الملخص الخامس لسورة مريم

رقية خشفه

New member
إنضم
13/06/2017
المشاركات
113
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
59
الإقامة
الإمارات
????بسم الله الرحمن الرحيم. ????
الملخص الخامس???? من اية 66-76
لسورة مريم ????

تبدأ الآيات بإنكار الانسان ليوم البعث في الدنيا ثم ينتقل مباشرة الى مشهد الحشر للإنس والشياطين
حول جهنم ونجاة المتقين منها والظالمين فيها جثيا
????????
ويَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70)

يقول الإنسان باستهزاء واستبعاد منكراً يوم البعث بعد الموت
كيف سأحيا بعد أن أصبح رفاتاً وتراباً غافلاً عن نشأته الأولى من العدم . قال تعالى
(قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ}يس 79
????????
وأقسم الله بربوبيته (فوربك )مضيفاً اسمه الى نبيِّه تفخيماً لشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأنهم سيحشرون مع قرنائهم الذين أغووهم الى جهنم وهم جاثين على ركبهم في صورة الخزي والمهانة لتكبرهم في الدنيا
ثم لننزعن بشدة من كل طائفة أشدُّهم
عصياناً وتمرداً على الرحمن الذي امهلهم ورحمهم في الدنيا ولكنهم ازدادوا معاندةً وكبراًوحرباً للمؤمنين
والله أعلم بمن هم اكثر استحقاقًا للإصطلاء بحرِّ جهنم
????????
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)

الورود ????: يعني الوصول على حدودها
فالورود على حدود النار لجميع الخلائق مؤمنها وكافرها وذلك
يوضع الصراط فوق جهنم والورود عام لكل المكلفين
يقول مجاهد???? جوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي في الدنيا ثم تشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيخرجون خلقًا كثيرا قد أكلتهم النار إلا مواضع السجود

وننجّي من جهنم المتقين بعد مرور الجميع عليها { وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } أي ونترك الظالمين في جهنم قعوداً على الركب قال البيضاوي????: والآية دليلٌ على أن المراد بالورود والجثوُّ حواليها، وأن المؤمنين يفارقون الفجرة إلى الجنة بعد نجاتهم، ويبقى الفجرة فيها على هيئتهم
????????
ثم يستعرض السياق تعليل العذاب للظالمين فيها جثيا
جاء عذاب الخزي والمهانة من جنس عملهم في الدنيا لتكبرهم وتفاخرهم

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)

النديِّ???? من النادي المجلس الذي يجتمع به وجهاء القوم

قال البيضاوي????: إن المشركين لما سمعوا الآيات الواضحات وعجزوا عن معارضتها، أخذوا في الافتخار بما لهم من حظوظ الدنيا، والاستدلال بزيادة حظهم فيها على فضلهم وحسن حالهم لقصور نظرهم، فردَّ الله عليهم
????????
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74)
تشير الآية الى كثير من الامم المكذبين بآيات الله آمنوا بهذه القيم الزئفة الزائلة التي اهلكتهم ولم تنفعهم وتعصمهم من الهلاك وكانوا أكثر قوة وآثاراًفي الأرض وأكثر جمالاً منظراً متاعاً أثاثاً ومنزلة
ورئيا???? :من المنظر من فعل الرؤيا
????????
( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)

قال ابن عاشور???? : وفي هذا جعل الله امهالهم منسوباً الى اسم الرحمن ليعلمَ عباده بواسع رحمته ولم يعاجلهم بالعقوبة
فليمدد لهم الرحمن بطول العمر وليمهلهم امهال ابتلاء ويزيدهم من متاع الدنيا
حتى اذا عاينوا عذاب الدنيا من أسر وقتل
أو عندما تبغِتُهم الساعة بعذاب الآخرة فعندئذً سيعرفون أي الفريقين شرٌ مكاناً وأضعف ناصرا
????????
(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)

