الملخص الثامن لسورة طه

رقية خشفه

New member
إنضم
13/06/2017
المشاركات
113
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
59
الإقامة
الإمارات
????بسم الله الرحمن الرحيم ????
الملخص الثامن لسورة طه من آية 99-114
يقول الله تعالى لنبيه : كما قصصنا عليك يامحمد (صلى الله عليه وسلم )نبأ موسى وفرعون وأخبار بني اسرائيل. كذلك نُخبرك بأنباء القصص التي سبقت من قبلك لم تُشاهدها ولم تُعاينها كقصة مريم مثلاً في آل عمران
ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)
يعني لم تكن حاضراً لتلك الوقائع فلولا أن الله أوحى إليك لما علمته فهذه القصص وحي من لدنا ذكرا

(كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101)
الطبري????
يَقُول تَعَالَى ذكْره لمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ : وَقَدْ آتَيْنَاك يَا مُحَمَّد منْ عنْدنَا ذكْرًا يَتَذَكَّر به , وَيَتَّعظ به أَهْل الْعَقْل , فَجَعَلَهُ الله ذكْرَى للْعَالَمين
????
نتذكر وظيفة القرآن في بداية السورة (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)

????ومن اسس التذكر هو الإنتفاع بالعظة بأن يقدح بالقلب قادح الخوف فيتحرك للعمل بثمرة التفكر والتذكر اللذان يُثمران العلم النافع الذي هو ثمرة العمل الصالح
ثم يتوعد الله بمن أعرض عن القرآن بأن تتجسد ذنوبهم بأحمال ثقيلة تُردي بهم خالدين في النار

????مشهد المجرمين في الحشر ????
( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104)
????
أي يوم ينفخُ إسرافيل في الصور النفخة الثانية، ونحشر المجرمين إلى أرض المحشر زُرق العيون سود الوجوه قال الزجاج :????لأن سواد العين يتغير ويزرق من العطش وقال ابن عباس ????رضي الله عنه : إن ليوم القيامة حالات . فحالة يكونون فيها زرق وحالة يكونن فيها عُميا
????وتتغير الوانهم من الخوف والقلق والعطش ولايرفعون صوتهم من الرعب والرهبة المخيمة على ساحة المحشر يتناجون ويتشاورون خفيةً وقد استقصروا مدة لبثهم في الدنيا لما عاينوا الشدائد والأهوال في يوم الحشر
الطبري????
{ إذْ يَقُول أَمْثَلهمْ طَريقَة } أَوْفَاهُمْ عَقْلًا. حَتَّى يُخَيَّل إلَى أَعْقَلهمْ فيهمْ , وَأَفْهَمهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يَعيشُوا فيهَا إلَّا يَوْمًا .

????وأخبرنا القرآن عن خفايا صوتهم وتغير لونهم في هذا اليوم ثم يلي

????مشهد تغيرات الجبال والأرض في هذا اليوم يليه مشهد الداعي اسرافيل الخلائق الى الحساب ????
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)
الطبري ????
: وَيَسْأَلك يَا مُحَمَّد قَوْمك عَنْ الْجبَال , فَقُلْ لَهُمْ : يُذَرّيهَا رَبّي تَذْريَة , وَيُطَيّرهَا بقَلْعهَا وَاسْتئْصَالهَا منْ أُصُولهَا ,
قَاعًا صَفْصَفًا : : فَيَدَع أَمَاكنهَا منْ الْأَرْض إذَا نَسَفَهَا نَسْفًا , قَاعًا : يَعْني : أَرْضًا مَلْسَاء , صَفْصَفًا :
يَعْني مُسْتَويًا لَا نَبَات فيه , وَلَا نَشْز , وَلَا ارْتفَاع .

