المفاهيم الحقوقية الإنسانية من خلال القرآن الكريم 1 .

إنضم
09/07/2011
المشاركات
75
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الجديدة ، المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا الموضوع في حقيقته مداخلة قدمت للمؤتمر الدولي عن الدعوة الإسلامية الذي نظمته جامعة جاكرتا الحكومية بأندونيسيا بالتعاون مع الجامعة الوطنية بماليزيا تحت عنوان " الدعوة الإسلامية بين التحديات و التوقعات " و ذلك في الفترة ما بين 08 و 10 يوليو 2011 برحاب جامعة جاكرتا بأندونيسيا . غير أنه لم يكتب لنا المشاركة فيه لظروف قاهرة . وتعميما للفائدة أقدمه للإخوة الأفاضل .

مرتكزات هامة

لقد جاءت جميع قيم الإسلام و مبادئه من أجل تحرير الإنسان و حمايته و تكريمه والسمو به في مدارج الكمال والرقي المعنوي و المادي . و حقوق الإنسان في التصور الإسلامي حقوق كونية لأن الإسلام رسالة عالمية ، و بالتالي فهذه الحقوق في الإسلام لها مميزات خاصة :
ـ فهي لصيقة بشخص الإنسان و كينونته الإنسانية .
ـ وهي ضرورات فطرية لا يحق للفرد أو الجماعة التنازل عنها أو عن بعضها ، و لا تقوم الحياة بدونها.
ـ كما أنها حقوق ثابتة و دائمة قررها الخالق سبحانه ـ ، فالشريعة في الوقت نفسه هي التي تفرض الحقوق، وهي التي توجب الحفاظ عليها قَبْل الدولة والجماعة والفرد. بل إن الدولة إذا قصرت في ذلك وجب على الأمة أفرادا و جماعات حفظ هذه الحقوق.
ويعتبر الإسلام عقيدة تَقَدُم يعمل على تقدم الإنسان ماديا و فكريا :فهو أول من حرر الإنسان من كافة مظاهر العبودية ، و أعلن مبدأ المساواة و بناء المجتمع العادل ،والإنسان العدل الصالح المصلح ، مُحَقق إرادة الله تعالى في الأرض بناء و تعميرا ، وخيرا و نماء .
ويمتاز الإسلام بطابعه المتفرد في بناء الإنسان ، و بنظريته المتكاملة المتجددة ، و بالدعوة إلى التوحيد الخالص الذي يشمل كافة مظاهر الحياة ، و الإيمان الصادق ، و الأخلاق الحميدة . كما يتميز بنظريته العلمية الواقعية و الموضوعية في تفسير الكون و الحياة ، ومن ثم رَفَضَ الإسلام السحر و الأسطورة و الجهل .
وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان يحب أن تكون علاقة تعاون و تعاضد و نصيحة سعيا لأن تكون القيادة و الريادة لكلمة الحق و العدل حتى تعبد كل الحياة على المستوى الفكري و السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي لله رب العالمين. فذلك هو هدف الوجود و تلكم هي العبادة الحق التي أُمرنا بها :]و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون [ الذاريات /56 . و إذا تأملنا تاريخ البشرية يتبين لنا أن مصدر الشر يتمثل في إهدار إنسانية الإنسان ، و امتهان كرامته عن طريق تسلط الإنسان على أخيه الإنسان.
إن هدف الإسلام هو إقرار رسالة التوحيد الخالص ، و إقامة صروح العدل ، وتعميم الخير ، قال تبارك وتعالى:]هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق [التوبة /33 ، و قالجل وعلا :]يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط [ المائدة /8 .
