محمد محمود إبراهيم عطية
Member
إن النصيحة هي قوام الدين ، وعليها مدار الإسلام كله ؛ قَالَصلى الله عليه وسلم : " الدِّينُ النَّصِيحَةُ " ، قُلْنَا : لِمَنْ ؟ قَالَ : " لِلَّهِ ، وَلِكِتَابِهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَامَّتِهِمْ " [1] .
هذا الحديث من الأحاديث الكلية العظيمة التي اشتملت على الدين كله ؛ على حقوق الله عز وجل ، وحقوق رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى حقوق عباده ، فليس ثَمَّ أجمع في بيان تلك الحقوق من لفظ النصيحة ؛ قال النووي - رحمه الله : هَذَا حَدِيث عَظِيم الشَّأْن ، وَعَلَيْهِ مَدَار الْإِسْلَام ... وَأَمَّا مَا قَالَهُ جَمَاعَات مِنْ الْعُلَمَاء : أَنَّهُ أَحَد أَرْبَاع الْإِسْلَام ، أَيْ : أَحَد الْأَحَادِيث الْأَرْبَعَة الَّتِي تَجْمَع أُمُورَ الْإِسْلَام ، فَلَيْسَ كَمَا قَالُوهُ ، بَلْ الْمَدَارُ عَلَى هَذَا وَحْدَهُ ... وَمَعْنَى الْحَدِيث : عِمَاد الدِّين وَقِوَامه النَّصِيحَة ؛ كَقَوْلِهِ : " الْحَجُّ عَرَفَة " أَيْ : عِمَاده وَمُعْظَمه عَرَفَة [2] .
قال ابن الأثير في ( النهاية في غريب الأثر ) : النصيحة : كلمة يُعَـبَّرُ بها عن جملة هي إرادة الخير للمَنْصوح له ، وليس يُمكنُ أن يُعَبَّر هذا المعنى بكلمة واحدة تَجْمَع معناه غيرها ؛ وأصل النُّصْح في اللغة : الخُلوص ؛ يقال : نَصَحَتُه ، ونَصحتُ له [3] .
ومعنى النصيحةِ لِلَّهِ تعالى : اعْتِقَاد وَحْدَانِيَّته ، ونفي الشريك عنه ، وَإِفراده سبحانه بالعِبَادَةِ .
وَلِكِتَابِهِ : بِالْإِيمَانِ بِهِ ، وَالْعَمَل بِمَا فِيهِ ، وتلاوته حق تلاوته ، وتعظيمه ، والدعاء إليه .
وَلِرَسُولِهِ : بالتَّصْدِيق بِنُبُوَّتِهِ ، والإيمان بجميع ما جاء به ، وَبَذْل الطَّاعَة لَهُ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ ، ومحبته ومحبة أتباعه .
وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ : أي : حكامهم وولاة أمورهم ، بإعانتهم على ما حُمِّلوا القيام به ، وطاعتهم ، وجمع الكلمة عليهم ، وأمرهم بالحق ، ورد القلوب النافرة إليهم ، وتبليغهم حاجات المسلمين ، والجهاد معهم ، والصلاة خلفهم ، وأداء الزكاة إليهم ، وترك الخروج عليهم بالسيف إذا ظهر منهم حيف ، والدعاء لهم بالصلاح .
وأما أئمة العلم فالنصيحة لهم : بث علومهم ، ونشر مناقبهم ، وتحسين الظن بهم .
وَعَامَّتِهِمْ : سائر المسلمين غير الحكام ، وذلك بالشفقة عليهم ، وإرشادهم إلى مصالحهم ، والسعي فيما يعود نفعه عليهم ، وكف الأذى عنهم ، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لنفسه .
___
[1] رواه أحمد : 4 / 102 ، ومسلم ( 55 ) ، وأبو داود ( 4944 ) ، والنسائي ( 4197 ، 4198 ) عن تميم الداري ؛ ورواه أحمد : 1 / 351 عن ابن عباس ؛ ورواه أحمد : 2 / 297 ، والترمذي ( 1926 ) ، والنسائي ( 4199 ) عن أبي هريرة ؛ ورواه الدارمي ( 2754 ) عن ابن عمر .
[2] شرح مسلم للنووي : 2 / 37 .
[3] انظر ( النهاية في غريب الحديث ) مادة ( ن ص ح ) .
هذا الحديث من الأحاديث الكلية العظيمة التي اشتملت على الدين كله ؛ على حقوق الله عز وجل ، وحقوق رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى حقوق عباده ، فليس ثَمَّ أجمع في بيان تلك الحقوق من لفظ النصيحة ؛ قال النووي - رحمه الله : هَذَا حَدِيث عَظِيم الشَّأْن ، وَعَلَيْهِ مَدَار الْإِسْلَام ... وَأَمَّا مَا قَالَهُ جَمَاعَات مِنْ الْعُلَمَاء : أَنَّهُ أَحَد أَرْبَاع الْإِسْلَام ، أَيْ : أَحَد الْأَحَادِيث الْأَرْبَعَة الَّتِي تَجْمَع أُمُورَ الْإِسْلَام ، فَلَيْسَ كَمَا قَالُوهُ ، بَلْ الْمَدَارُ عَلَى هَذَا وَحْدَهُ ... وَمَعْنَى الْحَدِيث : عِمَاد الدِّين وَقِوَامه النَّصِيحَة ؛ كَقَوْلِهِ : " الْحَجُّ عَرَفَة " أَيْ : عِمَاده وَمُعْظَمه عَرَفَة [2] .
قال ابن الأثير في ( النهاية في غريب الأثر ) : النصيحة : كلمة يُعَـبَّرُ بها عن جملة هي إرادة الخير للمَنْصوح له ، وليس يُمكنُ أن يُعَبَّر هذا المعنى بكلمة واحدة تَجْمَع معناه غيرها ؛ وأصل النُّصْح في اللغة : الخُلوص ؛ يقال : نَصَحَتُه ، ونَصحتُ له [3] .
ومعنى النصيحةِ لِلَّهِ تعالى : اعْتِقَاد وَحْدَانِيَّته ، ونفي الشريك عنه ، وَإِفراده سبحانه بالعِبَادَةِ .
وَلِكِتَابِهِ : بِالْإِيمَانِ بِهِ ، وَالْعَمَل بِمَا فِيهِ ، وتلاوته حق تلاوته ، وتعظيمه ، والدعاء إليه .
وَلِرَسُولِهِ : بالتَّصْدِيق بِنُبُوَّتِهِ ، والإيمان بجميع ما جاء به ، وَبَذْل الطَّاعَة لَهُ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ ، ومحبته ومحبة أتباعه .
وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ : أي : حكامهم وولاة أمورهم ، بإعانتهم على ما حُمِّلوا القيام به ، وطاعتهم ، وجمع الكلمة عليهم ، وأمرهم بالحق ، ورد القلوب النافرة إليهم ، وتبليغهم حاجات المسلمين ، والجهاد معهم ، والصلاة خلفهم ، وأداء الزكاة إليهم ، وترك الخروج عليهم بالسيف إذا ظهر منهم حيف ، والدعاء لهم بالصلاح .
وأما أئمة العلم فالنصيحة لهم : بث علومهم ، ونشر مناقبهم ، وتحسين الظن بهم .
وَعَامَّتِهِمْ : سائر المسلمين غير الحكام ، وذلك بالشفقة عليهم ، وإرشادهم إلى مصالحهم ، والسعي فيما يعود نفعه عليهم ، وكف الأذى عنهم ، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لنفسه .
___
[1] رواه أحمد : 4 / 102 ، ومسلم ( 55 ) ، وأبو داود ( 4944 ) ، والنسائي ( 4197 ، 4198 ) عن تميم الداري ؛ ورواه أحمد : 1 / 351 عن ابن عباس ؛ ورواه أحمد : 2 / 297 ، والترمذي ( 1926 ) ، والنسائي ( 4199 ) عن أبي هريرة ؛ ورواه الدارمي ( 2754 ) عن ابن عمر .
[2] شرح مسلم للنووي : 2 / 37 .
[3] انظر ( النهاية في غريب الحديث ) مادة ( ن ص ح ) .