الملتقى 1 لطلاب قسم القراءات أهمية العناية بالعلوم الشرعية لطالب علم القراءات(فيديو+تقرير)

إنضم
18/09/2014
المشاركات
372
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
الملتقى العلمي الأول لطلاب الدراسات العليا بقسم القراءات
"أهمية العناية بالعلوم الشرعية لطالب علم القراءات"


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين، وسلَّم تسليما كثيراً.
أما بعد:
ففي يوم الثلاثاء 8 / 1 / 1432ﻫ أقام قسم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الملتقى العلمي الأول لطلاب الدراسات العليا، بقاعة الوحدة الأولى بالجامعة الإسلامية، وكان بعنوان:
"أهمية العناية بالعلوم الشرعية لطالب علم القراءات"
وقد شارك في اللقاء كل من:
1. الشيخ: ضيف الله بن محمد الشمراني.
2. الشيخ: مهدي دهيم.
3. الشيخ: محمد أيت عمران.
4. الشيخ: مدثر الأمين خيري.
وأدار اللقاء فضيلة الشيخ: محمد بن عمر الجنايني.
في البداية زف مدير اللقاء البشرى إلى الحاضرين بترحيب معالي مدير الجامعة بفكرة الملتقى، وتوجيهه بتعميم هذه الفكرة على جميع الأقسام العلمية في الجامعة.
ثم أعطى الفرصة للشيخ: ضيف الله الشمراني ليقدم ورقته التي كانت بعنوان:
"أهمية الجمع بين التخصص والتفنن وأثر ذلك على البحث"
وقدَّم حديثه بتنبيهات مهمة:
أولاً: أشار إلى أهمية العلوم الشرعية، وأنها حلقة مترابطة، وأن العمر يعنى دون الإحاطة بها؛ فعلى طالب العلم أن يأخذ من كل علم بأساسياته.
ثانياً: رأى أن عصر العالم الموسوعي الذي يتكلم في كل الفنون على حد سواء قد انتهى، وأن العصر الحديث يدعم سبل التخصص في العلوم الشرعية أكثر من العصور الماضية، وذلك مع ظهور الجامعات والمؤسسات التعليمية.
ثالثاً: نبه إلى خطورة التمسك بالتخصص وإهمال ما سواه إهمالاً يبتر التخصص عمَّا عداه من العلوم.
انتقل بعد ذلك للحديث عن حاجة طالب علم القراءات لعلوم الشريعة عموماً، وذكر أن العلوم الشرعية تنقسم إلى قسمين:
1. علوم الغايات والمقاصد.
2. وعلوم الآلات والوسائل.
وتحدث عن كل قسم على انفراد، وما العلوم التي يتضمنها، وما علاقتها بعلم القراءات، موضحاً أهمية هذه العلوم لطالب علم القراءات، وكيفية استفادته من هذه العلوم.
أعقب ذلك بذكر نموذج لسيرة أحد أعلام علم القراءات، وهو الإمام ابن الجزري؛ مبيناً أنه كان مشاركاً في عدد من العلوم، وأبرزها الحديث ثم التفسير والفقه والأصول والعربية والتراجم، وأن له في كل ذلك تصانيف.
وختم الشيخ: ضيف الله حديثه ببعض التوصيات، وهي:
1. أن يعتني الباحثون في علم القراءات بتخصصهم استيعاباً للمخطوط والمطبوع، وحفظاً وضبطاً للمتون، وعرضاً على الشيوخ، وتأليفاً محرراً متقناً فيما يحتاج لذلك.
2. أن يحرص الباحث في القراءات على القراءة في العلوم الأخرى فيما يخدم تخصصه، ويعود عليه بالنفع.
3. أن يتبنى قسم القراءات إقامة دورات علمية في مقدمات العلوم الشرعية لطلاب الدراسات العليا.
انتقل الحديث بعدها إلى الشيخ: مهدي دهيم لتقديم ورقته التي كانت بعنوان:
"العلوم الأساسية لطالب علم القراءات-اللغة العربية نموذجاً".
وقد قدم حديثه بذكر نصوص لابن مجاهد والداني وابن الجزري، فيها بيان لأهمية عناية المقرئ بالعلوم الشرعية على وجه العموم.
