هذه تعليقات الشيخ مساعد -وفقه الله- على النوع الرابع والأربعين من كتاب (الإتقان)
[align=center]النوع الرابع والأربعون: في مقدمه ومؤخره [/align]
• وضعه لهذا العنوان معناه: أنه يؤخر ما حقه التقديم, ويقدم ما حقه التأخير, فالجملة العربية منتظمة فيما يُبدأ به ، ثم ما يليه إلى نهاية الجملة .
• قول السيوطي : (هوقسمان. الأول: ما أشكل معناه بحسب الظاهر) قوله: (بحسب الظاهر) أي :بحسب ترتيب النظم, وهذا القول منه هو تعريف للمقدم والمؤخر، فإذا حمل الكلام على نظام في الجملة فإنه يوقع في اللبس والاشتباه فإذا علم أن فيه تقديماً وتأخيراً فإنه يزول اللبس.
• قول السيوطي: (وأخرج عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً﴾[النساء : 153] قال: إنهم إذ رأوا الله فقد رأوه، وإنما قالوا جهرة أرنا الله، قال: هومقدم ومؤخر. قال ابن جرير: يعني أن سؤالهم كان جهرة)(جهرة) يحتمل أن يكون معمولاً لـ (أرنا), أو معمولاً لـ(قالوا), فيحتمل أنهم قالوا جهرة كما يقول ابن عباس, والمعنى الثاني قالوا: أرنا الله جهرة ، أي : عياناً ؛ كما قال غيره.
• قول السيوطي: (ومنه: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ﴾ [الجاثية : 23] الأصل: هواه إلهه، لأن من اتخذ إلهه هواه غير مذموم، فقدم المفعول الثاني للعناية به.) هذا فهم غريب جداً من السيوطي, فمعنى الآية مفهوم ولا يحتاج إلى التقديم والتأخير, ولا أدري ؛ هل هذا القول من بنات أفكاره أو نقله ممن سبقه؟
• قول السيوطي: (وقوله: ﴿وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى.فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى﴾ [الأعلى : 4, 5] على تفسير أحوى: بالأخضر وجعله نعتاً للمرعى: أي أخرجه أحوى فجعله غثاء، وأخر رعاية للفاصلة) روي عن بعض النحويين ـ وهو منسوب إلى الكسائي ـ قوله: (أحوى) من صفة (المرعى), فيكون فيه تقديم وتأخير, ويكون المعنى: والذي أخرج المرعى أحوى أي: أخصر مائل إلى السواد من شدة الخضرة, ففيه تقديم وتأخير.
وعلى ظاهر القرآن في ترتيب هذه الجمل يكون المعنى: والذي أخرج المرعى ، والعادة أن يكون أخضر, ثم صار هشيمًا يابسًا ، أحوى ؛ أي : مائلاً إلى السواد من شدة القِدَم, فالحُوَّة هي اللون المائل إلى السواد.
وهنا قاعدة وهي: إذا كان الكلام مفهوماً على ترتيبه في النظم ، فلا يحتال له ويخرج عن ظاهر النظم في الترتيب إلى القول بالتقديم والتأخير إلا لعلَّة صحيحة توجب ذلك .
فائدة : التقديم والتأخير له ارتباط بالمتشابه النسبي؛ لأنه يشتبه على بعض دون بعض.
• قول السيوطي: (أوباعتبار الإنزال كقوله: ﴿صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾ [الأعلى : 19] ﴿وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان﴾) نقول: إبراهيم أسبق باعتبار الزمان, وكذلك هذه الآية جاءت في سورة الأعلى وفاصلتها الألف فتناسب هنا اللفظ والمعنى, وهذا من كمال البلاغة, وإنما يكون العجز من المتكلم أن تكون رعاية الفاصلة من أجل اللفظ ، فيزيد في الكلام ما لا دعي له أو ينقص منه ما هو بحاجته لأجل الفاصلة ، وهذا من العِيِّ الذي يُنزَّه عنه القرآن .