أما فريق المؤمنين الذين اهتدوا وأبصروا الحق أبصروا النور الذي قادهم الى الباقيات الصالحات ولم يغتروا برؤيا مناظر الحياة الفانية ومتاعها لأنهم أبصروا الغنى الحقيقي وهو غنى القلوب وأولها التوحيد الخالص لله وازدادوا هدى وإيماناً وعملاً وصلاحاً وتجردوا لله بالتسبيح والذكر وتلاوة القرآن وكل الأعمال الصالحة كانت لهم خير عاقبة ذخراً ورصيداً ووراثةً لهم في الجنة ونتذكر هذه الاية
تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63)
الرب المالك الوارث لجميع خلقه
والمتقون المؤمنون هم الوارثون المستحقون للجنة . قال البيضاوي : ????والوراثة أقوى لفظ يستعمل في التملك والإستحقاق
إنها الوراثة الحقيقية الخالدة في الجنة وليس في الدنيا الفانية

وهؤلاء لاينساهم الله في الدنيا من فضله ورحمته ونعمه وتوفيقه لهم بالطاعات ولذة الاعمال الصالحة
????????
ثم يأتي الله بمثال من الذين استبعدوا واستنكروا البعث بعد الموت

سَبَبُ النّزول????: عن خباب بن الأرت قال: كنتُ رجلاً قيناً - أي حداداً - وكان لي على العاص بن وائل دينٌ فأتيتُه أتقاضاه فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث - أي تموت الآن وتبعث أمامي وهذا من باب المستحيل - قال: فإني إذا متُّ ثم بُعثتُ جئتني ولي ثمَّ مالٌ فأعطيتك فأنزل الله { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً }
أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)

استفهام وتعجب لهذا الكافر الذي جحد بآيات الله التي نصت على تقرير يوم البعث
هل إطلع هذا الفاجر الكافر على الغيب . يتكلم بثقة ويقين أن الله سيعطيه المال والبنين بعد الموت
????????
يرد الله عليه( كلا) كلمة ردع وزجر عن هذه الأماني الفارغة فسوف نضاعف له العذاب لإستهزائه
(ونرثه ) هاء الضمير عائدة على الوارث المالك جل علاه لجميع خلقه وفيها تقرير لآية ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)
نرث كل مايملك ويأتينا وحيداً لامال ولا ولد
????????
بعد هذا المثال يُخبرنا القرآن بظواهر الكفر للمشركين مع عرض مشاهد من يوم القيامة وختام السورة برحمته وتبشيره لعباده المتقين وهذا في الملخص السادس والاخير إن شاء الله
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
رقية أحمد خشفة

????بسم الله الرحمن الرحيم. ????
الملخص الخامس???? من اية 66-76
لسورة مريم ????

تبدأ الآيات بإنكار الانسان ليوم البعث في الدنيا ثم ينتقل مباشرة الى مشهد الحشر للإنس والشياطين
حول جهنم ونجاة المتقين منها والظالمين فيها جثيا
????????
ويَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70)

يقول الإنسان باستهزاء واستبعاد منكراً يوم البعث بعد الموت
كيف سأحيا بعد أن أصبح رفاتاً وتراباً غافلاً عن نشأته الأولى من العدم . قال تعالى
(قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ}يس 79
????????
وأقسم الله بربوبيته (فوربك )مضيفاً اسمه الى نبيِّه تفخيماً لشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأنهم سيحشرون مع قرنائهم الذين أغووهم الى جهنم وهم جاثين على ركبهم في صورة الخزي والمهانة لتكبرهم في الدنيا
ثم لننزعن بشدة من كل طائفة أشدُّهم
عصياناً وتمرداً على الرحمن الذي امهلهم ورحمهم في الدنيا ولكنهم ازدادوا معاندةً وكبراًوحرباً للمؤمنين
والله أعلم بمن هم اكثر استحقاقًا للإصطلاء بحرِّ جهنم
????????
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)

