رقية خشفه
New member
????بسم الله الرحمن الرحيم????7-
الملخص السابع
إضاءات وملخص الأفكارالرئيسية لسورة الأنبياء مع روابط للحفظ والتثبيت
وصلنا إلى قصة لوط عليه السلام إشارةً.
???? ولتثبيت ????ترتيب القصص في السورة . نجد جاء ذكر لوط بعد إبراهيم فقد آمن بإبراهيم عليه السلام وصَحِبَهُ من العراق إلى الشام وأقام بقرية سدوم .
(وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)
الطبري:
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَآتَيْنَا لُوطًا { حُكْمًا } وَهُوَ فَصْل الْقَضَاء بَيْن الْخُصُوم , { وَعِلْمًا } يَقُول : وَآتَيْنَاهُ أَيْضًا عِلْمًا بِأَمْرِ دِينه .
يَقُول : وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ عَذَابنَا الَّذِي أَحْلَلْنَاهُ بِأَهْلِ الْقَرْيَة الَّتِي كَانَتْ تَعْمَل الْخَبَائِث , وَهِيَ قَرْيَة سَدُوم الَّتِي كَانَ لُوط بُعِثَ إِلَى أَهْلهَا . وَكَانَتْ الْخَبَائِث الَّتِي يَعْمَلُونَهَا : إِتْيَان الذُّكْرَان فِي أَدْبَارهمْ , وَتَضَارُطُهُمْ فِي أَنْدِيَتهمْ , مَعَ أَشْيَاء أُخَر كَانُوا يَعْمَلُونَهَا مِنْ الْمُنْكَر
: { إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْم سُوء فَاسِقِينَ } مُخَالِفِينَ أَمْر اللَّه , خَارِجِينَ عَنْ طَاعَته وَمَا يَرْضَى مِنْ الْعَمَل .
(وأدخلناه في رحمتنا )قال القرطبي:
أي : فِي النُّبُوَّة . وَقِيلَ : فِي الْإِسْلَام . وَقِيلَ : الْجَنَّة . وَقِيلَ : عَنَى بِالرَّحْمَةِ إِنْجَاءَهُ مِنْ قَوْمه
وكأنما???? الرحمة مأوى وملاذ يُدخل الله فيه من يشاء من عباده الصالحين .
فإذا هو آمن في كنف الله
فالرحمة نعيم المؤمن في الدنيا وآلآخرة
????
تعددت مواضع الرحمة في القرآن
وأخبرنا القرآن كيف نشر رحمته لأهل الكهف
(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (16)
إذ آووا الى كهف خشن ومظلم لكنه اصبح مضيئا ً بنور التوحيد ورحمة الله التي انتشرت فيه
وكلمة ينشر تلقي ظلال السعة والانفساح فإذا الكهف فضاء فسيح تنتشر فيه الرحمة فتنزاح الحدود الضيقة وترق الجدران وتزول الوحشة بنور الإيمان
????رحمة مٓن ؟ الذي ترعاهم كل تلك
السنين
كل ذلكَ لأن اللهَ نشرَ رحمَتَه عليهم وحفظَهم وبقي ذكرُهم وثناؤُهم في سورة بإسمهم في القرآن
ربنا ادخلنا في رحمتك
وهب لنا من رحمتك
وانشر علينا رحمتك
وافتح لنا رحمتك
نعود الى سورة الأنبياء????
????وبعد لوط جاءت قصة نوح عليه السلام أيضاً إشارة فقط
(وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)
القرطبي:
أَيْ وَاذْكُرْ نُوحًا إِذْ نَادَى ; أَيْ دَعَا . " مِنْ قَبْل " أَيْ مِنْ قَبْل إِبْرَاهِيم وَلُوط عَلَى قَوْمه , وَهُوَ قَوْله : " رَبّ لَا تَذَر عَلَى الْأَرْض مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا " [ نُوح : 26 ] وَقَالَ لَمَّا كَذَّبُوهُ : " أَنِّي مَغْلُوب فَانْتَصِرْ " [ الْقَمَر : 10 ] .
أَيْ مِنْ الْغَرَق . وَالْكَرْب الْغَمّ الشَّدِيد " وَأَهْله " أَيْ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ .
فإنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وهو يدعوهم الى التوحيد
وقابلوه بالتكذيب والاستهزاء ولم يؤمن به الا القليل وكانوا يقصدون أذاه ويتواصون قرنا بعد قرن وجيلاً بعد جيل على خلافه فاستجاب الله له ونجاه وأغرقهم أجمعين
????وللتثبيت ????ننتبه إلى مصير قوم نوح عليه السلام الغرق .
( قومَ سوءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ )
بينما قوم لوط (قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ)
يقول البيضاوي :ما اجتمع في قوم التكذيب بالحق والإنهماك بالشر والأذى والاستهزاء إلا أهلكهم الله تعالى .
الطبري:
و كَانُوا قَوْم سُوء , يُسِيئُونَ الْأَعْمَال , فَيَعْصُونَ اللَّه وَيُخَالِفُونَ أَمْره .
????
ثم يخبرنا القرآن بقصة ????دواد وسليمان عليهما السلام ????
(دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)
أثنى الله على نبينا داود وسليمان عليهما بالعلم والحكم وخصَّ سليمان عليه السلام بالفهم (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ)
????وقصة الحرث ????التي حكم فيها داود وسليمان عليهما السلام. يقول الرواة في تفصيلها .
أن رجلين دخلا على النبي داود . أحدُهما صاحب حرث (بسنان عنب المسمى كرم ) والآخر صاحب غنم .
فقال صاحب الحرث : إن غنم هذا ( صاحب الغنم ) نفشت في حرثي أي انطلقت الغنم فيه ليلاً أفسدت كرمي ولم تبُقِ منه شيئا
????حُكم داواد عليه السلام ????
القرطبي:قَالَ الْكَلْبِيّ : قَوَّمَ دَاوُد الْغَنَم وَالْكَرْم الَّذِي أَفْسَدَتْهُ الْغَنَم فَكَانَتْ الْقِيمَتَانِ سَوَاء , فَدَفَعَ الْغَنَم إِلَى صَاحِب الْكَرْم . وَهَكَذَا قَالَ النَّحَّاس ; قَالَ : إِنَّمَا قَضَى بِالْغَنَمِ لِصَاحِبِ الْحَرْث ; لِأَنَّ ثَمَنهَا كَانَ قَرِيبًا مِنْهُ .
????حُكم سليمان عليه السلام ????
فدخل سليمان على أبيه فقال: يَا نَبِيّ اللَّه إِنَّك حَكَمْت بِكَذَا وَكَذَا وَإِنِّي رَأَيْت مَا هُوَ أَرْفَق بِالْجَمِيعِ . قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : يَنْبَغِي أَنْ تَدْفَع الْغَنَم إِلَى صَاحِب الْحَرْث فَيَنْتَفِع بِأَلْبَانِهَا وَسُمُونِهَا وَأَصْوَافهَا , وَتَدْفَع الْحَرْث إِلَى صَاحِب الْغَنَم لِيَقُومَ عَلَيْهِ( أي يصلح البستان بزرعه وسقيه ) حتى يعود كما كان عليه , فَإِذَا عَادَ الزَّرْع إِلَى حَاله الَّتِي أَصَابَتْهُ الْغَنَم فِي السَّنَة الْمُقْبِلَة , رَدَّ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا مَاله إِلَى صَاحِبه . فَقَالَ دَاوُد : وُفِّقْت يَا بُنَيَّ وأمضى حكم سليمان .
الطبري :
وكُنَّا لِحُكْمِ دَاوُد وَسُلَيْمَان وَالْقَوْم الَّذِينَ حَكَمَا بَيْنهمْ فِيمَا أَفْسَدَتْ غَنَم أَهْل الْغَنَم مِنْ حَرْث أَهْل الْحَرْث , شَاهِدِينَ لَا يَخْفَى عَلَيْنَا مِنْهُ شَيْ.
????لقد حكم داود بالعدل وذلك بتعويض الضرر لصاحب الحرث . ولكن حُكم سليمان تضمن العدل والبناء والعمل وعدم التضرر لصاحب الغنم
وقال القرطبي: وَفَضْل حُكْم سُلَيْمَان على حُكْم أَبِيهِ فِي أَنَّهُ أَحْرَزَ أَنْ يُبْقِي كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا عَلَى مَتَاعه , وَتَبْقَى نَفْسه طَيِّبَة .
