المنسوخ من آيات القرآن الكريم ( بحث مفيد للشيخ عبدالرحمن الشهري )

إنضم
04/04/2003
المشاركات
172
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فهذا بحث مفيد للشيخ / عبدالرحمن بن معاضة الشهري وفقه الله ، حرره الشيخ – كعادته – بما يسر الناظرين ، والداعي إلى إبرازه هنا مع أنه مأخوذ من هذا الملتقى أمران :
1. أنه جاء بين ثنايا الردود على موضوع لأحد الإخوة ، وسرعان ماتزحلق عن الصفحة الرئيسة .
2. أنه كتب قبل ثلاثة أسابيع أو أربعة فيما أظن ، وذلك الوقت كان المنتدى يعاني من فترة البيات الصيفي ، أما وقد عادت الطيور إلى أوكارها ، وألقى الناس عنهم عصى الترحال ، فكان من المناسب أن يعاد نشره في موضوع مستقل .
يقول جزاه الله خيرا :

موضوع النسخ من موضوعات علوم القرآن الكريم التي كتبت فيها مؤلفات كثيرة جداً في القديم والحديث ، لأهميتها ، ولما يترتب على معرفتها من الفهم الصحيح لكلام الله وخطابه.
وأفضل من كتب في موضوع النسخ في القرآن الكريم من المتقدمين أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ في كتابه (الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز وما فيه من الفرائض والسنن) وقد حققه محمد بن صالح المديفر.
وأفضل من كتب في النسخ في القرآن من المتأخرين الدكتور مصطفى زيد رحمه الله في كتابه (النسخ في القرآن الكريم).
وقد كتب الدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي وفقه الله كتاباً في الآيات المنسوخة في القرآن الكريم عنوانه (الآيات المنسوخة في القرآن الكريم) وطبعته مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة ذكر فيه أن ما ثبت عنده نسخه من الآيات تسع آيات فقط ، دخلها نسخ في سبعة موضوعات ، ولم يجد آية اتفق العلماء على نسخها غير آية تقديم الصدقة لأجل النجوى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما غيرها من الآيات ففيها خلاف.
وبهذا يتبين أن الآيات المنسوخة في القرآن الكريم - أخي الكريم- قليلة جداً في القرآن الكريم. وليست كما يصورها بعض من كتب في النسخ في القرآن أنها بالمئات. والسبب في الخلاف في النسخ والآيات المنسوخة عدم الاتفاق على مدلول النسخ بين المؤلفين في الناسخ والمنسوخ ، وقد اشار إلى ذلك جملة من المؤلفين في الناسخ والمنسوخ ، ومن أبرز من أشار إلى ذلك الإمام الشاطبي في الموافقات.
والمتأمل في كتب الناسخ والمنسوخ يجدها بين إفراط وتفريط ، فكثير منهم عدَّ من النسخ ما ليس بنسخ كالتقييد والتخصيص والإجمال ، فلذلك جعلوا آية السيف بمفردها ناسخة لأكثر من مائة آية. وهناك قلة من العلماء منعوا القول بالنسخ في القرآن الكريم وأغلبهم من المعاصرين ، وما ذكر عن منع أبي مسلم الأصفهاني القول بالنسخ تبين أنه خلاف لفظي ، وأن التحقيق أنه لم ينكر القول بالنسخ ، وإنما يراه من باب تخصيص الأزمان.
وهناك عدد من العلماء توسطوا وقبلوا النسخ بشروطه ، وميزوا بينه وبين غيره من أساليب الخطاب وعلى رأس هؤلاء الإمام الشافعي رحمه الله تعالى. ومن العلماء الذين تميزوا في هذا الباب الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره حيث حرر مسائل النسخ وآياته تحريراً بالغاً ، وهو عمدة وحجة في هذا الباب.
كما كان الإمام ابن عبدالبر من أبرز العلماء الذين حرروا مسائل النسخ ومواضعه ، وله في ذلك عبارات بليغة .

