الملحظ العقدي في صيام عاشوراء

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
الملحظ العقدي في صيام عاشوراء
في الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ ، وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا - يَعْنِي عَاشُورَاءَ – فَقَالُوا : هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ ، وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى ، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ ، فَقَالَ : " أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ " فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ؛ وفي رواية : " نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ " ثُمَّ أَمَرَ بِصَوْمِهِ ؛ وفي أخرى عند أحمد : " أَنْتُمْ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ ، فَصُومُوهُ " .
نعم ، رسول الإسلام ، وأمة الإسلام أولى بجميع الأنبياء ممن يزعمون اتباعهم ؛ وهذا ملحظ عقدي دقيق ، وقد قال الله تعالى : { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِين } [ آل عمران : 68 ] ، ذلك بأن أمة الإسلام تؤمن بجميع رسل الله تعالى ، ولا تفرق بين أحد منهم ، فالتفريق بين الرسل كفر حق ، قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا . أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا } [النساء :150، 151] .
فالمؤمنون لما كانوا أولى بموسى ، كانوا أولى بشكر الله تعالى على نعمة إنجائه ومن معه ؛ من هنا صام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاشوراء وأمر بصيامه ... والعلم عند الله تعالى .
 
عودة
أعلى