رقية خشفه
New member
????بسم الله الرحمن الرحيم????
الملخص العاشر والأخير لسورة طه من آية 128-135
وينقلنا القرآن من مشاهد القيامة غيباً إلى مصارع الأمم حاضرا ً لتراها الأبصار وتتعظ بها القلوب
???? الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام ولأمته في المقطع الأخير من السورة ????
(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129)
يقول الله جلَّ علاه مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام
الطبري :????
أَفَلَمْ يَهْد لقَوْمك الْمُشْركينَ باَللَّه ويُبَيّن لَهُمْ كَثْرَة مَا أَهْلَكْنَا قَبْلهمْ منْ الْأُمَم ويَمْشُونَ في مَسَاكنهمْ وَدُورهمْ , وَيَرَوْنَ آثَار عُقُوبَاتنَا الَّتي أَحْلَلْنَاهَا بهمْ سُوء مَغَبَّة مَا هُمْ عَلَيْه مُقيمُونَ منْ الْكُفْر بآيَاتنَا , وَيَتَّعظُوا بهمْ , وَيَعْتَبرُوا , وَيُنيبُوا إلَى الْإذْعَان , وَيُؤْمنُوا باَللَّه وَرَسُوله , خَوْفًا أَنْ يُصيبهُمْ بكُفْرهمْ باَللَّه مثْل مَا أَصَابَ . (عاد وثمود ولوط)
????فيرشدهم إلى التأمل في مساكنهم وآثارهم المحسوسة التي يمرون عليها اثناء تجارتهم للشام
ولكن تلك الآيات لأولي النهى أي لذوي العقول الناهية عن التغافل والتعامي هكذا يقول البيضاوي ????
فما لهؤلاء القوم لايهتدون إلى مصارع القرون التي سبقتهم .
????ولكن ماذا تغني الآيات إذا القلوب استغفلت والعقول تعطلت .
ولولا كلمة الله في أم الكتاب بإمهالهم إلى أجلٍ مسمى هم بالغوه ومستوفوه لكان الأخذ العاجل لهم بالإستئصال بعذابٍ في الدنيا كما حلّٓ بقوم عاد وثمود ولوط قبلهم
????وجاءت الايات التالية تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام لما يلاقيه من أذى المشركين ????
فاصبر على مايقولون من استهزاء وجحود وإعراض ولايضيق صدرك بهم ولاتذهب نفسك عليهم حسرات وتزود بزاد الدعوة التسبيح والصلاة
????
(فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)
ويُذكرنا موسى عليه السلام ببداية السورة أيضاً بختام دعائه لربه بالتسبيح ليكون زاداً له ولأخيه هارون عليهما السلام في الدعوة لفرعون وقومه
كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33)وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34)جونلاحظ كلمة كثيرا هي دوما تترافق مع كلمة الذكر للمؤمن.
فكن موصولاً بالله بالتسبيح والصلاة على مدار اليوم
????قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ: صلاة الفجر ، في هدأة الصبح وهو يتفتح
????وقبل غروبها: بعد صلاة العصر ، في هدأة الغروب والشمس تودع والكون يغمض أجفانه
????وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ : صلاة العشاء ، آخرالليل في هدأة الليل وسكونه
????وَأَطْرَافَ النَّهَارِ :الصُّبْح والمغرب
- (لَعَلَّكَ تَرْضَى) هذهِ الصلوات سببٌ في رضوان الله عنك فإذا رضي الله عنك أرضاك.
????سبحان من جعل النفوس ترتوي بالرضا من ينابيع التسبيح ،
????والصلاة تصلك بالملأ الأعلى بجوار الرحمن وتكون زاداً لك وعوناً في تحمل الشدائد والمعارضة من المكذبين للدعوة
فكلما ازداد العبد ثناءً وتمجيداً وتسبيحاً وصلاة ً واتصالاً بالله ، امتلأ قلبه رضا وسكينة وطمأنينة وهذا وحده جزاء حاضر ينعم به في جنة الدنيا قبل الآخرة
????فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها، ونسيمها، وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها
فلاعليك يامحمد صلى الله عليه وسلم مما آتوه من زينة الحياة الدنيا لهم فإنما هي فتنة وابتلاء وما أعطاكه الله خيرٌ وأبقى
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)
أي لاتشغل نفسك بما عليهم من نعيم . هكذا قال الشعراوي رحمه الله????
لأن هذا النعيم زائل فهو كزهرة الحياة الدنيا اللامعة الجذابة الجميلة لاتلبث ان تذبل وتموت وينقضي وقتها وذلك لنبتليهم به فيزيدهم نعمةً ورخاءً وسعةً وكل ذلك استدراجاً لهم فيزدادوا كفرا وطغيانا كقوله تعالى في الأنعام
(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)
????