وقَالَ الْحَسَن : لَوْلَا هَذِهِ الْآيَة لَرَأَيْت الْقُضَاة هَلَكُوا , وَلَكِنَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَى سُلَيْمَان بِصَوَابِهِ , وَعَذَرَ دَاوُد بِاجْتِهَادِهِ
????
وكان حكم داود وسليمان اجتهاداً منهما والله شاهدٌلحكمهما
فألهمَ الله حُكما ً أَحكم وأَفهم لسليمان
(ففهمناها سليمان )وقد خصَّ الله سليمان بالفهم
وكلاهما أُوتي الحكمة والعلم
????ابن القيم : في كتابه مدارج السالكين وفي كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن ابي موسى الأشعري :
????الفهم ????نعمة من الله على عبده ونور يقذفه الله في قلبه يعرف به ويُدرك مالا يدركه غيره ولايعرفه .
فيفهم من النص مالا يفهمه غيره مع استوائهما في حفظه وفهم أصل معناه .
لذلك فهم ابن عباس رضي الله عنه من
سورة النصر اقتراب نعي الرسول صلى الله عليه وسلم .
????
ويخبرنا القرآن ماسخَّرَ وخصَّ داود وسليمان
????أولا داود عليه السلام
(وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)
قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُد الْجِبَال يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْر } : أَيْ يُصَلِّينَ مَعَ دَاوُد إِذَا صَلَّى .
وَقَوْله : { وَكُنَّا فَاعِلِينَ } يَقُول : وَكُنَّا قَدْ قَضَيْنَا أَنَّا فَاعِلُو ذَلِكَ , وَمُسَخِّرُو الْجِبَال وَالطَّيْر فِي أُمّ الْكِتَاب مَعَ دَاوُد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام
ابن كثير :
وذلك لطيب صوته بتلاوة كتابه الزبور وكان إذا ترنم وقف الطير في الهواء فتجاوبه وترد عليه الجبال تأويبا .
وفي لحظات الإشراق و القلب متصل مع الله . فإنه يحس بالإتصال بالوجود كله فينبض قلب الوجود كله تسبيحاً بربه فتنزاح العوائق والحواجز وتتوحد كلها وتتلاقى في اتصال وتسبيح واحد مع الله قال تعالى :
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) الإسراء
إنما يفقهه من تهيم روحه في تأمل إبداع الخالق لهذا الكون فيحس تسبيحها وترجيعها وينطلق مع أرواح الكائنات المتجهة كلها إلى الله
ونتذكر الآية في التي مرت علينا في الأنبياء
(وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)
القرطبي
" أَيْ جَعَلْنَاهَا بِحَيْثُ تُطِيعهُ إِذَا أَمَرَهَا بِالتَّسْبِيحِ
الطبري:
وَقَوْله : { وَكُنَّا فَاعِلِينَ } يَقُول : وَكُنَّا قَدْ قَضَيْنَا أَنَّا فَاعِلُو ذَلِكَ , وَمُسَخِّرُو الْجِبَال وَالطَّيْر فِي أُمّ الْكِتَاب مَعَ دَاوُد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام
البيضاوي : وإن كان عجباً(التسبيح الكوني )عندكم لكنا قادرين .
????
ابن كثير و الطبري :
عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَة لَبُوس لَكُمْ } ... الْآيَة , قَالَ : كَانَتْ الدروع قَبْل دَاوُد صَفَائِح , قال : وَكَانَ أَوَّل مَنْ صَنَعَ هَذَا الْحَلَق وَسَرَدَ دَاوُد .
الطريقة :
علمناه صنعة الدروع حلقاً متداخلة بعد أن كانت تُصنع صحيفة واحدة جامدة . والزرد المتداخل أيسر استعمالاً وأكثر مرونة والله يَمنُّ أن علم داود هذه الصنعة لوقايتهم في الحرب
فهَلْ أَنْتُمْ أَيّهَا النَّاس شَاكِرُو اللَّه عَلَى نِعْمَته عَلَيْكُمْ بِمَا عَلَّمَكُمْ
تشير الآية إلى نسب الفضل إلى المنعم والشكر على النعم عبودية .
????
