الميسر والمنتخب والمختصر، تفاسير ألفت لغرض ترجمتها، ومن أخطائها:

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
مآخذ عامة وقد تكون مشتركة بين هذه المؤلفات الثلاث:
- هذه الكتب ألفت لغرض ترجمتها، ومؤلفوها ليس لهم علم باللغات التي يراد الترجمة إليها، وهذا قد لا يساعد المترجم المساعدة المرجوة في نقله المعنى إلى لغة أخرى، وسأسوق لاحقا أمثلة على هذا إن شاء الله.
 
ورد في المختصر تفسير الآية 63 من سورة الزمر قوله تعالى:(لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
قال المؤلفون:
له وحده مفاتيح خزائن الخيرات في السماوات والأرض، يمنحها من يشاء، ويمنعها ممن يشاء !!
 
يظهر لي أن كلامي أعلاه يحتاج إلى شيء من التوضيح ..إذ أن ترجمة هذا النص التفسيري ستحمل بالضرورة المعنى الآتي: أن الله تعالى يمنح هذه المفاتيح من يشاء ويمنعها عمن يشاء !!
وفي تقديري أن كتاب المختصر قد يكون أقل عناية من الميسر والمنتخب في مراعاة مناسبة الصياغة التفسيرية المعدة لترجمة الآية.
لذلك وجب التنبيه.
والله أعلم.
 
وفي معنى قوله تعالى:(وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )
قال المختصر:
ادعوني وحدي واعبدوني وحدي ولاتشركوا بي أحدا..
وأهمل المؤلفون ذكر وعد الله تعالى لعباده بالإجابة على أي وجه من الوجوه التي حمل المفسرون معنى الإجابة عليه !!
وهذا فيه من القصور في أداء المعنى ما يلزم مؤلفي هذا الكتاب بإعادة النظر فيه قبل أن يشرعوا في ترجمته.
 
وفي معنى قوله تعالى:(هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ)
قال الميسر :
هو الله سبحانه الحي الذي له الحياة الكاملة التامة..
انتهى.
وترجمة هذه العبارة أو الترجمة اللفظية لكلمة (حي) ستؤدي إلى معنى صفة قد لا يظهر منها مغايرة لصفة كل المخلوقات، تعالى الله عزوجل.
وقد يسأل القاريء فكيف تترجم اللفظة إذا؟؟
أقول : إن صحة ودقة الترجمة مبنية على درجة العناية في صياغة المعنى لتؤدي المراد مراعية كيف ستكون عليه العبارة في اللغة المترجم إليها.
فنقول هنا: (هو الحي الذي لايموت) وبترجمة هذه الصياغة يتضح المعنى بجلاء في اللغة المترجم إليها.
وأنا أكتب هذه التعليقات والملاحظات بقصد محاولة ترسيخ منهج لترجمة معاني القرآن الكريم عند من يتابع ما أكتبه في مواضع متفرقة في هذا الموقع المبارك، وليس بقصد كشف مثالب الأعمال المنشورة وعيوبها.
وأسأل الله الإخلاص في القول والعمل.
 
وفي معنى قوله تعالى: (وَلَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ وَلِتَبۡلُغُواْ عَلَيۡهَا حَاجَةٗ فِي صُدُورِكُمۡ وَعَلَيۡهَا وَعَلَى ٱلۡفُلۡكِ تُحۡمَلُونَ )
قال المختصر :
ويحصل لكم من خلالها ما ترغبون به مما في أنفسكم من حاجات..
انتهى.
وأخال الكاتب قد خانه التعبير حين قال ( من خلالها)
حيث أراد أن يقول ( بواسطتها) والله أعلم.
أما إن كانت العبارة مقصودة فلا شك عندي في خطأها، وأن هذا المعنى غير متصور أصلا.
وهذا الإشكال يرد أيضا حين تترجم هذه العبارة بمعنى (فيما بينها).
 
وفي معنى قوله تعالى: (فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ).
قال المختصر: فأتم الله خلق السموات في يومين ..
انتهى
فعجبا كيف أهملت صياغة المعنى العدد ( سبع سموات) كما جاء في الآية ؟!

 
وفي معنى قوله تعالى:(وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَتِرُونَ أَن يَشۡهَدَ عَلَيۡكُمۡ سَمۡعُكُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُكُمۡ وَلَا جُلُودُكُمۡ وَلَٰكِن ظَنَنتُمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَا يَعۡلَمُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَعۡمَلُونَ)
جاء في المنتخب:
وما كان باستطاعتكم أن تخفوا أعمالكم القبيحة عن جوارحكم مخافة أن يشهد عليكم سمعكم وأبصاركم وجلودكم ، ولكن كنتم تظنون أن الله لا يعلم كثيراً من أعمالكم ، بسبب إتيانها فى الخفاء.

