المعتزلة بين الانبياء وبين الملائكة

إنضم
21/02/2015
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
العراق
حاولت ان لا اخرج عن البحث القراني في القضية المطروحة (التفضيل بين الانبياء عليهم السلام وبين الملائكة الاطهار ) ذاكرا جهد العلماء في استبيان القران الكريم عن التفضيل بين الانبياء عليهم السلام وبين الملائكة .
يذكر القاضي عبد الجبار المعتزلي ( 415هـ ) : ((وربما سألوا في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ} وذلك يدل على أنه يخصهم بهذا الفضل؛ وذلك يوجب أن، فضلهم من قبل الله تعالى. وجوابنا ان المراد أنه اصطفاهم بالنبوة والرسالة وذلك لا يكون الا من قبله تعالى وان كان جل وعز لا يختارهم إلا لأمور كثيرة كانت من قبلهم وتكون أيضا من قبلهم فيما بعد. وربما أورد ذلك من يقول ان الانبياء أفضل من الملائكة. وجوابنا أن المراد بذلك اصطفاهم بالرسالة على عالمي زمانهم، وذلك لا يتأتى في الملائكة لأن الملائكة كلها رسل على ما ذكره الله تعالى. واختلفوا في العالمين فقال بعضهم يدخل فيه كل الخلق ، وقال بعضهم العقلاء ومن هو من جنسهم، وقال بعضهم الناس دون غيرهم لانهم الذين يظهر فيهم الجمع والتفريق ولذلك يقول القائل جاء في عالم من الناس ولا يقول جاء في عالم من البقر وكل ذلك يزيل هذه الشبهة خصوصا وقد ثبت بآيات كثيرة أن الملائكة أفضل كما ثبت أن نبينا صلّى الله عليه وسلم أفضل فكما لا يمكن في هذه الآية أن يقال ان هؤلاء الانبياء أفضل من رسولنا صلّى الله عليه وسلم فكذلك ما ذكرناه في الملائكة.)) تنزيه القران عن المطاعن : 64...
وهذا ما يشير اليه الزمخشري ( 538هـ ) : (( {وَما صاحِبُكُمْ }يعنى: محمدا صلى الله عليه وسلم {بِمَجْنُونٍ} كما تبهته الكفرة ، وناهيك بهذا دليلا على جلالة مكان جبريل عليه السلام وفضله على الملائكة، ومباينة منزلته أفضل الإنس محمد صلى الله عليه وسلم: إذا وازنت بين الذكرين حين قرن بينهما، وقايست بين قوله {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} وبين قوله { وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}.)) : تفسير الكشاف للزمخشري ج4 ص 713
في حين يذكر النووي( 676هـ الاشعري ) بطلان استدلال المعتزلة بقوله : (( هَذَا مِمَّا اسْتَدَلَّتْ بِهِ الْمُعْتَزِلَةُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ عَلَى تَفْضِيلِ الْمَلَائِكَةِ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَاحْتَجُّوا أَيْضًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ على كثير ممن خلقنا تفضيلا} فَالتَّقْيِيدُ بِالْكَثِيرِ احْتِرَازٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَمَذْهَبُ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} والملائكة من الْعَالَمِينَ )) شرح النووي على مسلم ج 17 ص 3...
ويذكر ابن المختار الرازي ( ت 630هـ ) ابرز حجج من فضل الْأَنْبِيَاء على الْمَلَائِكَة :(( فَهِيَ فِي بني اسرائيل {وَلَقَد كرمنا بني آدم وحملناهم فِي الْبر وَالْبَحْر} الى قَوْله {وفضلناهم على كثير مِمَّن خلقنَا تَفْضِيلًا} قيل فِيهِ على جَمِيع من خلقنَا وَفِي الْبَقَرَة {وَإِذ قُلْنَا للْمَلَائكَة اسجدوا لآدَم} وَفِي الاعراف {ثمَّ قُلْنَا للْمَلَائكَة اسجدوا لآدَم} وَفِي بني إِسْرَائِيل {وَإِذ قُلْنَا للْمَلَائكَة اسجدوا لآدَم} وَفِي الْكَهْف {وَإِذ قُلْنَا للْمَلَائكَة اسجدوا لآدَم} وَفِي طه {وَإِذ قُلْنَا للْمَلَائكَة اسجدوا لآدَم} والمسجود لَهُ خير من الساجد وَفِي آل عمرَان {إِن الله اصْطفى آدم ونوحا وَآل إِبْرَاهِيم وَآل عمرَان على الْعَالمين} )): حجج القران ص82....
لكن جاء في تفسير الخازن :(( الأولى والراجح أن خواص بني آدم وهم الأنبياء أفضل من خواص الملائكة، وعوام الملائكة أفضل من عوام البشر من بني آدم، وهذا التفضيل إنما هو بين الملائكة والمؤمنين من بني آدم لأن الكفار لا حرمة لهم قال الله سبحانه وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } ))ج3 ص138...
هذه ابرز الاقوال التي رايتها ؟ ومن كان له جديد من القران الكريم يدعم به احد الاقوال فيا حبذا لو افادنا ؟
 
ولابن عطية في تفسير قوله تعالى: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون}قوله: في هذه الآية الدليل الواضح على تفضيل الملائكة على الأنبياء، ولكن في تفسيرقوله تعالى { ولقد كرمنا بني ءادم} ذهب إلى أن التفضيل غير لازم من الآية بل الآية لم تعن به، بل يحتمل أن الملائكة أفضل ويحتمل التساوي، وإنما صح تفضيل الملائكة من مواضع أخرى من الشرع.
 
عودة
أعلى