نتأمل ???? فإذا الجبال الراسية الراسخة قد نُسفت وسُويت بالأرض وانتهت وظيفتها بالدنيا لتثبيت الأرض
فتهيأت وتغيرت الأرض لهذا اليوم لتكون مستوية ومنبسطة تمشي عليها كل الخلائق منذ أن خلق الله آدم عليه السلام إلى قيام الساعة . تمشي عليها لا عوجاً أي ليس فيها أودية ولا منحنيات ولا إعوجاج وإنخفاض وإرتفاع ولا عوائق تمنع الناظر او السائر الى الحساب يتبعون الداعي أي الملك لحضور الحساب لايزيغون عنه ولاينحرفون يُمنة ً ولايسرة
قال الزجاج???? : لاعوج في دعائه لا في اسماعهم إياه ولا إجابتهم له أي لايقدرون إلا على اتباعه وقصده
????????
ويُخيم الصمت الرهيب إجلالاً ورهبةً لله ، مايشير الى الخوف والقلق والإضطراب في هذا اليوم العصيب
(وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)
الشنقيطي????
المراد بالخشوع أي الذل والخضوع لله لأن السياق في مشهد القيامة وكل الخلائق تظهر عليهم ذلك اليوم علامات الذل والخضوع لله جلَّ علاه
????ونجد نفحات الرحمة في اسمه الرحمن لأننا أحوج اليه في هذا اليوم
فسكنت أصوات الخلائق للرحمن هيبًة وإجلالاً وخوفا . فلاتسمع صوتاً عالياً إلا همسا خفيا ًخافتاً من شدة الخوف روى سعيد بن الجبير???? عن ابن عباس رضي الله عنه في قول همسا أي تحريك الشفاه من غير نطق والبغوي ????قال صوت وطء الأقدام إلى المحشر
ويعلم الرحمن من يستحق أن يكون شفيعاً في هذا اليوم الرهيب الذي يتمنى كل واحد أن يجد من يشفع له صديق ٌ حميم أو شهيد . وقال ابن عباس رضي الله عنه رضي له في قوله (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)
أي الذي كان في الدنيا من أهل لا إِله إِلا الله،
أهل التوحيد الخالص لله
الطبري ????
و يَعْلَم رَبّك يَا مُحَمَّد مَا بَيْن أَيْدي هَؤُلَاء الَّذينَ يَتَّبعُونَ الدَّاعي منْ أَمْر الْقيَامَة , وَمَا الَّذي يَصيرُونَ إلَيْه منْ الثَّوَاب وَالْعقَاب { وَمَا خَلْفهمْ } : وَيَعْلَم أَمْر مَا خَلَّفُوهُ وَرَاءَهُمْ منْ أَمْر الدُّنْيَا
????????
مايظلل مشهد أهوال يوم القيامة في سورة طه الصمت الرهيب والهمس والعنو والخضوع

(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)

وأصل العنُّو أي الذل .وَضْع الْجَبْهَة وَالْأَنْف عَلَى الْأَرْض . أي وضعية السجود
ويُبشر الرحمن أهل الايمان الذين حققوا إيمانهم بالأعمال الصالحة بأن لايخافواظلماً من زيادة سيئاتهم ولاهضماً ونقصاً لحسناتهم بل تُغفر ذنوبهم وتزيد حسناتهم
????والفرق بين ظلما: المنع من الحق كله أما هضما :النقص من بعض الحق
????ويشير ذلك إلى دقة الحساب العادل ورحمة الرحمن بزيادة الحسنات
????????
كما اسلفنا أن موضوع السورة هو القرآن الذي ابتدأت به ثم منةُ الله لنبيه بما قص عليه من نبأ موسى عليه السلام وأنباء الرسل

(كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99)
ثم عطف على ما أنزله أيضا بالقرآن
(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)
????
كما أنه اشتمل على القصص
اشتمل أيضاً آيات الوعيد والإنذار بالعذاب بمشاهد أهوال يوم القيامة الحشر والحساب والعذاب والجزاء
القرطبي:????
أي بيَّنا فيه من التخويف والتهديد والثواب والعقاب
لعلهم يخافون الله فيجتنبون معاصيه ويحذرون عقابه أو يُحدثَ لهم هذا القرآن تذكرة فيعتبرون ويتعظون بآياتنا بالأمم التي كذبت الرسل قبلها

????مرة ثانية نتذكر وظيفة القرآن
(إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)

الشوكاني : ????ذكراً أي اعتباراً وإيقاظاً وقيل ورعاً وطاعة وعبادة ً

قال ابن عباس???? رضي الله عنه: كان عليه السلام يبادر جبريل فيقرأ قبل أن يفرغ جبريل من الوحي حرصاً على حفظ القرآن ومخافة النسيان فنهاه الله عن ذلك قال القرطبي: وهذا كقوله تعالى
لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}
[القيامة: 16]
{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } أي سلْ الله عز وجل زيادة العلم النافع قال الطبري: أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم
قال مجاهد وقتادة لاتُقرئه اصحابك ولاتُمله عليهم حتى يتبين لك معانيه
????وهذا يشير أن العلم والفهم بالقرآن يسبق الحفظ . بل ويُثبته

فتعالى الله وتقدس أن يُنزل القرآن على نبيه ولايوصله إلى قلبه ويُثبته ويُبلغه نبيَّهُ عليه الصلاة والسلام
(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ(18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمدصلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين
وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب
رقية أحمد ????????