الورود ????: يعني الوصول على حدودها
فالورود على حدود النار لجميع الخلائق مؤمنها وكافرها وذلك
يوضع الصراط فوق جهنم والورود عام لكل المكلفين
يقول مجاهد???? جوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي في الدنيا ثم تشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيخرجون خلقًا كثيرا قد أكلتهم النار إلا مواضع السجود

وننجّي من جهنم المتقين بعد مرور الجميع عليها { وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } أي ونترك الظالمين في جهنم قعوداً على الركب قال البيضاوي????: والآية دليلٌ على أن المراد بالورود والجثوُّ حواليها، وأن المؤمنين يفارقون الفجرة إلى الجنة بعد نجاتهم، ويبقى الفجرة فيها على هيئتهم
????????
ثم يستعرض السياق تعليل العذاب للظالمين فيها جثيا
جاء عذاب الخزي والمهانة من جنس عملهم في الدنيا لتكبرهم وتفاخرهم

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)

النديِّ???? من النادي المجلس الذي يجتمع به وجهاء القوم

قال البيضاوي????: إن المشركين لما سمعوا الآيات الواضحات وعجزوا عن معارضتها، أخذوا في الافتخار بما لهم من حظوظ الدنيا، والاستدلال بزيادة حظهم فيها على فضلهم وحسن حالهم لقصور نظرهم، فردَّ الله عليهم
????????
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74)
تشير الآية الى كثير من الامم المكذبين بآيات الله آمنوا بهذه القيم الزئفة الزائلة التي اهلكتهم ولم تنفعهم وتعصمهم من الهلاك وكانوا أكثر قوة وآثاراًفي الأرض وأكثر جمالاً منظراً متاعاً أثاثاً ومنزلة
ورئيا???? :من المنظر من فعل الرؤيا
????????
( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)

قال ابن عاشور???? : وفي هذا جعل الله امهالهم منسوباً الى اسم الرحمن ليعلمَ عباده بواسع رحمته ولم يعاجلهم بالعقوبة
فليمدد لهم الرحمن بطول العمر وليمهلهم امهال ابتلاء ويزيدهم من متاع الدنيا
حتى اذا عاينوا عذاب الدنيا من أسر وقتل
أو عندما تبغِتُهم الساعة بعذاب الآخرة فعندئذً سيعرفون أي الفريقين شرٌ مكاناً وأضعف ناصرا
????????
(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)

أما فريق المؤمنين الذين اهتدوا وأبصروا الحق أبصروا النور الذي قادهم الى الباقيات الصالحات ولم يغتروا برؤيا مناظر الحياة الفانية ومتاعها لأنهم أبصروا الغنى الحقيقي وهو غنى القلوب وأولها التوحيد الخالص لله وازدادوا هدى وإيماناً وعملاً وصلاحاً وتجردوا لله بالتسبيح والذكر وتلاوة القرآن وكل الأعمال الصالحة كانت لهم خير عاقبة ذخراً ورصيداً ووراثةً لهم في الجنة ونتذكر هذه الاية
تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63)
الرب المالك الوارث لجميع خلقه
والمتقون المؤمنون هم الوارثون المستحقون للجنة . قال البيضاوي : ????والوراثة أقوى لفظ يستعمل في التملك والإستحقاق
إنها الوراثة الحقيقية الخالدة في الجنة وليس في الدنيا الفانية

وهؤلاء لاينساهم الله في الدنيا من فضله ورحمته ونعمه وتوفيقه لهم بالطاعات ولذة الاعمال الصالحة
????????
ثم يأتي الله بمثال من الذين استبعدوا واستنكروا البعث بعد الموت

سَبَبُ النّزول????: عن خباب بن الأرت قال: كنتُ رجلاً قيناً - أي حداداً - وكان لي على العاص بن وائل دينٌ فأتيتُه أتقاضاه فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث - أي تموت الآن وتبعث أمامي وهذا من باب المستحيل - قال: فإني إذا متُّ ثم بُعثتُ جئتني ولي ثمَّ مالٌ فأعطيتك فأنزل الله { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً }
أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)