وهَذِهِ الْآيَة أَصْل فِي اِتِّخَاذ الصَّنَائِع وَالْأَسْبَاب
وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّه تَعَالَى عَنْ نَبِيّه دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ كَانَ يَصْنَع الدُّرُوع , , وَكَانَ يَأْكُل مِنْ عَمَل يَده , وَكَانَ آدَم حَرَّاثًا , وَنُوح نَجَّارًا , وَلُقْمَان خَيَّاطًا , وَطَالُوت دَبَّاغًا . وَقِيلَ : سَقَّاء ; فَالصَّنْعَة يَكُفّ بِهَا الْإِنْسَان نَفْسه عَنْ النَّاس , وَيَدْفَع بِهَا عَنْ نَفْسه الضَّرَر وَالْبَأْس . وَفِي الْحَدِيث : " إِنَّ اللَّه يُحِبّ الْمُؤْمِن الْمُحْتَرِف الضَّعِيف الْمُتَعَفِّف وَيُبْغِض السَّائِل الْمُلْحِف "
ثانياً ????ماخصَّ الله وسخَّرَ لسليمان عليه السلام
(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82)
, عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَلِسُلَيْمَان الرِّيح عَاصِفَة } ... إِلَى قَوْله : { وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ } قَالَ : وَرَّثَ اللَّه سُلَيْمَان دَاوُد , فَوَرَّثَهُ نُبُوَّته وَمُلْكه وَزَادَهُ عَلَى ذَلِكَ أَنْ سَخَّرَ لَهُ الرِّيح وَالشَّيَاطِين . 18672
أَيْ وَسَخَّرْنَا لِسُلَيْمَانَ الرِّيح عَاصِفَة , أَيْ شَدِيدَة الْهُبُوب
القرطبي:
إلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا
يَعْنِي الشَّام . يُرْوَى أَنَّهَا كَانَتْ تَجْرِي بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ إِلَى حَيْثُ أَرَادَ , ثُمَّ تَرُدّهُ إِلَى الشَّام . وَقَالَ وَهْب : كَانَ سُلَيْمَان بْن دَاوُد إِذَا خَرَجَ إِلَى مَجْلِسه عَكَفَتْ عَلَيْهِ الطَّيْر , وَقَامَ لَهُ الْجِنّ وَالْإِنْس حَتَّى يَجْلِس عَلَى سَرِيره . فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْزُو أَمَرَ بِخَشَبٍ فَمُدَّتْ وَرُفِعَ عَلَيْهَا النَّاس وَالدَّوَابّ وَآلَة الْحَرْب , وَأَمَرَ الْعَاصِف (الريح)فَأَقَلَّتْ ذَلِكَ , ثُمَّ أَمَرَ الرُّخَاء فَمَرَّتْ بِهِ شَهْرًا فِي رَوَاحه وَشَهْرًا فِي غُدُوّهُ , وَهُوَ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى : " تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ " [ ص : 36 ] . وَالرُّخَاء الريح اللَّيِّنَة .
قال البيضاوي:
كانت رخاءً تارةً وعاصفةً تارةً أخرى .
أي بِكُلِّ شَيْء عَمِلْنَا عَالِمِينَ بِتَدْبِيرِهِ
وتسخير الريح بأمر من الله يأذن بها لمن يشاء من عباده المرسلين
الطبري:
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَسَخَّرْنَا أَيْضًا لِسُلَيْمَان مِنْ الشَّيَاطِين مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ فِي الْبَحْر , وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُون ذَلِكَ مِنْ الْبُنْيَان وَالتَّمَاثِيل وَالْمَحَارِيب .
القرطبي:
وَقِيلَ : " حَافِظِينَ " مِنْ أَنْ يَهْرُبُوا أَوْ يَمْتَنِعُوا . أَوْ حَفِظْنَاهُمْ مِنْ أَنْ يَخْرُجُوا عَنْ أَمْره
يقول البيضاوي :أو يزيغوا عن أمره أو يفسدوا على ماهو بمقتضى جبلتهم
فالكل في قبضته وتحت أمره .
ختاماً
لقد ابتلى الله داود وسليمان بالسراء بفتنة القضاء لداود والملك لسليمان واجتازا الإمتحان مستغغرين وشاكرين لنعمه .
ثم يُخبرنا القرآن ابتلاء النبي أيوب عليه السلام بالضراء. نتابع ذلك بعون الله
في الملخص الثامن إن شاء الله
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
رقية أحمد خشفة ????????
