المنهج السانكروني في الدراسات القرآنية... ميشيل كويبرس أنموذجًا

إنضم
21/03/2013
المشاركات
562
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
....
المنهج السانكروني في الدراسات القرآنية... ميشيل كويبرس أنموذجًا

من خلال متابعتي للترجمات التي نشرها قسم الترجمات بمركز تفسير، أشكر للمركز تحمسه ونشاطه، ولا أنس أن أشكره أيضًا عن دعوته لي وطلبه مني قائمة للترجمة، أوائل ما رشحته له -بفضل الله وتوفيقه- ترجمته أحدثت حراكًا ...
لكن كما يقال لكل جواد كبوة، أحذر من أن تتحول الكبوة لكبوات طالما حذرت منها، وأنا أرصد كم الاستدلالات، وغلبة الرؤية الشخصية بما ينذر بشر العواقب، فبدلًا من أن تعطينا الترجمة رؤية كاشفة، إذا بها تتحمس لتبني منهجية بعينها، وهمًا بأنها الأصوب....
تحمس بعض المسئولين في مكتب القاهرة -التابع لمركز تفسير- للمنهج (السانكروني) ووسط حيرة وارتباك المسؤولين عن قسم الترجمات في المركز الرئيس بالرياض، لعله لقلة الخبرة والنضج وندرة النصح والمشورة...
استطاع هذا المترجم أن يولد قناعة بأن(السانكروني) المنهج الأفضل، وإن الدراسة السانكرونية تجاوزت فكرتين أساسيتين:
زعم بأنها تجاوز نظرية التأثّر والتأثير والبحث عن أصول ومصادر النصّ القرآني في الكتابات الاستشراقية الكلاسيكية، وهذا خطأ محض... بل تندرج في التأثّر والتأثير، غاب عليه أن التحليل البلاغي(السانكروني) يندرج تحت مسمى رئيس البلاغة السامية...
ثانيًا: تجاوز استشكال بُنية النصّ القرآني من جهة كونها غير خطّية وكذلك غير موضوعية.
لم تتجاوزها...غاب عليه أيضًا أن التحليل السانكروني يحاول حصر قرآنية القرآن في البلاغة السامية، وهذا حصر يضيق على استيعاب القرآن فضلًا عن ضحالة تجاربه، وليس كما وهم بأنه "المفتاح الوحيد لجعل أفكار النصّ جلية للقارئ الغربي".
وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه تحمس وقرر... "جعلنا أحد المحاور الرئيسة في هذ الملف، هو: «الاتجاه البلاغي في دراسة القرآن»، والذي يُعَدُّ ميشيل كويبرس من أبرز أعلامه بل رائد تطبيقه في القرآن تحديدًا، وقد جعلنا لمواد هذا الاتجاه تحديدًا المساحة الأكبر في الملف؛ كونه من أبرز الاتجاهات التزامنية التي تركز على استكشاف بنيات النصّ من داخله، وطرائق تركُّبه وبنائه بصورة دقيقة ومركزة."
وهذه كارثة بدلًا من الاقتصار على إعطاء رؤية كاشفة، يتحمس باندفاع لتبني اتجاه وجد وهمًا...
لهذا يحتم علينا مناقشة الدراسة السانكرونية وتجليتها...
 