استفهام وتعجب لهذا الكافر الذي جحد بآيات الله التي نصت على تقرير يوم البعث
هل إطلع هذا الفاجر الكافر على الغيب . يتكلم بثقة ويقين أن الله سيعطيه المال والبنين بعد الموت
????????
يرد الله عليه( كلا) كلمة ردع وزجر عن هذه الأماني الفارغة فسوف نضاعف له العذاب لإستهزائه
(ونرثه ) هاء الضمير عائدة على الوارث المالك جل علاه لجميع خلقه وفيها تقرير لآية ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)
نرث كل مايملك ويأتينا وحيداً لامال ولا ولد
????????
بعد هذا المثال يُخبرنا القرآن بظواهر الكفر للمشركين مع عرض مشاهد من يوم القيامة وختام السورة برحمته وتبشيره لعباده المتقين وهذا في الملخص السادس والاخير إن شاء الله
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
رقية أحمد خشفة



????بسم الله الرحمن الرحيم. ????
الملخص الخامس???? من اية 66-76
لسورة مريم ????

تبدأ الآيات بإنكار الانسان ليوم البعث في الدنيا ثم ينتقل مباشرة الى مشهد الحشر للإنس والشياطين
حول جهنم ونجاة المتقين منها والظالمين فيها جثيا
????????
ويَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70)

يقول الإنسان باستهزاء واستبعاد منكراً يوم البعث بعد الموت
كيف سأحيا بعد أن أصبح رفاتاً وتراباً غافلاً عن نشأته الأولى من العدم . قال تعالى
(قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ}يس 79
????????
وأقسم الله بربوبيته (فوربك )مضيفاً اسمه الى نبيِّه تفخيماً لشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأنهم سيحشرون مع قرنائهم الذين أغووهم الى جهنم وهم جاثين على ركبهم في صورة الخزي والمهانة لتكبرهم في الدنيا
ثم لننزعن بشدة من كل طائفة أشدُّهم
عصياناً وتمرداً على الرحمن الذي امهلهم ورحمهم في الدنيا ولكنهم ازدادوا معاندةً وكبراًوحرباً للمؤمنين
والله أعلم بمن هم اكثر استحقاقًا للإصطلاء بحرِّ جهنم
????????
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)

الورود ????: يعني الوصول على حدودها
فالورود على حدود النار لجميع الخلائق مؤمنها وكافرها وذلك
يوضع الصراط فوق جهنم والورود عام لكل المكلفين
يقول مجاهد???? جوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي في الدنيا ثم تشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيخرجون خلقًا كثيرا قد أكلتهم النار إلا مواضع السجود

وننجّي من جهنم المتقين بعد مرور الجميع عليها { وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } أي ونترك الظالمين في جهنم قعوداً على الركب قال البيضاوي????: والآية دليلٌ على أن المراد بالورود والجثوُّ حواليها، وأن المؤمنين يفارقون الفجرة إلى الجنة بعد نجاتهم، ويبقى الفجرة فيها على هيئتهم
????????
ثم يستعرض السياق تعليل العذاب للظالمين فيها جثيا
جاء عذاب الخزي والمهانة من جنس عملهم في الدنيا لتكبرهم وتفاخرهم

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)

النديِّ???? من النادي المجلس الذي يجتمع به وجهاء القوم

قال البيضاوي????: إن المشركين لما سمعوا الآيات الواضحات وعجزوا عن معارضتها، أخذوا في الافتخار بما لهم من حظوظ الدنيا، والاستدلال بزيادة حظهم فيها على فضلهم وحسن حالهم لقصور نظرهم، فردَّ الله عليهم
????????
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74)
تشير الآية الى كثير من الامم المكذبين بآيات الله آمنوا بهذه القيم الزئفة الزائلة التي اهلكتهم ولم تنفعهم وتعصمهم من الهلاك وكانوا أكثر قوة وآثاراًفي الأرض وأكثر جمالاً منظراً متاعاً أثاثاً ومنزلة
ورئيا???? :من المنظر من فعل الرؤيا
????????
( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)