وجوهر رسالة النبي صلى الله عليه وسلم هو الرحمة : ] وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين [ الأنبياء/107 ، فالرحمة مرحلة فوق مرحلة العدل وتقرير الحقوق وتحديد الواجبات . فهي لون من الإحسان لا يقتصر على إعطاء كل ذي حق حقه ، بل يتجاوز ذلك إلى التنازل عن بعض الحقوق رحمة بالغير .إن مهمة و وظيفة الأنبياء على مر التاريخ كانت هي إنقاذ الإنسان من تسلط أخيه الإنسان ،وتقرير إنسانيته وكرامته وحقوقه ، و إيقاف عملية اتخاذ الأرباب من دون الله ، و العودة بالبشرية إلى خالقها الواحد ، و إقرار مبدأ المساواة الإنسانية ، و تخليص الإنسان بالإيمان من أسباب الذل و المهانة و العبودية عندما كفل له الخالق تعالى الرزق و حدد له الأجل ، قالسبحانه وتعالى: ]وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مـؤجلا [ آل عمران /145 ،وقال : ]وفي السماء رزقكم و ما توعدون فورب السماء إنه لَحَقٌ مثل ما أنكم تنطقون[ الذاريات / 23، فإذا استقرت هذه العقيدة في قلب المؤمن حقيقة استحال إذلاله ، و لكن للأسف الناس اليوم خوفا من الذل هم في ذل، و خوفا من الموت هم في موت .
إن النبوة في حقيقتها حركة تحررية، و دعوة و رحمة، و ميثاق و خلاص. إن النبوة ميلاد جديد للإنسان تحرره من كل أشكال العبودية بأن يصبح عبدا خالصا لله، و يصبح متساويا مع غيره من بني البشر ، فلا فضل لإنسان على آخر إلا بالعمل الصالح .
إن تحرير الإنسان و مساواتُه التي جاءت من أجلها النبوات هي روح و لب الدعوة إلى حقوق الإنسان.
ومن مرتكزات التصور الإسلامي لحقوق الإنسان مبدأ الوحدة الإنسانية وهو ما جاء أساسه في القرآن واضحا، قال جل جلاله : ]يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا [ الحجرات / 13 ، و يُظهر هذا سلامة القاعدة و صحتها ن و أن الشريعة أساس الحق و مصدره ، و هي شرع الله لبني الإنسان في كل زمان و مكان .
لقد انطلق الإسلام في إقرار حقوق الإنسان منطلقا مختلفا تماما عن المنطلقات الغربية، وسنبرز هنا أهم هذه القواعد التي تفرد بها الإسلام :
1. اعتماد الإسلام الكتاب و السنة و الإجماع و القياس الصحيح أسسا لحقوق الإنسان .
2. إن العقوبات الحدية على الجرائم الخطيرة وضعت لحفظ أمن الناس ، وهي سياسة جنائية حكيمة لا تتنافى مع حقوق الإنسان ، بل ترسخها و تدعمها : قال عز وجل: ]ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب[ البقرة / 179 .
3. إن عدم التفرقة بين بني البشر في الحقوق لا يقوم على أساس عرقي أو لوني ، قال تبارك وتعالى ] : ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق[ النعام /151 .
4. الإسلام يكفل الحق التضامني ، أي التضامن الاجتماعي بين الناس ، مثل وجوب الزكاة ، و مشروعية الصدقات ، و معاونة المحتاجين ،وهذا ما تتميز به الشريعة الإسلامية عن الإعلان الدولي لحقوق الإنسان الذي لا يلزم الآخرين بدعم المحتاجين إلا من قبيل التطوع .
5. القضاء على الطبقية الاجتماعية ن و هذا يجعل الناس متساوين ، فالتفاوت في الكرامة يعتمد على درجة التقوى قال جل وعلا : ]إن أكرمكم عند الله أتقاكم [ الحجرات /13 .
6. تسخير ما في الكون لخدمة الإنسان بالعدل ، فيجوز للإنسان استغلال البيئة بجماداتها و نباتاتها و حيواناتها بما لا يؤدي إلى الضرر قالسبحانه وتعالى : ]وسخر لكم ما في السماوات و ما في الأرض جميعا منه[ الجاثية/13
 
المفاهيم الحقوقية الإنسانية من خلال القرآن الكريم (2) .

