المسلك النبيل في الربط بين يعقوب وإسرائيل، صرفا ودلالة.

إنضم
18/01/2016
المشاركات
208
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
57
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم.
المسلك النبيل في الربط بين يعقوب وإسرائيل، صرفا ودلالة.
مجموعة التغريدات:
يعقوب: يفعول، وإسرائيل: إفعاليل.
يعقوب من ع ق ب، وإسرائيل من س ر أ.
يعقوب: كثير العقب، والعقب: النسل والذرية.
إسرائيل: كثرة الأولاد من سرأت المرأة إذا كثر ولدها، وكثر وِلادها.
تلتئم يعقوب مع إسرائيل في الدلالة على كثرة النسل والذرية.
والأظهر أن يعقوب صيغة مبالغة أشبهت وزن الفعل يعقب: يفعل، مثل يشكر ويزيد.
وكذا إسرائيل وإسرائين صيغة منتهى الجموع كمفاعيل وفعاليل.
وهذا الذي جَوَّز منعهما من الصرف مع علة العلمية فيهما.
الواو والياء في يعقوب زائدتان من باب الزيادة الصرفية، لا الزيادة اللغوية.
الأظهر أن إسرائيل من سرأ وليس من سرأل، وأرجح زيادة اللام بدليل جواز إبدالها نونا مثل إسماعيل وإسماعين، وكذلك أصالة الهمزة الثانية.
الهمزة الأولى في إسرائيل هي همزة قطع داخلة على جذر ثلاثي الأحرف: س ر أ، وليس على رباعي الأحرف: س ر أ ل. كما أرجح أنها كلمة واحدة.
==============================
الوجه في يعقوب قوله تعالى: "وجعلها كلمة باقية في عقبه"، أي في ذريته ونسله.
وقوله تعالى: "ومن وراء إسحاق يعقوب"، أي نبشره من بعد إسحاق، من يكون معْقابا، كثير الولد والنسل، وذريته متعاقبة.
والوجه في إسرائيل قوله تعالى: "وجعلناكم أكثر نفيرا"، وقوله تعالى: "أسباطا أمما"، وقوله تعالى: "جئنا بكم لفيفا"، مما هو يفيد الكثرة من الولد والذرية.
يعقوب هو إسرائيل، وإسرائيل هو يعقوب.
يعقوب الاسم، وإسرائيل اللقب.
يعقوب وإسرائيل عليهما السلام.
والله أعلم.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
 
الجزء الثاني:
==
ايل|يل|ئل مقطع لاحقة كأداة تعريف مثل أل|ذو|أبو|صاحب في العربية، وعرف في الساميات الجنوبية أن اللام والنون والميم من حروف التعريف.
==
وعرف في أخرى حروف الهاء والألف والباء للتعريف أيضا، والأشهر أنها سابقة تعريفية.وقد تلحق الهاء آخر الكلام أشبه ما تكون بهاء السكت.
==
كما نقلت الميم في العربية إلى أواخر الكلم ونقلت دلالتها من التعريف إلى ما يعرف بميم الجمع والكثرة.لا حظ أن اللام والنون يتبادلان في إسرائيل وجبرائيل على سبيل المثال، وتنطق بالنون فيها جميعا، فقرىء اسرائل واسرائن، وقرىء جبريل وجبرين، وعرف إسماعين في إسماعيل.
==
وهذا يقوي أن اللام والنون لواحق تعريف، ولا علاقة لها بالدلالة الأصلية للكلمة بسبب إهمالها؛ وإنما "يل" أو "ين" هي مقطع مكمل دلالي.
==
وتكون سرء + يل بمعنى صاحب أو ذو أو أبو أو أل: سرء، ومعنى سرء: عيال أو أولاد أو نسل أو عقب أو ذرية أو أبناء مع ملحظ الكثرة في ذلك.
