المصطلح القرآني مدخل علمي لشهود حضاري

إنضم
03/09/2016
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
29
الإقامة
المغرب
المصطلح القرآني مدخل علمي لشهود حضاري
إن القرآن الكريم باعتباره خاتم الكتب السماوية ، قد تضمن معالم الحياة الإنسانية وصورها توجيها وترشيدا للإنسان المسلم لإبصار الطريق ، وتمثل ذلكم المنهج الرباني القرآني في واقعه العملي ، كما أمد الله تعالى الإنسان بملكة العقل ، وجعله وسيلة إن سُخرت ووُجِّهت شطر الوجهة السليمة أفضت إلى تَفهم معالم النص القرآني ، واستنباط مقاصد الوحي الرباني, وبالتالي انجلاء الآفاق الكونية أمامه ليصبح المسلم بذلك فاعلا حضاريا قد حقق مهمته المنوطة به ، ولن يتأتى الذي سلف ذكره إلا بالفهم السليم والقويم لنصوص الوحي قرآنا وسنة فهما يراعي الخصوصية والمصدرية ، وفهما بتوظيف آليات منهجية تفضي إلى إبصار الآيات الكونية.
ولقد أتى على الأمة حين من الدهر بعدت فيه الشقة بينها وبين كتاب ربها ، ومصدر تشريعها ومنبع الحكمة والقوة فيها ، فتراجعت القهقري فاقدة الثقة بما بين يديها وسط الافتتان بالقادم من الآخر ولمَعانِه وبريقه ، فهفت نحوه وأقبلت عليه متَناسِية مراعاة خصوصيتها الحضارية وثوابتها الذاتية.
((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ))[SUP][SUP][1][/SUP][/SUP] إن الإشكال الذي أحاول البناء له في هذه الكلمات نابع من الذي ذكرت فمعضلة الإنسان المسلم اليوم أنه لا يعرف قيمة ما لديه ، وبالتالي إن تحقق لديه الوعي بأهمية ما يملك وثَمَانته استطاع الانعتاق من ربقة الاستعمار الفكري الخاضع له ، وإذا كانت الأمة الإسلامية قد استطاعت في الماضي بلوغ القمة واعتلاء الصدارة الفكرية، والشهود الحضاري والعمراني، فإنما استطاعت ذلك بفضل جيل قرآني تلقى القرآن غضا طريا وتبين مفاهيمه ومعالمه ، فاستطاع جعله منهج حياة ساهم به في تحقيق الرقي الفكري والعلمي والمعرفي ، وبالتالي كان فاعلا ناجعا في بناء حضارته وأمته.
إن العودة إلى (الحالة الأم) لن تأتي إلا بتبصر عميق وَتفهُّم دقيق لنصوص الوحي وتبيان مفاهيمها ومصطلحاتها حتى إذا استقام الفهم استقام التمثل والعمل به ، لأنه "لا سبيل إلى استيعاب أي علم دون فهم المصطلحات ولا سبيل إلى تحليل وتعليل ظواهر أي علم دون فقه المصطلحات ولا سبيل إلى تجديد أي علم دون تجديد المصطلحات أو مفاهيم المصطلحات[SUP][SUP][2][/SUP][/SUP]"....ومن هنا تنبع أهمية الدراسة المصطلحية لمفاهيم القرآن الكريم خاصة.. دراسة نستطيع من خلالها تبيين هذا المصطلح وفهم ما أُضمر فيه من مكنونات غير مبينة فنستنطق الآيات لنستدرر الحكم والمعاني.
في إطار الاهتمام بالتفسير الموضوعي برزت أهمية دراسة المصطلح القرآني بمنهجية علمية دقيقة ، وهو ما قام به علماء التفسير والوجوه والنظائر، وكان الغالب استعمالهم لما يدل على المصطلح وهو : الألفاظ القرآنية أو مفردات ألفاظ القرآن[SUP][SUP][3][/SUP][/SUP]...مما يعني إدراكا مبكرا للفرق بين هذا وبين المصطلح الذي يقتضي أن يكون هناك اتفاق من علماء علم معين يصطلحونه على معنى معين للفظ معين ، بينما العناوين السابقة تدل على غير ذلك ، فهي ألفاظ إسلامية قرآنية شرعية وليست اصطلاحية ، إذا نحن رمنا صوب الدقة في التعبير ، وإذا كان الاستعمال هنا للمصطلح لم يلتزم بهذا ، فقد يكون المصطلح مصطلحا جاهزا -كالمصطلح القرآني- على ما يذهب إليه بعض العلماء.
وإنه لمن المعلوم أن الطريق الأسلم والنهج الأحكم إلى أي علم من العلوم هو أن يؤتى ذلك العلم من أبوابه ، وما من مسلك يتوسل به إلى فتح أبواب العلم غير العلم بمصطلحاته ، من هنا كانت (علمية) علم المصطلح تبدأ من كونه حدد موضوعه في تلك المصطلحات المفاتيح ، فكان بذلك (علم مفتاح العلم) هكذا يبدوا تصور (علم المصطلح) ومن هذا المنطلق كان اهتمام علماء الإسلام به ، ولو من غير تسميته ... "ومن استيعاب العلوم إلى دراسة القضايا والظواهر كلها مراحل تستلزم الوقوف عند المصطلحات وتبين مفاهيمها وسبر أغوارها بما يمكن العالم والمتعلم معا من ناحية العلم ويعبد الطريق للفهم العميق والتأريخ الدقيق للعلم ويقف العالم الراسخ على عتبة استشراف مستقبل العلم[SUP][SUP][4][/SUP][/SUP]".


[1] سورة الحديد، الآية 16.