المفاهيم الحقوقية الإنسانية من خلال القرآن الكريم (2) .

بسم الله الرحمن الرحيم

الدلالات الأساسية لحقوق الإنسان في الإسلام :

سعيا لبيان مضمون حقوق الإنسان في الإسلام لا بد من عرض أهم المفاهيم الحقوقية و نظرة الإسلام إليها .

1 ـ الحق في الحياة :
إن الحياة في الإسلام مقدسة ، ومن بين الآيات العديدة التي تؤكد حرمة انتهاك حياة الإنسان ـ إلا لسبب عادل ـ قوله عز وجل : {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق }الأنعام / 151 ، وقوله سبحانه وتعالى : {أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا }المائدة /32 .
وقد شرع الإسلام حد القصاص لحماية حق الحياة . فالإنسان في الإسلام محترم في حياته ، ولا يجوز التمثيل بجثته ولو في الحرب . بل إن القتال لم يشرع إلا من أجل الحق ودفاعا عن الحق ، مع وجود قيود صارمة على العمليات الحربية .هذا بالإضافة إلى تحريم الإسلام لقتل غير المحاربين من النساء و الأطفال ، و كبار السن .
و قد جاءت الشريعة الإسلامية بمبادئ حماية النفس و العرض و المال وعدم التهور في التعرض للمهالك ، و الحفاظ على العقل بتحريم الخمر وكل ما يذهب العقل . وهكذا لم يترك الشرع الحنيف أمرا فيه حفاظ على حياة الإنسان إلا دعا إليه وشرعه .

2ـ الحق في العدل :
إن أول و أهم واجب للنبي صلى الله عليه وسلم كان هو إقامة العدل ، و لا يزال هو واجب أفراد المجتمع وهيئاته الحاكمة . و إن السلطات الحاكمة ليست مسؤولة فقط عن إقامة العدل للجميع بل يجب أن تعطي كل فرد الحق في الاحتجاج على الظلم . ويمكن أن نورد في هذا الخصوص الآيات التالية من بين آيات أخرى كثيرة قال تبارك وتعالى : {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } المائدة /8 ، وقال أيضا : {وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا و أصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم }الشورى / 40 ،41 ، 42 .

3 ـ الحق في المساواة :
تعد المساواة بين الناس على اختلاف أجناسهم و ألوانهم و لغاتهم مبدأ أصيلا في الشرع الإسلامي ، بخلاف الحضارات السابقة حين كانت النظرة للإنسان بحسب جنسه أو لونه أو غناه أو فقره أو قوته أو ضعفه أو حريته أو عبوديته . ويعترف القرآن الكريم بمقياس واحد فقط للتفضيل فيما بين الإنسان و أخيه الإنسان ، وهو السلوك الأكثر تقوى . ولا يعتد بأي تمييز قائم على أساس النسب و العلاقات القبلية و اللون و الأرض . و تعتبر الآيات التالية ميثاقا غليظا في هذا الشان : قال جل وعلا: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير }الحجرات / 13 ، وقال كذلك : { ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون } الأحقاف / 19 .
و لا تتنافى هذه المساواة مع الاختلاف بين غير المتماثلين في الحقوق الفرعية فالاجتهاد و العمل و الابتكارات و القدرات مطالب اجتماعية لتحقيق المصالح ، و بناء عليها يختلف الناس اختلافَ حساب و ليس اختلاف كرامة ، فالناس سواسية أمام الله رغم اختلافهم في الفروع .

4 ـ واجب إطاعة ما هو شرعي و الحق في عصيان ما هو غير شرعي :
إن المعنى الواضح لفكرة حكم الشريعة هو أن يكون الشخص مسؤولا فقط عن إطاعة ما هو شرعي و الابتعاد عما هو غير شرعي و عصيانه ، بل تصحيحه إذا استطاع . وقد قال جل جلاله في هذا الشأن : { و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان } المائدة / 2 . و قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أنه أعلن مرارا : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " رواه البخاري في كتاب الأحكام .

