أبو أحمد عبدالمقصود
New member
- إنضم
- 12/08/2005
- المشاركات
- 84
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
. محمد عمارة : بتاريخ 8 - 10 - 2007
للعلامة أبو الأعلى المودودي [ 1321 ـ 1399 هـ ـ 1903 ـ 1979م] ـ وهو أبرز زعماء الصحوة الإسلامية المعاصرة في شبه القارة الهندية ـ كتاب صغير الحجم كبير الأهمية ـ عنوانه : (موجز تاريخ إحياء الدين وتجديده).. عرض فيه لمشاريع التجديد وإنجازات المجددين في التاريخ الإسلامي.. وقدم فيه دراسة نقدية ـ ومقارنة ـ بين هؤلاء المجددين..
وفي دراسته المقارنة بين حجة الإسلام الغزالي [ 456 ـ 505 هـ ـ 1058 ـ 1111م] وبين شيخ الإسلام ابن تيمية [ 661 ـ 728 هـ ـ 1263 ـ 1328م] رجح المودودي كفة المشروع التجديدي لابن تيمية على نظيره عند الغزالي وكتب يقول : "لقد تخللت عمل الغزالي التجديدي ـ مع عظمته التي أكسبته صفة حجة الإسلام ـ نقائص من الجهة العلمية والفكرية ، تقسم على ثلاثة أنواع :
نوع منها : ضعف الإمام في علم الحديث والنوع الثاني : كان منشؤه استيلاء العلوم العقلية على ذهنه والنوع الثالث : وقع في أعماله لميلانه المتطرف للتصوف"
وبعد هذا النقد ـ الذي اختلف فيه مع العلامة المودودي ـ يتحدث عن مشروع ابن تيمية لتجديد الدين وإحيائه ، فرآه "قد وفق في توسيع دائرة العمل الذي تركه الإمام الغزالي بوجه أحسن وأتم . فهو أولا : انتقد المنطق والفلسفة اليونانية انتقادا أشد وأدق مما فعله الإمام الغزالي. وثانيا : أقام من الأدلة والبراهين على استقامة عقائد الإسلام وأحكامه وقوانينه ما كان يفوق أدلة الإمام الغزالي سوغانا في العقل وأحوى منها لروح الإسلام وثالثًا : لم يجترئ برفع النكير على التقليد الجامد فحسب ، بل ضرب المثال بمزاولة الاجتهاد على طريقة المجتهدين من القرون الأولى. رابعا : جاهد البدع وتقاليد الشرك وضلال العقائد والأخلاق جهادا قويا عنيفا ولاقى في سبيل ذلك أعظم المصائب.. ومضافا إلى هذا العمل التجديدي ، جاهد بالسيف همجية التتار ووحشيتهم"..
ولم ينس المودودي ـ مع هذا الإعجاب بشيخ الإسلام ابن تيمية ـ أن ينبه على الثغرة التي ، ضعفت مشروعه التجديدي .. وهي افتقاره إلى السلطة السياسية، التي تضعفه في الممارسة والتطبيق.. فابن تيمية ـ برأي المودودي ـ "لم يوفق لبعث حركة سياسية في المسلمين ، يحدث بها الانقلاب في نظام الحكم ، وتنتقل مقاليد الحكم والسلطة من أيدي الجاهلية إلى أيدي الإسلام"!..
هكذا عرض المودودي لمشاريع التجديد عند الغزالي وابن تيمية.. ومع أننا نختلف مع العلامة المودودي في غضه من شأن إنجازات الغزالي ـ الذي مثل ولا يزال ظاهرة فكرية في عالم الإسلام وخارج عالم الإسلام ـ .. كما نختلف معه في إطلاق صفة الجاهلية على عصر ابن تيمية .. إلا أن الحقيقة المبتغاة من وراء الإشارة إلى هذا الموضوع هي التأكيد على أن فكر ابن تيمية قد كان حاضرا ومؤثرا في فكر الصحوة الإسلامية الحديثة والمعاصرة ـ سواء في مصر ـ عند الإمام محمد عبده ـ أو في المغرب العربي ـ عند ابن باديس.. والبشير الإبراهيمي ـ أو في المشرق العربي ـ عند الطاهر الجزائري ـ وحتى المشرق الإسلامي ـ عند العلامة المودودي ـ ..
نعم .. لقد تجاوز الزمن بعض أثاره .. لكن الكثير من معالم منهجه لا تزال صالحة للعطاء.
