المفسر ابن عاشور..الوجه الآخر:شهادة تلميذ...

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

أبو عبد المعز

Active member
إنضم
20/04/2003
المشاركات
592
مستوى التفاعل
25
النقاط
28
رأيت شدة احتفاء الاخوة -اساتذة وطلبة علم-بالمفسر المشهور الطاهر بن عاشور...وكثرة الرجوع الى تفسيره التحرير والتنوير....وهو تفسير -والحق يقال-لا يستغنى عنه... ان كنا نبحث فى القرآن الكريم عن النكت البلاغية والوجوه البيانية..لكن ابن عاشور غفر الله له....روج لمذهب المتكلمين...وحمل آيات الصفات ...على مقتضيات المذهب الاشعري....فهو أشعري جلد...يقترب احيانا من الاعتزال...وأخشى ان يخفي اشراق المظهر الاول سواد المظهر الثاني...لذلك انبه قراء التحرير والتنوير الى هذه الآفة...من باب النصيحة لكتاب الله ...
وأنا استغل هنا هذه المناسبة....لايراد مقال نفيس للعلامة السلفي المجاهد عبد الحميد بن باديس..يكشف فيه عن الوجه الآخر للعلامة ابن عاشور..ولفتة الى منهجه فى التفسير...وعبرة للدعاة...من حيث تأثير المنصب والوظيفة على المنهج.....

ملاحظة:مآخذ ابن باديس على شيخه ابن عاشور ..تتعلق بمسألة القراءة فى الجنائز..

قال ابن باديس(نقلا من كتاب ابن باديس حياته وآثاره-جمع ودراسة د.عمار الطالبي.الجزء الثالث.دار الغرب الاسلامي.بيروت.ص ص 73-74- 75

(...شيخ الاسلام يقاوم السنة-ويؤيد البدعة-ويغري (السلطة)بالمسلمين هذا -والله -عظيم..وان كان القارىء يود ان يعرف من هو هذا الذي تحلى بهذا اللقب وأتى بهذه الشنع التي لا يأتي بها من ينتمي انتماءا صادقا للاسلام من عامة المسلمين فكيف بشيخ الاسلام.ويزيد كاتب هذه السطورعجبا آخرفوق عجب كل أحد ان شيخه وأستاذه وصديقه الشيخ الطاهر بن عاشور هو الذي يأتي بهذا الباطل ويرتكب هذا الذنب....
انني امرؤ جبلت على حب شيوخي واساتذتي وعلى احترامهم الى حد بعيد وخصوصا بعضهم واستاذي هذا من ذلك الخصوص ...ولكن ماذا اصنع اذا ابتليت بهم فى ميدان الدفاعىعن الحق ونصرته؟ لا يسعنى وانا مسلم أدين بقول الله تعالى:
{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (24) سورة التوبة
الا مقاومتهم ورد عاديتهم عن الحق واهله....
دعوني -يا قرائي الافاضل-احدثكم عن شىء من حقيقة هذا الرجل كما عرفته وعن علا قتي به وأثره في حياتي فإن هذا وفاء لحق تلك الصحبة والاستاذية يهون على ما أجابهه به بعد.
عرفت هذا الاستاذ فى جامع الزيتونة وهو ثاني الرجلين اللذين يشار اليهما بالرسوخ فى العلم والتحقيق فى النظر والسمو والاتساع فى التفكير اولهما العلامة الاستاذ شيخنا (محمد النخلي) القيرواني -رحمه الله -وثانيهما العلامة الاستاذ شيخنا (الطاهر بن عاشور) وكانا كما يشار اليهما بالصفات التي ذكرنا يشار اليهما بالضلال والبدعة وما هو اكثر من ذلك لانهما كانا يحبذان آراء الاستاذ (محمد عبده) فى الاصلاح ويناضلان عنها ويبثانها فيمن يقرأ عليهما وكان هذا مما استطاع به الوسط الزيتوني ان يصرفني عنهما وما تخلصت من تلك البيئة الجامدة واتصلت بهما حتى حصلت على شهادة العالمية ووجدت لنفسي حرية الاختيار. فاتصلت بهما عامين كاملين كان لهما فى حياتي العلمية اعظم الاثر على ان الاستاذ ابن عاشور اتصلت به قبل نيل الشهادة بسنة فكان ذلك تمهيدا لاتصالى الوثيق بالاستاذ النخلي .
وان انس فلا انسى دروسا قرأتها من ديوان الحماسة على الاستاذ ابن عاشور وكانت من اول ما قرأت عليه فقد حببتني فى الادب والتفقه فى كلام العرب وبثت فى روحا جديدا فى فهم المنظوم والمنثور وأحيت منتى الشعور بعز العروبة والاعتزاز بها كما اعتز بالاسلام..
مات الاستاذ النخلي على ما عاش عليه.....وبقى الاستاذ ابن عاشور حتى دخل سلك القضاء فخبت تلك الشعلة وتبدلت تلك الروح فحدثني من حضر دروسه فى التفسيرأنه-وهو من أعرف انكاره على الطرق اللفظية وأساليبها- قد أصبح لا يخرج عن المألوف فى الجامع من المناقشات اللفظية على طريقة عبد الحكيم فى مماحكاته وطرائق أمثاله وبقي حتى تقلد خطة شيخ الاسلام ووقف هو وزميله الحنفي في مسألة التجنيس المعروفة من بضع سنين ذلك الموقف حتى اصبح اسمه لا يذكر عند الامة التونسية الا بما يذكر به مثله...وهاهو اليوم يتقدم بمقال نشره بجريدة (الزهرة) فى عدد يوم الاثنين الرابع عشر من هذا الشهر المحرم يقاوم فيه السنة-ويؤيد فيه البدعة-ويغري (السلطة)بالمسلمين ....
فهل ابن عاشور هذا الملقب بشيخ الاسلام هو ابن عاشور استاذى الذى اعرف؟
لا...ذلك شخص آخر مضى ..قضى عليه القضاء وأقبرته المشيخة...وقد اديت له حقه بما ذكرته به.وهذا مخلوق آخر ليس موقفه اليوم أول مواقفه ولا احسبه يكون آخرها..وإننى لا اود ان يكون آخرها ..فإن المسلمين اليوم بأشد الحاجة الى معرفة ما ينطوي عليه مثله ممن ينتحلون القابا مخترعة فى الاسلام ولا يفضحهم مثل مقال هذا الرجل....
 
