المصطلحات الضبابية عند أصحاب القراءات المعاصرة للقرآن الكريم

محمد كالو

New member
إنضم
30/03/2004
المشاركات
297
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
تركيا
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
[align=center]المصطلحات الضبابية عند أصحاب القراءات المعاصرة[/align]

[align=justify]المصطلحات : من القضايا الهامة والخطيرة في عصرنا الحديث الذي يتميز بالتشابك والتداخل .. ولأن المصطلح يعني تلخيص فكرة واضعيه حول قضية معينة فإن الأمر إذن على درجة كبيرة من الخطورة تحتم علينا الحيطة والحذر في التعامل مع المصطلحات.

فالغرب كطرف أقوى حضاريًا وثقافياً وإعلامياً يطلق المصطلحات التي تعبر عن رؤيته لقضية معينة ،ثم يسوّق هذه المصطلحات إلى العالم عبر أجهزة إعلامه المسيطرة، فتنتشر هذه المصطلحات وتسود حتى لو كانت خاطئة ومتحيزة وأنانية.

أما بالنسبة لمحمد أركون وغيره من أصحاب القراءات المعاصرة للقرآن الكريم ومن دعاة التغريب واستعمالهم للمصطلحات الضبابية وغير العربية فإنهم يريدون أن يقوضوا دعائم وجود الأمة ، فيبدأون بتغيير مفردات تراثها العظيم ، وأنى لهم ذلك !

إن أغرب ما في أمر أصحاب القراءات المعاصرة هو أنهم يصرحون بأن ما يسعون إليه هو هدم ما يسمونه ( القديم ) وإحلال جديد محله ، وهذا الجديد في نظرهم هو تعاليم المادية التاريخية الماركسية واللينينية ، ومن هنا لجؤوا إلى أساليب ملتوية ، لترويج أفكارهم الوهمية ، فكانت الضبابية والتعتيم على الحقائق ، واللبس والغموض في التعبير ، فالدغمائية ، والغنوصية ، والأبستمولوجية ، والأمبريقية ، والأنسنة ، والإسلاموية ، والسلفوية ، والزمكانية ، والمكانزماتية ، والهرمونوطيقية ، وألفاظ كثيرة غيرها ، كلها من تعابيرهم ومصطلحاتهم، وتعابير ومصطلحات مؤيديهم ومقومي أفكارهم الوهمية ، وهي كلها ألفاظ تندس في مؤلفاتهم ليسير القارئ من خلالها في طريق التغريب ، بقصد إيهامه بتخلف وعيه ، وبعدم قدرته على استيعاب ما يكتبون.

ويذهب بك العجب كل مذهب حينما تجد أنهم أنفسهم يعترفون بعدم فهمهم لها ، فمترجم كتب (محمد أركون) هاشم صالح اعترف في مقدمته لكتاب ( أين هو الفكر الإسلامي المعاصر ، لمحمد أركون ) الاعتراف التالي :
بأنه لم يستطع أن يفهم هذه المصطلحات إلا بعد (10) سنوات ، وبعضها بعد (3) سنوات من الدراسة في المعاهد الفرنسية، حتى استطاع أن يتصور معناها كما أراد مستعملوها .اهـ

إنهم بذكر هذه المصطلحات الضبابية يريدون أن يقضوا على الثقة بين العلماء ومصطلحاتهم العلمية بما يسمى ( حرب المصطلحات ) وأنى لهم ذلك ! فلكل حضارة خصوصية في استعمال مصطلحاتها.

الدوغمائية مثلاً :
مصطلح نصراني كاثولكي مشتق من كلمة (دوجما) ومعناها: المبدأ ذو الصحة المطلقة، ويرتبط هذا المصطلح بالإلهام الذي تزعمه الكنيسة لنفسها، ويدخل في نطاقه الإدعاء المثير للسخرية وفحواه أن بابا الفاتيكان معصوم، وذلك بموجب دوجما صدرت عام (1870م)، وأصبحت الدوجماتية وصفاً يطلق على الحركات الشمولية كالشيوعية والفاشية. وفي نطاق ببغاوية اللادينيين العرب أصبحوا يفترون على الإسلام بإلصاق الدوجماتية به ظلماً وعدواناً، مع أنهم هم الأجدر به، لأن الاقتناع بالإسلام أمر اختياري يلي التفكير والتدبر.اهـ ( انظر : موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1-29 - (ج 40 / ص 364)

هذا ومن الجدير بالذكر أن محمد أركون الذي يسمي نفسه بأبي العلمانيين والحداثيين والعقلانيين يستخدم هذا المصطلح وغيره حيث يصف العلماء والفقهاء – ضمن مسلسل الهجمة العدائية للإسلام – بأنهم مسجونيين داخل ( السياج الدوغمائي ) .