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=39509&Page=1&Part=2
للعلامة أبو الأعلى المودودي [ 1321 ـ 1399 هـ ـ 1903 ـ 1979م] ـ وهو أبرز زعماء الصحوة الإسلامية المعاصرة في شبه القارة الهندية ـ كتاب صغير الحجم كبير الأهمية ـ عنوانه : (موجز تاريخ إحياء الدين وتجديده).. عرض فيه لمشاريع التجديد وإنجازات المجددين في التاريخ الإسلامي.. وقدم فيه دراسة نقدية ـ ومقارنة ـ بين هؤلاء المجددين..
وفي دراسته المقارنة بين حجة الإسلام الغزالي [ 456 ـ 505 هـ ـ 1058 ـ 1111م] وبين شيخ الإسلام ابن تيمية [ 661 ـ 728 هـ ـ 1263 ـ 1328م] رجح المودودي كفة المشروع التجديدي لابن تيمية على نظيره عند الغزالي وكتب يقول : "لقد تخللت عمل الغزالي التجديدي ـ مع عظمته التي أكسبته صفة حجة الإسلام ـ نقائص من الجهة العلمية والفكرية ، تقسم على ثلاثة أنواع :
نوع منها : ضعف الإمام في علم الحديث والنوع الثاني : كان منشؤه استيلاء العلوم العقلية على ذهنه والنوع الثالث : وقع في أعماله لميلانه المتطرف للتصوف"
وبعد هذا النقد ـ الذي اختلف فيه مع العلامة المودودي ـ يتحدث عن مشروع ابن تيمية لتجديد الدين وإحيائه ، فرآه "قد وفق في توسيع دائرة العمل الذي تركه الإمام الغزالي بوجه أحسن وأتم . فهو أولا : انتقد المنطق والفلسفة اليونانية انتقادا أشد وأدق مما فعله الإمام الغزالي. وثانيا : أقام من الأدلة والبراهين على استقامة عقائد الإسلام وأحكامه وقوانينه ما كان يفوق أدلة الإمام الغزالي سوغانا في العقل وأحوى منها لروح الإسلام وثالثًا : لم يجترئ برفع النكير على التقليد الجامد فحسب ، بل ضرب المثال بمزاولة الاجتهاد على طريقة المجتهدين من القرون الأولى. رابعا : جاهد البدع وتقاليد الشرك وضلال العقائد والأخلاق جهادا قويا عنيفا ولاقى في سبيل ذلك أعظم المصائب.. ومضافا إلى هذا العمل التجديدي ، جاهد بالسيف همجية التتار ووحشيتهم"..
ولم ينس المودودي ـ مع هذا الإعجاب بشيخ الإسلام ابن تيمية ـ أن ينبه على الثغرة التي ، ضعفت مشروعه التجديدي .. وهي افتقاره إلى السلطة السياسية، التي تضعفه في الممارسة والتطبيق.. فابن تيمية ـ برأي المودودي ـ "لم يوفق لبعث حركة سياسية في المسلمين ، يحدث بها الانقلاب في نظام الحكم ، وتنتقل مقاليد الحكم والسلطة من أيدي الجاهلية إلى أيدي الإسلام"!..
هكذا عرض المودودي لمشاريع التجديد عند الغزالي وابن تيمية.. ومع أننا نختلف مع العلامة المودودي في غضه من شأن إنجازات الغزالي ـ الذي مثل ولا يزال ظاهرة فكرية في عالم الإسلام وخارج عالم الإسلام ـ .. كما نختلف معه في إطلاق صفة الجاهلية على عصر ابن تيمية .. إلا أن الحقيقة المبتغاة من وراء الإشارة إلى هذا الموضوع هي التأكيد على أن فكر ابن تيمية قد كان حاضرا ومؤثرا في فكر الصحوة الإسلامية الحديثة والمعاصرة ـ سواء في مصر ـ عند الإمام محمد عبده ـ أو في المغرب العربي ـ عند ابن باديس.. والبشير الإبراهيمي ـ أو في المشرق العربي ـ عند الطاهر الجزائري ـ وحتى المشرق الإسلامي ـ عند العلامة المودودي ـ ..
نعم .. لقد تجاوز الزمن بعض أثاره .. لكن الكثير من معالم منهجه لا تزال صالحة للعطاء.
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=39509&Page=1&Part=2