الخطاب الساميّ

اللغة الساميّة
"افترض علماء اللغويات أن اللغة الساميّة (Proto-Semitic) الأم كانت موجودة في حقبة الألفية الرابعة ق.م في نفس الفترة التي يفترض وجود اللغة الهندي-أوروبية الأم فيها أيضًا واللغات الساميّة تسمية حديثة نسبياً أطلق هذا الاسم عالم اللاهوت الألماني لوتسر[SUP] ([/SUP]Schlozer[SUP]) [/SUP]سنة 1781م في أبحاثه وتحقيقاته في تاريخ الأمم البعيدة لتكون عَلماً على عدد من الشعوب[1] وشاعت هذه التسمية وأصبحت علماً لهذه المجموعة من الشعوب عند عدد كبير من العلماء على الرغم من أن هذه التسمية لا تستند إلى واقع تاريخي أو إلى أسس علمية عرقية متفق عليها أو وجهة نظر لغوية مدَعمة بنظريات لغوية تقوم عليها[2].
اختلف علماء[3] الساميّات حول الموطن الأصلي للغة الساميّة وأشهر الآراء في هذا الباب هي الخمسة التالية: أرض أرمينية وكردستان[4][SUP].[/SUP]وأرض بابل في العراق أي جنوب العراق[5] وأرض افريقيا[6] وشمال سورية (بلاد آمورو) كما كانت تسمى في النقوش القديمة[7] وجزيرة العرب[8]

هناك اعتقاد أن الشعوب الساميّة أدنى مستوى من الشعوب الآرية وأنهم مختلفون في التركيب البيولوجي عن الغربيين وأنهم أحط من الأوربيين في العقلية وهذا الرأي جاء في بحوث[9] المؤرخ وعالم اللغة الفرنسي أرنست رينان (Ernest Renan (1823 - 1892)
في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي فقد اهتم رينان بموضوع الساميّين وتحدث عن دياناتهم ولغاتهم كما أنه وضع كتاباً وخلص إلى أن العرق الساميّ يمتاز بطبع متشدد عموماً وضيق وأناني ولذا يندر أن نجد في السلالة الساميّة رهافة الحس الأخلاقي التي هي وقف على السلالات الألمانية والسلتية وافترض أن العرق السامي يتميز سياسياً بالبساطة فمجتمعه الحقيقي مجتمع الخيمة والقبيلة وانتهى إلى تلخيص وضعهم في ثلاث كلمات: ثيوقراطية وفوضوية واستبداد.
وطالع الباحث كتابه[10] وتناول الشعوب الساميّة في تاريخ المسيحية وأكد بأنهم ليسوا عرقاً عظيماً[11] وتناول الديانات الساميّة[12] وأعلى شأن العرق الهندي أوربي[13]وقارن وأعلى نفس العرق[14] وأدان العقلية السامية وخصوصاً التي يمثلها الإسلام في أيامه وأن الإسلام فانتازيا وشبه الإسلام مثل أسبانيا تحت قيادة فيليب[15] وتناول اليهود[16] وأعلى من شأن الدين المسيحي على اليهود[17]
وعلى الرغم من النزعة التي اتضحت في كتابات رينان والتي تنم عن سقطة معرفية إلا أن عدداً غير قليل من الفلاسفة والعلماء أخذ بنظرية رينان هذه وظل كثيرون يعتقدون بها حتى السنوات الأخيرة[18] مما حدا ببعض اللغويين إلى الدعوة إلى نبذ هذه التسميات وعدوها تسميات تريد طمس الحقائق والنيل من التاريخ ومن هنا جاءت الدعوة إلى إبدال هذه التسمية بتسمية ( اللغات الجزرية[19]) ويراد باللغات السامية- الجزرية[20] (مجموعة من اللغات التي نطقت بها الشعوب التي كانت تسكن الجزيرة العربية وهي اللغة البابلية والآشورية والعربية والعبرية والآرامية والفينيقية والحبشية[21][SUP]"[/SUP])