هذه الصياغة للمعنى مربكة جدا إن ترجمت، إذ سيكون المعنى المترجم في لغة أخرى هو: أنهم كانوا يحاولون في الدنيا إخفاء مايعملونه عن أسماعهم وأبصارهم وجلودهم ولكنهم لم يستطيعوا ذاك !!
القاريء لهذا المعنى سيرتبك كثيرا، فهم ماكانوا يعلمون في الدنيا بأن جوارحهم (أعضائهم) ستشهد عليهم فيحاولوا إخفاء أعمالهم عن أعضائهم الملازمة لهم ! فكيف إذا تُفهم صياغة المنتخب على هذا النحو ؟!
 
يظهر لي أن مؤلفي تفسير كتاب المختصر قد قام بعضهم بتفسير أجزاء من القرآن اعتمدوا فيه لفظة التصديق مرادفة للفظة (الإيمان) حيث ماوردت في القرآن على اختلاف تصريفاتها(يا أيها الذين آمنوا)
ومعلوم أن التصديق يقابله التكذيب، والكافر قد لا يكذب الرسل بل قد يصدقهم ولكنه يكفر ولا يؤمن.
وانظر كلام المختصر في تفسيره لقوله تعالى:(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) النساء 152.
وانظر الأنفال 15/20/24/27/29 وغيرها..
وآخرون منهم قاموا بتفسير أجزاء أخرى من القرآن، فتراهم قد فرقوا بين التصديق والإيمان، والتزموا بلفظة الإيمان وآمَنوا ..
وانظر كلام المختصرفي تفسيره لقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة 153.
وانظرالبقرة 172/178/183 وغيرها ..
 
قال المختصر في تفسيره لقوله تعالى:(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ)
والذين اتخذوا من دون الله، أصناما يوالونهم ويعبدونهم من دون الله، الله لهم بالمرصاد، يسجل عليهم أعمالهم ويجازيهم بها، وما أنت أيها الرسول موكل بحفظ أعمالهم فلن تسأل عن أعمالهم، إنما أنت مبلغ.
انتهى.
الأصل أن أكتب هنا عن ما أراه خطأ في هذه الكتب التي وضعت لغرض ترجمتها !
والمختصر لم يأت هنا بخطأ في المعنى المراد، والله أعلم بمراده، لكن هناك ركة شديدة في صياغة المعنى بالعربية قد تنعكس على الترجمة بصورة أكبر، وصور هذه الركة الآتي:
- تكررت عبارة (من دون الله)مرتين ما بينهما إلا ثلاث كلمات.
- تكررت كلمة (أعمالهم) مرتين في عبارة (وما أنت موكل بحفظ أعمالهم فلن تسأل عن أعمالهم) !
- أهمل المختصر التكرار حيث ينبغي أن يكون حين قال:(وما أنت أيها الرسول موكل بحفظ أعمالهم فلن تسأل عن أعمالهم، إنما أنت مبلغ).
وكان الأولى أن يقول: وما أنت أيها الرسول موكل بحفظ أعمالهم فلن تسأل عنها، إنما أنت موكل بتبليغهم.
والذي أردته بذكر هذا المثال هو التنبيه إلى أن صحة المعنى غير كافية في صياغة كتب التفسير المؤلفة لغرض ترجمتها، إنما سلامة الصياغة من التكرار والركة شرط أساسي لذلك أيضا.
مع ملاحظة أني لا أشترط في صياغة المعنى درجة عالية من البلاغة والبيان في مثل هذه التفاسير المؤلفة لغرض ترجمتها، إنما أشترط خلو الصياغة من الركة التي قد تنعكس بقدر أكبر في اللغة المترجم إليها.
 
لم يحمل المختصر المعنى في قوله تعالى:(تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ ۗ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ ۖ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)
على أن ذلك وصف لحال الكافرين في عرصات القيامة، بل حمل المعنى على أنه وصف لحالهم في الدنيا، وهذا شذوذ في التفسير لم أجد من وافق المختصر عليه، إذ قال: ترى أيها الرسول الظالمين أنفسهم بالشرك بالله والمعاصي خائفين من العقاب بما كسبوا من الإثم، والعقاب واقع بهم لامحالة، فلا ينفعهم الخوف المجرد عن التوبة، ..
انتهى كلام مؤلفي المختصر.
وهذا التفسير شاذ لم أجد من المفسرين من وافقهم عليه.
ولذا جرى التنبيه.
والله أعلم بمراده