5 ـ الحق في الحرية :
لقد وصف الله عز وجل الإنسان بأنه خليفته في أرضه ، قالسبحانه وتعالى : { وإذ قال ربك للملائكة إني جــــــــــــــاعل في الأرض خليفـة } البقرة / 30 ، و هذا الوصف له مدلولاته من حيث ما ذُكر من الكرامة و الاحترام و الحق الإنساني .مما يعكس ما يتمتع به الإنسان في ظل الإسلام من الكرامة و الحرية و الرفعة مقارنة بما قررته الاتفاقيات الدولية وغيرها .
إن الدساتير الحديثة تقسم الحرية إلى أقسام مختلفة : حرية التعبير ، حرية الحركة ...الخ ، و القرآن لا يشير إلى ذلك فحسب بل من بين توجيهاته أنه ليس لأي شخص ـ حتى النبي صلى الله عليه وسلم الحق في استعباد شخص آخر بأي أسلوب : قـــــال تبارك وتعالى : {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب و الحكم و النبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون } آل عمران / 79 .
إن جوهر الاستعباد و مدلوله أن العبد ليس له ملاذٌ ضد سيده ، بل هو تابع تماما لمشيئة سيده . إنه ـ في رأي الإسلام ـ إنكارٌ لكرامة الإنسان أن يكون الشخص بلا ملاذ و لا وسيلةَ لحمايته .
وفي الواقع يتعرض القرآن لاحتمال لنشوء نزاع بين السلطات العامة و الأفراد ، و مثل تلك المنازعات يتطلب حلها الرجوع إلى القرآن و إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يقول الله سبحانه وتعالى: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول } النساء / 59 .
ولا يتنافى واجب الأمر بالمعروف في الإسلام مع الحرية الفردية لأن في قيام أفراد المجتمع بذلك حرصا على الآخرين و تنبيها لهم على الأخطار المادية المعنوية ، و في ذلك دعوة أخرى إلى التفاهم و التشاور و إلى مبدأ الشورى المؤصل في الإسلام مصداقا لقوله جل وعلا : { وأمرهم شورى بينهم } الشورى/38
والشورى هنا ليست مطلقة بل هي مقيدة بحدود الشرع ، فليس للفرد الحق في أن يُحَكِّم رأيه بما يتنافى مع الدين الإسلامي أو يعرض مصالح الناس للانتقاص . فإقامة السلطة في هذه الدنيا ـ في الإسلام ـ تعد نعمة من عند الله لمصلحة المجتمع بأكمله المجتمع الذي يدرك أعضاؤه دائما واجباتهم و التزاماتهم . و إن سمة ذلك المجتمع هي أن شؤون الناس تتم تسويتها من خلال المشاورات المتبادلة ، يقول جل جلاله : {و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم }الشورى / 38 ، و يقول : { و شاورهم في الأمر }آل عمران / 159 .
 
بارك الله فيكِ يا دكتورة، ونفع بك.
ومصطلح ( المساواة ) دخيل علينا، ويوظف توظيفاتٍ مخالفة للشرع والعُرف والعقل، والمصطلح الشرعي القويم هو ( العدل )؛ فإن المساواة إنما تكون بين المتماثلين كما أشرتِ في مقالك، فالمساواة مثلاً بين الرجل والمرأة والكبير والصغير والغني والفقير في الحقوق والواجبات فيها ظلم للطرفين كما هو معلوم.
وقد شاع هذا المصطلح الوافد عند كثير من الكتاب المسلمين وجعلوه من محاسن الإسلام !
 