ومن المُسلَّم به أن كون الآية ناسخةً أو منسوخةً أمرٌ توقيفي لا يعلم إلا من طريق الشارع ، فالذي شرع هو الذي يملك النسخ ورفع الحكم الذي أنزله ، وهذه المسألة ينبغي أن تتقرر لدينا تماماً.
وكذلك لابد من التعارض بين النصين في الظاهر ، أي أنه لا بد أن يكون الناسخ متضاداً مع المنسوخ.
وقد تعددت دعاوى النسخ في الكتب التي تعرضت لمسائل النسخ ، وقد رتبها الدكتور عبدالله الشنقيطي وفقه الله على النحو التالي مبتدأً بأكثرها :
1. الدكتور مصطفى زيد ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (293) آية.
2. ابن الجوزي رحمه الله ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (247) آية.
3. السكري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (218) آية.
4. ابن حزم ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (214) آية.
5. ابن سلامة ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
6. الأجهوري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
7. ابن بركات ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (210) آية.
8. مكي بن أبي طالب ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (200) آية.
9. النحاس ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (134) آية.
10. عبدالقاهر ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (66) آية.
11. محمد عبدالعظيم الزرقاني / عدد الآيات المدعى عليها النسخ (22) آية.
12. السيوطي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (20) آية.
13. الدهلوي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (5) آية.
فهذه هي جملة الدعاوى ، مع التنبه إلى أن كل من هؤلاء المؤلفين رحمهم الله لا يقبل هذه الدعاوى ، بل كثير منهم يذكرها ويفندها.
فالدكتور مصطفى زيد رحمه الله هو أكثر من تعرض لقضايا النسخ وناقشها ، وقد قرر في النهاية أنها لا تزيد عن ست آيات ، علماً بأنه عند البحث أتى بـ(293) آية قيل بنسخها.
وكذلك العلامة ابن الجوزي رحمه الله عند مناقشة القضية جاء بـ(247) آية ، ولكن بعد البحث قبل منها (22) آية فقط ، ورد النسخ في (205) آيات ، وقال : إن الصحيح أنها محكمة ، وتوقف في الباقي وهو (20) آية ، لم يبين فيها حكماً ولم يصرح بالنسخ إلا في سبعة مواضع فقط.
أما الزرقاني – رحمه الله – فقد تعرض لـ(22) واقعة قبل النسخ في (12) منها.
وأقل من قبل النسخ الإمام الدهلوي رحمه الله حيث قبله في خمس آيات فقط ، وهي آية الوصية في النساء ، وآية المصابرة الواحد للعشرة في الأنفال ، وآية الأحزاب :(لا يحل لك النساء من بعد) ، وآية المجادلة :(إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) وآية المزمل :(قم الليل إلا قليلاً) الآية.

أما الآيات التسع التي رجح الدكتور عبدالله الشنقيطي نسخها فهي على التوالي كالتالي :

1. الآية 12 من سورة المجادلة :(يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر). نسخت هذه الآية بالآية التي بعدها :(أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات...). وهي الآية الوحيدة التي اتفق العلماء على نسخها وإن اختلفوا في سبب نزولها والناسخ لها ، هل هي الزكاة ، أو الآية التي بعدها ، وهو رفع الوجوب المطلق ، والخلاف لفظي على كل حال.

2. الآية 65 من سورة الأنفال :(يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون). وهذه الآية منسوخة بقوله تعالى :(الآن خفف الله عنكم..). وقد فهم الصحابة هذه الآية على أنها ناسخة للتي قبلها ، وصرحوا بالنسخ. وكذلك كبار المفسرين من السلف رحمهم الله صرحوا بكون هذه الآية منسوخة بالآية التي بعدها.
والقول بالنسخ هو الذي يمكن به التخلص من التناقض والإشكال ، وأما بدون القول بالنسخ فلا نتخلص من الإشكال المانع من نسخها لكونها خبراً ، وهو كون الآية ليست خبراً ، وإنما هي أمر جاء في صورة الخبر كما ذكر ابن جرير الطبري وابن حجر العسقلاني رحمهما الله تعالى.

3. الآيات من سورة المزمل :(يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً* نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه...). نسختها الآية التي في آخر السورة :(إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه .. الآية).
4. الآيتين (15-16) من سورة النساء :(واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا * واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان تواباً رحيما). والذي نسخ حكم هاتين الآيتين هو قوله تعالى في سورة النور :(الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة..). وبالآية التي نسخ لفظها وبقي حكمها :(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة). وبحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم :(خذوا عني ، خذوا عني ، قد جعل الله لهن سبيلاً ، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم). والإجماع الحاصل على أن هاتين الآيتين منسوختان.

