المفيد في فقه صلاة العيد

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
المفيد في فقه صلاة العيد
لصلاة العيد مكانة عظيمة في الإسلام ، فقد أمر الله تعالى بها في قوله : ] إِنَّاأَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [ ( الكوثر 1 ، 2 ) ، وأناط بها فلاح المؤمن في قوله : ] قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى . وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [ ( الأعلى : 14 : 15 ) ، وقد واظب رسول الله e عليها وأمر بها ، وأخرج لها حتى النساء والصبيان ، وهي شعيرة من شعائر الإسلام ومظهر من مظاهره التي يتجلى فيها الإيمان والتقوى .
حكم صلاة العيد : ذهب مالك والشافعي إلى أنها سنة متأكدة ، وذهب أحمد وبعض الشافعية إلى أنها فرض كفاية ، والراجح من مذهب الأحناف وجوبها ، وهو قول عند الشافعي وأحمد رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية [SUP][SUP][1][/SUP][/SUP]. والشوكاني [2] رحمهم الله .
وقتها : اتفق العلماء على أن وقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس قدر رمح ( أي حوالي 15 دقيقة بعد شروق الشمس ) وحتى زوالها ؛ وعلى أن الأفضل تعجيل صلاة عيد الأضحى ليتسع للناس وقت ذبح أضاحيهم ، وتأخير صلاة الفطر ليتمكنوا من إخراج صدقاتهم .
والسنة أن تُصلى صلاة العيد في المصلى بالصحراء إلا لضرورة مطر ونحوه ، لمواظبة النبي e على صلاتها في الصحراء ؛ ولم يثبت عنه e أنه صلاها في المسجد البتة . روى الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ t قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ e يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى [SUP][3] [/SUP]. ومن السنة أن يخرج لها الجميع : الرجال والنساء والصبيان ، فعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : أُمِرْنَا أَنْ نُخْرِجَ الْحُيَّضَ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَدَعْوَتَهُمْ ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ عَنْ مُصَلَّاهُنَّ ، قَالَتْ امْرَأَةٌ : يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَانَا لَيْسَ لَهَا جِلْبَابٌ ؟! قَالَ : " لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا " متفق عليه [4].
ومن السنة التكبير ؛ قال الله تعالى :
) وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ( ( البقرة : 185 )، هذا في يوم الفطر ، وجمهور العلماء على أن التكبير يوم الفطر من الخروج للمصلى إلى ابتداء الصلاة ؛ وقال الشافعي - رحمه الله : هو من ليلة العيد حتى يخرج الإمام للصلاة ؛ و اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية[SUP] [5] [/SUP].

آداب تتعلق بصلاة عيد الفطر
1 - يستحب الغسل والتطيب والتزين للعيد [6] .
2- ويستحب أن يأكل قبل أن يغدو إلى المصلى يوم الفطر، فعن أنس t قال : كَانَ رَسُولُ اللهِ e لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا . رواه البخاري [7].
3- ويستحب مخالفة الطريق في الذهاب إلى المصلى والعودة منه ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ e إِذَا خَرَجَ يَوْمَ الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ رَجَعَ فِي غَيْرِهِ . روه أحمد والترمذي وابن ماجة [SUP][8] [/SUP].
4 - تستحب التهنئة يوم العيد ، فقد كان أصحاب رسول الله e إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك[SUP] [9] [/SUP].
5 – زيادة الصدقات في العيد ، فقد روى مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ t أَنَّ رَسُولَ اللهِ e كَانَ يَقُولُ يوم العيد : " تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا " وَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ ..[SUP] [10][/SUP]
6 - إظهار الفرح والسرور ، ويباح اللعب واللهو والغناء المباح ، والتوسع في الأكل والشرب ، وغير ذلك مما يدخل البهجة في النفوس .
7 - اجتناب المعاصي يوم العيد ، وإن كان ترك المعاصي في غير أيام العيد مطلوبًا ، غير أنه في أيام العيد آكد ، لأنها أيام مغفرة ، والمغفرة نعمة عظيمة ، وليس شكر النعمة بمعصية الله تعالى .
8 - العيد فرصة لصلة الأرحام العامة والخاصة ، فالرحم العامة هم المسلمون جميعا ، والرحم الخاصة هم القرابات ، وفرصة لزيادة الصدقات ليدخل في فرحة العيد الفقير والغني .
هذا والعلم عند الله تعالى .


[1] انظر مجموع الفتاوى : 23 / 161 ، 162 ، وانظر الفقه على المذاهب الأربعة : 1 / 344 ، 345 ، والمجموع : 5 / 3 ، اللباب : 1 / 115.
[2] انظر الدرر المضيئة : 1 / 194 .
[3] البخاري ( 956 ) ، واللفظ له ، ومسلم ( 889 ) .
[4] البخاري ( 351 ) ، ومسلم ( 890 ) .
[5] انظر مجموع الفتاوى : 24/221 .
[6] انظر المجموع : 5 / 7 .
[7] البخاري ( 953 ) .
[8] أحمد : 2 / 338 ، و الترمذي ( 541 ) وحسنه ، وابن ماجة ( 1301 ) .
[9] انظر فتح الباري : 2 / 464 ، والحاوي للفتاوي للسيوطي : 1 / 82 .
[10] مسلم ( 889 ) ، ورواه النسائي ( 1576 ) ، وابن ماجة ( 1288 ) .
 
عودة
أعلى