أخي أبا عبدالمعز حفظه الله ورعاه ، وجزاه الله خيراً على غيرته على الحق.
العلامة ابن عاشور رحمه الله ليس معصوماً كما تعلم ، والمناصب التي تقلدها كثيرة ، وقد بلغ غايتها في تونس ، ولا شك أن للمنصب من الأثقال ما يصرف العالم عن علمه مهما كان حريصاً ، فإن للعلم روحاً وجواً خاصاً لا يظفر به من اشتغل بالدنيا ولو قلت ، ولا شك أن كتب ابن عاشور المتقدمة ككتابه (أليس الصبح بقريب) و (مقاصد الشريعة) و (أصول النظام الاجتماعي) و(شرحه لديوان بشار) و(تعليقاته على ديوان الحماسة ) ونحوها تعد من نفائس كتبه ، ونفسه فيها نفس عالم محقق مدقق ، وتفسيره (التحرير والتنوير) لضخامته اجتمع فيه الجانبان ، فينشط في بعض المواضع فيأتي بالدرر والنفائس ، ويختصر في بعض المواضع فلا يختلف قوله فيها عن قول من سبقه من المفسرين ، وقد مكث في تصنيف تفسيره سنوات طويلة. وما ذكره تلميذه في مقالته الآنفة لا يقدح في علم ابن عاشور إن شاء الله ، والمسألة التي ذكرها (وهي فتوى التجنس) مسألة اتهم بها ابن عاشور رحمه الله وهي غير صحيحة إطلاقاً بل الصواب أنه أفتى ومعه ثلة من علماء المالكية خاصة بأنه يجب على من تجنس بالجنسية الفرنسية أن يعلن دخوله في الإسلام ، وأن يتخلى عن الامتيازات التي أعطيت له مقابل حصوله على تلك الجنسية . ولكن لهذه القضية ملابسات خفيت على الناس حينها ، وشوهت بسبب ذلك سمعة ابن عاشور رحمه الله ، وياليتكم يا ابا عبدالمعز وفقكم الله تتكرمون علينا بإيراد تفاصيل فتوى (ردة المتجنس) ليتضح أمر هذه الفتوى للأعضاء الكرام.
والشيخ عبدالحميد بن باديس العالم الجزائري المعروف (1309-1360هـ) رحمه الله قد تتلمذ على ابن عاشور ، وأثنى عليه ، وحاوره وخالفه في بعض آرائه كشأن أهل العلم في كل زمان ، وكان بينه وبين ابن عاشور لقاءات علمية كثيرة جمع أكثر ما كتبه ابن باديس حولها في الكتاب الذي أشرتم إليه في مقالكم.
وأما ما ذكره الشيخ ابن باديس رحمه الله عن حال دروس ابن عاشور في مجالسه في التفسير في الجامع فهو نقل لحال بعض الدروس التي يقل فيها نشاط الشيخ ابن عاشور وهذا أمر طبعي لا حرج فيه ولا مذمة إن شاء الله ، ولا شك أنه كان يستعمل أساليب المتكلمين وأهل المنطق في بعض المواضع ، ودونك تفسيره وسائر مؤلفاته الآن فهي الحكم والفيصل ، وهي زبدة علم ابن عاشور قد بقي خالصاً لطلاب العلم ،وأما بعض المواقف الخاصة التي تعرض لها في حياته العملية والعلمية فندعها ، فقد قدم رحمه الله إلى ربه ، ونسأل الله أن يغفر له وأن يجزيه خير الجزاء على انتصابه للتعليم والإصلاح ما يزيد عن ستين سنة أو تزيد. ومن الذي سلم من الخطأ أو التقصير ؟ لا ابن عاشور ولا غيره ممن سبقه من أئمة العلم ، وقادة الفكر ، وقد كان لتلك المواقف ظروفها وملابساتها الخاصة التي تخفى على الناس والله وحده هو المطلع على ما تكن السرائر. فإذا لم يكن لمثل تلك المواقف آثار سلبية على العلم المدون في كتبه ، فلا عبرة بها ، بل تركها أولى إن شاء الله.
ولعل أخي الكريم أبا زينب وهو بلدي ابن عاشور ومن المحبين لكتبه أن يزيد هذا الأمر إيضاحاً لنستفيد ونتعلم شيئاً من سيرة ابن عاشور وطرفاً من أخباره رحمه الله ، ولكم جزيل الشكر يا أبا عبدالمعز على هذه الفائدة رعاكم الله.
 