أما رزق ربك دائم وباق لاينقطع ومُدخر لك في الآخرة
السعدي : ????ورزق ربك العاجل من العلم والايمان والاعمال الصالحة والرزق الآجل من النعيم المقيم للمتقين في جوار الرب الرحيم
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)
سبحان الله جاءت الاية تؤكد الرزق الحقيقي لنا في الحياة الدنيا والآخرة
????صلاةً تصلنا بالملأ الأعلى بجوار الرحمن الرحيم الذي نناديه كل يوم بفاتحة الكتاب .فنشحن ارواحنا سكينة ً واطمئناناً تعيننا على المضي في حياتنا وتقودنا لننهى عن الفحشاء والمنكر
إذا ما أقمنا ركوعنا وسجودنا واستحضرنا قلوبنا بتذلل وخضوع وخشوع بين يدي الرحيم
????فوجه الله نبيه وأمته لإقامة الصلاةو الأمر بها وهذا مايشير الى حث الوالدين ابناؤهم على الصلاة
وما اروح الحياة في ظل بيت ٍأهله كلهم يتوجهون للصلاة .
ولماذا جاء الرزق مُرفقاً بالصلاة؟
لأن الله تكفل برزقك وأرزاق الخلائق. فمن انشغل بأمرنا وذكرنا باركنا في رزقه
وكل عمل يُقام بعد اداء الصلاة على وقتها مبارك هكذا اخبرنا الشعرواي رحمه الله????
نصل الى ختام السورة بعظمة القرآن كبدايتها
????القرآن أم المعجزات وأعظمها وأبقاها????
وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134)
وقال مكذبوك - أيها الرسول -: هلا تأتينا بعلامة من ربك تدلٌّ على صدقك، أولم يأتهم هذا القرآن مُصدقاً لما في الكتب السابقة من الحق . التورارة والإنجيل والزبور ....
وأخبرهم القرآن بهلاك الأمم قبلهم لما سألوا الآيات . كآية صالح الناقة وعيسى عليه السلام بإحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص . ولكنهم لم يؤمنوا بها فعجلنا لهم العذاب والهلاك التام كما اخبرنا الله في سورة العنكبوت
(فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)
نعود الى سورة طه . الطبري ????
ولو أنا أَهْلَكْنَا هَؤُلَاء الْمُشْركينَ الَّذينَ يُكَذّبُونَ بهَذَا الْقُرْآن منْ قَبْل أَنْ نُنْزلهُ عَلَيْهمْ , لقالوا يوم القيامة : رَبّنَا هَلَّا أَرْسَلْت إلَيْنَا رَسُولًا يَدْعُونَا إلَى طَاعَتك فَنَتَّبع حُجَّتك وَأَدلَّتك وَمَا تُنْزلهُ عَلَيْه منْ أَمْرك وَنَهْيك منْ قَبْل أَنْ نَذلّ بتَعْذيبك إيَّانَا وَنَخْزَى به .
يقول جلٌَ علاه للكفار الذين يقترحون الآيات تَعنُتا وعناداً
(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135)
. يَقُول تَعَالَى ذكْره لنَبيّه مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ : قُلْ يَا مُحَمَّد : كُلّكُمْ أَيّهَا الْمُشْركُونَ باَللَّه مُنْتَظر
لمَنْ يَكُون الْفَلَاح , وَإلَى مَا يَئُول أَمْري وَأَمْركُمْ , { فَتَرَبَّصُوا } : فَتَرَقَّبُوا وَانْتَظَرُوا , فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَهْل الطَّريق الْمُسْتَقيم الْمُعْتَدل الَّذي لَا اعْوجَاج فيه إذَا جَاءَ أَمْر اللَّه وَقَامَتْ الْقيَامَة , أَنَحْنُ أَمْ أَنْتُمْ ؟
ومن اهتدى للطريق المستقيم
من اهتدى بالقرآن ولامست ايات الله قلبه فازداد تذكرا ً وتفكراً وعلماً وخشية
إذاً ????
بدأت السورة ب???? وظيفة القرآن
إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3))
وانتهت( ومن اهتدى )استجاب واهتدى لآيات الله
فأهل الخشية هم الذين يتعظون بآيات الله، والخشية أشد من الخوف لانها خوف مقرون بالعلم بفهم القرآن وتدبره
والاعتبار بما فيه،
قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر/28 .
فالفاعل هنا : (العلماءُ) فهم أهل الخشية والخوف من الله
????
فلنتفقد الخشية في قلوبنا أثناء تلاوة كتاب ربنا .
