البهيجي
Well-known member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين ورضي الله تعالى عن صحابته
الكرام.
فمن المشكل في فهم بعض آيات الكتاب الكريم....هو كيف نفهم قوله تعالى(يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 30 ) )
(يس-30):
1- يتبادر الى الذهن ان القول والحسرة من الله سبحانه وهذا الفهم يخالف ما فسره الصحابة الكرام والتابعين لهم من
أهل العلم.
2- ان الامام الرازي رحمه الله تعالى قد أجاد وأفاد في التعليق على الآية ولكم كلامه:
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : ( يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ) أَيْ هَذَا وَقْتُ الْحَسْرَةِ ، فَاحْضُرِي يَا حَسْرَةُ ، وَالتَّنْكِيرُ لِلتَّكْثِيرِ ، وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : الْأَلِفُ وَاللَّامُ فِي الْعِبَادِ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : لِلْمَعْهُودِ ، وَهُمُ الَّذِينَ أَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ ، فَيَا حَسْرَةً عَلَى أُولَئِكَ .
وَثَانِيهِمَا : لِتَعْرِيفِ الْجِنْسِ جِنْسِ الْكُفَّارِ الْمُكَذِّبِينَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : مَنِ الْمُتَحَسِّرُ ؟ نَقُولُ فِيهِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : لَا مُتَحَسِّرَ أَصْلًا فِي الْحَقِيقَةِ ؛ إِذِ الْمَقْصُودُ بَيَانُ أَنَّ ذَلِكَ وَقْتَ طَلَبِ الْحَسْرَةِ حَيْثُ تَحَقَّقَتِ النَّدَامَةُ عِنْدَ تَحَقُّقِ الْعَذَابِ .
وَهَهُنَا بَحْثٌ لُغَوِيٌّ : وَهُوَ أَنَّ الْمَفْعُولَ قَدْ يُرْفَضُ رَأْسًا إِذَا كَانَ الْغَرَضُ غَيْرَ مُتَعَلِّقٍ بِهِ ، يُقَالُ : إِنَّ فُلَانًا يُعْطِي وَيَمْنَعُ ، وَلَا يَكُونُ هُنَاكَ شَيْءٌ مُعْطًى ، إِذِ الْمَقْصُودُ أَنَّ لَهُ الْمَنْعَ وَالْإِعْطَاءَ ، وَرَفْضُ الْمَفْعُولِ كَثِيرٌ ، وَمَا نَحْنُ فِيهِ رَفْضُ الْفَاعِلِ وَهُوَ قَلِيلٌ ، وَالْوَجْهُ فِيهِ مَا ذَكَرْنَا : إِنَّ ذِكْرَ الْمُتَحَسِّرِ غَيْرُ مَقْصُودٍ ، وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ أَنَّ الْحَسْرَةَ مُتَحَقِّقَةٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ .
الثَّانِي : أَنَّ قَائِلَ : يَا حَسْرَةً هُوَ اللَّهُ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ تَعْظِيمًا لِلْأَمْرِ وَتَهْوِيلًا لَهُ ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ كَالْأَلْفَاظِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي حَقِّ اللَّهِ كَالضَّحِكِ وَالنِّسْيَانِ وَالسُّخْرِ وَالتَّعَجُّبِ وَالتَّمَنِّي ، أَوْ نَقُولُ : لَيْسَ مَعْنَى قَوْلِنَا : يَا حَسْرَةً وَيَا نَدَامَةً ، أَنَّ الْقَائِلَ مُتَحَسِّرٌ أَوْ نَادِمٌ ، بَلِ الْمَعْنَى أَنَّهُ مُخْبِرٌ عَنْ وُقُوعِ النَّدَامَةِ ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى تَجَوُّزٍ فِي بَيَانِ كَوْنِهِ تَعَالَى قَالَ : ( يَاحَسْرَةً ) بَلْ يُخْبِرُ بِهِ عَلَى حَقِيقَتِهِ إِلَّا فِي النَّدَامَةِ ، فَإِنَّ النِّدَاءَ مَجَازٌ ، وَالْمُرَادَ الْإِخْبَارُ .