5. الآية (240) من سورة البقرة ، قوله تعالى :(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج). نسختها الآية المتقدمة عليها في نظم القرآن وهي قوله تعالى :(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً..).

6. الآية رقم (184) من سورة البقرة :(وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين). نسختها آية :(فمن شهد منكم الشهر فليصمه).

7. الآية (67) من سورة النحل :(ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً).

8. الآية رقم (219) من سورة البقرة :(يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما).

9. الآية رقم (43) من سورة النساء :(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون).
وهذه الآيات الثلاث الأخيرة دخلها نسخ بقوله تعالى في سورة المائدة :(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون).

هذا خلاصة ما ذكره الدكتور عبدالله الشنقيطي وفقه الله ، ولمعرفة التفاصيل والأدلة والردود والأجوبة عليها ، لا بد من مراجعة هذا الكتاب وبعض المراجع التي اعتمد عليها في بحثه وفقه الله.
 
جزاكما الله خيراً . .

جزاكما الله خيراً . .

أحسنت يا شيخ خالد بإفراد هذا البحث الموفق ، وكنت سأسأل -قريباً - عن بعض جوانب هذا الموضوع ، فاستفدت بقراءة هذا البحث الماتع .

جزاكما الله خيراً ، ونفع بكما .
 
جزاكم الله خيراً يا أبا عبدالعزيز على حسن ظنكم ، وفي الحق إن موضوع النسخ من الموضوعات المهمة في علوم القرآن وإجادة الطالب للخلاصة فيه تعينه في كثير من المناسبات التي يتعرض فيها للتفسير وللسؤال . نسأل الله أن يفقهنا في كلامه .
 
الان يقوم فضيلة الدكتور البحاثة عداب الحمش بتاليف كتاب حول النسخ
ارجو ان يجد الباحثون المتعمقون فيه بغيتهم
 
ان عدد الكتب وكم المناقشات فى هذا الموضوع كبير جدا . وكوننا اختزلنا المسألة فى هذا العدد القليل من الآيات يثبت أن المسألة محض اجتهاد , ولا تثريب على من أنكرها بالكلية .
وما أتصوره كقول فصل فى المسألة هو ذلك القول الذى يرد على كل الشبهات المثارة ويكون لديه التجرد الكافى للحكم على المسألة لا مجرد عرض أقوال
وأولى الشبهات عندى هو الدلالة اللغوية لكلمة نسخ .فهى فى القرآن تعنى اثبات " انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ." ولو ظهرت شبهة بعكس ذلك ظاهريا فإنها تزول عند التحقيق إن شاء الله .فإنك لو قلت أن النسخة التى نسخت من أصل نسخته بمعنى أبطلت حكمه ومرجعيته لكانت "...وفى نسختها هدى ونور "عطلت الأصل الذى أخذت منه التوراة ,وهو كما ترى ,
وما دعى الفقهاء إلى القول به فى بعض الأحكام ربما لخطأ فى الإجتهاد غفر الله لنا ولهم .ولأضرب مثل من هذه التسع المذكورة أعلاه .ما معنى أن آية تحريم الخمر نسخت " تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا " هل السكر فى الآية هو الخمر المحرم,بالطبع لا وإنتاج السكر من الثمرات هل هو مذموم فإن قيل نعم بدلالة رزقا حسنا قلت ربما هذا أحسن بدلالة أنه ذكر فى معرض تعداد النعم فلا دليل على كونه الأسوأ. والله أعلم ,وهل هناك تكليف - لا تتخذوا - لكى يستبدل بحكم آخر
وكان من نتيجة القول بالنسخ أن ضاعت منا المعانى التى فى الآيه ولم نلتفت إليها مثل :عود الضمير فى منه حيث أن ما قبله جمع .وكذلك معنى كلمة السَكر والفرق بينها وبين السُكر ,وبينها وبين الخمر
واذا ما كان ذلك قد يؤدى الى رفع هذه من المنسوخات -كما رفع غيرها من قبل - فكذلك قد يتضح أن الباقيات غير ملغيات الأحكام . والمحصلة أنه لا نسخ ..والله أعلم .
 
