محمد الأمين بن محمد المختار
New member
- إنضم
- 07/12/2007
- المشاركات
- 120
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
[align=right]كتاب "مقالات الطناحي" للعلامة البحاثة الأديب الكبير المرحوم/ محمود الطناحي، من أجمل الكتب المعاصرة التي تعتبر كالحدائق المتنوعة الجَنى، فيها من كل الثمار المعرفية ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين
فحتى علم القراءة والتجويد لم تخل منه هذه الحديقة الغناء؛ وقد ترجم الكاتب لإمام القراء الشيخ عامر السيد عثمان رحمهما الله تعالى، وكان مما أورد من فوائده العلمية مسألتان في تجويد القرآن الكريم، رأيتُ أن الأمر فيهما يحتاج لبعض النظر. وهذا نص ما سطر الدكتور الطناحي رحمه الله في مقالاته / ص 243 :
( ومن تفنن شيخنا في مجال الأداء الصوتي: أنه كان يأخذنا إلى تفرقة دقيقة لطيفة، في الوقف على الراء من قوله تعالى : ( فكيف كان عذابي ونذر )، وقوله عز وجل : ( كذبت ثمود بالنذر )، فالراء في الآية الأولى يستحسن ان يوقف عليها بترقيق لطيف يشعر بالياء المحذوفة؛ لأن أصلها ( ونذري )، بإثبات ياء الإضافة، وقرأ بها ورش بن سعيد المصري، عن نافع المدني. ومن القراء المعاصرين الذين سمعتهم يراعون ذلك الترقيق اللطيف المشايخ: محمود خليل الحصري، ومحمود حسين منصور، ومحمد صديق المنشاوي.
وأما الراء في الآية الثانية فيوقف عليها بالتفخيم الخالص؛ لأنها جمع نذير
وأما "النبر" في مصطلح علم اللغة الحديث – وهو النظام المقطعي في قراءة الكلمة، فقد كان الشيخ رحمه الله آية فيه، وقد سألته عنه يوماً، فقال لي: إن القراء لم يذكروا هذا المصطل، ولكنه بهذه الصفة يمكن أن يسمى " التخليص"، أي تخليص مقطع من مقطع.
وها أنا ذا أضع هذا المصطلح أمام علماء اللغة المحدثين ليروا فيه رأيهم، ولعلهم يحلونه محل النبر، وقد سمعتُ لهذا التخليص من الشيخ أمثلة كثيرة جدا، أذكر منها قوله تعالى: ( فسقى لهما تولى إلى الظل )، وقوله تعالى: ( فقست قلوبهم )، وقوله عز وجل : ( وساء لهم يوم القيمة حملاً )، فأنت لو ضغطت على الفاء في الآية الأولى صارت من الفسق لا من السقي، وإن لم تضغط على الفاء في الآية الثانية صارت من الفقس لا من القسوة. أما في الآية الثانية فلا بد أن تخلص ( ساء ) من ( لهم ) حتى يكون من السوء لا من المساءلة، لو خطفتها خطفة واحدة.)
