قال تعالى : ] يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِوَلِلْمُؤْمِنِينَ [ [ المنافقون : 8 ] ، وقال U : ] وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [ [ آل عمران : 139 ] .
روى البيهقي في ( شعب الإيمان ) عن جعفر بن محمد - رحمه الله - قال : من أخرجه الله من ذل المعصية إلى عز التقوى أغناه الله بلا مال ، وأعزه بلا عشيرة ، وآنسه بلا أنيس ؛ ومن خاف الله أخاف منه كل شيء ، ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء .ا.هـ .
وفي دعاء القنوت : " فإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت " .
 
عودة
أعلى