جزى الدكتور خالد على نقله، والدكتور عبدالرحمن الشهري على بحثه، وقد استفدتُ منه كثيراً، فهي خلاصة موفقة، ولو لم يكن منها إلا تقويم الكتب في هذا الباب لغير المتخصصين من أمثالي، وكذلك هذا السرد الجميل في بيان عدد الآيات التي قيل بنسخها عند أولئك العلماء.
 
جزاكم الله خيرا استفدت كثيرا من هذا الموضوع بارك الله فيكم اخي عمر وبالدكتور الشهري
والكتب المشار اليها في البحث وجدتها الآن من هنا
النسخ في القرآن الكريم للدكتور مصطفى زيد
http://www.4shared.com/get/J2ZoPjEu/______.html

عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي - (الآيات المنسوخة في القرآن الكريم
http://www.4shared.com/file/SViolSMb/____.html
 
جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع والحق أن موضوع النسخ عاد ليفرض نفسه بقوة على ساحة الدراسات القرآنية بسبب انتقال البحث فيه إلى غير المتخصصين في العلوم الشرعية وقد أدلى العلمانيون الجدد بدلوهم في هذا الموضوع ووظفوا الإشكالات في هذا العلم لخدمة الإسقاطات الأيديولوجية ،وهذا يجعل الوقوف على إشكالات الموضوع والتفصيل فيها من ضرورات العصر .
القارئ لما كتب في موضوع النسخ يجدأن إشكالات هذا العلم تنحصر في أمرين :
الإشكال الأول :وجود النسخ في كتاب الله وعدمه، وأول من أنكر وجود النسخ هو أبو مسلم الأصفهاني وأورد جماعة أن خلاف المعتزلة في قضية النسخ خلاف لفظي مرده قولهم بخلق القرآن وقد قال ابن دقيق العيد ما يوافق هذا فقد قال :"نقل عن بعض المسلمين إنكار النسخ ،لا بمعنى أن الحكم الثابت لا يرتفع ،بل بمعنى أنه ينتهي بنص دل على انتهائه فلا يكون نسخاً "وبقطع النظر عن كون خلاف المعتزلة مع علماء الأمة في قضية النسخ خلافاً لفظياً أم حقيقياً فقد أنكر عبد المتعال الجبري إنكار النسخ إنكاراً حقيقياً وخرق إجماع الأمة والجبري من المتأخرين وإن جاز لي الاجتهاد هنا فأنا أرى إنكار المتأخرين للنسخ هو من ردود الأفعال على الشبهات التي أثيرت من قبل المستشرقين والمستغربين حول القرآن بسبب قضية النسخ.
الإشكال الثاني:الاختلاف في الآيات الناسخة والمنسوخةوعددها،وهذه الإشكالية مردها إلى الاختلاف في مفهوم النسخ بين الصحابة والتابعين وبين من جاء بعدهم من الأصوليين في زمن تحديد المصطلحات فمفهوم النسخ عند السلف يدخل فيه التخصيص والاستثناء، والتدرج في الحكم، والمجمل الذي أخر بيانه لوقت الحاجة ،والمنسأ وهو كل حكم وجب امتثاله لعلة توجبه وينتقل بانتقال العلة إلى حكم آخر مثل آيات السلم والسيف ،إلى ان جاء الشافعي وحصر مصطلح النسخ في(رفع وإبطال للحكم المنسوخ)وقد أشار ابن القيم إلى استخدام السلف لمصطلح النسخ فقد قال رحمه الله أن ":"مراد عامة السلف بالناسخ والمنسوخ رفع الحكم بجملته تارة وهو اصطلاح المتأخرين ورفع دلالة العام والمطلق والظاهر وغيرها تارة أخرى، إما بتخصيص عام أو تقييد مطلق وحمله على المقيد وتفسيره وتبيينه حتى إنهم يسمون الاستثناء والشرط والصفة ناسخاً لتضمن ذلك رفع دلالة الظاهر... ومن تأمل كلامهم رأى من ذلك فيه ما لا يحصى، وزال عنه إشكالات أوجبها حمل كلامهم على الاصطلاح الحادث المتأخر"([1]) وذكر الشاطبي هذا في الموافقات حيث يقول:"يظهر من كلام المتقدمين أن النسخ عندهم في الإطلاق أعم منه في كلام الأصوليين، فقد يطلقون على تقييد المطلق نسخاً، وعلى تخصيص العموم بدليل متصل أو منفصل نسخاً، وعلى بيان المبهم والمجمل نسخاً، كما يطلقون على رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر نسخاً لأن جميع ذلك مشترك في معنى واحد، وهو أن النسخ في الاصطلاح المتأخر اقتضى أن الأمر المتقدم غير مراد في التكليف.. "([2]) وما سبق يحل قضية المسرفين والمقلين في القول بالنسخ فمن أسرف في القول بالنسخ كان يتبنى قول السلف في مصطلح النسخ ومن كان مقلاً كان يتبنى قول المتأخرين في المصطلح .