????بسم الله الرحمن الرحيم ????
الملخص الثامن لسورة طه من آية 99-114
يقول الله تعالى لنبيه : كما قصصنا عليك يامحمد (صلى الله عليه وسلم )نبأ موسى وفرعون وأخبار بني اسرائيل. كذلك نُخبرك بأنباء القصص التي سبقت من قبلك لم تُشاهدها ولم تُعاينها كقصة مريم مثلاً في آل عمران
ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)
يعني لم تكن حاضراً لتلك الوقائع فلولا أن الله أوحى إليك لما علمته فهذه القصص وحي من لدنا ذكرا

(كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101)
الطبري????
يَقُول تَعَالَى ذكْره لمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ : وَقَدْ آتَيْنَاك يَا مُحَمَّد منْ عنْدنَا ذكْرًا يَتَذَكَّر به , وَيَتَّعظ به أَهْل الْعَقْل , فَجَعَلَهُ الله ذكْرَى للْعَالَمين
????
نتذكر وظيفة القرآن في بداية السورة (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)

????ومن اسس التذكر هو الإنتفاع بالعظة بأن يقدح بالقلب قادح الخوف فيتحرك للعمل بثمرة التفكر والتذكر اللذان يُثمران العلم النافع الذي هو ثمرة العمل الصالح
ثم يتوعد الله بمن أعرض عن القرآن بأن تتجسد ذنوبهم بأحمال ثقيلة تُردي بهم خالدين في النار

????مشهد المجرمين في الحشر ????
( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104)
????
أي يوم ينفخُ إسرافيل في الصور النفخة الثانية، ونحشر المجرمين إلى أرض المحشر زُرق العيون سود الوجوه قال الزجاج :????لأن سواد العين يتغير ويزرق من العطش وقال ابن عباس ????رضي الله عنه : إن ليوم القيامة حالات . فحالة يكونون فيها زرق وحالة يكونن فيها عُميا
????وتتغير الوانهم من الخوف والقلق والعطش ولايرفعون صوتهم من الرعب والرهبة المخيمة على ساحة المحشر يتناجون ويتشاورون خفيةً وقد استقصروا مدة لبثهم في الدنيا لما عاينوا الشدائد والأهوال في يوم الحشر
الطبري????
{ إذْ يَقُول أَمْثَلهمْ طَريقَة } أَوْفَاهُمْ عَقْلًا. حَتَّى يُخَيَّل إلَى أَعْقَلهمْ فيهمْ , وَأَفْهَمهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يَعيشُوا فيهَا إلَّا يَوْمًا .

????وأخبرنا القرآن عن خفايا صوتهم وتغير لونهم في هذا اليوم ثم يلي

????مشهد تغيرات الجبال والأرض في هذا اليوم يليه مشهد الداعي اسرافيل الخلائق الى الحساب ????
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)
الطبري ????
: وَيَسْأَلك يَا مُحَمَّد قَوْمك عَنْ الْجبَال , فَقُلْ لَهُمْ : يُذَرّيهَا رَبّي تَذْريَة , وَيُطَيّرهَا بقَلْعهَا وَاسْتئْصَالهَا منْ أُصُولهَا ,
قَاعًا صَفْصَفًا : : فَيَدَع أَمَاكنهَا منْ الْأَرْض إذَا نَسَفَهَا نَسْفًا , قَاعًا : يَعْني : أَرْضًا مَلْسَاء , صَفْصَفًا :
يَعْني مُسْتَويًا لَا نَبَات فيه , وَلَا نَشْز , وَلَا ارْتفَاع .