قال ابن عاشور???? : وفي هذا جعل الله امهالهم منسوباً الى اسم الرحمن ليعلمَ عباده بواسع رحمته ولم يعاجلهم بالعقوبة
فليمدد لهم الرحمن بطول العمر وليمهلهم امهال ابتلاء ويزيدهم من متاع الدنيا
حتى اذا عاينوا عذاب الدنيا من أسر وقتل
أو عندما تبغِتُهم الساعة بعذاب الآخرة فعندئذً سيعرفون أي الفريقين شرٌ مكاناً وأضعف ناصرا
????????
(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)

أما فريق المؤمنين الذين اهتدوا وأبصروا الحق أبصروا النور الذي قادهم الى الباقيات الصالحات ولم يغتروا برؤيا مناظر الحياة الفانية ومتاعها لأنهم أبصروا الغنى الحقيقي وهو غنى القلوب وأولها التوحيد الخالص لله وازدادوا هدى وإيماناً وعملاً وصلاحاً وتجردوا لله بالتسبيح والذكر وتلاوة القرآن وكل الأعمال الصالحة كانت لهم خير عاقبة ذخراً ورصيداً ووراثةً لهم في الجنة ونتذكر هذه الاية
تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63)
الرب المالك الوارث لجميع خلقه
والمتقون المؤمنون هم الوارثون المستحقون للجنة . قال البيضاوي : ????والوراثة أقوى لفظ يستعمل في التملك والإستحقاق
إنها الوراثة الحقيقية الخالدة في الجنة وليس في الدنيا الفانية

وهؤلاء لاينساهم الله في الدنيا من فضله ورحمته ونعمه وتوفيقه لهم بالطاعات ولذة الاعمال الصالحة
????????
ثم يأتي الله بمثال من الذين استبعدوا واستنكروا البعث بعد الموت

سَبَبُ النّزول????: عن خباب بن الأرت قال: كنتُ رجلاً قيناً - أي حداداً - وكان لي على العاص بن وائل دينٌ فأتيتُه أتقاضاه فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث - أي تموت الآن وتبعث أمامي وهذا من باب المستحيل - قال: فإني إذا متُّ ثم بُعثتُ جئتني ولي ثمَّ مالٌ فأعطيتك فأنزل الله { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً }
أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)

استفهام وتعجب لهذا الكافر الذي جحد بآيات الله التي نصت على تقرير يوم البعث
هل إطلع هذا الفاجر الكافر على الغيب . يتكلم بثقة ويقين أن الله سيعطيه المال والبنين بعد الموت
????????
يرد الله عليه( كلا) كلمة ردع وزجر عن هذه الأماني الفارغة فسوف نضاعف له العذاب لإستهزائه
(ونرثه ) هاء الضمير عائدة على الوارث المالك جل علاه لجميع خلقه وفيها تقرير لآية ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)
نرث كل مايملك ويأتينا وحيداً لامال ولا ولد
????????
بعد هذا المثال يُخبرنا القرآن بظواهر الكفر للمشركين مع عرض مشاهد من يوم القيامة وختام السورة برحمته وتبشيره لعباده المتقين وهذا في الملخص السادس والاخير إن شاء الله
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
رقية أحمد خشفة



????بسم الله الرحمن الرحيم. ????
الملخص الخامس???? من اية 66-76
لسورة مريم ????

تبدأ الآيات بإنكار الانسان ليوم البعث في الدنيا ثم ينتقل مباشرة الى مشهد الحشر للإنس والشياطين
حول جهنم ونجاة المتقين منها والظالمين فيها جثيا
????????
ويَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70)