أخي عبد الرحمن...
لا أريد والله...الانتقاص من العلماء بل انني أكره من شأنه أن يتتبع زلات العلماء بدعوى النصيحة او الجرح والتعديل...لكنني فى المقابل اكره الافتتان بهم....وما اوردت كلام ابن باديس الا لتكملة صورة العلامة ابن عاشور...فيعامل كما ينبغي ان يعامل كل انسان....له ما له وعليه ما عليه....
وتفسير التحرير والتنوير...عندي .... وضعته قريبا من متناول يدي ... لاني كثير الرجوع اليه..ان لم يكن أول ما أرجع اليه...لكن الحق احب الينا ..

أما بخصوص مسألة التجنيس.....فيفهم من كلام ابن باديس الذى انقله الآن....ان ابن عاشور لم يصدر فتوى...لكنه سكت...ويرى فى سكوته نوعا من الاقرار للباطل قال:
لقد ارتفعت الشكوى فى الصحف التونسية هذه المدة الاخيرة من بلدان عديدة من القطر التونسي الشقيق بالبدع والمناكر التي يأتيها الطرقيون [يقصد الصوفية]به.والفضائح التى ارتكبها بعضهم وسيق من اجلها الى العدلية كما يساق المجرمون....ووجهت سؤالات صريحة الى العلماء فى حكم الاسلام فى ذلك كله ...وعلماء الزيتونة وشيوخ الفتوى فيه وشيخا الاسلام منهم-واجمون ساكتون كأن الامر لا يعنيهم وكأن آيات الله لم تطرق آذانهم..فأين انتم ايها الشيوخ..واين ايمانكم ؟
لقد سئلتم عن رفض الشريعة بسبب التجنس ذلك الرفض المخرج من دين الاسلام فسكتم وقال الناس انكم خفتم على مناصبكم .....وها انتم اولاء تسأ لون اليوم عن البدع.........فهل انتم اليوم ساكتون...وبالتخويف على مناصبكم معتذرون؟
انتهى كلام ابن باديس....
لا تعارض اخي عبد الرحمن..بين قولك وموقف ابن باديس....فاللوم ليس على اصدار فتوى ولكن على السكوت.....
فإن كان السكوت خوفا على المنصب......ذريعة غير مقبولة......
فإن السكوت بدون عذر إقرار...وقبول....
على العموم ..لا يخرج العلامة ابن عاشور رحمه الله...عن منطق الضعف الانساني....فغفر الله له ولتلميذه ابن باديس...وجعلهما فى الجنة اخوانا على سرر متقابلين...
 