نتأمل ???? فإذا الجبال الراسية الراسخة قد نُسفت وسُويت بالأرض وانتهت وظيفتها بالدنيا لتثبيت الأرض
فتهيأت وتغيرت الأرض لهذا اليوم لتكون مستوية ومنبسطة تمشي عليها كل الخلائق منذ أن خلق الله آدم عليه السلام إلى قيام الساعة . تمشي عليها لا عوجاً أي ليس فيها أودية ولا منحنيات ولا إعوجاج وإنخفاض وإرتفاع ولا عوائق تمنع الناظر او السائر الى الحساب يتبعون الداعي أي الملك لحضور الحساب لايزيغون عنه ولاينحرفون يُمنة ً ولايسرة
قال الزجاج???? : لاعوج في دعائه لا في اسماعهم إياه ولا إجابتهم له أي لايقدرون إلا على اتباعه وقصده
????????
ويُخيم الصمت الرهيب إجلالاً ورهبةً لله ، مايشير الى الخوف والقلق والإضطراب في هذا اليوم العصيب
(وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)
الشنقيطي????
المراد بالخشوع أي الذل والخضوع لله لأن السياق في مشهد القيامة وكل الخلائق تظهر عليهم ذلك اليوم علامات الذل والخضوع لله جلَّ علاه
????ونجد نفحات الرحمة في اسمه الرحمن لأننا أحوج اليه في هذا اليوم
فسكنت أصوات الخلائق للرحمن هيبًة وإجلالاً وخوفا . فلاتسمع صوتاً عالياً إلا همسا خفيا ًخافتاً من شدة الخوف روى سعيد بن الجبير???? عن ابن عباس رضي الله عنه في قول همسا أي تحريك الشفاه من غير نطق والبغوي ????قال صوت وطء الأقدام إلى المحشر
ويعلم الرحمن من يستحق أن يكون شفيعاً في هذا اليوم الرهيب الذي يتمنى كل واحد أن يجد من يشفع له صديق ٌ حميم أو شهيد . وقال ابن عباس رضي الله عنه رضي له في قوله (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)
أي الذي كان في الدنيا من أهل لا إِله إِلا الله،
أهل التوحيد الخالص لله
الطبري ????
و يَعْلَم رَبّك يَا مُحَمَّد مَا بَيْن أَيْدي هَؤُلَاء الَّذينَ يَتَّبعُونَ الدَّاعي منْ أَمْر الْقيَامَة , وَمَا الَّذي يَصيرُونَ إلَيْه منْ الثَّوَاب وَالْعقَاب { وَمَا خَلْفهمْ } : وَيَعْلَم أَمْر مَا خَلَّفُوهُ وَرَاءَهُمْ منْ أَمْر الدُّنْيَا
????????
مايظلل مشهد أهوال يوم القيامة في سورة طه الصمت الرهيب والهمس والعنو والخضوع

(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)

وأصل العنُّو أي الذل .وَضْع الْجَبْهَة وَالْأَنْف عَلَى الْأَرْض . أي وضعية السجود
ويُبشر الرحمن أهل الايمان الذين حققوا إيمانهم بالأعمال الصالحة بأن لايخافواظلماً من زيادة سيئاتهم ولاهضماً ونقصاً لحسناتهم بل تُغفر ذنوبهم وتزيد حسناتهم
????والفرق بين ظلما: المنع من الحق كله أما هضما :النقص من بعض الحق
????ويشير ذلك إلى دقة الحساب العادل ورحمة الرحمن بزيادة الحسنات
????????
كما اسلفنا أن موضوع السورة هو القرآن الذي ابتدأت به ثم منةُ الله لنبيه بما قص عليه من نبأ موسى عليه السلام وأنباء الرسل

(كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99)
ثم عطف على ما أنزله أيضا بالقرآن
(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)
????
كما أنه اشتمل على القصص
اشتمل أيضاً آيات الوعيد والإنذار بالعذاب بمشاهد أهوال يوم القيامة الحشر والحساب والعذاب والجزاء
القرطبي:????
أي بيَّنا فيه من التخويف والتهديد والثواب والعقاب
لعلهم يخافون الله فيجتنبون معاصيه ويحذرون عقابه أو يُحدثَ لهم هذا القرآن تذكرة فيعتبرون ويتعظون بآياتنا بالأمم التي كذبت الرسل قبلها

????مرة ثانية نتذكر وظيفة القرآن
(إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)

الشوكاني : ????ذكراً أي اعتباراً وإيقاظاً وقيل ورعاً وطاعة وعبادة ً

قال ابن عباس???? رضي الله عنه: كان عليه السلام يبادر جبريل فيقرأ قبل أن يفرغ جبريل من الوحي حرصاً على حفظ القرآن ومخافة النسيان فنهاه الله عن ذلك قال القرطبي: وهذا كقوله تعالى
لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}
[القيامة: 16]
{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } أي سلْ الله عز وجل زيادة العلم النافع قال الطبري: أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم
قال مجاهد وقتادة لاتُقرئه اصحابك ولاتُمله عليهم حتى يتبين لك معانيه
????وهذا يشير أن العلم والفهم بالقرآن يسبق الحفظ . بل ويُثبته

فتعالى الله وتقدس أن يُنزل القرآن على نبيه ولايوصله إلى قلبه ويُثبته ويُبلغه نبيَّهُ عليه الصلاة والسلام
(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ(18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمدصلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين
وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب
رقية أحمد ????????
 
عودة
أعلى