يقول الإنسان باستهزاء واستبعاد منكراً يوم البعث بعد الموت
كيف سأحيا بعد أن أصبح رفاتاً وتراباً غافلاً عن نشأته الأولى من العدم . قال تعالى
(قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ}يس 79
????????
وأقسم الله بربوبيته (فوربك )مضيفاً اسمه الى نبيِّه تفخيماً لشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأنهم سيحشرون مع قرنائهم الذين أغووهم الى جهنم وهم جاثين على ركبهم في صورة الخزي والمهانة لتكبرهم في الدنيا
ثم لننزعن بشدة من كل طائفة أشدُّهم
عصياناً وتمرداً على الرحمن الذي امهلهم ورحمهم في الدنيا ولكنهم ازدادوا معاندةً وكبراًوحرباً للمؤمنين
والله أعلم بمن هم اكثر استحقاقًا للإصطلاء بحرِّ جهنم
????????
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)

الورود ????: يعني الوصول على حدودها
فالورود على حدود النار لجميع الخلائق مؤمنها وكافرها وذلك
يوضع الصراط فوق جهنم والورود عام لكل المكلفين
يقول مجاهد???? جوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي في الدنيا ثم تشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيخرجون خلقًا كثيرا قد أكلتهم النار إلا مواضع السجود

وننجّي من جهنم المتقين بعد مرور الجميع عليها { وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } أي ونترك الظالمين في جهنم قعوداً على الركب قال البيضاوي????: والآية دليلٌ على أن المراد بالورود والجثوُّ حواليها، وأن المؤمنين يفارقون الفجرة إلى الجنة بعد نجاتهم، ويبقى الفجرة فيها على هيئتهم
????????
ثم يستعرض السياق تعليل العذاب للظالمين فيها جثيا
جاء عذاب الخزي والمهانة من جنس عملهم في الدنيا لتكبرهم وتفاخرهم

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)

النديِّ???? من النادي المجلس الذي يجتمع به وجهاء القوم

قال البيضاوي????: إن المشركين لما سمعوا الآيات الواضحات وعجزوا عن معارضتها، أخذوا في الافتخار بما لهم من حظوظ الدنيا، والاستدلال بزيادة حظهم فيها على فضلهم وحسن حالهم لقصور نظرهم، فردَّ الله عليهم
????????
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74)
تشير الآية الى كثير من الامم المكذبين بآيات الله آمنوا بهذه القيم الزئفة الزائلة التي اهلكتهم ولم تنفعهم وتعصمهم من الهلاك وكانوا أكثر قوة وآثاراًفي الأرض وأكثر جمالاً منظراً متاعاً أثاثاً ومنزلة
ورئيا???? :من المنظر من فعل الرؤيا
????????
( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)

قال ابن عاشور???? : وفي هذا جعل الله امهالهم منسوباً الى اسم الرحمن ليعلمَ عباده بواسع رحمته ولم يعاجلهم بالعقوبة
فليمدد لهم الرحمن بطول العمر وليمهلهم امهال ابتلاء ويزيدهم من متاع الدنيا
حتى اذا عاينوا عذاب الدنيا من أسر وقتل
أو عندما تبغِتُهم الساعة بعذاب الآخرة فعندئذً سيعرفون أي الفريقين شرٌ مكاناً وأضعف ناصرا
????????
(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)

أما فريق المؤمنين الذين اهتدوا وأبصروا الحق أبصروا النور الذي قادهم الى الباقيات الصالحات ولم يغتروا برؤيا مناظر الحياة الفانية ومتاعها لأنهم أبصروا الغنى الحقيقي وهو غنى القلوب وأولها التوحيد الخالص لله وازدادوا هدى وإيماناً وعملاً وصلاحاً وتجردوا لله بالتسبيح والذكر وتلاوة القرآن وكل الأعمال الصالحة كانت لهم خير عاقبة ذخراً ورصيداً ووراثةً لهم في الجنة ونتذكر هذه الاية
تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63)
الرب المالك الوارث لجميع خلقه
والمتقون المؤمنون هم الوارثون المستحقون للجنة . قال البيضاوي : ????والوراثة أقوى لفظ يستعمل في التملك والإستحقاق
إنها الوراثة الحقيقية الخالدة في الجنة وليس في الدنيا الفانية