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمدصلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين
وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب
رقية أحمدخشفة ????????
الملخص العاشر والأخير لسورة طه من آية 128-135
وينقلنا القرآن من مشاهد القيامة غيباً إلى مصارع الأمم حاضرا ً لتراها الأبصار وتتعظ بها القلوب
???? الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام ولأمته في المقطع الأخير من السورة ????
(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129)
يقول الله جلَّ علاه مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام
الطبري :????
أَفَلَمْ يَهْد لقَوْمك الْمُشْركينَ باَللَّه ويُبَيّن لَهُمْ كَثْرَة مَا أَهْلَكْنَا قَبْلهمْ منْ الْأُمَم ويَمْشُونَ في مَسَاكنهمْ وَدُورهمْ , وَيَرَوْنَ آثَار عُقُوبَاتنَا الَّتي أَحْلَلْنَاهَا بهمْ سُوء مَغَبَّة مَا هُمْ عَلَيْه مُقيمُونَ منْ الْكُفْر بآيَاتنَا , وَيَتَّعظُوا بهمْ , وَيَعْتَبرُوا , وَيُنيبُوا إلَى الْإذْعَان , وَيُؤْمنُوا باَللَّه وَرَسُوله , خَوْفًا أَنْ يُصيبهُمْ بكُفْرهمْ باَللَّه مثْل مَا أَصَابَ . (عاد وثمود ولوط)
????فيرشدهم إلى التأمل في مساكنهم وآثارهم المحسوسة التي يمرون عليها اثناء تجارتهم للشام
ولكن تلك الآيات لأولي النهى أي لذوي العقول الناهية عن التغافل والتعامي هكذا يقول البيضاوي ????
فما لهؤلاء القوم لايهتدون إلى مصارع القرون التي سبقتهم .
????ولكن ماذا تغني الآيات إذا القلوب استغفلت والعقول تعطلت .
ولولا كلمة الله في أم الكتاب بإمهالهم إلى أجلٍ مسمى هم بالغوه ومستوفوه لكان الأخذ العاجل لهم بالإستئصال بعذابٍ في الدنيا كما حلّٓ بقوم عاد وثمود ولوط قبلهم
????وجاءت الايات التالية تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام لما يلاقيه من أذى المشركين ????
فاصبر على مايقولون من استهزاء وجحود وإعراض ولايضيق صدرك بهم ولاتذهب نفسك عليهم حسرات وتزود بزاد الدعوة التسبيح والصلاة
????
(فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)
ويُذكرنا موسى عليه السلام ببداية السورة أيضاً بختام دعائه لربه بالتسبيح ليكون زاداً له ولأخيه هارون عليهما السلام في الدعوة لفرعون وقومه
كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33)وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34)جونلاحظ كلمة كثيرا هي دوما تترافق مع كلمة الذكر للمؤمن.
فكن موصولاً بالله بالتسبيح والصلاة على مدار اليوم
????قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ: صلاة الفجر ، في هدأة الصبح وهو يتفتح
????وقبل غروبها: بعد صلاة العصر ، في هدأة الغروب والشمس تودع والكون يغمض أجفانه
????وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ : صلاة العشاء ، آخرالليل في هدأة الليل وسكونه
????وَأَطْرَافَ النَّهَارِ :الصُّبْح والمغرب
- (لَعَلَّكَ تَرْضَى) هذهِ الصلوات سببٌ في رضوان الله عنك فإذا رضي الله عنك أرضاك.
????سبحان من جعل النفوس ترتوي بالرضا من ينابيع التسبيح ،
????والصلاة تصلك بالملأ الأعلى بجوار الرحمن وتكون زاداً لك وعوناً في تحمل الشدائد والمعارضة من المكذبين للدعوة
فكلما ازداد العبد ثناءً وتمجيداً وتسبيحاً وصلاة ً واتصالاً بالله ، امتلأ قلبه رضا وسكينة وطمأنينة وهذا وحده جزاء حاضر ينعم به في جنة الدنيا قبل الآخرة
????فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها، ونسيمها، وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها
فلاعليك يامحمد صلى الله عليه وسلم مما آتوه من زينة الحياة الدنيا لهم فإنما هي فتنة وابتلاء وما أعطاكه الله خيرٌ وأبقى
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)
أي لاتشغل نفسك بما عليهم من نعيم . هكذا قال الشعراوي رحمه الله????
لأن هذا النعيم زائل فهو كزهرة الحياة الدنيا اللامعة الجذابة الجميلة لاتلبث ان تذبل وتموت وينقضي وقتها وذلك لنبتليهم به فيزيدهم نعمةً ورخاءً وسعةً وكل ذلك استدراجاً لهم فيزدادوا كفرا وطغيانا كقوله تعالى في الأنعام
(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)
????