بارك الله فيكِ يا دكتورة، ونفع بك.
ومصطلح ( المساواة ) دخيل علينا، ويوظف توظيفاتٍ مخالفة للشرع والعُرف والعقل، والمصطلح الشرعي القويم هو ( العدل )؛ فإن المساواة إنما تكون بين المتماثلين كما أشرتِ في مقالك، فالمساواة مثلاً بين الرجل والمرأة والكبير والصغير والغني والفقير في الحقوق والواجبات فيها ظلم للطرفين كما هو معلوم.
وقد شاع هذا المصطلح الوافد عند كثير من الكتاب المسلمين وجعلوه من محاسن الإسلام !


شكر الله لك أستاذ إبراهيم الحميضي اطلاعك على الموضوع ، و تواصلك .
غير أن لي بعض الملاحظات على ما قلتَه :
1 - أنا أتحدث في المقال عن المساواة المستَمَدَّة من القرآن الكريم ، و هذا هو السياق الذي أتحدث عنه و لا شيء غيرُه .
2 - كلامك و ملاحظتك تدل على هيمنة المفاهيم الغربية علينا حتى أن جميع المصطلحات أصبحنا ننسُبُها إليهم .
3 - هل مصطلح " مساواة " مِلْكٌ للغربيين و حَكْرٌ عليهم وليس من حقنا استعمالُه ، و إعطاؤُه مفهوماً و معنىً إسلاميا غير المفهوم الغربي ؟؟
4 - هل جاء في كلامي ما يدل على أنني عَنَيْتُ بالمساواة المعادلة الحسابية ؟؟ إنما عنيتُ بالمساواة إحداث التوازن بين الحق و الواجب أي المساواة في الحقوق و الواجبات ، وهو المفهوم الإسلامي للمساواة .
5 - حتى الغربيون لم يقلْ واحد منهم بالمساواة بين الكبير والصغير والغني والفقير في الحقوق والواجبات لأن هذا غير منطقي و لا يتقَبَّله العقل ، فما بالُك عندما أتحدث أنا عن المساواة في القرآن الكريم فتُنَبِّهني إلى شيء بديهي لا داعي للتنبيه عليه ، فمن الحُمق أن نطالب الطفل بواجبات الكبير ، أو أن نعطيه حقوقه !!!
6 - منْ نحنُ حتى نرفض َ لفظا استعمله الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز ليس بصيغة واحدة فقط بل بأربع صِيَغٍ مختلفة:
* الصيغة 1 :سواء : هذه الكلمة تعني المِثْل ، وهي تستدعي دائما شيئين أو شخصين أو أكثر للتسوية بينهما ، فنقول : هم سواءٌ و هم سواسية : أي أشباه . و قد وردت الكلمة بهذه الصيغة 6 مرات في القرآن الكريم : في آل عمران / 113 ، و النساء /89 ، و النحل 71 ، و الحج 25 ، و الروم 28 ، و الجاثية 21 . وكلها جاءت بمعنى التسوية التي قلتَ إنها ليست مصطلحا قويما ً.
* الصيغة 2 :يَسْتَوي : جاء في لسان العرب : استوى و تَساوى : تشابَهَ و تماثَلَ ، وقد وردت هذه الصيغة 12 مرة في كتاب الله بهذا المعنى و ذلك في السور التالية : النساء / 95 ، المائدة 100 ، الأنعام / 50 ، الرعد 16 ، النحل 76 ، فاطر 12 ، 19 ، 22 ، الزمر / 9 ، غافر 58 ، الحديد 10 ، الحشر 20 .
* الصيغة 3 : تستوي : وقد جاءت في المواضع التالية : الرعد 16 ، و فصلت 34 .
* الصيغة 4 : يستويان : وقد استعملها القرآن الكريم في هود /24 ، و الزمر 29 .
كما أن اللفظ استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم حيث روى أنس رضي الله عنه أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابن له فقبَّلَه و أجلسه على فخذه ، و جاءت ابنة له فأجلسها بين يديه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا سَوَّيتَ بينهما ".
فهل بعد كل هذا نقول إن لفظ مساواة غير قويم و لا يصح استخدامه ؟​
 
عودة
أعلى