إسماعيل جمال الدين دراز
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد..
لفت نظرى مقابلة عجيبة بين حديثين من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأول :
ما رواه البخاري ومسلم رحمهما الله أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه قال ..قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده ، لهو أشد تفلتا من الأبل في عقلها)
والثانى :
عن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة متفق عليه .
وفي رواية لمسلم لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح .
الآن فهمت لماذا أخطأ الرجل من شدة فرحه ..
لأن الجمل إذا انفلت من صاحبه فليس سهلا أبدا أن يعثر عليه وإذا عثر عليه تنكر له الجمل ولا يعرف له جميلا
هذا إذا عثر عليه وكان قلبه لم يفرغ من الأمل بعد
فلم يتوقع الرجل أن ترجع الراحلة وأيس ويأس من ذلك بعد بحث طويل عاد مكانه وسلم للموت
فلما فاجأته راحلته التى عليها مقومات حياته من طعام وشراب وزاد اختلطت مشاعره وتبعثر كيانه بل ولسانه فلم يدر ما يقول ولا ما قال فأخطأ
وهذا الخطأ مرفوع عنه -على الرغم من بشاعة اللفظ -والدليل هو ضحك الله تبارك جل شأنه وقول النبى صلى الله عليه وسلم : من حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنه وعن أبيه ( إن الله تجاوز عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ).
ولكن لو تعمد الخطأ لكان الأمر غير هذا
وهذا ليس للخطأ وحده وللنسيان أيضا
وهنا نسأل سؤالا ..
أيهما أشد ؟ تفلت الإبل أم تفلت القرآن !!
أجاب على هذا السؤال النبىُ صلى الله عليه وسلم
فى الحديث الأول لهو أشد تفلتا ( أي القرآن ) من الأبل
فما النجاة أيها الأحبة والحال هذا ؟
ما النجاة من النسيان للقرآن
النجاة فى كلمة واحدة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم
( تعاهدوا)
الكلمة تحمل فى طياتها معان كثيرة
وكبيرة
فهو عهد نتعاهده وفيه إشعار بالمسؤلية
وجائت بالجمع وليست مفردة وفيها إشعار بالقوة والجهد
والعكس التفلت والنسيان والتفصى كما جائت هذه المعانى فى روايات أخرى ليست بأقل من الرواية الأولى ومجموع الروايات يوحى لك بعظيم الأمر فمنها
( 1 ) ما رواه عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل القرآن مثل الإبل المعقولة إن عقلها صاحبها أمسكها ، وإن تركها ذهبت .
( 2 ) وحديث عقبة بن عامر رضى الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعلموا القرآن وأفشوه والذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من المخاض من عقلها .
( 3 ) وعن أبي موسى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعاهدوا القرآن فوا الذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من قلوب الرجال من الإبل من عقلها .
( 4 ) وقال عبد الله : تعاهدوا هذه المصاحف وربما قال : القرآن فلهو أشد تفصيا من قلوب الرجال من النعم من عقلها .
( 5 ) وقال أيضا : تعاهدوا هذا القرآن فلهو أشد تفصيا من النعم من عقله ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بئس ما لأحدهم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت ؛ بل هو أنسي .
ويروى عن اسحاق بن راهويه رحمه الله أنه كان يقول : ( ويكره للرجل أن يمر عليه أربعين يوما ولا يقرأ فيه القرآن )
فانظر فى نسيانك أهو مما يُتجاوز عنه كما قال تعالى ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا )
أم أنه النوع الآخر الذى نتج عن عدم التدبر ..
وعدم العمل ..
وعدم التعهد ..
اللهم إنا نعوذ بك من نسيان كتابك
اللهم ذكرنا منه ما نُسّينا وعلمنا منه ماجهلنا وارزقنا تدبره وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار وتجاوز عنا اللهم ءامين
وبعد..
لفت نظرى مقابلة عجيبة بين حديثين من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأول :
ما رواه البخاري ومسلم رحمهما الله أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه قال ..قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده ، لهو أشد تفلتا من الأبل في عقلها)
والثانى :
عن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة متفق عليه .
وفي رواية لمسلم لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح .
الآن فهمت لماذا أخطأ الرجل من شدة فرحه ..
لأن الجمل إذا انفلت من صاحبه فليس سهلا أبدا أن يعثر عليه وإذا عثر عليه تنكر له الجمل ولا يعرف له جميلا
هذا إذا عثر عليه وكان قلبه لم يفرغ من الأمل بعد
فلم يتوقع الرجل أن ترجع الراحلة وأيس ويأس من ذلك بعد بحث طويل عاد مكانه وسلم للموت
فلما فاجأته راحلته التى عليها مقومات حياته من طعام وشراب وزاد اختلطت مشاعره وتبعثر كيانه بل ولسانه فلم يدر ما يقول ولا ما قال فأخطأ
وهذا الخطأ مرفوع عنه -على الرغم من بشاعة اللفظ -والدليل هو ضحك الله تبارك جل شأنه وقول النبى صلى الله عليه وسلم : من حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنه وعن أبيه ( إن الله تجاوز عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ).
ولكن لو تعمد الخطأ لكان الأمر غير هذا
وهذا ليس للخطأ وحده وللنسيان أيضا
وهنا نسأل سؤالا ..
أيهما أشد ؟ تفلت الإبل أم تفلت القرآن !!
أجاب على هذا السؤال النبىُ صلى الله عليه وسلم
فى الحديث الأول لهو أشد تفلتا ( أي القرآن ) من الأبل
فما النجاة أيها الأحبة والحال هذا ؟
ما النجاة من النسيان للقرآن
النجاة فى كلمة واحدة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم
( تعاهدوا)
الكلمة تحمل فى طياتها معان كثيرة
وكبيرة
فهو عهد نتعاهده وفيه إشعار بالمسؤلية
وجائت بالجمع وليست مفردة وفيها إشعار بالقوة والجهد
والعكس التفلت والنسيان والتفصى كما جائت هذه المعانى فى روايات أخرى ليست بأقل من الرواية الأولى ومجموع الروايات يوحى لك بعظيم الأمر فمنها
( 1 ) ما رواه عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل القرآن مثل الإبل المعقولة إن عقلها صاحبها أمسكها ، وإن تركها ذهبت .
( 2 ) وحديث عقبة بن عامر رضى الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعلموا القرآن وأفشوه والذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من المخاض من عقلها .
( 3 ) وعن أبي موسى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعاهدوا القرآن فوا الذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من قلوب الرجال من الإبل من عقلها .
( 4 ) وقال عبد الله : تعاهدوا هذه المصاحف وربما قال : القرآن فلهو أشد تفصيا من قلوب الرجال من النعم من عقلها .
( 5 ) وقال أيضا : تعاهدوا هذا القرآن فلهو أشد تفصيا من النعم من عقله ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بئس ما لأحدهم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت ؛ بل هو أنسي .
ويروى عن اسحاق بن راهويه رحمه الله أنه كان يقول : ( ويكره للرجل أن يمر عليه أربعين يوما ولا يقرأ فيه القرآن )
فانظر فى نسيانك أهو مما يُتجاوز عنه كما قال تعالى ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا )
أم أنه النوع الآخر الذى نتج عن عدم التدبر ..
وعدم العمل ..
وعدم التعهد ..
اللهم إنا نعوذ بك من نسيان كتابك
اللهم ذكرنا منه ما نُسّينا وعلمنا منه ماجهلنا وارزقنا تدبره وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار وتجاوز عنا اللهم ءامين