البلاغة الساميّة
يقول كوبيرس:" (ما قاعدة القرآن؟ البلاغة الساميّة في الواقع يُظهِر التحليل الهيكليّ أنَّه شديد الإتقان من الناحية الأدبيّة وأنّ قواعد نظمه هي قواعد الكتاب المقدّس ذاتها انطلق بحثي حول القرآن والذي شهد أوّل محطة وصولٍ لدى نشر كتاب (Le Festin. Une lecture de la sourate al-Mâ’ida) من خلال سؤال ولِقاء في الوقت عينه يخالج كلّ قارئ غير مُسلِم لم يربى مع القرآن منذ طفولته شعورٌ بِالارتباك وبعدها فوراً بالإحباط مِن غياب النظم الَّذي يعمّ النَص ظاهريًّا خاصّةً إذا ما قرأهُ مترجَماً وبما أنني اختبرتُ هذا الشعور شخصيًّا فقد تساءلتُ: هل من المُمكِن أن يكون نصٌّ بِهذه الأهميّة الدينيّة والثقافيّة غيرَ مُنتظم كما يبدو عند قراءته لِلمرّة الأولى؟
لم أجد جوابًا مُرضيًا تمامًا على هذا التساؤل لم تأتني بالجواب الدراساتُ الإسلاميّة أو القرآنيّة بل لقائي بأوائل كُتُب رولان مينيه النظرية وهو أستاذ تفسير نصوص الكتاب المقدّس في جامعة روما الغريغوريّة: L’analyse rhétorique (1989) و Réthorique sémitique (1998 للطبعة الفرنسية المراجعة والموسّعة ولكنّ الطبعة العربية تعود إلى عام 1993 بعنوان «طريقة التحليل البلاغيّ والتفسير: تحليلات نصوص من الكتاب المقدس ومن الحديث النبويّ»، دار المشرق، بيروت).
بما أنَّ هذه الأعمال الأخيرة حلَّلَت نصوصًا من الكتاب المقدس والحديث النبويّ بِنفس المنهج، فقد خطرت لي فكرة تطبيق الطريقة نفسها على النصّ القرآنيّ أيضًا وبيّنت المحاولات الأولى فورًا قدرتها على إعطاء نتائج جيّدة وبعد أن نشرتُ سلسلةً من المقالات حول تحليل حوالي ثلاثين سورة قصيرة أو متوسّطة الطول من (السور المكيّة) وبدت لي ضروريّة دراسة سورة مدنيّة طويلة اخترتُ السورة الخامسة (سورة المائدة) لأنّها تُعتبَر، وفق أحد التقاليد، السورة الأخيرة زمنيًّا في الوحي القرآنيّ؛ بِهذا الشكل يُعطى البرهان، قدر الإمكان، حول صلاحيّة هذا المنهج في النصوص التي تعود إلى بداية الدعوة المحمّديّة ونهايتها على السواء ممّا يسمح بالتأكيد بصورة منطقيّة قريبة من الواقع بأنَّ القرآن بِكامله مَبنيٌّ على مبادئ النَظم نفسها لبحثي إذًا طابعٌ يشمل علومًا متعدّدة لدرجة كبيرة حيث أُطبِّق على التفسير القرآنيّ نظام التحليل نفسه الذّي استُعمِل في تفسير الكتاب المقدّس دون تغيير النظريّة بتاتًا ما يؤكِّد صلاحيّته[22]). "
منقول من بحث محكم بعنوان "هل القرآن خطاب سامي...قراءة في أعمال ميشيل كوبيرس"


