حتى نتجنب الجدال واللف والدوران
لا أبغي الا النصيحة :
- فلنراجع كتب اداب العالم والمتعلم :
انه اذا أخطأ العالم فرده يكون بمقارعة الحجة بالحجة اذا كنتَ عالم ،
اما اذا كنتَ طالب علم وتريد ان ترد على العالم فعليك بخفض الجناح اولا ثم عرض ما تراه من ادلة يغلب على ظنك انها ترد على هذا العالم الذي أخطأ.
اما اذا كنت عامي فألتزم بقول العالم او اسأل اهل العلم.
- والفرق بين العالم وطالب العلم فرق نسبي، فكل عالمٍ طالب علم حتى يلقى ربه، وقد قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى (مع المحبرة حتى المقبرة).
إلا أن العالم هو الذي يجمع بين الفقه في دين الله تعالى والتعبد له، فليس العلم وحده كافيًا، بل يتعين أن يضاف إليه قدر زائد وهو الفهم؛ فالعالم الرباني لا يقتصر على حفظ المتون فقط، بل يحتاج معه إلى فهم مقاصد الشريعة العامة، وقواعد الاستنباط، والكفاءة في إنزال أدلة الشرع ومسائل الفقه على حال الناس ، فيتمكن من إجابة السائل، وإفتاء المستفتين، والنظر في النوازل، فهو بهذا الوصف والاعتبار عالم،
لكنه أيضاً يظل بحاجة متجددة إلى زيادة علمه ومراجعته، والله عز وجل يقول: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً".
متى يخرج المرء من دائرة أهل السنة و الجماعة؟؟؟
يجب أن نفرق بين من وقع في بدعة أو خطأ من علماء أهل السنة والجماعة الذين ينطلقون في استدلالهم من الحديث والأثر ، وبين من وقع في بدعة من أهل الأهواء والبدع الذين ينطلقون من أصول وقواعد مبتدعة أو منهج غير منهج أهل السنة و الجماعة.
- قال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام : " المسألة الخامسة : وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقاً بخلافها للفرقة الناجية في معنىً كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة لا في جزئي من الجزئيات إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعاً و إنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية لأن الكليات تقتضي عدداً من الجزئيات غير قليل و شأنها في الغالب أن لا يختص بمحل دون محل ولا باب دون باب ".اهـ
- ويقول شيخ الإسلام: بَلْ الْأَسْمَاءُ الَّتِي قَدْ يَسُوغُ التَّسَمِّي بِهَا مِثْلُ انْتِسَابِ النَّاسِ إلَى إمَامٍ كَالْحَنَفِيِّ وَالْمَالِكِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَالْحَنْبَلِيِّ أَوْ إلَى شَيْخٍ كَالْقَادِرِيِّ والعدوي وَنَحْوِهِمْ أَوْ مِثْلُ الِانْتِسَابِ إلَى الْقَبَائِلِ: كَالْقَيْسِيِّ وَالْيَمَانِيِّ وَإِلَى الْأَمْصَارِ كَالشَّامِيِّ وَالْعِرَاقِيِّ وَالْمِصْرِيِّ.
فَلَا يَجُوزُ لِأَحَدِ أَنْ يَمْتَحِنَ النَّاسَ بِهَا وَلَا يُوَالِيَ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَلَا يُعَادِيَ عَلَيْهَا بَلْ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ مِنْ أَيِّ طَائِفَةٍ كَانَ. اهـ
- وقال سعيد بن جبير : لا يزال الرجل عالما ما تعلم ، فإذا ترك العلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون .
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى : أدركت عشرين ومائة من الانصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل احدهم عن المسئلة فيردها هذا الى هذا ، وهذا الى هذا ، حتى ترجع الى الاول.
وفي رواية : ما منهم من يحدث بحديث إلا ود أخاه كفاه إياه ، ولا يُستفتى عن شيئ الا ود أخاه كفاه الفتيا.
فاذا قلنا لابد من التفريق بين المسائل البدعية والاجتهادية ، زدت كبرا وعلى صوتك لابد ان نحارب البدعة ،
واذا سكتنا لما انت فيه من فهم او وهم قلت انسحب وانزوى ، هذه علامة الجدال المذموم !
قال ابن المنكدر : العالِم بين الله تعالى وخلقه فلينظر كيف يدخل بينهم .