قد رجعت انا الى مجلة البصائر التي كانت تصدر في ذلك الوقت في الجزائر واخرجت منها ما يتعلق بالموضوع وتحدثت عن هذه الفتوى في كتابي تفسير ابن عاشور دراسة منهجية ونقدية ولعلي ان شاء الله اذكر في فسحة قادمة خلاصة ما ذكرته هناك
واشكر الدكتور الشهري على غيرته العلمية وارجو ان لا يستمر هذا الملتقى في ذم المتكلمين فليس كل ما عندهم مذموما والحكم الذي ذكره ابوعبد المعز تحت مسمى (سواد الثاني ) حكم جائر فهل كل ما جاء به المتكلمون في المسالة المسماة بالصفات خطا انا احسب ان القضية تحتاج الى دراسة علمية غير متعصبة نترك فيها الاشخاص ونتحاور حول ما قالوه
والله تعالى الهادي
 
الإخوة الأفاضل

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

إليكم ما وقع فعلا في تلك الفترة حول ما يسمى بـ " مسألة التجنيس" .

كانت فرنسا ترغب في ضم تونس لها . فشجعت تجنيس التونسيين و أغرتهم بالامتيازات التي سيتمتعون بها إذا فعلوا ذلك .و تصدى التونسيون لهذه الخدعة و لكن أصحاب النفوس الضعيفة اغتروا بالفتات فتجنسوا .و بدأت تطهر أزمة في الأفق إذ أصبح الناس ينفرون من المتجنسين : لا كلام و لا معاملات و لا صلاة بجوارهم و لا دفن في مقابر المسلمين . فعمدت فرنسا إلى الحيلة , إذ أوعزت إلى أحد المترجمين لديها – يدعى بلخوجة – إلى طرح السؤال التالي على المجلس الشرعي : هل تقبل توبة المرتد ؟
لم يكن السؤال متعلقا بالتجنيس أبدا . و كان المجلس الشرعي يتألف من 10 أعضاء مناصفة بين المالكية ( و على رأسهم الشيخ ابن عاشور) و الحنفية ( و على رأسهم الشيخ ابن يوسف ) . و أصدر المجلس فتواه بالإجماع بجواز قبول توبة المرتد ( انظر رسالة ابن أبي زيد القيرواني ) .

في هذا الظرف استغل بورقيبة تلك الفتوى و كان معروفا أنه داهية و كذاب و كذوب . إذ عمد إلى صحيفة حزبه و نشر ما يشير إلى أن ابن عاشور أفتى بجواز توبة المتجنس . و هذا ما لم يحدث و من عنده نص هذه الفتوى المزعومة فليخرجه لنا .

و رغم ذلك شاع الخبر حتى صدقه عامة الناس بل خاصتهم . و هذا لا يستغرب من ماكر مثل بورقيبة الذي كان لا يترك أي فرصة للتخلص من أي زعيم شعبي ( خاصة من الزيتونيين مثل عبد العزيز الثعالبي , فرحات حشاد , الفاضل بن عاشور ...).
و كانت فتنة عظيمة خاصة لطلبة الزيتونة .إذ أشاع بورقيبة وأتباعه أن الطلبة الزيتونيين قد تجنسوا .مما جعل الأولياء ينزعون ثياب أبناءهم ليتأكدوا من عدم حملهم الصليب على صدورهم . بل ذهب الأمر إلى قتل الأخ أخاه .