 
ومما يشير إلى أن المختصر أقل من الميسر والمنتخب عناية في صياغته لمعاني الآيات بما يجعل الصياغة مناسبة للترجمة، صياغته لمعنى قوله تعالى:(وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ)
إذ قال المختصر: (فليس له ولي من بعده يتولى أمره)
بينما قال الميسر:(فليس له من ناصر يهديه سبيل الرشاد)
وقال المنتخب:(
فليس له ناصر سوى الله يهديه أو يمنعه من العذاب)

وقد قامت الترجمات بترجمة الآية حرفيا موافقة -عرضا- لصياغة المختصر لمعنى الآية، فترجموا المعنى بما مؤداه :( فليس له من ناصر يأتي من حيث الزمن بعد الله)!
ولذا فقد يحتاج المختصر إلى إعادة نظر في صياغاته لمعاني الآيات بما يناسب غرض الترجمة، وإلا فإنه قد يجر المترجمين إلى ترجمة كلام الله تعالى لمعان غير مرادة، والله أعلم بمراده.
 
قال المختصر في تفسيره لقوله تعالى(وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ) :
ولقد اخترنا بني اسرائيل على علم منا على عالمي زمانهم لكثرة أنبيائهم.
انتهى كلام المختصر.
وهذا كلام عربي في غاية الركة والغموض .
فضلا عن غياب الجملة المفيدة أصلا!
فكيف به لو ترجم إلى لغة أخرى؟!
وأعود لتكرار ماأشرت إليه سابقا بأن الغرض من هذا العرض ليس تتبع غلط المؤلفين، إنما التنبيه والتحذير من ترجمة هذه الكتب إلا بعد مراجعات دقيقة لها وفي هدوء وبأناة.
 
وفي معنى قوله تعالى:(وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )
قال المختصر:
ادعوني وحدي واعبدوني وحدي ولاتشركوا بي أحدا..
وأهمل المؤلفون ذكر وعد الله تعالى لعباده بالإجابة على أي وجه من الوجوه التي حمل المفسرون معنى الإجابة عليه !!
وهذا فيه من القصور في أداء المعنى ما يلزم مؤلفي هذا الكتاب بإعادة النظر فيه قبل أن يشرعوا في ترجمته.
أحببت أن أنبه إلى سهو وقع فيه أخي محمد آل الأشرف بشأن وجود إهمال وقصور في تفسير الآية التي ذكرها ذلك إني رجعت إلى المختصر في تفسير القرآن ووجدته تاما لا إهمال فيه ولا قصور

وإليكم ماهو موجود في المختصر
سورة غافر الآية 60 : ( وقال ربكم -أيها الناس-: وحِّدوني في العبادة والمسألة، أجب دعاءكم وأعفُ عنكم وأرحمكم، إن الذين يتعظمون عن إفرادي بالعبادة سيدخلون يوم القيامة جهنم صاغرين ذليلين ).
لذا جرى التنبيه فلعل الأخ محمد آل الأشرف قد وقع في سهو أو أنه ينقل عن طبعة قديمة
فالطبعة المنتشرة الآن هي الثالثة 1436 وهي موجودة في المكتبات و على الأنترنت pdf وموجودة في الشاملة
 
نسخة المختصر التي عندي هي الطبعة ((((الثانية))) ١٤٣٥ مقدمة بقلم الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد غفر الله لهما.
فإن كان قد صُحح هذ الخطأ كما يزعم الأخ عبدالله، فالحمد لله، ويكون المرجو قد حصل.
وإني لأعجب أن يُطبع هذا المؤلف طبعتين متضمنا هذا الخطأ دون تنبه من هذا الجمع من المؤلفين والمراجعين والمشرفين، ولكنه جهد البشر، لابد أن يعتريه شيء من القصور أو الخلل!
والذي دعاني للنظر في هذه المؤلفات الثلاث أنها ألفت لغرض ترجمتها، وبعضها قد ترجم إلى عدد من اللغات ، وبعضها مزمع ترجمته إلى لغات عديدة..
وقد أشرت في مشاركاتي السابقة إلى أن بعضها لا ينبغي ترجمته في صورته الحالية، لا من حيث عدد الأخطاء التي وقع فيها في تفسير عدد من الآيات، ولا من حيث ضعف المراعاة في الصياغة لتكون مناسبة للترجمة، ولا من حيث الركة في البناء اللغوي.
وقد رأيت أنه من واجبي التنبيه على هذا كله لعله يستدرك قبل الشروع في الترجمة، والله المستعان.

ولا أزال على طلبي من الأخ عبدالله السبيعي أن لا يشارك في موضوع أكتبه في هذا الملتقى المبارك، إلا أن يكون عضوا في الفريق الذي أخرج كتاب المختصر، فإنه حينئذ يكون طرفا يرد على نقد وجه إلى إلى هذا العمل، وعساه أن يكون في منجاة من ذلك!
 
عودة
أعلى