[2] د الشاهد البوشيخي ، نظرات في المصطلح والمنهج ، مطبعة أنفوبرانت ، الطبعة 4 ، فاس 1990 ، ص 15.

[3] نذكر من ذلك كتاب غريب القرآن لابن قتيبة (276ه)، وغريب القرآن للسجستاني (330ه) ، والمفردات في غريب القرآن للراغب الأصبهاني (502ه).

[4] نظرات في المصطلح والمنهج ، ص 3.
 
بالنسبة للعنوان، هذا فقط، فالمقالة غير مفهومة لي، وأرى أنها عبارة عن فقرات غير مترابطة، لكن أتذكر أشياء كُتبت حول سؤال المصطلح، وأقول:

إنطباع

أرى أن الدكتور الشاهد البوشيخي -جزاه الله خيرا- هو الرائد في الدرس المصطلحي؛ وكل من جاء بعده، يكتب ويتكلم في الدراسات المصطلحية، إنما يحوم حول نظريته (نسق تنظيري متكامل ومبني على منهج محكم الخطوات) بالتنظير أيضا، أو يكرر ويعيد مضمون النسق (فيؤدي في أغلب الأحيان إلى تشويه الفكرة البوشيخية الأصلية) .. ولا يتقدم خطوة، فلا ترى لا تطبيق ولا حتى محاولة، لا تمثيل منطقي قابل للتعميم ولا حتى محاولة؛ وقد رأيت من كتب في "المصطلح القرآني" فلا تكاد تفهم معه هل يريد وضع المصطلحات لألفاظ القرآن أم وضع مصطلحات وفق ألفاظ القرآن، أم إعادة النظر في المصطلحات المتداولة حول القرآن، أم أنه يقول أن في القرآن الكريم مصطلحات، أم يريد المصطلحات للدراسات القرآنية وعلوم القرآن، .. صراحة، لا تدري. أو يأتي آخر ويقول لك الدراسات المصطلحية عند الشاهد البوشيخي .. يا عم! هو قال كلمته، ونجح في بناء النظرية ومنذ 1995، فاختبر هذه النظرية وادفع بها إلى معمل الصناعة، وانظر ماذا ترى، فربما لا تستجيب للمتطلبات، أو غير صالحة لتضعيف "الطوفان المفهومي" (الشاهد البوشيخي 1995) و "الفتنة المفهومية" (طه عبد الرحمن 1989).

والذي هو أدهى وأمر من هذا أن تلك الكتابات نفسها لا تطبق الجزء الواضح من النظرية البوشيخية (إحصاء ممتلكات الذات) أي فيها فصل تام للعمل عن العلم، وتجد في تضاعيفها ما هو من "تسونامي المفاهيم" وليس من الطوفان فقط.

مثال

أظن أنها آية إجترارية، لكن نقول "ظاهرة إجترارية" لأن الإجترار (إجترار الكلام طبعا) في الظاهرة الإجتراية بحمولة سلبية. الحل إحصاء "الآية" في القرآن الكريم والحديث الشريف وهل جاءت بمعنى محمود ومرغوب فقط، أم أستعملت في سياق آخر مذموم ومرغوب عنه أيضا؟ وماذا عن إستعمالها خارج المصادر الأصيلة؟ لا يهم هنا فهذا مثال فقط، يعني "الآية" مفضلة وخير من "الظاهرة" حيث يقال ظاهرة طبيعية، ظاهرة تاريخية، ظاهرة إجتماعية .. إقامة هذا المصطلح عبارة عن أداة لنشر اللفظ القرآني (داخل وخارج التلاوة)، وسلاح لمواجهة من يريد أن يستبدل الآية القرآنية بالعبارة أو ما شابه (الدراسات الحداثوية) أي توظيف المصطلح في التدافع (الصراع) المفاهيمي والفكراني (الإيديولوجي). هنا، الفكراني (الإيديولوجي) أكتبها هكذا، فهل سنكتب الآية (الظاهرة) الكونية، مثلا؟ هذا عائق عملي ربما لم يتطرق إليه أستاذنا البوشيخي؛ أقصد مشكلة الذاتية (الغيرية) = لاحظ: الفكراني (الإيديولوجي) و الآية (الظاهرة) و الصراع (التدافع) في هذا المثال،والغيرية هنا غيرية ذاتية وذاتية غيرية، وستثار هذه المشكلة بعد دراسات تطبيقية، ثم الترجمة الفعلية إلى الواقع أي التطبيق الفعلي.

نستفيد

أهم شيء في المثال أعلاه: علامات الإستفهام. إذا كنا نتحدث عن المنهج القرآني، والمصطلح القرآني، فيجب أن نستفيد من القرآن الكريم، ونكثر من تلك العلامات الجميلة الرائعة التي تكاد تنعدم في كتب ضخمة، حيث تهيمن التقريرات، ويغيب ما يشغل الذهن ويدفعه نحو التفكير والتفكر والفكر، وما من شأنه أن يثير الحوار الذي يصب في مصلحة المدارسة التي ينتج عنها التطوير والإبداع والتجديد الذي نتحدث عنه في تحقيق ((الشهود الحضاري)).

عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ؟ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ؟ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ؟ كَلاَّ! سَيَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلاَّ! سَيَعْلَمُونَ . أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا ؟ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ؟ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ؟ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ؟ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ؟ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ؟ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ؟ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ؟ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا ، لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ، وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ؟ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا . يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا . وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا . وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا .إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ..


إستفزاز

لا شخصنة في الموضوع أخي الحبيب وأستاذنا المحترم عبدالعظيم، لكن الإستفزاز المعرفي والفكري شيء ضروري أقول، وبارك الله فيك.
 
عودة
أعلى