تعقيب :
• القسم الأول من المقدم والمؤخر يُعَدُّ من علوم التفسير؛ لأن المعنى يتأثر به فهو مرتبط ببيان المعنى, أما القسم الثاني فهو من علوم القرآن ؛ لأنه لا أثر له في بيان المعنى ، وإن كان له أثر بعلوم الآية التي تأتي بعد بيان المعاني ، لذا فإن له تعلق ببلاغة الآيات .
• علاقة هذا النوع بقسميه بعلوم القرآن:
القسم الأول: له علاقة بإعراب القرآن, وله علاقة بالمشكل, وله علاقة أيضاً بالمتشابه النسبي.
القسم الثاني: مرتبط بعلم البلاغة, فهو مرتبط بالمباحث العربية البيانية التي هي من علوم القرآن, وهو مرتبط بعلم الإعجاز كذلك ؛ لأن الأصل في الإعجاز بيان بلاغة القرآن وتميزه عن كل كلام .
• هذا المبحث بقسميه عقلي؛ لأنه مرتبط بالاجتهاد؛ ولذا هو من مباحث علوم القرآن العقلية, وأما قول ابن عباس وغيره في مثل هذا فهو اجتهد.
• فوائد في هذا العلم: أن القسم الأول منه مرتبط بالمعنى فلا يفهم المعنى إلا بمعرفة التقديم والتأخير, وهو مرتبط بقواعد الترجيح, ومن الأدلة على أهميته أن السلف قد تكلموا به كابن عباس والضحاك وعكرمة وغيرهم ، فإنه قد حكموا به على آيات من القرآن.
وممن اعتنى به من المتقدمين الحارث المحاسبي ، فقد عقد فصلاً عن المقدم والمؤخر في كتابه ( فهم القرآن ), ويحيى بن سلام ذكر في تفسيره أمثلة ، قد نقلها عنه الداني في (المكتفى في الوقف والابتداء).
[align=center]النوع الرابع والأربعون: في مقدمه ومؤخره [/align]
• وضعه لهذا العنوان معناه: أنه يؤخر ما حقه التقديم, ويقدم ما حقه التأخير, فالجملة العربية منتظمة فيما يُبدأ به ، ثم ما يليه إلى نهاية الجملة .
• قول السيوطي : (هوقسمان. الأول: ما أشكل معناه بحسب الظاهر) قوله: (بحسب الظاهر) أي :بحسب ترتيب النظم, وهذا القول منه هو تعريف للمقدم والمؤخر، فإذا حمل الكلام على نظام في الجملة فإنه يوقع في اللبس والاشتباه فإذا علم أن فيه تقديماً وتأخيراً فإنه يزول اللبس.
• قول السيوطي: (وأخرج عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً﴾[النساء : 153] قال: إنهم إذ رأوا الله فقد رأوه، وإنما قالوا جهرة أرنا الله، قال: هومقدم ومؤخر. قال ابن جرير: يعني أن سؤالهم كان جهرة)(جهرة) يحتمل أن يكون معمولاً لـ (أرنا), أو معمولاً لـ(قالوا), فيحتمل أنهم قالوا جهرة كما يقول ابن عباس, والمعنى الثاني قالوا: أرنا الله جهرة ، أي : عياناً ؛ كما قال غيره.
