بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الفاضل محب القرآن شكرا على رحابة صدرك و سعيك معي نحو فهم بعض من مرامي القرآن
أريد ان أسألك أخي تعليقا على قولك
هل بث الله تعالى أسرار القوانين التي تحكم الكون الدي قد يبلغه الانسان بعقله في آيات كتابه ؟
لا أستطيع أن أثبت ذلك أو أنفيه لأنه يحتاج إلى دليل.
أن ثبوت القرآن كونه من عند الله لا يتوقف على موافقاته لما نكتشف من علم أو تصحيحات لما قد يخطؤه العقل.. و هنا أريد أن أسألك.. ما معنى .. ما فرطنا في الكتاب من شيء.. إني أفهمها هكدا.. كون ما من حقيقة إلا و في القرآن فيها نص.. غير أنه قد لا يمكن معرفة دلك.. لأننا لم نتدبر القرآن..
هذه يجب أن تفهمها في ضوء اللغة واصطلاح القرآن وأقوال أهل العلم ، مثلها مثل قوله تعالى :
(وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ) سورة الأعراف من الآية 145
وقوله تعالى :
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) سورة الكهف
وقوله تعالى:
(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) سورة النمل
وقوله تعالى:
(إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)سورة النمل
وقوله تعالى :
(تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)سورة الأحقاف
وهذه كلها من باب ما يسمى بالعام المخصوص ، وقد يكون المخصص له النص أو العقل أو غيرها من المخصصات.
الحقائق مبثوثة في الكون و مبثوثة في القرآن.. إن فتشنا عليها هنا أو هناك سنجد ما يوصلنا و لن نجد أي تضارب.. العلماء اليوم، و المسلمون منهم، ابتعدوا عن القرآن و لم يتفكروا فيه.. لدلك اكتفوا بما يشاهدونه في الطبيعة.. و كانوا كل مرة يفتشون عن الحقيقة التي في الطبيعة بعد اكتشافها فيجدون دلالتها في القرآن.. طبيعي جدا أن الخلق خلقه و الكلام كلامه.. فمادام الكلام كلامه و أمرنا بتدبره و الخلق خلقه و أمرنا بالنظر فيه فلابد أن يكون بين الأمرين توافق.. و تكامل.. و هدا الأمر نعلمه حين نجد دقة العبارة في القرآن و التي تفوق العبارة التي يقول بها أهل العلم..
هذا كلام صحيح بشرط التأكد أن التوافق يكون قطعياً لا ظنياً ، أي بين المكتشف العلمي والنص القرآني. ومثالك الذي ذكرت شاهد على ذلك,
فنظرية الإنفجار الكبير لا يمكن أن نقطع بأنها هي ما أشارات إليه الآيات القرآنية من سورة الأنبياء.
لأن النظرية ما هي إلا نظرية لاترقى إلى الحقيقة العلمية ، والقرآن يتكلم عن حقائق لا نظريات.
ترى لو سأل إمرئ هدا السؤال : لمادا يقول الله تعالى.. بلى قادرين على أن نسوي بنانه ؟ لمادا ركز على البنان دون غيره.. لكان طريق لمعرفة جديدة قد توصل إليها الغرب لما طرحوا السؤال هل يمكننا معرفة السارق عن طرق لمسه شيئا..
البنان هي الأصابع وذكرها لفت النظر إلى قدرة الله تعالى في خلقها على هذه الصفة واكتشاف اختلاف البصمة من شخص إلى آخر بحيث لا يتحد اثنان فيهما دليل آخر على قدرة الله تعالى ، ولا تحمل الآية على أن المراد فقط أنه ما تم اكتشافه.
السؤال.. إني أشم ريح يوسف.. لمادا قال أشم ريح يوسف.. و سنعلم بصمات الشم ثم لمادا ارتد بصيرا.. و نعلم علاقة الرائحة بالنظر..
..
لعلك ذكرت الآية بالمعنى والآية أخي الفاضل هي:
إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ
و أنا أريد أن أعلم لمادا قبلوا به ؟
و لعلك تجيبني.. فتقول :
هل أدى تحدي القرآن إلى أسلمة من عجز عن تحديه ؟
أتركك مع هدا السؤال في انتظار الرد
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يغفر الله لي و لكم
الإعجاز وحده لايؤدي إلى الإيمان ، وإنما الإرادة المتوقفة أو الباحثة عن الدليل هي التي تؤدي إلى الإيمان.