[1] د. صبحي الصالح، دراسات في فقه اللغة، ص47

[2] د.سامي الأحمد، المدخل إلى تاريخ اللغات الجزرية، ص24

[3] الدكتور صالح العلي، محاضرات في تاريخ العرب، بغداد، 1/9

[4] المصدر السابق، 9-13

[5] المصدر السابق، ص10 ود . علي عبد الواحد وافي، فقه اللغة، ص6

[6] المصدران السابقان، ص10-11، وص6 على التوالي.

[7] د.العلي، محاضرات في تاريخ العرب، مصدر سابق، ص10-11

[8] إبراهيم كايد، العربية بين الساميات، ص72

[9]Ernest Renan, De l'Origine du Langage 1848./2009
Histoire Générale et Systèmes Comparés des Langues Sémitiques 1855.
Études d'Histoire Religieuse 1875.

[10] Ernest Renan, Studies of Religious History and Criticism, 2016 , Octavius Brooks Frothingham.

[11] Ibid, p.50

[12] Ibid, pp.32 &95

[13] Ibid, p.33

[14] Ibid, p.141

[15] Ibid, p.154

[16] Ibid, p.96

[17] Ibid, p.196

[18] د.صالح العلي، محاضرات في تاريخ العرب، ص 8

[19] فقه اللغة، مصدر سابق، ص 24

[20] مشتاق عباس، المعجم المفصل في فقه اللغة، ص76

[21] د.حاتم صالح ، فقه اللغة، ص24

[22] Michel Cuypers, The Rule of the Koran? Semitic Rhetoric, The journal, Arabo-Islamic Classics, Year 5 N.10 December 2009
 
الخطاب الساميّ بين لوند ومينيه.


"اهتدى ميشيل كويبرس في تطبيقاته على عمل رولان مينيه.
يقول كويبرس: (طلبي الأول من التحليل البنيوي الحديث (على ما أظن) مبني على نظريات رولان بارث، وتزفيتان تودوروف وجيرار جينت) للأسف! لم يقدموا نتائج مرضية، ثم قمت بدراسة عمل رولان مينيه- أستاذ التفسير اليسوعي للكتاب المقدس في الجامعة الغريغورية في روما- الذي اقتنع في ضوء وسائل تحليل النصوص التوراتية، أنها تَستنِدُ في المقام الأول على مجموعة من التماثلات/التوازيات: التوازي وتكوين مرآة والتراكيب المتحدة المركز طبقتُ طريقتَه بكل تعقيداتها على النص القرآني، سرعان ما ظهرت السور التي تبدو مجزَّأة، وهي في الواقع متماسكة بقوة، وشُيِّدتْ بِنيتُها بدقة وذكاء، على الرغم من المظهر، فلا يوجد أيُّ تناقض في القرآن، وظل التماسُك تماسكًا حقيقيًّا وقويًّا ودافعًا.
مع رولان مينيه، وضحت سمةُ نظام "الخطابية الساميّة"؛ لأن تُطبَّق بالتساوي على النصوص العبرية في الكتاب المقدس والنصوص العربية في القرآن.