• قول السيوطي: (ومنه: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ﴾ [الجاثية : 23] الأصل: هواه إلهه، لأن من اتخذ إلهه هواه غير مذموم، فقدم المفعول الثاني للعناية به.) هذا فهم غريب جداً من السيوطي, فمعنى الآية مفهوم ولا يحتاج إلى التقديم والتأخير, ولا أدري ؛ هل هذا القول من بنات أفكاره أو نقله ممن سبقه؟
• قول السيوطي: (وقوله: ﴿وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى.فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى﴾ [الأعلى : 4, 5] على تفسير أحوى: بالأخضر وجعله نعتاً للمرعى: أي أخرجه أحوى فجعله غثاء، وأخر رعاية للفاصلة) روي عن بعض النحويين ـ وهو منسوب إلى الكسائي ـ قوله: (أحوى) من صفة (المرعى), فيكون فيه تقديم وتأخير, ويكون المعنى: والذي أخرج المرعى أحوى أي: أخصر مائل إلى السواد من شدة الخضرة, ففيه تقديم وتأخير.
وعلى ظاهر القرآن في ترتيب هذه الجمل يكون المعنى: والذي أخرج المرعى ، والعادة أن يكون أخضر, ثم صار هشيمًا يابسًا ، أحوى ؛ أي : مائلاً إلى السواد من شدة القِدَم, فالحُوَّة هي اللون المائل إلى السواد.
وهنا قاعدة وهي: إذا كان الكلام مفهوماً على ترتيبه في النظم ، فلا يحتال له ويخرج عن ظاهر النظم في الترتيب إلى القول بالتقديم والتأخير إلا لعلَّة صحيحة توجب ذلك .
فائدة : التقديم والتأخير له ارتباط بالمتشابه النسبي؛ لأنه يشتبه على بعض دون بعض.
• قول السيوطي: (أوباعتبار الإنزال كقوله: ﴿صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾ [الأعلى : 19] ﴿وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان﴾) نقول: إبراهيم أسبق باعتبار الزمان, وكذلك هذه الآية جاءت في سورة الأعلى وفاصلتها الألف فتناسب هنا اللفظ والمعنى, وهذا من كمال البلاغة, وإنما يكون العجز من المتكلم أن تكون رعاية الفاصلة من أجل اللفظ ، فيزيد في الكلام ما لا دعي له أو ينقص منه ما هو بحاجته لأجل الفاصلة ، وهذا من العِيِّ الذي يُنزَّه عنه القرآن .
تعقيب :
• القسم الأول من المقدم والمؤخر يُعَدُّ من علوم التفسير؛ لأن المعنى يتأثر به فهو مرتبط ببيان المعنى, أما القسم الثاني فهو من علوم القرآن ؛ لأنه لا أثر له في بيان المعنى ، وإن كان له أثر بعلوم الآية التي تأتي بعد بيان المعاني ، لذا فإن له تعلق ببلاغة الآيات .
• علاقة هذا النوع بقسميه بعلوم القرآن:
القسم الأول: له علاقة بإعراب القرآن, وله علاقة بالمشكل, وله علاقة أيضاً بالمتشابه النسبي.
القسم الثاني: مرتبط بعلم البلاغة, فهو مرتبط بالمباحث العربية البيانية التي هي من علوم القرآن, وهو مرتبط بعلم الإعجاز كذلك ؛ لأن الأصل في الإعجاز بيان بلاغة القرآن وتميزه عن كل كلام .
• هذا المبحث بقسميه عقلي؛ لأنه مرتبط بالاجتهاد؛ ولذا هو من مباحث علوم القرآن العقلية, وأما قول ابن عباس وغيره في مثل هذا فهو اجتهد.
• فوائد في هذا العلم: أن القسم الأول منه مرتبط بالمعنى فلا يفهم المعنى إلا بمعرفة التقديم والتأخير, وهو مرتبط بقواعد الترجيح, ومن الأدلة على أهميته أن السلف قد تكلموا به كابن عباس والضحاك وعكرمة وغيرهم ، فإنه قد حكموا به على آيات من القرآن.
وممن اعتنى به من المتقدمين الحارث المحاسبي ، فقد عقد فصلاً عن المقدم والمؤخر في كتابه ( فهم القرآن ), ويحيى بن سلام ذكر في تفسيره أمثلة ، قد نقلها عنه الداني في (المكتفى في الوقف والابتداء).