و لم يكن ابن عاشور من علماء السلاطين الذين يلهثون وراء المناصب بل يشهد له التاريخ موقفا بطوليا حين أراد بورقيبة سنة 1961 فرض إفطار رمضان بدعوى زيادة الإنتاج . فطلب من ابن عاشور أن يذيع فتوى تبيح الإفطار . فما كان من الشيخ بعد أن تلى قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ..." إلا أن أضاف " صدق الله و كذب بورقيبة " .

هذا ما ذكره لي بالأمس أحد الباقين على قيد الحياة من العلماء الزيتونيين و الذين عاصروا تلك الأحداث . و قد حز في نفسه أن يتهم العلماء الأفاضل بتهم زائفة لا دليل فيها و لا برهان إلا أقوال الصحافة وهو يتحدى أي إنسان أن يمده بنص هذه الفتوى المكذوبة .

وكما ذكرت أنت يا أخي أبا عبد المعز – حفظك الله – " الحق أحب إلينا " . و ما ذكرتـُه هنا ليس دفاعا عن ابن عاشور بقدر ما هو دفاع عن الإسلام و أتباعه حتى يتبين الحق .و أشكر الأخ الكريم عبد الرحمن – رعاه الله – على تعليقه الطيب و المناسب . و أخيرا أضم صوتي إلى أخينا جمال أبو حسان – جمل الله صورته و حسن منطقه – فليس الأشاعرة من الكفار أو المنافقين حتى ينعتوا بذوي الوجهين .

وفقنا الله إلى ما فيه صلاحنا و أعاننا على اتباع هديه .
 
صدق الله وكذب بورقيبه

صدق الله وكذب بورقيبه

صدق الله وكذب بورقيبه

أبورقيبه فلا امتدت له رقبه *** لأنه لم يتق الله يوما ولارقبه

رحمك الله يابن عاشور ورحم ابن باديس والابراهيمي ، فمازالت كتبكم بين الناس ، تسير بها الركبان ، وتسامرها أعين أهل القرآن .

وقد أجدتم يامعاشر الإخوة في كثير مما كتبتم ، وإن كان قد برق أمام ناظري دعاوى لا أحبذ ذكرها تناسيا لها ، وخوفا من إثارتها في هذا الملتقى ، فإن أردتم الوقوف عند هذا الحد بعد أن كشف لنا الكاتب الكريم ، الشبهة التي أحاطت بالأمر فهذا ما أحب ، وإن أردتم المواصلة فإني أرى خلل الرماد وميض نار ، أدعو الله أن يخمد شررها.
 
بارك الله فيكم جميعاً. والأمر الذي قصده الأستاذ الجليل أبو عبدالمعز ليس أكثر مما ذكره في رأس مشاركته ، لكي يؤكد بارك الله فيه على أن الكمال عزيز، وأن النقص ملازم للبشر ، وإلا فمقام ابن عاشور رحمه الله رفيع ، وعلمه نافع للجميع . وكل من كتب تعقيباً في هذه المشاركة - ما خلا صاحبك - صاحب عقلٍ واعٍ ، وذهنٍ حاضرٍ ، وبُعْدِ نظر فيما يأتي ويذر من مسائل ، وصدق وإخلاص إن شاء الله. فلا تخش يا ابن الشجري ضِرام النار ، كما خشي نصر بن سيار(1) ، وأتفق معك في الاكتفاء بهذا في هذه المسألة فقد وضحت ولله الحمد ، فمن زاد أو استزاد فالله يغفر له ويوفقه ، وليعذرنا.

--------
(1) هو نصر بن سيار بن رافع الكناني ، تولى خراسان عام 120هـ ، وكان من دهاة الرجال ، وأهل الشجاعة والبأس ، بدأت الدعوة العباسية في عهده تقوى ، فراسل خلفاء الأمويين يحذرهم ، ومن قوله في ذلك قصيدته السائرة التي ضمن منها الأستاذ ابن الشجري قوله (أرى خلل الرماد وميض نار) وهي قوله:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أرى خلل الرماد وميض جمرٍ= ويوشك أن يكون له ضرامُ
فإنّ النار بالعودين تذكى= وإن الحرب مبدؤهاُ كلام
فإن لم يطفئوها تجن حربا= مشمّرة يشيب لها الغلامُ
وقلت من التعجب ليت شعري= أأيقاظٌ أميّة أم نيام؟![/poem]
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى