المناجاة

إنضم
05/07/2014
المشاركات
305
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
57
الإقامة
مصر
إنها أعظم مناجاة في الدنيا، كل الناس يسمعون كلام الرحمن، لكن قليل من يجيبون نداء الرحيم، وينالون شرف المناجاة.

هذه هي المرتبة الأخيرة من مراتب تدبر كتاب الله.

فبعد أن تمرنت على قراءة القرآن على مهل، مقتديا برسولك الكريم صلى الله عليه وسلم.
http://vb.tafsir.net/tafsir40946/#.VILHd9KUci8

وبعد أن تمرنت على التقاط الجمل وإعمال سمعك في الآيات التي تقرأها أو تسمعها.
http://vb.tafsir.net/tafsir41253/#.VILF9NKUci8

جاء وقت التقاط الثمرة وهي أن تستجيب جوارحك لنداء الرحمن:

يقول المولى عز وجل: {فأما من ثقلت موازينه، فهو في عيشة راضية، وأما من خفت موازينه، فأمه هاوية، وما أدراك ما هيه، نار حامية}،
فبماذا تجيب ربك، هل تصمت، إذا كان قلبك قد تأثر فلماذا لا تتأثر جوارحك؟

ويقول: {فمن يعمل مثقال ذرة خير يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}،
فبماذا تجيب ربك، هل تصمت، إذا كان قلبك قد تأثر فلماذا لا تتأثر جوارحك؟

ويقول: {فأنذرتك نارا تلظى، لا يصلاها إلا الأشقى، الذي كذب وتولى، وسيجنبها الأتقى}،
فبماذا تجيب ربك، هل تصمت، إذا كان قلبك قد تأثر فلماذا لا تتأثر جوارحك؟

ويقول: {بل تؤثرون الحياة الدنيا}،
أجب ولا تصمت.

لماذا ندخل الصلاة وعقلنا محملة بمتاع الدنيا، ونخرج حالنا هو هو؟
لكي تستجيب الجوارح للرحمن؟ ينبغي أولا أن تعمل سمعك؟ ثم يجيب لسانك؟ ثم ستجد تغييرا في سلوكك ولا شك.

متى أجيب، وما أقول؟

نجيب عن ذلك غدا بإذن الله تعالى،،،
 
التخلية قبل التحلية

التخلية قبل التحلية

(((التخلية قبل التحلية)))

ونقصد بالنجوى في العنوان ذلك الحوار الخافت أو حديث النفس الذي يكون بين العبد وربه، وهو يقرأ أو يستمع للذكر الحكيم ويتدبره، فحري بك أن تتعهد القرآن مستمعا أو قارئا، وتنصت إلى ربك وهو يناجيك، يخاطبك، فترد العبارة بالعبارة، والعِبرة بالدمعة والعَبَرة، فمحروم من حرم مناجاة ربه.

والأصل في المناجاة أن تكون في صلاة الوتر، في جوف الليل، أو خارج الصلاة وأنت ترتل القرآن مختليا بنفسك.
يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (صلَّيتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ [يعني قيام الليل]... يقرأ مُترسِّلًا. إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّحَ، وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذَ...)، رواه مسلم.
فكان صلى الله عليه وآله وسلم يقف على رؤوس الآيات يذكر الله ويدعو.

وأما في الصلاة المكتوبة فلم يرد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا نادرا لا يعول عليه، فتكون المناجاة في صلاة الفريضة في السجود.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني نُهيتُ أن أقرأَ القرآنَ راكعًا أو ساجدًا, فأما الركوعُ فعظموا فيه الربَّ عز وجل، وأما السجودُ فاجتهدوا في الدعاءِ فقَمِنٌ أن يستجابَ لكم))، رواه مسلم.

فإن قال قائل إنه حاول ذلك ولم يستطع؛ لأن أفكاره تسيطر عليه فلا يتابع القراءة.
نقول إن الدنيا هم كبير ومشاغلها كثيرة، والله وحده القادر على أن يزيح عنا هذه الهموم، والصلاة المكتوبة لا ينبغي فيها أن ننشغل عن قصد الآخرة، فإذا نادى المنادي (الله أكبر) فلنعظم هذه الكلمة، ولنسرع إلى ربنا ليرضى، فمن أتاه يمشي أتاه ربنا عز وجل هرولة، ثم اغتنم وقتين:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الدُّعاءَ لا يُردُّ بينَ الأذانِ والإقامةِ))، صحيح الترمذي.
2- قيلَ يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وآله وسلَّمَ أيُّ الدُّعاءِ أسمَعُ قال: ((جوفَ اللَّيلِ الآخرِ، ودُبُرَ الصَّلواتِ المكتوباتِ))، صحيح الترمذي.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا قعدتُم في كلِّ ركعتينِ فقولوا: التحياتُ للهِ. ... إلخ، وليتخيَّرْ أحدُكم من الدعاءِ أعجبَهُ إليه فليدعُ اللهَ عزَّ وجلَّ به))، قال الألباني في صفة الصلاة: صحيح على شرط مسلم.
فقبل الصلاة المكتوبة وبعدها مباشرة أي بعد التشهد قبل السلام وكذلك بعد السلام وقت إجابة، فلنكل أمر دنيانا إلى ربنا في هذين الوقتين، ولنوقن بالإجابة وليكن من دعائنا: (اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا)، (اللهم ارزقنا قلوبا خاشعة لذكر)، ولنكثر من الاستغفار فإنه يجلب الرحمة والخشوع والسكينة.
حتى إذا حضرت الصلاة المكتوبة كنت خالي الذهن مرتاح البال؛ لأنك وكلت همومك للوكيل الحي القيوم، فلا يشغلنك أمر الدنيا بعد ذلك.
فانظر أن الصلاة المكتوبة محاطة بأوقات إجابة، لتشغل بالك قبلها وبعدها بالدنيا وهمومها، وتسأل الله من فضله الذي بيده أمرها وأمرك، إما وقت الصلاة المكتوبة فلا تنشغل بغير القرآن، والذكر، والتسبيح، والدعاء بالقرآن، كما سيأتي إن شاء الله.

وكذلك صلاة الوتر من السنة أن تبدأ بركعتين خفيفتين تقوم مقام النافلة قبل الصلوات المكتوبة، تكثر فيها من الدعاء وتحط عن كاهلك هم الدنيا وتكله إلى ربك.
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذا قام من الليلِ ليُصلِّيَ، افتتح صلاتَه بركعتَينِ خفيفتَينِ)، رواه مسلم.

ولنا تتمة بإذن الله تعالى،،،
 
(((((( أجب كلام الله! ))))))

القرآن الكريم الحكيم حمَّال لكثير من الوجوه والمعاني، فأنت تتدبر شيئا وغيرك يتدبرون معان أخرى في نفس الآية، بل أنت غدا ستتدبر معان في الآيات غير ما تتدبره اليوم.

قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر:23).
فإذا تتدبرت واقشعر جلدك وأنت ترتل القرآن، فعليك أن تجيب، ليس المهم بماذا تجيب المهم أن تعبر عما في قلبك أن تذكر الله، فأهل الوتر قلوبهم لينة وأعضاؤهم طائعة لله، فهنيئا لكم يا أهل النجوى بهدى الله يهدي به من يشاء، والمحروم من حرم.

فإن كنت في صلاة الوتر أو تقرأ مختليا بنفسك فقف على رأس الآية التي تأثرت فيها وكررها، واذكر الله بما شاء الله لك، وإن كنت في الصلاة المكتوبة فأجل ذلك للسجود، فهو موطن المناجاة في الصلاة المكتوبة، كما مر معنا.

ولنا لقاء بإذن الله،،،
 
(((((( بين الترتيل، والإنصات، والمناجاة ))))))

المرتبة الأولى من التدبر: وهي الترتيل والقراءة على مكث وعلى مهل وبدون عجلة، مطلوبة لذاتها، لأن الذي يعجل يطلب عشر حسنات على الحرف، أما أنت محسن، تطلب سبعمائة ضعف، والله يضاعف لمن يشاء.

والمرتبة الثانية من التدبر: وهي الاستماع والإنصات ومجاهدة النفس على متابعة كلام الله، مطلوبة لذاتها كذلك، فصاحبها موعود بالرحمة، قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الأعراف:204).

أما المرتبة الثالثة وهي المناجاة: ليست مطلوبة لذاتها، ولم يداوم عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل هي ثمرة قد تأتي وقد تتخلف، وبعض الناس يتكلفها ولا بأس إن كان في السر، وبعض الناس يظهرها في الجماعات، وهذا مخالف للسنة، فإن ظهرت بدون قصد فلا بأس، وإن تعمدها فهو على خطر عظيم.

فيكفيك أن تكون من المحسنين الذين يقرؤون القرآن بدون عجلة، ويكفيك أن تكون من المرحومين الذين ينصتون لكلام الله، عندئذ تكون على أبواب تدبر كلام الله.

والآن إذا أحببت سورة، وتريد أن تتدبرها، وتنال منازلها في الجنة، فما هي الخطوات؟

ولنا يوم آخر بإذن الله تعالى،،،
 
عودة
أعلى