([1])الجوزية، أعلام الموقعين عن رب العالمين، ص36.

([2]) الشاطبي، أبو إسحاق، الموافقات في أصول الشريعة، ط7، ج3، (عناية الشيخ عبد الله دراز، وعبد السلام عبد الشافي محمد)، دار الكتب العلمية بيروت-لبنان، 1426هـ-2005م، ص81.
 
اثاب الله شيخنا الفاضل خالد والدكتور عبد الرحمن وجميع من شارك فى هذا الموضوع لما فيه من خير كثير وادخلنا جميعا الجنة من غير حساب امين
 
موضوع ممتع جدا وجدير بالاهتمام ... شكر الله لكم جهدكم وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
 
موضوع ممتع ومهم ...بارك الله في جهودكم وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
 
بارك الله في شيوخنا الاكارم الشيخ خالد والشيخ عبد الرحمن الشهري وجميع من شارك فى هذا الموضوع وجميع المشاركين ونفع الله بجهودكم المبذولة .
 
الذي تحصل عندي بعد دراسة معمقة ان النسخ بمعناه الاصولي لا صحة لوقوعه في القران الكريم وانما الذي سوغ القول به هو آراء مسبقة أو ردة فعل أو وهم ولا شيء سوى هذا والله اعلم وعندي من الادلة العقلية ما يسمح لي بمثل هذا القول
واما القول بان هناك ادلة شرعية على النسخ فما هو الا من باب الاوهام
وساوافيكم بردودي على هذا القول بعد الانتهاء من امتحانات الجامعة وارجو أن يتسع صدر السادة المشرفين على هذا الملتقى لما ساقوله ويتحملوه
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد....الأستاذ الكريم جمال لقد مر وقت طويل على وعدك
في المشاركة السابقة أعاننا الله تعالى وإياكم.
سأنقل ان شاء الله تعالى بعض أقوال أهل العلم في من لا يرى بوقوع النسخ:
1- قال الامام أبو بكر النحاس: " فتكلم العلماء من الصحابة والتابعين فى الناسخ والمنسوخ ، ثم اختلف المتأخرون فيه فمنهم من جرى على سنن المتقدمين فوفق .. ومنهم من خالف ذلك فإجتنب . فمن المتأخرين من قال ليس فى كتاب الله عز وجل ناسخ ولا منسوخ وكابر العيان واتبع غير سبيل المؤمنين ..** "
( كتاب الناسخ والمنسوخ ... – الإمام أبو جعفر النحاس – ص 5 ، 6 )
2- ويقول هبة الله بن سلامة ( المتوفى فى 410 هـ ) عنهم ( رافضى النسخ ) :
" هؤلاء قوم عن الحق صٌدوا وبإفكهم عن الله رٌدوا "
( الناسخ والمنسوخ – هبة الله بن سلامة - ص 70 )
3- وقال القاضى أبو بكر ( ابن العربى ) :
" لقد أجمع المسلمون على جواز النسخ ووقوعه فعلا خلافا لليهود الذين انكروه وقالوا أنه بداء والآيات القرآنية فى جواز النسخ عديدة ، ... "
( الناسخ والمنسوخ ...- ابن العربى – ص 3 )
والله تعالى أعلم.






 
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
 
عودة
أعلى