الثَّالِثُ : الْمُتَلَهِّفُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَلَائِكَةِ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا حُكِيَ عَنْ حَبِيبٍ أَنَّهُ حِينَ الْقَتْلِ كَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ اهْدِ قَوْمِي ، وَبَعْدَ مَا قَتَلُوهُ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، قَالَ : يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ، فَيَجُوزُ أَنْ يَتَحَسَّرَ الْمُسْلِمُ لِلْكَافِرِ وَيَتَنَدَّمَ لَهُ وَعَلَيْهِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قُرِئَ ( يَا حَسْرَةً ) بِالتَّنْوِينِ ، وَ ( يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ ) بِالْإِضَافَةِ مِنْ غَيْرِ كَلِمَةِ عَلَى ، وَقُرِئَ يَا حَسْرَةً عَلَى بِالْهَاءِ إِجْرَاءً لِلْوَصْلِ مَجْرَى الْوَقْفِ .
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : مَنِ الْمُرَادُ بِالْعِبَادِ ؟ نَقُولُ فِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : الرُّسُلُ الثَّلَاثَةُ كَأَنَّ الْكَافِرِينَ يَقُولُونَ عِنْدَ ظُهُورِ الْبَأْسِ : يَا حَسْرَةً عَلَيْهِمْ يَا لَيْتَهُمْ كَانُوا حَاضِرِينَ شَأْنَنَا لِنُؤْمِنَ بِهِمْ .
وَثَانِيهَا : هُمْ قَوْمُ حَبِيبٍ . )
أرى والله تعالى أعلم ان من الأفضل والاصح هو نفي ان تكون الحسرة من الله تعالى لانه سبحانه لم يثبتها لنفسه في
الآية فما ذكره الامام الرازي بقوله(وَحِينَئِذٍ يَكُونُ كَالْأَلْفَاظِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي حَقِّ اللَّهِ كَالضَّحِكِ وَالنِّسْيَانِ وَالسُّخْرِ وَالتَّعَجُّبِ وَالتَّمَنِّي )
فهذه لم تثبت الا بنص وهنا الموضع فيه إشكال فلا يجوز ان ننسب القول له سبحانه.
3- لقد أطلعت على نقاش في أحد المنتديات فقال أحدهم لو كان الله تعالى هو المتحسر لقال( يا حسرتي على العباد)
ولا أدري هل هذا الكلام صحيح من جهة اللغة ام لا؟ ارجو ممن يعلم ان يشاركنا.
4- ولغرض ان نطلع على تفسير الصحابة والتابعين انقل لكم ما قال ابن كثير حول تفسير الآية:
(قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : ( يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ) أَيْ : يَا وَيْلَ الْعِبَادِ .
وَقَالَ قَتَادَةُ : ( يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ) : أَيْ يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ عَلَى أَنْفُسِهَا ، عَلَى مَا ضَيَّعَتْ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، فَرَّطَتْ فِي جَنْبِ اللَّهِ . قَالَ : وَفِي بَعْضِ الْقِرَاءَةِ : " يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ عَلَى أَنْفُسِهَا " .
وَمَعْنَى هَذَا : يَا حَسْرَتَهُمْ وَنَدَامَتَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا عَايَنُوا الْعَذَابَ ، كَيْفَ كَذَّبُوا رُسُلَ اللَّهِ ، وَخَالَفُوا أَمْرَ اللَّهِ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا فِي الدَّارِ الدُّنْيَا الْمُكَذِّبُونَ مِنْهُمْ .
( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) أَيْ : يُكَذِّبُونَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ ، وَيَجْحَدُونَ مَا أُرْسِلَ بِهِ مِنَ الْحَقِّ )
والله تعالى أعلم.