ثم انتقل إلى الحديث عن علم اللغة العربية، وأهميته عموماً، ونقل أقوال علماء القراءات في أهمية هذا العلم، وفضل حامله من أهل علم القراءات، كما بيَّن وجه الحاجة إلى علم اللغة العربية لطالب علم القراءات، وساق نصوص العلماء في التنبيه على ذلك، وأخذ يذكر أمثلة ونماذج للتغاير الإعرابي للقراءات القرآنية، ومثلها في التغاير التصريفي، كما ساق أمثلة في دخول القراءات في باب الإعجاز البياني في القرآن الكريم.
وختم الشيخ: مهدي حديثه بذكر أهم النتائج التي تبين لطالب علم القراءات أهمية علم اللغة بالنسبة له.
ثم استمع الحضور بعد ذلك إلى ورقة الشيخ: محمد أيت عمران، والذي كانت ورقته بعنوان:
"أهمية العناية بالعلوم الشرعية لطالب الدراسات العليا"
وقد رأى أن يحصر حديثه في أربع جهات:
الأولى: العمل بأحكام الشرع.
الثانية: مقررات المرحلة.
الثالثة: التدريس.
الرابعة: الإقراء.
في الجهة الأولى نبه على خطورة ترك العمل بالعلم لاسيما لطالب علم القراءات، وساق في ذلك حديث: "أكثر منافقي أمتي قراؤها".
وفي الجهة الثانية أشار إلى أن طالب علم القراءات كلما كان متبحرا في العلوم أعانه ذلك على فهم فنِّه، وإتقانه، وحل كل ما يعرض له من مشكل فيه.
أما من جهة التدريس فنبه إلى أن المدرس عليه أن يكون ملماً بعلوم الشريعة، وأن المسؤولية تكون على عاتقه أكبر حملاً، وأثقل وزناً، وأنه كلما كان المدرس متفنناً صار أثره على الطلاب بالغ النفع، وعظيم الخير.
ثم تحدث -في الجهة الرابعة- عن أهمية معرفة المقرئ بالعلوم الشرعية، ونقل في ذلك نصوصاً للعلماء الكبار، الجهابذة من أهل التخصص وغيره.
جاء بعد ذلك دور الشيخ: مدثر الأمين خيري ليقدم ورقة عمله التي كانت بعنوان:
"أهمية علم الرسم لطالب علم القراءات"
والتي رأى تقسيمها خمسة محاور:
الأول: اشتراط العلماء في المقرئ أن يكون عالماً بالرسم.
الثاني: يعتبر الرسم ركناً من أركان القراءة المقبولة.
الثالث: الدلالة على ما في الكلمة من أوجه القراءات المتعددة.
الرابع: دور الرسم في المحافظة على القراءات القرآنية.
الخامس: انعقاد الإجماع على تحريم القراءة بما خالف خط المصحف.
فساق في الأول نصوص العلماء من أهل التخصص في هذا الشأن، وتحدث في الثاني عن شروط قبول القراءات عموماً، وخص علم الرسم منها بالحديث لكونه موضوع ورقة عمله، وأشار في الثالث إلى أن رسم المصحف روعي فيه احتماله لأوجه القراءات المتعددة، وبين أن موافقة القراءات لرسم المصحف تكون إما موافقة تحقيقية أو موافقة تقديرية، وضرب مثالاً على كلا الحالتين، وفي المحور الرابع أوضح أن للرسم العثماني أثراً واضحاً في بقاء القراءات القرآنية، وأن في الاستجابة لدعوات من يرى استبداله بالرسم الإملائي ذهابٌ لكثير من القراءات، وفي المحور الخامس نقل الإجماع على تحريم القراءة بما خالف خط المصاحف، وساق نصوص العلماء في ذلك.
ثم ختم الشيخ: مدثر حديثه بالحثِّ على تعلم علم الرسم، وعلى الاهتمام به وإحيائه، فبقاؤه بقاء لعلم القراءات.