أما رزق ربك دائم وباق لاينقطع ومُدخر لك في الآخرة
السعدي : ????ورزق ربك العاجل من العلم والايمان والاعمال الصالحة والرزق الآجل من النعيم المقيم للمتقين في جوار الرب الرحيم
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)
سبحان الله جاءت الاية تؤكد الرزق الحقيقي لنا في الحياة الدنيا والآخرة
????صلاةً تصلنا بالملأ الأعلى بجوار الرحمن الرحيم الذي نناديه كل يوم بفاتحة الكتاب .فنشحن ارواحنا سكينة ً واطمئناناً تعيننا على المضي في حياتنا وتقودنا لننهى عن الفحشاء والمنكر
إذا ما أقمنا ركوعنا وسجودنا واستحضرنا قلوبنا بتذلل وخضوع وخشوع بين يدي الرحيم
????فوجه الله نبيه وأمته لإقامة الصلاةو الأمر بها وهذا مايشير الى حث الوالدين ابناؤهم على الصلاة
وما اروح الحياة في ظل بيت ٍأهله كلهم يتوجهون للصلاة .
ولماذا جاء الرزق مُرفقاً بالصلاة؟
لأن الله تكفل برزقك وأرزاق الخلائق. فمن انشغل بأمرنا وذكرنا باركنا في رزقه
وكل عمل يُقام بعد اداء الصلاة على وقتها مبارك هكذا اخبرنا الشعرواي رحمه الله????
نصل الى ختام السورة بعظمة القرآن كبدايتها
????القرآن أم المعجزات وأعظمها وأبقاها????
وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134)
وقال مكذبوك - أيها الرسول -: هلا تأتينا بعلامة من ربك تدلٌّ على صدقك، أولم يأتهم هذا القرآن مُصدقاً لما في الكتب السابقة من الحق . التورارة والإنجيل والزبور ....
وأخبرهم القرآن بهلاك الأمم قبلهم لما سألوا الآيات . كآية صالح الناقة وعيسى عليه السلام بإحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص . ولكنهم لم يؤمنوا بها فعجلنا لهم العذاب والهلاك التام كما اخبرنا الله في سورة العنكبوت
(فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)
نعود الى سورة طه . الطبري ????
ولو أنا أَهْلَكْنَا هَؤُلَاء الْمُشْركينَ الَّذينَ يُكَذّبُونَ بهَذَا الْقُرْآن منْ قَبْل أَنْ نُنْزلهُ عَلَيْهمْ , لقالوا يوم القيامة : رَبّنَا هَلَّا أَرْسَلْت إلَيْنَا رَسُولًا يَدْعُونَا إلَى طَاعَتك فَنَتَّبع حُجَّتك وَأَدلَّتك وَمَا تُنْزلهُ عَلَيْه منْ أَمْرك وَنَهْيك منْ قَبْل أَنْ نَذلّ بتَعْذيبك إيَّانَا وَنَخْزَى به .
يقول جلٌَ علاه للكفار الذين يقترحون الآيات تَعنُتا وعناداً
(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135)
. يَقُول تَعَالَى ذكْره لنَبيّه مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ : قُلْ يَا مُحَمَّد : كُلّكُمْ أَيّهَا الْمُشْركُونَ باَللَّه مُنْتَظر
لمَنْ يَكُون الْفَلَاح , وَإلَى مَا يَئُول أَمْري وَأَمْركُمْ , { فَتَرَبَّصُوا } : فَتَرَقَّبُوا وَانْتَظَرُوا , فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَهْل الطَّريق الْمُسْتَقيم الْمُعْتَدل الَّذي لَا اعْوجَاج فيه إذَا جَاءَ أَمْر اللَّه وَقَامَتْ الْقيَامَة , أَنَحْنُ أَمْ أَنْتُمْ ؟
ومن اهتدى للطريق المستقيم
من اهتدى بالقرآن ولامست ايات الله قلبه فازداد تذكرا ً وتفكراً وعلماً وخشية
إذاً ????
بدأت السورة ب???? وظيفة القرآن
إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3))
وانتهت( ومن اهتدى )استجاب واهتدى لآيات الله
فأهل الخشية هم الذين يتعظون بآيات الله، والخشية أشد من الخوف لانها خوف مقرون بالعلم بفهم القرآن وتدبره
والاعتبار بما فيه،
قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر/28 .
فالفاعل هنا : (العلماءُ) فهم أهل الخشية والخوف من الله
????
فلنتفقد الخشية في قلوبنا أثناء تلاوة كتاب ربنا .
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمدصلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين
وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب
رقية أحمدخشفة ????????