محمد محمود إبراهيم عطية
Member
النصيحة هي الكلمة الجامعة لخير المنصوح ؛ وشأنها في الإسلام عظيم ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الدِّينُ النَّصِيحَةُ " [1] .
ولما كان المرء - غالبًا - لا يرى عيب نفسه ، جعلت النصيحة بين المسلمين ، لإصلاح ما قد يكون من خلل في ظلم البعض لنفسه ، أو ظلمه لأخيه ؛ ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المُؤمن مرآةُ أخِيه ، والمؤمن أخو الي مؤمنِ ، يَكفُّ عليه ضَيْعَتَه ، ويحُوطُه مِن وَرَائِهِ " ، وفي لفظ : " الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ " [2] ، ومعنى ذلك أن المؤمن بالنسبة للمؤمن كالمرآة التي تريه ما خفي عليه من رؤيته من نفسه ، فهو يرى محاسن أخيه ومعايبه ؛ فينصح له ، ويريه عيب نفسه ، بغير مداهنة ولا تزييف ، كما تريه المرآة واضحًا ما لا يراه من نفسه .
قال الحسن البصري - رحمه الله : إن المؤمن شعبة من المؤمن ، إن به حاجته ، إن به علته ، إنه يكفله : يفرح لفرحه ، ويحزن لحزنه ، وهو مرآة أخيه ؛ إن رأى منه ما لا يعجبه ، سدده ، وقوَّمه ، وَوَجَّهه ، وحاطه في السر والعلانيه ؛ إن لك من خليلك نصيبًا ، وإن لك نصيبًا من ذكر من أحببت ، فتنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس [3] .
هكذا فهم السلف .
وفي الصحيحين عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ [4]) ؛ وعن علي رضي الله عنه قال : أنصح الناس وأعلمهم بالله ، أشد الناس حبًّا وتعظيمًا لحرمة أهل لا إله إلا الله [5] ؛ وقال أبو الدرداءرضي الله عنه : إن شئتم لأحدثنكم من أحب عباد الله إلى الله ؟ الذين يحبِّبون الله تعالى إلى عباده ، ويعملون في الأرض نصحًا [6] .
___
[1] رواه مسلم وغيره .
[2] رواه البخاري في ( الأدب المفرد ) رقم 239 من حديث أبي هريرة t ، ورواه أبو داود ( 4918 ) بلفظ : " الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ .. " ، وحسنه الألباني في الصحيحة ( 926 ) .
[3] الزهد لابن المبارك ( 662 ) .
[4] البخاري ( 57 ) ، ومسلم ( 56 ) .
[5] حلية الأولياء : 1 / 74 .
[6] رواه ابن أبي عاصم في ( الزهد ) ص 143 .
ولما كان المرء - غالبًا - لا يرى عيب نفسه ، جعلت النصيحة بين المسلمين ، لإصلاح ما قد يكون من خلل في ظلم البعض لنفسه ، أو ظلمه لأخيه ؛ ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المُؤمن مرآةُ أخِيه ، والمؤمن أخو الي مؤمنِ ، يَكفُّ عليه ضَيْعَتَه ، ويحُوطُه مِن وَرَائِهِ " ، وفي لفظ : " الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ " [2] ، ومعنى ذلك أن المؤمن بالنسبة للمؤمن كالمرآة التي تريه ما خفي عليه من رؤيته من نفسه ، فهو يرى محاسن أخيه ومعايبه ؛ فينصح له ، ويريه عيب نفسه ، بغير مداهنة ولا تزييف ، كما تريه المرآة واضحًا ما لا يراه من نفسه .
قال الحسن البصري - رحمه الله : إن المؤمن شعبة من المؤمن ، إن به حاجته ، إن به علته ، إنه يكفله : يفرح لفرحه ، ويحزن لحزنه ، وهو مرآة أخيه ؛ إن رأى منه ما لا يعجبه ، سدده ، وقوَّمه ، وَوَجَّهه ، وحاطه في السر والعلانيه ؛ إن لك من خليلك نصيبًا ، وإن لك نصيبًا من ذكر من أحببت ، فتنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس [3] .
هكذا فهم السلف .
وفي الصحيحين عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ [4]) ؛ وعن علي رضي الله عنه قال : أنصح الناس وأعلمهم بالله ، أشد الناس حبًّا وتعظيمًا لحرمة أهل لا إله إلا الله [5] ؛ وقال أبو الدرداءرضي الله عنه : إن شئتم لأحدثنكم من أحب عباد الله إلى الله ؟ الذين يحبِّبون الله تعالى إلى عباده ، ويعملون في الأرض نصحًا [6] .
___
[1] رواه مسلم وغيره .
[2] رواه البخاري في ( الأدب المفرد ) رقم 239 من حديث أبي هريرة t ، ورواه أبو داود ( 4918 ) بلفظ : " الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ .. " ، وحسنه الألباني في الصحيحة ( 926 ) .
[3] الزهد لابن المبارك ( 662 ) .
[4] البخاري ( 57 ) ، ومسلم ( 56 ) .
[5] حلية الأولياء : 1 / 74 .
[6] رواه ابن أبي عاصم في ( الزهد ) ص 143 .