الملخص السابع
إضاءات وملخص الأفكارالرئيسية لسورة الأنبياء مع روابط للحفظ والتثبيت
وصلنا إلى قصة لوط عليه السلام إشارةً.
???? ولتثبيت ????ترتيب القصص في السورة . نجد جاء ذكر لوط بعد إبراهيم فقد آمن بإبراهيم عليه السلام وصَحِبَهُ من العراق إلى الشام وأقام بقرية سدوم .
(وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)
الطبري:
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَآتَيْنَا لُوطًا { حُكْمًا } وَهُوَ فَصْل الْقَضَاء بَيْن الْخُصُوم , { وَعِلْمًا } يَقُول : وَآتَيْنَاهُ أَيْضًا عِلْمًا بِأَمْرِ دِينه .
يَقُول : وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ عَذَابنَا الَّذِي أَحْلَلْنَاهُ بِأَهْلِ الْقَرْيَة الَّتِي كَانَتْ تَعْمَل الْخَبَائِث , وَهِيَ قَرْيَة سَدُوم الَّتِي كَانَ لُوط بُعِثَ إِلَى أَهْلهَا . وَكَانَتْ الْخَبَائِث الَّتِي يَعْمَلُونَهَا : إِتْيَان الذُّكْرَان فِي أَدْبَارهمْ , وَتَضَارُطُهُمْ فِي أَنْدِيَتهمْ , مَعَ أَشْيَاء أُخَر كَانُوا يَعْمَلُونَهَا مِنْ الْمُنْكَر
: { إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْم سُوء فَاسِقِينَ } مُخَالِفِينَ أَمْر اللَّه , خَارِجِينَ عَنْ طَاعَته وَمَا يَرْضَى مِنْ الْعَمَل .
(وأدخلناه في رحمتنا )قال القرطبي:
أي : فِي النُّبُوَّة . وَقِيلَ : فِي الْإِسْلَام . وَقِيلَ : الْجَنَّة . وَقِيلَ : عَنَى بِالرَّحْمَةِ إِنْجَاءَهُ مِنْ قَوْمه
وكأنما???? الرحمة مأوى وملاذ يُدخل الله فيه من يشاء من عباده الصالحين .
فإذا هو آمن في كنف الله
فالرحمة نعيم المؤمن في الدنيا وآلآخرة
????
تعددت مواضع الرحمة في القرآن
وأخبرنا القرآن كيف نشر رحمته لأهل الكهف
(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (16)
إذ آووا الى كهف خشن ومظلم لكنه اصبح مضيئا ً بنور التوحيد ورحمة الله التي انتشرت فيه
وكلمة ينشر تلقي ظلال السعة والانفساح فإذا الكهف فضاء فسيح تنتشر فيه الرحمة فتنزاح الحدود الضيقة وترق الجدران وتزول الوحشة بنور الإيمان
????رحمة مٓن ؟ الذي ترعاهم كل تلك
السنين
كل ذلكَ لأن اللهَ نشرَ رحمَتَه عليهم وحفظَهم وبقي ذكرُهم وثناؤُهم في سورة بإسمهم في القرآن
ربنا ادخلنا في رحمتك
وهب لنا من رحمتك
وانشر علينا رحمتك
وافتح لنا رحمتك
نعود الى سورة الأنبياء????
????وبعد لوط جاءت قصة نوح عليه السلام أيضاً إشارة فقط
(وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)
القرطبي:
أَيْ وَاذْكُرْ نُوحًا إِذْ نَادَى ; أَيْ دَعَا . " مِنْ قَبْل " أَيْ مِنْ قَبْل إِبْرَاهِيم وَلُوط عَلَى قَوْمه , وَهُوَ قَوْله : " رَبّ لَا تَذَر عَلَى الْأَرْض مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا " [ نُوح : 26 ] وَقَالَ لَمَّا كَذَّبُوهُ : " أَنِّي مَغْلُوب فَانْتَصِرْ " [ الْقَمَر : 10 ] .
أَيْ مِنْ الْغَرَق . وَالْكَرْب الْغَمّ الشَّدِيد " وَأَهْله " أَيْ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ .
فإنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وهو يدعوهم الى التوحيد
وقابلوه بالتكذيب والاستهزاء ولم يؤمن به الا القليل وكانوا يقصدون أذاه ويتواصون قرنا بعد قرن وجيلاً بعد جيل على خلافه فاستجاب الله له ونجاه وأغرقهم أجمعين
????وللتثبيت ????ننتبه إلى مصير قوم نوح عليه السلام الغرق .
( قومَ سوءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ )
بينما قوم لوط (قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ)
يقول البيضاوي :ما اجتمع في قوم التكذيب بالحق والإنهماك بالشر والأذى والاستهزاء إلا أهلكهم الله تعالى .
الطبري:
و كَانُوا قَوْم سُوء , يُسِيئُونَ الْأَعْمَال , فَيَعْصُونَ اللَّه وَيُخَالِفُونَ أَمْره .
????
ثم يخبرنا القرآن بقصة ????دواد وسليمان عليهما السلام ????
(دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)
أثنى الله على نبينا داود وسليمان عليهما بالعلم والحكم وخصَّ سليمان عليه السلام بالفهم (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ)
????وقصة الحرث ????التي حكم فيها داود وسليمان عليهما السلام. يقول الرواة في تفصيلها .
أن رجلين دخلا على النبي داود . أحدُهما صاحب حرث (بسنان عنب المسمى كرم ) والآخر صاحب غنم .
فقال صاحب الحرث : إن غنم هذا ( صاحب الغنم ) نفشت في حرثي أي انطلقت الغنم فيه ليلاً أفسدت كرمي ولم تبُقِ منه شيئا
????حُكم داواد عليه السلام ????
القرطبي:قَالَ الْكَلْبِيّ : قَوَّمَ دَاوُد الْغَنَم وَالْكَرْم الَّذِي أَفْسَدَتْهُ الْغَنَم فَكَانَتْ الْقِيمَتَانِ سَوَاء , فَدَفَعَ الْغَنَم إِلَى صَاحِب الْكَرْم . وَهَكَذَا قَالَ النَّحَّاس ; قَالَ : إِنَّمَا قَضَى بِالْغَنَمِ لِصَاحِبِ الْحَرْث ; لِأَنَّ ثَمَنهَا كَانَ قَرِيبًا مِنْهُ .
????حُكم سليمان عليه السلام ????
فدخل سليمان على أبيه فقال: يَا نَبِيّ اللَّه إِنَّك حَكَمْت بِكَذَا وَكَذَا وَإِنِّي رَأَيْت مَا هُوَ أَرْفَق بِالْجَمِيعِ . قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : يَنْبَغِي أَنْ تَدْفَع الْغَنَم إِلَى صَاحِب الْحَرْث فَيَنْتَفِع بِأَلْبَانِهَا وَسُمُونِهَا وَأَصْوَافهَا , وَتَدْفَع الْحَرْث إِلَى صَاحِب الْغَنَم لِيَقُومَ عَلَيْهِ( أي يصلح البستان بزرعه وسقيه ) حتى يعود كما كان عليه , فَإِذَا عَادَ الزَّرْع إِلَى حَاله الَّتِي أَصَابَتْهُ الْغَنَم فِي السَّنَة الْمُقْبِلَة , رَدَّ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا مَاله إِلَى صَاحِبه . فَقَالَ دَاوُد : وُفِّقْت يَا بُنَيَّ وأمضى حكم سليمان .
الطبري :
وكُنَّا لِحُكْمِ دَاوُد وَسُلَيْمَان وَالْقَوْم الَّذِينَ حَكَمَا بَيْنهمْ فِيمَا أَفْسَدَتْ غَنَم أَهْل الْغَنَم مِنْ حَرْث أَهْل الْحَرْث , شَاهِدِينَ لَا يَخْفَى عَلَيْنَا مِنْهُ شَيْ.
????لقد حكم داود بالعدل وذلك بتعويض الضرر لصاحب الحرث . ولكن حُكم سليمان تضمن العدل والبناء والعمل وعدم التضرر لصاحب الغنم
وقال القرطبي: وَفَضْل حُكْم سُلَيْمَان على حُكْم أَبِيهِ فِي أَنَّهُ أَحْرَزَ أَنْ يُبْقِي كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا عَلَى مَتَاعه , وَتَبْقَى نَفْسه طَيِّبَة .