وهؤلاء لاينساهم الله في الدنيا من فضله ورحمته ونعمه وتوفيقه لهم بالطاعات ولذة الاعمال الصالحة
????????
ثم يأتي الله بمثال من الذين استبعدوا واستنكروا البعث بعد الموت

سَبَبُ النّزول????: عن خباب بن الأرت قال: كنتُ رجلاً قيناً - أي حداداً - وكان لي على العاص بن وائل دينٌ فأتيتُه أتقاضاه فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث - أي تموت الآن وتبعث أمامي وهذا من باب المستحيل - قال: فإني إذا متُّ ثم بُعثتُ جئتني ولي ثمَّ مالٌ فأعطيتك فأنزل الله { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً }
أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)

استفهام وتعجب لهذا الكافر الذي جحد بآيات الله التي نصت على تقرير يوم البعث
هل إطلع هذا الفاجر الكافر على الغيب . يتكلم بثقة ويقين أن الله سيعطيه المال والبنين بعد الموت
????????
يرد الله عليه( كلا) كلمة ردع وزجر عن هذه الأماني الفارغة فسوف نضاعف له العذاب لإستهزائه
(ونرثه ) هاء الضمير عائدة على الوارث المالك جل علاه لجميع خلقه وفيها تقرير لآية ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)
نرث كل مايملك ويأتينا وحيداً لامال ولا ولد
????????
بعد هذا المثال يُخبرنا القرآن بظواهر الكفر للمشركين مع عرض مشاهد من يوم القيامة وختام السورة برحمته وتبشيره لعباده المتقين وهذا في الملخص السادس والاخير إن شاء الله
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
رقية أحمد خشفة



????بسم الله الرحمن الرحيم. ????
الملخص الخامس???? من اية 66-76
لسورة مريم ????

تبدأ الآيات بإنكار الانسان ليوم البعث في الدنيا ثم ينتقل مباشرة الى مشهد الحشر للإنس والشياطين
حول جهنم ونجاة المتقين منها والظالمين فيها جثيا
????????
ويَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70)

يقول الإنسان باستهزاء واستبعاد منكراً يوم البعث بعد الموت
كيف سأحيا بعد أن أصبح رفاتاً وتراباً غافلاً عن نشأته الأولى من العدم . قال تعالى
(قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ}يس 79
????????
وأقسم الله بربوبيته (فوربك )مضيفاً اسمه الى نبيِّه تفخيماً لشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأنهم سيحشرون مع قرنائهم الذين أغووهم الى جهنم وهم جاثين على ركبهم في صورة الخزي والمهانة لتكبرهم في الدنيا
ثم لننزعن بشدة من كل طائفة أشدُّهم
عصياناً وتمرداً على الرحمن الذي امهلهم ورحمهم في الدنيا ولكنهم ازدادوا معاندةً وكبراًوحرباً للمؤمنين
والله أعلم بمن هم اكثر استحقاقًا للإصطلاء بحرِّ جهنم
????????
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)

الورود ????: يعني الوصول على حدودها
فالورود على حدود النار لجميع الخلائق مؤمنها وكافرها وذلك
يوضع الصراط فوق جهنم والورود عام لكل المكلفين
يقول مجاهد???? جوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي في الدنيا ثم تشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيخرجون خلقًا كثيرا قد أكلتهم النار إلا مواضع السجود

وننجّي من جهنم المتقين بعد مرور الجميع عليها { وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } أي ونترك الظالمين في جهنم قعوداً على الركب قال البيضاوي????: والآية دليلٌ على أن المراد بالورود والجثوُّ حواليها، وأن المؤمنين يفارقون الفجرة إلى الجنة بعد نجاتهم، ويبقى الفجرة فيها على هيئتهم
????????
ثم يستعرض السياق تعليل العذاب للظالمين فيها جثيا
جاء عذاب الخزي والمهانة من جنس عملهم في الدنيا لتكبرهم وتفاخرهم

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)