يقول د. عبد الوهاب المسيري: إننا قد أدمنا عملية نقل المصطلحات دون إعمال فكر أو اجتهاد ودون فحص أو تمحيص،فأصبحت العلوم الإنسانية العربية عقلها في أذنيها.

أما ما هو الحل البديل ؟

فإن القاعدة الأساسية ألا نترجم على الإطلاق مصطلحاتهم كما هي وإنما ننظر للظاهرة ذاتها سواء في بلادهم أم بلادنا، فندرس المصطلح الغربي في سياقه الأصلي ونعرف مدلولاته ،ثم نحاول توليد مصطلحات من داخل المعجم العربي، لا يكون ترجمة حرفية ونقلاً بدون اجتهاد ولكننا نولد مصطلحاً يصف ما نراه نحن، وتفسير من وجهة نظرنا نحن، وهذا لا يعني انغلاقاً عن الذات وإنما يعني انفتاحاً حقيقيًا على الآخر بدلاً من الخضوع له تماماً أو رفضه تماماً.[/align]
 
أخي محمد كالو وفقك الله
الحقيقة أن المصطلح العلماني يحتاج إلى دراسة مستقلة وموسعة وقد اقترحته موضوعاً لرسالة علمية في مصر لأحد الإخوة ولا أدري هل سجل أم لا ؟
وكما تفضلت وأشرت فإن أغلب المصطلحات تنقل من بيئة مختلفة تماماً وتسقط على أفكارنا مُحملة بخلفياتها وإشعاعاتها ...
كما أن لدينا نحن المسلمين مشكلة في قصور المواكبة للفكر المعاصر والجديد وترجمته باللغة التي نريدها نحن ... وتأخرنا دائماً هو الذي يتيح الفرصة لغيرنا أقصد العلمانيين للقيام بهذا الدور ... وما يتبع ذلك من إشكالات .... والتباسات ...
إن مشكلة المصطلحات في الحقيقة مشكلة عويصة في هذا العصر وتحتاج إل مؤتمرات تعقد بشأنها من مختلف الفعاليات والتخصصات الإسلامية لاتخاذ الموقف الصحيح ....
نسأل الله عز وجل أن يوفق أمتنا لما فيه الخير
 
إن مشكلة المصطلحات في الحقيقة مشكلة عويصة في هذا العصر وتحتاج إل مؤتمرات تعقد بشأنها من مختلف الفعاليات والتخصصات الإسلامية لاتخاذ الموقف الصحيح ....
نسأل الله عز وجل أن يوفق أمتنا لما فيه الخير

جزاك الله خيرا.
والبعض في هذه الأيام يتعمد تصعيب مصطلحاته وهو يتعرض للدراسات القرآنية ، لقصد خبيث
فتحتار وأنت تقرأ دراستهم أو بحوثهم والحال معروفة
أو لاعتقاده بأن هذا الأمر يدل على علمه وتضلعه في هذه العلوم
مع أن الكل يرى بوضوح سهولة وعذوبة لغة النصوص الشرعية
ويلاحظ أيضا لغة المحققين من العلماء الأجلاء التي تتميز بالوضوح .
ولاترى التصعيب والتعقيد والتمويه في اختيار العبارة
واختيار حوشي الألفاظ وجديد المصطلحات
إلا عند قليلي العلم في الغالب
والله أعلم وأحكم.
 
الحقيقة انا من محبي المنطق و من محبي التجديد و هذا منطقي و لهذا فانا اشاطرك في بعض ما قلت و لكني اشاطر ايضا محمد اركون في بعض الامور الاخرى كما اشاطره ايضا في ما يصف به العلماء والفقهاء – ضمن مسلسل الهجمة العدائية للإسلام – بأنهم مسجونيين داخل ( السياج الدوغمائي ) . لان علمائنا و يا للاسف الشديد لم يقدموا لنا اي جديد فوجودهم يكاد ان يكون غير ضروري لانهم لا ينقلون لنا سوى ما قدمه غيرهم من القدماء الا القليل منهم انها الحقيقة سواء احببنا ام ابينا.
 