ثم أتاح مدير اللقاء الفرصة للمداخلات
وكانت أول مداخلة للأستاذ الدكتور: محمد بن سيدي محمد الأمين، والتي بدأها بشكر القسم على هذه المبادرة الطيبة الغير مسبوقة، كما أثنى على مقدمي الأوراق، وشكرهم على تصديهم لهذه المواضيع الشائكة.
وقد تكلم في مداخلته عن أمرين:
الأول: أكد فيه على ما ذكره الشيخ: ضيف الله الشمراني من أن على طالب علم القراءات أن يأخذ من كل علم بأساسياته، فعقب على ذلك بأن هذه العلوم لا ينفصل أحدها عن الآخر، وأن على الطالب أن يجيد في الجميع، فبقدر إجادته لها جميعاً يكون ثابت القدم في علم القراءات، وأشار إلى نماذج من علماء القراءات الذين جمعوا بين العلوم الشرعية، كالداني ومكي وابن الجزري .
الثاني: عقب فيه على الشيخ: مدثر الأمين، فتمنى أن لو غاص الباحث في خضم علم الرسم، وأهميته، وأنه ينبغي أن يعاد تدريس علم الرسم مرات وكرات، وأنه لا ينبغي أن يُدرِّس أحدٌ علم القراءات إلا وقد أتقن علم الرسم.
وكانت المداخلة الثانية من نصيب الأستاذ الدكتور: نبيل جوهري، والتي استهلها بالإشارة إلى أن مثل هذه اللقاءات تثري معلومات الطالب، وتفيد في نصف ساعة، ما يقرأ في شهور.
ثم شكر مقدمي الأوراق على جهدهم الطيب، كما نبههم إلى ضرورة تطوير مستوى الإلقاء، من خلال التعود على التحدث بدون ورقة؛ ليكون أثر كلامهم أوقع في نفوس الحاضرين.
ثم نبه إلى مسألة ينبغي الوقوف عندها وإعطاؤها حقها، وهي: مسألة صلة علوم الآلة بعلم القراءات، وما القاسم المشترك بينهما، مبرهناً على أهمية هذا الموضوع بذكر نموذج لأحد طلاب علم القراءات الذين برعوا في علوم الآلة، فاستطاع أن يؤلف كتاباً يرد على طعن النحويين في القراءات من كلام النحويين أنفسهم.
ثم كانت بعد ذلك مداخلة فضيلة الأستاذ الدكتور: أحمد محمد محمود مبارك، والذي أشاد -حفظه الله- بهذه المبادرة الكريمة، كما شكر مقدمي الحلقة وأثنى على ما تميزوا به من قدرة على الإلقاء، ومن تسلسل جميل، وأن ما طرقوه من موضوعات كان مجدياً، ونافعاً جداً، وقال: "إن هؤلاء الإخوة تعرضوا اليوم لامتحان أصعب من امتحان الدراسة".
عقِب ذلك انتقل الحديث إلى فضلية الدكتور: السالم الجكني الشنقيطي، الذي شكر الجامعة الإسلامية وكلية القرآن الكريم، وخص بالشكر قسم القراءات، وأثنى على فكرة الملتقى، ثم قدم ثلاث ملاحظات:
الأولى: عقب فيها على الشيخ: ضيف الله الشمراني، الذي ذكر أن طالب علم القراءات يحتاج لعلم العقيدة، فبيَّن أنه لا يحتاج لمعرفة علم العقيدة في مسائل علم القراءات، وذكر أن الأندرابي ألَّف في علم القراءات، وكان كرَّامي المعتقد، ولم يكن لعقيدته أثر فيما ألَّفه في علم القراءات.
والثانية: عقب فيها أيضاً على الشيخ: ضيف الله؛ لما ذكر بأن ابن الجزري فاته كثير من تراجم القراء، فأجاب بأنه ينبغي عدم استخدام لفظ: "فاته"؛ لأن ابن الجزري اختصر كتاب "غاية النهاية"، من مؤلَّف له سابق، وهو كتاب: "نهاية الدرايات"، فلا يمكن إطلاق هذه الكلمة حتى يُطَّلع على المؤلَّف السابق.