الحمد لله رب العالمين....والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين ورضي الله تعالى عن صحابته
الكرام.
فمن المشكل في فهم بعض آيات الكتاب الكريم....هو كيف نفهم قوله تعالى(يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 30 ) )
(يس-30):
1- يتبادر الى الذهن ان القول والحسرة من الله سبحانه وهذا الفهم يخالف ما فسره الصحابة الكرام والتابعين لهم من
أهل العلم.
2- ان الامام الرازي رحمه الله تعالى قد أجاد وأفاد في التعليق على الآية ولكم كلامه:
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : ( يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ) أَيْ هَذَا وَقْتُ الْحَسْرَةِ ، فَاحْضُرِي يَا حَسْرَةُ ، وَالتَّنْكِيرُ لِلتَّكْثِيرِ ، وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : الْأَلِفُ وَاللَّامُ فِي الْعِبَادِ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : لِلْمَعْهُودِ ، وَهُمُ الَّذِينَ أَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ ، فَيَا حَسْرَةً عَلَى أُولَئِكَ .
وَثَانِيهِمَا : لِتَعْرِيفِ الْجِنْسِ جِنْسِ الْكُفَّارِ الْمُكَذِّبِينَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : مَنِ الْمُتَحَسِّرُ ؟ نَقُولُ فِيهِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : لَا مُتَحَسِّرَ أَصْلًا فِي الْحَقِيقَةِ ؛ إِذِ الْمَقْصُودُ بَيَانُ أَنَّ ذَلِكَ وَقْتَ طَلَبِ الْحَسْرَةِ حَيْثُ تَحَقَّقَتِ النَّدَامَةُ عِنْدَ تَحَقُّقِ الْعَذَابِ .
وَهَهُنَا بَحْثٌ لُغَوِيٌّ : وَهُوَ أَنَّ الْمَفْعُولَ قَدْ يُرْفَضُ رَأْسًا إِذَا كَانَ الْغَرَضُ غَيْرَ مُتَعَلِّقٍ بِهِ ، يُقَالُ : إِنَّ فُلَانًا يُعْطِي وَيَمْنَعُ ، وَلَا يَكُونُ هُنَاكَ شَيْءٌ مُعْطًى ، إِذِ الْمَقْصُودُ أَنَّ لَهُ الْمَنْعَ وَالْإِعْطَاءَ ، وَرَفْضُ الْمَفْعُولِ كَثِيرٌ ، وَمَا نَحْنُ فِيهِ رَفْضُ الْفَاعِلِ وَهُوَ قَلِيلٌ ، وَالْوَجْهُ فِيهِ مَا ذَكَرْنَا : إِنَّ ذِكْرَ الْمُتَحَسِّرِ غَيْرُ مَقْصُودٍ ، وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ أَنَّ الْحَسْرَةَ مُتَحَقِّقَةٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ .
الثَّانِي : أَنَّ قَائِلَ : يَا حَسْرَةً هُوَ اللَّهُ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ تَعْظِيمًا لِلْأَمْرِ وَتَهْوِيلًا لَهُ ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ كَالْأَلْفَاظِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي حَقِّ اللَّهِ كَالضَّحِكِ وَالنِّسْيَانِ وَالسُّخْرِ وَالتَّعَجُّبِ وَالتَّمَنِّي ، أَوْ نَقُولُ : لَيْسَ مَعْنَى قَوْلِنَا : يَا حَسْرَةً وَيَا نَدَامَةً ، أَنَّ الْقَائِلَ مُتَحَسِّرٌ أَوْ نَادِمٌ ، بَلِ الْمَعْنَى أَنَّهُ مُخْبِرٌ عَنْ وُقُوعِ النَّدَامَةِ ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى تَجَوُّزٍ فِي بَيَانِ كَوْنِهِ تَعَالَى قَالَ : ( يَاحَسْرَةً ) بَلْ يُخْبِرُ بِهِ عَلَى حَقِيقَتِهِ إِلَّا فِي النَّدَامَةِ ، فَإِنَّ النِّدَاءَ مَجَازٌ ، وَالْمُرَادَ الْإِخْبَارُ .