يُفترض أن الخطاب الساميّ خطاب يتميز في اللغات الساميّة في البلاغة الساميّة يعد الوسط كَمفتاح تفسير النصّ بمُجمله وأنها تَستنِدُ في المقام الأول على مجموعة من التماثلات/ التوازيات: التوازي (AB / A'B ') وتكوين مرآة (AB / B'A') أي الانعكاس، والتراكيب المتحدة المركز (AB / X / B'A ')
التوازي المقلوب parallelism عبر عنه لوند (A B C C' B' A) يركز التحليل البلاغي خصوصاً على تحديد وتوضيح مزايا فريدة من الوضع بما في ذلك التقنيات الواضحة في النص ذاته والميزات ذات الصلة بالإعداد الثقافي والتي يتم من خلالها متابعة هذا الغرض.
رولان مينيه
اعترف ميشيل كويبرس قائلاً:( طلبي الأول من التحليل البنيوي الحديث (على ما أظن) مبني على نظريات رولان بارث، وتزفيتان تودوروف وجيرار جينت) للأسف! لم يقدموا نتائج مرضية، ثم قمت بدراسة عمل رولان مينيه- أستاذ التفسير اليسوعي للكتاب المقدس في الجامعة الغريغورية في روما- الذي اقتنع في ضوء وسائل تحليل النصوص التوراتية، أنها تَستنِدُ في المقام الأول على مجموعة من التماثلات: التوازي ).
فعلى الباحث أن يعرج سريعا على رولان مينيه (والبنيتان الأساسيَّـتان هما التوازن المتوازي (أو التوازي: Parallélisme )، والتوازن المشترك الوسط (أو القلب: Chiasme ). ففي البنية الأولى تعود العناصر نفسها فتَـرِد حسب النمط الذي سبق لها أن وردت فيه، وفي البنية الثانية تعود العناصر نفسها فتَـرِد على عكس النمط الذي سبق لها أن وردت فيه. ويمكن أن نختصر البنيتَـين بالنموذجين التاليين:
- التوازن المتوازي: أ - ب - ج / أ1 - ب1 - ج1.
- التوازن المشترك الوسط: أ - ب - ج / ج1 - ب1 - أ1 .
ويضيف ميشيل كويبرس:( مع رولان مينيه، وضحت سمةُ نظام "الخطابية الساميّة"؛ لأن تُطبَّق بالتساوي على النصوص العبرية في الكتاب المقدس والنصوص العربية في القرآن الكريم، والتي جعلت من الممكن تمييز هذا الخطاب عن الخطاب اليوناني المختلف جدًّا، بدلاً من إجراء اتصالات بين الوحدات الأدبية المتناظرة، تتكون نصوص البلاغة اليونانية بطريقة أكثر خطيَّة، تتكون من مقدمة، وتَمرُّ بتطور منطقي مستمر إلى أن تخلص إلى النتيجة، هذه طريقة تكوينها، وُرِثتْ من الإغريق، وهذا مألوف جدًّا بالنسبة لنا - كغربيين - لأنه أصبح من الصعب علينا أن ندخل في منطق النصوص الساميّة، هذا هو السبب الذي يجعلها تبدو لنا وكأنها غيرُ متناسقة، وهي لا تكون كذلك إطلاقًا).
لاحظ الباحث أن كويبرس يطبق المنهج بطريقة مجزأة على آيات بعينها أو سورة واحدة ولا يجمع بين النصوص كما يفعل مينيه.