وأود أن أطرح هنا بعض الاستشكالات على هذه الفوائد : -
هل للشيخ عامر سلف في هذا الاستحسان، من أئمة القراء الذين يسندون ذلك إلى الأئمة المتقدمين؟
- وهل يصح مثل هذه الاستحسانات إذا لم يكن لها سند من الرواية؟ أولا يفتح ذلك باباً لا تؤمن عواقبه؟
- بخصوص المسألة الأولى فقد استمعت إلى الشيخ الحصري في بعض قراءاته فلم ألاحظ عنده ما ذكر الدكتور، ولا أظنه يفعله دون رواية،
- والتفريق بين " نذر " في الآيتين غير مقنع، لأن ما ينطبق على الأولى ينطبق على الثانية، فهي في الأصل مكسورة، ولو لم يلها ياء
- وبخصوص "النبر" أو " التخليص" فالأمر فيه مشكل أكثر من سابقه؛ إذ إن " الضغط" الذي يشير إليه الدكتور لا يمكن أن يكون شيئا آخر غير االتشديد، وإذا لم يكن يراد به التشديد، فلا جديد
أم إن هذا النوع من العلوم المتخصصة يجب أن يكون ناقلوه من أهل التخصص أيضا
[align=center]والسلام عليكم ورحمة الله [/align][/align]
فحتى علم القراءة والتجويد لم تخل منه هذه الحديقة الغناء؛ وقد ترجم الكاتب لإمام القراء الشيخ عامر السيد عثمان رحمهما الله تعالى، وكان مما أورد من فوائده العلمية مسألتان في تجويد القرآن الكريم، رأيتُ أن الأمر فيهما يحتاج لبعض النظر. وهذا نص ما سطر الدكتور الطناحي رحمه الله في مقالاته / ص 243 :
( ومن تفنن شيخنا في مجال الأداء الصوتي: أنه كان يأخذنا إلى تفرقة دقيقة لطيفة، في الوقف على الراء من قوله تعالى : ( فكيف كان عذابي ونذر )، وقوله عز وجل : ( كذبت ثمود بالنذر )، فالراء في الآية الأولى يستحسن ان يوقف عليها بترقيق لطيف يشعر بالياء المحذوفة؛ لأن أصلها ( ونذري )، بإثبات ياء الإضافة، وقرأ بها ورش بن سعيد المصري، عن نافع المدني. ومن القراء المعاصرين الذين سمعتهم يراعون ذلك الترقيق اللطيف المشايخ: محمود خليل الحصري، ومحمود حسين منصور، ومحمد صديق المنشاوي.
وأما الراء في الآية الثانية فيوقف عليها بالتفخيم الخالص؛ لأنها جمع نذير
وأما "النبر" في مصطلح علم اللغة الحديث – وهو النظام المقطعي في قراءة الكلمة، فقد كان الشيخ رحمه الله آية فيه، وقد سألته عنه يوماً، فقال لي: إن القراء لم يذكروا هذا المصطل، ولكنه بهذه الصفة يمكن أن يسمى " التخليص"، أي تخليص مقطع من مقطع.
وها أنا ذا أضع هذا المصطلح أمام علماء اللغة المحدثين ليروا فيه رأيهم، ولعلهم يحلونه محل النبر، وقد سمعتُ لهذا التخليص من الشيخ أمثلة كثيرة جدا، أذكر منها قوله تعالى: ( فسقى لهما تولى إلى الظل )، وقوله تعالى: ( فقست قلوبهم )، وقوله عز وجل : ( وساء لهم يوم القيمة حملاً )، فأنت لو ضغطت على الفاء في الآية الأولى صارت من الفسق لا من السقي، وإن لم تضغط على الفاء في الآية الثانية صارت من الفقس لا من القسوة. أما في الآية الثانية فلا بد أن تخلص ( ساء ) من ( لهم ) حتى يكون من السوء لا من المساءلة، لو خطفتها خطفة واحدة.)
وأود أن أطرح هنا بعض الاستشكالات على هذه الفوائد : -
هل للشيخ عامر سلف في هذا الاستحسان، من أئمة القراء الذين يسندون ذلك إلى الأئمة المتقدمين؟
- وهل يصح مثل هذه الاستحسانات إذا لم يكن لها سند من الرواية؟ أولا يفتح ذلك باباً لا تؤمن عواقبه؟
- بخصوص المسألة الأولى فقد استمعت إلى الشيخ الحصري في بعض قراءاته فلم ألاحظ عنده ما ذكر الدكتور، ولا أظنه يفعله دون رواية،
- والتفريق بين " نذر " في الآيتين غير مقنع، لأن ما ينطبق على الأولى ينطبق على الثانية، فهي في الأصل مكسورة، ولو لم يلها ياء
- وبخصوص "النبر" أو " التخليص" فالأمر فيه مشكل أكثر من سابقه؛ إذ إن " الضغط" الذي يشير إليه الدكتور لا يمكن أن يكون شيئا آخر غير االتشديد، وإذا لم يكن يراد به التشديد، فلا جديد
أم إن هذا النوع من العلوم المتخصصة يجب أن يكون ناقلوه من أهل التخصص أيضا
[align=center]والسلام عليكم ورحمة الله [/align][/align]