الاعتزاز

الاعتزاز

إن المصطلحات التي تعود في أصل نشأتها إلى الثقافة الغربية تشكل في مجال التواصل المعرفي معضلة حقيقية ، ذلك أنها حينما تنتقل إلى مجال التداول في ساحة المعرفىة الإسلامية فإنها لا تتبرأ حتما من حمولاتها المعرفية واالتاريخية ، ومن ثم فإن إسقاطها في مجال العلوم الإسلامية يؤدي حتما إلى خلط في المفاهيم ، وإشكالات في التصورات ، ولذا فإني أرى والله أعلم أن الحل يكمن أولا في التشبث بمصطلحاتنا العلمية والمعرفية ، فإننا من حيث الرصيد اللغوي والمعرفي نملك ما نستطيع أن نعبر به عن أي معنى من المعاني أو دلالة من الدلالات أردنا تبليغها إلى الآخرين ، وفي الحالة التي نضطر فيها إلى نقل مصذلح وافد ، فلا بد أن نبين الفوارق بينه وبين ما نقصدها في تراثتنا الثقافي والمعرفي ، وإنه لمن الخطإ البين الزعم باشتراك المعارف الإنسانية على مستوى التصورات ، فهذه ـ في اعتقادي ـ خرافة ـ فالواقع يؤكد أن الناس يعبرون بألفاظهم عن مفاهيم خاصة بهم مرتبطة بنظرتهم الكلية أو لجزئية لمفهوم الكون والإنسان والحياة ، فمن ذا الذي يزعم اتحاد الإنسانية في تصورها نحو هذه القضايا الكبرى ، إن مشكلتنا تتلخص في كوننا لما نكتشف ذتنا الحضارية هلى وجه الحقيقة ، ولربما أصابتنا الصحوة في الوقت الذي كنا نعاني فيه ما نعاني ، وعليه فإننا مدعوون حقيقة للرجوع إلى مصدر ذاتنا الثقافية والحضارية وسنلفي لا محالة ما نفاخر به الأمم ،ولا أنسى اقتراحا مهما وهو أن تكون هنالك دراسة معجمية تتبع هذه المصطلحات الوافدة ، وخصوصا في مجال الدراسات القرآنية ليكون الباحث منها على بينة ، والحمد لله رب العالمين .
 
أرى أننا يجب أن ننتبه في نقل المصطلحات من الغرب في جميع المجالات ولكننا في المقابل يجب أن نتخلى عن بعض كلمات لغتنا الحبيبة لأنها أصبحت غير مفهومة ، خاصة عندما نشرح أو نفسر ، عندما بدأت تدريس التفسر اعتمدت كتاب أيسر التفاسير منهجاً للحلقة لأن الطالبات يدرسن التفسير لأول مرة .
ولكني فوجئت أنه حتى في أيسر التفاسير التفسير يحتاج إلى تفسير في بعض الكلمات .
يقول أبو بكر الجزائري جزاه الله كل خير
في تفسير سورة المطففين ( الأرائك ) هي الأسرة ذات الحجال .
فما هي الحجال ؟ وكيف سيستفيد أبناء هذا الجيل من هذه الكلمة التفسيرية !!!!
ويقول أيضاً في تفسير سورة الغاشية
( وزرابي مبثوثة ) أي بسط وطنافس .
طنافس !!!!!

هذا في كتاب أيسر التفاسير .!!

ولهذا أرجو أن يتم تشكيل لجنة دائمة لتحديث قالب تفسير القرآن الكريم و أن تضم علماء في القرآن والسنة و اللغة وعلماء الطبيعة والفلك و أطباء و خبراء علم نفس واجتماع ....................

أرى أننا يمكننا أن نكتب من لغتنا ما نشاء ولكن عندما نربي جيلاً يعرف هذه اللغة
عندما نؤسس المدارس العالمية و ندخل أطفالنا فيها ليخرجوا منها يتحدثون الإنجليزية بطلاقة ولكنهم يتلعثمون في جمل العربية العامية و يجهلون التحدث بالفصحى كلياً . عندما يكون الحال كذلك لا يمكننا أن نستخدم ما نشاء من العربية .

أرجو من الله أن يكتب لنا تأسيس مدرسة تهتم بالقرآن والسنة وعلوم الدين و اللغة العربية و لانغفل العلوم العصرية أو اللغات الأجنبية ، لمَ هذا الفصل؟ المدارس العالمية لا تعطي اهتماماً كبيراً للدين بشكل عام ، و مدارس التحفيظ لا تدرس الإنجليزية مطلقاً ، لماذا هذا الفصل ؟
لماذا لا نخرج جيلاً ملتزماً فخوراً بدينه وعروبته و نزوده بما يحتاج من علوم هذا العصر ؟ ( دون أن يتحول التعليم إلى تجارة ) ما المانع من ذلك ؟
 
عودة
أعلى