الثَّالِثُ : الْمُتَلَهِّفُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَلَائِكَةِ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا حُكِيَ عَنْ حَبِيبٍ أَنَّهُ حِينَ الْقَتْلِ كَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ اهْدِ قَوْمِي ، وَبَعْدَ مَا قَتَلُوهُ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، قَالَ : يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ، فَيَجُوزُ أَنْ يَتَحَسَّرَ الْمُسْلِمُ لِلْكَافِرِ وَيَتَنَدَّمَ لَهُ وَعَلَيْهِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قُرِئَ ( يَا حَسْرَةً ) بِالتَّنْوِينِ ، وَ ( يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ ) بِالْإِضَافَةِ مِنْ غَيْرِ كَلِمَةِ عَلَى ، وَقُرِئَ يَا حَسْرَةً عَلَى بِالْهَاءِ إِجْرَاءً لِلْوَصْلِ مَجْرَى الْوَقْفِ .
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : مَنِ الْمُرَادُ بِالْعِبَادِ ؟ نَقُولُ فِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : الرُّسُلُ الثَّلَاثَةُ كَأَنَّ الْكَافِرِينَ يَقُولُونَ عِنْدَ ظُهُورِ الْبَأْسِ : يَا حَسْرَةً عَلَيْهِمْ يَا لَيْتَهُمْ كَانُوا حَاضِرِينَ شَأْنَنَا لِنُؤْمِنَ بِهِمْ .
وَثَانِيهَا : هُمْ قَوْمُ حَبِيبٍ . )
أرى والله تعالى أعلم ان من الأفضل والاصح هو نفي ان تكون الحسرة من الله تعالى لانه سبحانه لم يثبتها لنفسه في
الآية فما ذكره الامام الرازي بقوله(وَحِينَئِذٍ يَكُونُ كَالْأَلْفَاظِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي حَقِّ اللَّهِ كَالضَّحِكِ وَالنِّسْيَانِ وَالسُّخْرِ وَالتَّعَجُّبِ وَالتَّمَنِّي )
فهذه لم تثبت الا بنص وهنا الموضع فيه إشكال فلا يجوز ان ننسب القول له سبحانه.
3- لقد أطلعت على نقاش في أحد المنتديات فقال أحدهم لو كان الله تعالى هو المتحسر لقال( يا حسرتي على العباد)
ولا أدري هل هذا الكلام صحيح من جهة اللغة ام لا؟ ارجو ممن يعلم ان يشاركنا.
4- ولغرض ان نطلع على تفسير الصحابة والتابعين انقل لكم ما قال ابن كثير حول تفسير الآية:
(قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : ( يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ) أَيْ : يَا وَيْلَ الْعِبَادِ .
وَقَالَ قَتَادَةُ : ( يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ) : أَيْ يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ عَلَى أَنْفُسِهَا ، عَلَى مَا ضَيَّعَتْ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، فَرَّطَتْ فِي جَنْبِ اللَّهِ . قَالَ : وَفِي بَعْضِ الْقِرَاءَةِ : " يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ عَلَى أَنْفُسِهَا " .
وَمَعْنَى هَذَا : يَا حَسْرَتَهُمْ وَنَدَامَتَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا عَايَنُوا الْعَذَابَ ، كَيْفَ كَذَّبُوا رُسُلَ اللَّهِ ، وَخَالَفُوا أَمْرَ اللَّهِ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا فِي الدَّارِ الدُّنْيَا الْمُكَذِّبُونَ مِنْهُمْ .
( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) أَيْ : يُكَذِّبُونَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ ، وَيَجْحَدُونَ مَا أُرْسِلَ بِهِ مِنَ الْحَقِّ )
والله تعالى أعلم.