الملاحظة الثالثة: كانت على الشيخ: مدثر الأمين، حيث ذكر قصة ابن شنبوذ، فأشار إلى أنه لا بد من التحقيق في القصة، لأن القصة دارت بين أقران فالذي اتهم ابن شنبوذ هو ابن مجاهد، وهما أقران، ومعلوم ما يحدث بين الأقران.
ثم انتقل الحديث إلى الدكتور: أمين الشنقيطي، والذي ألمح إلى أن على الطلاب في مثل هذه الملتقيات أن يجعلوا أوراقهم في نقاط مرتبة متسلسلة؛ لتؤتي ثمارها، وتثبت في الأذهان، وقدم اقتراحاً على الباحثين في علم القراءات، وهو ضرورة مواجهة شبهات المستشرقين في علم القراءات.
جاء بعد ذلك دور طلاب الدراسات العليا للإدلاء بمداخلاتهم، فكانت مداخلة الطالب: عبد الرحمن سراب، التي أشار فيها إلى ضرورة نشر ثقافة القراءات في المجتمع المحلي والعالمي، ونبه إلى أن يهتم مدرسو القراءات بتربية الطلاب على النظر في المعاني واستشعار دلالة الآيات عند عرض القراءات.

ثم أتيح المجال للشيخ: ضيف الله الشمراني، فأجاب على تعقيب الدكتور: السالم الجكني -في مسألة الحاجة إلى علم العقيدة- بأن طالب علم القراءات مطالب بتعلم هذا العلم من ناحية التأصيل في علوم الشريعة؛ ليكون علمه راسخاً وبحثه مستوفياً.
ثم أدلى الطالب: طارق السهلي بدلوه بمداخلة تمنى فيها عودة قراءة القرآن جمعاً بالقراءات العشر في مسجد الجامعة، ليسهم ذلك في نشر ثقافة القراءات.
بعد ذلك داخل فضيلة الدكتور: أحمد الرويثي، فذكر مكانة صاحب القرآن ومزيته، وأنه هو المقدم في الإمامة في الصلاة، فهو بأمس الحاجة لتعلم ما يتصل بالصلاة والإمامة من أحكام، كما أنه معرض لسؤال الناس عن أحكام دينهم، فإذا لم يكن لديه علم فهو بين أمرين: إما أن يقول: لا أدري؛ فيكون حال السائل: فمن يدري إن لم تدرِ أنت، وإما أن يفتي بلا علم؛ فتلك مصيبة المصائب.
جاء الدور بعد ذلك لرئيس قسم القراءات فضيلة الدكتور: أحمد بن علي السديس، فشكر الطلاب على تقديمهم الجيد، وأخبر بأن الوقت الذي أتيح لهم كان ضيقاً، ولكن كان أداؤهم مميزاً مقارنةً بضيق الوقت.
ثم تعقب فضيلته موضوعات أوراق العمل المقدمة في حلقة النقاش، وذكر نقاطاً مهمة لم يتطرقوا إليها، مثل ضرورة الاهتمام بمناهج البحث، وضرورة الرجوع إلى كتب المتقدمين في تعريف المصطلحات، وفي شرح المنظومات، وأن إتقان ذلك له الأثر الكبير على أداء الطلاب، خصوصاً في مرحلة الدراسات العليا.
ثم أشار فضيلته إلى موضوع الشبهات المتجددة على علم القراءات، وأنه يصعب ملاحقتها؛ لأنها أكثر من أن تحصى، فكثير من المواقع على الشبكة العنكبوتية للرافضة أخذت في نشر مثل هذه الشبهات المضللة، ورأى فضيلته أن الحل المناسب لهذه الشبهات أن تحصر أصولها؛ فيرد عليها جملة.
ثم ختم فضيلته الملتقى بدعوة فضيلة عميد الكلية الدكتور: محمد بن عبدالعزيز الفالح للقيام بتكريم المشاركين في الملتقى: الشيخ: محمد عمر الجنايني، والشيخ: ضيف الله بن محمد الشمراني، والشيخ: مهدي دهيم، والشيخ: محمد أيت عمران، والشيخ: مدثر الأمين خيري.
والحمد لله أولاً وآخراً.
 
عودة
أعلى