لوند وقوانينه السبعة
على الرغم من أن لوند اتخذ من سفر الرؤيا مثالاً لأفضل تطبيقاته، ولم يطبق ذلك على القرآن، بالفحص والمراجعة لاحظ الباحث أن كويبرس استخدم في كتابه (نظم القرآن التحليل البلاغي ) خمسة قوانين من قوانين لوند السبعة على سبيل المثال استخدم القانون الأول: المركز دائماً ما يكون نقطة تحول وقد يتكون المركز من سطر واحد أو سطرين أو ثلاثة أو حتى أربعة سطور ." منقول من بحث محكم"
 
انتقادات وجهت للمنهج فأبطلته.
أقوى نقد وجه للمنهج وكاد يحطمه تماماً جاء من أكثر الناس معرفة بالمنهج كيف لا وهو مصممه ومطبقه فقد جاء من رولاند منيه نفسه فلو عرف الرجل كفاءة تطبيقه في القرآن لكان أول من طبقه وهذا ما أكد بعدم صلاحية المنهج لدراسة القرآن وبحسم شديد علق على تحليل كويبرس لسورة المائدة قال سورة المائدة تظهر كتكتّل للوحدات المختلفة التي لا علاقة بينهما!
أبطل العلاقات التي أوجدها كوبيرس يقول مينيه معلقاً على تحليل ميشيل كويبرس لسورة المائدة: (يقدم هذه القراءة التي قدمها خدمات لجعل المسيحية بارزة لهؤلاء المسلمين الذين يعملون من أجل تجديد التفسير القرآني لاستخراج مادة قادرة على التجاوز للاتفاق مع الدعوة إلى الانضمام لرسالة المؤسسين في القرن.
لديه فعلاً لاحظت من المواد الهامة في مجلات مختلفة، لاسيما في السور القصيرة في القرآن، وتلك التي توجد في نهاية الكتاب قد ظهر أيضاً أن قصار السور لا توضع عشوائياً، ولكن ترتب في أزواج-كبعض المزامير ضمن المجموعة التي تمثل بسالتير le Psautier -، وتشكل أيضاً مجموعات من السور أربعة أو ستة أنها المرة الأولى التي يقوم بتحليل سورة من أوائل السور، وهي الأكثر تقدماً ونحن نعلم في الواقع أنه عملياً يتم ترتيب السور في ترتيب إنقاص الطول، الفترة الأولى للدعوة إلى محمد (السور المكية) والفترة الثانية (السور المدنية).
اختار لتحليله والتعليق السورة الخامسة، عادة بسم (المائدة) طبقاً للمترجمين هذا السورة لها أهمية خاصة، ليس فقط لتميزها بالطول (120 آية)، ولكن لأن معظمها يتناول موضوعاً بالغ الأهمية: العلاقة بين الإسلام والأديان مع بعضهم البعض أنها كانت في سياق الاتصال والصراع الناشئ: وبخاصة اليهود والمسيحيين فضلاً عن ذلك في رأي الكثيرين، كانت هذا السورة آخر الوحي وبها وصية واضحة جداً شقيق يسوع، ميشيل كويبرس أمضى عشر سنوات في إيران حيث واصل دراسته في الأدب الفارسي وأصبح مهتماً بالتحليل البنيوي للسرد منذ عام 1989م وهو يعمل في المعهد (معهد الدومنيكان للدراسات الشرقية) في القاهرة ويطبق تحليل البلاغ السامية للكتاب المقدس وللقرآن ويعمق البحث في العلاقات الاتصالية لربط القرآن بالكتابات المقدسة منذ وقت سابق وبالمثل تماماً لما يحدث للعديد من النصوص التوراتية-الأنبياء والأناجيل من بين أمور أخرى-، القرآن بشكل عام وسورة رقم 5 بصفة خاصة تظهر كتكتّل للوحدات المختلفة لا علاقة بينهما يمكن تفعيلها بالتحليل الساميّ ).
يفهم من هذا أن جهود كويبرس مثل جهود ترزي يحاول أن يطبق مقاييس تفصيل البدلة الغربية على الجلابية أو يقص العباءة على طريقة الفستان.
انتقادات وجهت للتطبيق فعطلته.
تباين المحللين فاضح.
لا يوجد شكل ثابت في المنهج بحيث يمكن تطبيقه بصرامة وتتفق حوله الآراء.
قال بت: (واضح على ما يبدو أن التحليل البنيوي قادر على حل السؤال القديم عن وضعية (بسم الله) التحليل أعلاه يظهر أن ميشيل كويبرس وجد بسم الله (بسم الله الرحمن الرحيم) كونها جزءاً لا يتجزأ من سورة الفاتحة، وبين بسم الله كما الآية رقم 1 من سورة الفاتحة لكن البروفيسور ريمون فارين استخدم نفس التحليل في كتابه إلا أننا نلاحظ التناقض في عد (البسملة) فهو لم يعدها هنا ولا في أي مكان آخر ومن الناحية الهيكلية فإنها لا تساهم في السورة ولم يعتبرها فارين من نص الفاتحة وجعل (الحمد لله) الآية الأولى من سورة الفاتحة وصمم الهيكل مختلف تماماً وقال أنه تبين كيف تشكل الآيات الثلاث الأولى حلقة صغيرة ثم الآية الرابعة (إياك نعبد وإياك نستعين) والتي تتكون من جزأين والآيتين الأخيرتين 5-6 تشكل الحلقة الثانية ).
حطت الانتقادات المنهج وحطمته
 
بارك الله فيكم يا د.عبدالرحمن على هذه التعقيبات والتعقبات لهذه المقالات وهي مما يثري ويقوم الجهد المبذول بإذن الله فاستمروا في ذلك زادكم الله علما وفقها وتوفيقا.
 
وفيكم شيخنا أ.د.عبد الرحمن الشهري
إن متابعتكم وتشجيعكم نستمد منهما العون ونرجوا التوفيق بالصواب وشاكر لمرورك الكريم وحسن اهتمامكم وتشجيعكم
 
عودة
أعلى