وقَالَ الْحَسَن : لَوْلَا هَذِهِ الْآيَة لَرَأَيْت الْقُضَاة هَلَكُوا , وَلَكِنَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَى سُلَيْمَان بِصَوَابِهِ , وَعَذَرَ دَاوُد بِاجْتِهَادِهِ
????
وكان حكم داود وسليمان اجتهاداً منهما والله شاهدٌلحكمهما
فألهمَ الله حُكما ً أَحكم وأَفهم لسليمان
(ففهمناها سليمان )وقد خصَّ الله سليمان بالفهم
وكلاهما أُوتي الحكمة والعلم
????ابن القيم : في كتابه مدارج السالكين وفي كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن ابي موسى الأشعري :
????الفهم ????نعمة من الله على عبده ونور يقذفه الله في قلبه يعرف به ويُدرك مالا يدركه غيره ولايعرفه .
فيفهم من النص مالا يفهمه غيره مع استوائهما في حفظه وفهم أصل معناه .
لذلك فهم ابن عباس رضي الله عنه من
سورة النصر اقتراب نعي الرسول صلى الله عليه وسلم .
????
ويخبرنا القرآن ماسخَّرَ وخصَّ داود وسليمان
????أولا داود عليه السلام
(وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)
قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُد الْجِبَال يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْر } : أَيْ يُصَلِّينَ مَعَ دَاوُد إِذَا صَلَّى .
وَقَوْله : { وَكُنَّا فَاعِلِينَ } يَقُول : وَكُنَّا قَدْ قَضَيْنَا أَنَّا فَاعِلُو ذَلِكَ , وَمُسَخِّرُو الْجِبَال وَالطَّيْر فِي أُمّ الْكِتَاب مَعَ دَاوُد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام
ابن كثير :
وذلك لطيب صوته بتلاوة كتابه الزبور وكان إذا ترنم وقف الطير في الهواء فتجاوبه وترد عليه الجبال تأويبا .
وفي لحظات الإشراق و القلب متصل مع الله . فإنه يحس بالإتصال بالوجود كله فينبض قلب الوجود كله تسبيحاً بربه فتنزاح العوائق والحواجز وتتوحد كلها وتتلاقى في اتصال وتسبيح واحد مع الله قال تعالى :
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) الإسراء
إنما يفقهه من تهيم روحه في تأمل إبداع الخالق لهذا الكون فيحس تسبيحها وترجيعها وينطلق مع أرواح الكائنات المتجهة كلها إلى الله
ونتذكر الآية في التي مرت علينا في الأنبياء
(وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)
القرطبي
" أَيْ جَعَلْنَاهَا بِحَيْثُ تُطِيعهُ إِذَا أَمَرَهَا بِالتَّسْبِيحِ
الطبري:
وَقَوْله : { وَكُنَّا فَاعِلِينَ } يَقُول : وَكُنَّا قَدْ قَضَيْنَا أَنَّا فَاعِلُو ذَلِكَ , وَمُسَخِّرُو الْجِبَال وَالطَّيْر فِي أُمّ الْكِتَاب مَعَ دَاوُد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام
البيضاوي : وإن كان عجباً(التسبيح الكوني )عندكم لكنا قادرين .
????
ابن كثير و الطبري :
عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَة لَبُوس لَكُمْ } ... الْآيَة , قَالَ : كَانَتْ الدروع قَبْل دَاوُد صَفَائِح , قال : وَكَانَ أَوَّل مَنْ صَنَعَ هَذَا الْحَلَق وَسَرَدَ دَاوُد .
الطريقة :
علمناه صنعة الدروع حلقاً متداخلة بعد أن كانت تُصنع صحيفة واحدة جامدة . والزرد المتداخل أيسر استعمالاً وأكثر مرونة والله يَمنُّ أن علم داود هذه الصنعة لوقايتهم في الحرب
فهَلْ أَنْتُمْ أَيّهَا النَّاس شَاكِرُو اللَّه عَلَى نِعْمَته عَلَيْكُمْ بِمَا عَلَّمَكُمْ
تشير الآية إلى نسب الفضل إلى المنعم والشكر على النعم عبودية .
????