النديِّ???? من النادي المجلس الذي يجتمع به وجهاء القوم

قال البيضاوي????: إن المشركين لما سمعوا الآيات الواضحات وعجزوا عن معارضتها، أخذوا في الافتخار بما لهم من حظوظ الدنيا، والاستدلال بزيادة حظهم فيها على فضلهم وحسن حالهم لقصور نظرهم، فردَّ الله عليهم
????????
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74)
تشير الآية الى كثير من الامم المكذبين بآيات الله آمنوا بهذه القيم الزئفة الزائلة التي اهلكتهم ولم تنفعهم وتعصمهم من الهلاك وكانوا أكثر قوة وآثاراًفي الأرض وأكثر جمالاً منظراً متاعاً أثاثاً ومنزلة
ورئيا???? :من المنظر من فعل الرؤيا
????????
( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)

قال ابن عاشور???? : وفي هذا جعل الله امهالهم منسوباً الى اسم الرحمن ليعلمَ عباده بواسع رحمته ولم يعاجلهم بالعقوبة
فليمدد لهم الرحمن بطول العمر وليمهلهم امهال ابتلاء ويزيدهم من متاع الدنيا
حتى اذا عاينوا عذاب الدنيا من أسر وقتل
أو عندما تبغِتُهم الساعة بعذاب الآخرة فعندئذً سيعرفون أي الفريقين شرٌ مكاناً وأضعف ناصرا
????????
(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)

أما فريق المؤمنين الذين اهتدوا وأبصروا الحق أبصروا النور الذي قادهم الى الباقيات الصالحات ولم يغتروا برؤيا مناظر الحياة الفانية ومتاعها لأنهم أبصروا الغنى الحقيقي وهو غنى القلوب وأولها التوحيد الخالص لله وازدادوا هدى وإيماناً وعملاً وصلاحاً وتجردوا لله بالتسبيح والذكر وتلاوة القرآن وكل الأعمال الصالحة كانت لهم خير عاقبة ذخراً ورصيداً ووراثةً لهم في الجنة ونتذكر هذه الاية
تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63)
الرب المالك الوارث لجميع خلقه
والمتقون المؤمنون هم الوارثون المستحقون للجنة . قال البيضاوي : ????والوراثة أقوى لفظ يستعمل في التملك والإستحقاق
إنها الوراثة الحقيقية الخالدة في الجنة وليس في الدنيا الفانية

وهؤلاء لاينساهم الله في الدنيا من فضله ورحمته ونعمه وتوفيقه لهم بالطاعات ولذة الاعمال الصالحة
????????
ثم يأتي الله بمثال من الذين استبعدوا واستنكروا البعث بعد الموت

سَبَبُ النّزول????: عن خباب بن الأرت قال: كنتُ رجلاً قيناً - أي حداداً - وكان لي على العاص بن وائل دينٌ فأتيتُه أتقاضاه فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث - أي تموت الآن وتبعث أمامي وهذا من باب المستحيل - قال: فإني إذا متُّ ثم بُعثتُ جئتني ولي ثمَّ مالٌ فأعطيتك فأنزل الله { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً }
أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)

استفهام وتعجب لهذا الكافر الذي جحد بآيات الله التي نصت على تقرير يوم البعث
هل إطلع هذا الفاجر الكافر على الغيب . يتكلم بثقة ويقين أن الله سيعطيه المال والبنين بعد الموت
????????
يرد الله عليه( كلا) كلمة ردع وزجر عن هذه الأماني الفارغة فسوف نضاعف له العذاب لإستهزائه
(ونرثه ) هاء الضمير عائدة على الوارث المالك جل علاه لجميع خلقه وفيها تقرير لآية ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)
نرث كل مايملك ويأتينا وحيداً لامال ولا ولد
????????
بعد هذا المثال يُخبرنا القرآن بظواهر الكفر للمشركين مع عرض مشاهد من يوم القيامة وختام السورة برحمته وتبشيره لعباده المتقين وهذا في الملخص السادس والاخير إن شاء الله
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
رقية أحمد خشفة
 
عودة
أعلى