وهَذِهِ الْآيَة أَصْل فِي اِتِّخَاذ الصَّنَائِع وَالْأَسْبَاب
وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّه تَعَالَى عَنْ نَبِيّه دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ كَانَ يَصْنَع الدُّرُوع , , وَكَانَ يَأْكُل مِنْ عَمَل يَده , وَكَانَ آدَم حَرَّاثًا , وَنُوح نَجَّارًا , وَلُقْمَان خَيَّاطًا , وَطَالُوت دَبَّاغًا . وَقِيلَ : سَقَّاء ; فَالصَّنْعَة يَكُفّ بِهَا الْإِنْسَان نَفْسه عَنْ النَّاس , وَيَدْفَع بِهَا عَنْ نَفْسه الضَّرَر وَالْبَأْس . وَفِي الْحَدِيث : " إِنَّ اللَّه يُحِبّ الْمُؤْمِن الْمُحْتَرِف الضَّعِيف الْمُتَعَفِّف وَيُبْغِض السَّائِل الْمُلْحِف "
ثانياً ????ماخصَّ الله وسخَّرَ لسليمان عليه السلام
(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82)
, عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَلِسُلَيْمَان الرِّيح عَاصِفَة } ... إِلَى قَوْله : { وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ } قَالَ : وَرَّثَ اللَّه سُلَيْمَان دَاوُد , فَوَرَّثَهُ نُبُوَّته وَمُلْكه وَزَادَهُ عَلَى ذَلِكَ أَنْ سَخَّرَ لَهُ الرِّيح وَالشَّيَاطِين . 18672
أَيْ وَسَخَّرْنَا لِسُلَيْمَانَ الرِّيح عَاصِفَة , أَيْ شَدِيدَة الْهُبُوب
القرطبي:
إلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا
يَعْنِي الشَّام . يُرْوَى أَنَّهَا كَانَتْ تَجْرِي بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ إِلَى حَيْثُ أَرَادَ , ثُمَّ تَرُدّهُ إِلَى الشَّام . وَقَالَ وَهْب : كَانَ سُلَيْمَان بْن دَاوُد إِذَا خَرَجَ إِلَى مَجْلِسه عَكَفَتْ عَلَيْهِ الطَّيْر , وَقَامَ لَهُ الْجِنّ وَالْإِنْس حَتَّى يَجْلِس عَلَى سَرِيره . فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْزُو أَمَرَ بِخَشَبٍ فَمُدَّتْ وَرُفِعَ عَلَيْهَا النَّاس وَالدَّوَابّ وَآلَة الْحَرْب , وَأَمَرَ الْعَاصِف (الريح)فَأَقَلَّتْ ذَلِكَ , ثُمَّ أَمَرَ الرُّخَاء فَمَرَّتْ بِهِ شَهْرًا فِي رَوَاحه وَشَهْرًا فِي غُدُوّهُ , وَهُوَ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى : " تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ " [ ص : 36 ] . وَالرُّخَاء الريح اللَّيِّنَة .
قال البيضاوي:
كانت رخاءً تارةً وعاصفةً تارةً أخرى .
أي بِكُلِّ شَيْء عَمِلْنَا عَالِمِينَ بِتَدْبِيرِهِ
وتسخير الريح بأمر من الله يأذن بها لمن يشاء من عباده المرسلين
الطبري:
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَسَخَّرْنَا أَيْضًا لِسُلَيْمَان مِنْ الشَّيَاطِين مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ فِي الْبَحْر , وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُون ذَلِكَ مِنْ الْبُنْيَان وَالتَّمَاثِيل وَالْمَحَارِيب .
القرطبي:
وَقِيلَ : " حَافِظِينَ " مِنْ أَنْ يَهْرُبُوا أَوْ يَمْتَنِعُوا . أَوْ حَفِظْنَاهُمْ مِنْ أَنْ يَخْرُجُوا عَنْ أَمْره
يقول البيضاوي :أو يزيغوا عن أمره أو يفسدوا على ماهو بمقتضى جبلتهم
فالكل في قبضته وتحت أمره .
ختاماً
لقد ابتلى الله داود وسليمان بالسراء بفتنة القضاء لداود والملك لسليمان واجتازا الإمتحان مستغغرين وشاكرين لنعمه .
ثم يُخبرنا القرآن ابتلاء النبي أيوب عليه السلام بالضراء. نتابع ذلك بعون الله
في الملخص الثامن إن شاء الله
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
رقية أحمد خشفة ????????