==
لاحظ قول الله تعالى في حق أهل الكتاب: نحن "أبناء" الله و "أحباؤه"، وما يفترونه أنهم: "شعب" الله، واقتران بني مع إسرائيل في السياق على النسبة من باب أن إسرائيل هو لقب أو كنية، مثل قولنا يا بني فلان وآل فلان.ويعقوب: كثير العقب، هو الاسم العلم المنقول من الوصف.
==
النكتة التي أريد أن أشير إليها هي أن الأعلام الواردة في القرآن منقولة مترجمة ومفسرة من لغاتها الأصلية بألفاظ عربية ودلالة عربية.
==
لاحظ التقارب الصوتي بين: "جاكوب" | "يعقوب"، والتبادل بين ج|ي وهذا معروف ويقع في اللسان العربي إبدال الجيم بالياء، وكذلك بين ك | ق، وبين ا|أ|ع، كما في جأر | جعر، وكهر | قهر، جربوع | يربوع على سبيل المثال، لا الحصر.لاحظ يسرئيل | يشرئيل | يزرئيل، جذر سرء|ذرء|زرء |ذرء.
==
الاختلاف حاصل في "ايل" | el ، بمعنى إله |الإله | الله | رب | ملك | رسول | روح، وقيل أنها تعني "إله ايل" في الآرامية.
==
وجريا على عادة العرب، وقعت التسمية في الحيوان. يعقوب: ذكر الحجل والعقاب، وفرس يعقوب: ذو عقب، ويعاقيب: ذوات العقب من الخيل.
==
ومن أسماء نبينا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم: العاقب، ويفسر بأنه كثير التابع من كثرة أتباعه، وأنه لا نبي بعده يعقبه.
==
وكم ليعقوب من ولد.؟اثنا عشر، أي عقب كثير، ونسل كثير، وذرية كثيرة.ويعقوب صيغة مبالغة بملحظ الكثرة، منقولة من صيغة: فعول.
==
وما جاء في كلام العرب على وزن يفعول تلحظ فيه الكثرة والمبالغة، مثل اليعسوب: الفحل كثير الضراب، واليخضور: كثير الخضر ونحوه.
==
وجاء في التزيل العزيز على صيغة يفعول مثل: يحموم، وينبوع، ويأجوج، ويعقوب، ونحوه، وظاهر فيها التكثير والمبالغة.فعول ويفعول.
==
من تسمى بيعقوب من الصحابة والقراء.
من القراء:يعقوب الحضرمي البصري.
من الصحابة:
يعقوب بن زمعة.
يعقوب بن أوس.
يعقوب بن الحصين.
رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
==
وفلان موطّأ العقب أي كثير الأتباع، وهل أعقب فلان؟ أي هل ترك عقباً؟ وما لفلان عاقبة أي عقب، وفلانة معقاب: تلد ذكراً بعد أنثى.
==
وأعقاب الرّجل: أولاده، والعقب: الولد وولد الولد.وجذر عقب في القرآن ثري جدا، واستوعب صيغ المادة، فذكر يعقوب وذكر في عقبه.
==
انظر إلى إشارة القرآن اللطيفة في ذكر يعقوب والأسباط للدلالة على شجرة العائلة وامتداد الذرية، مثل سباطة النخل الأصل وفروعه.
==
القراءات في إسرائيل:
وفِيهِ تَصَرُّفاتٌ لِلْعَرَبِ بِقَوْلِهِمْ: إسْرائِيلُ بِهَمْزَةٍ بَعْدَ الألِفِ وياءٍ بَعْدَها، وهي قِراءَةُ الجُمْهُورِ، وإسْرايِيلُ بِياءَيْنِ بَعْدَ الألِفِ، وهي قِراءَةُ أبِي جَعْفَرٍ والأعْشى وعِيسى بْنُ عُمَرَ، وإسْرائِلُ بِهَمْزَةٍ بَعْدَ الألِفِ ثُمَّ لامٌ، وهو مَرْوِيٌّ عَنْ ورْشٍ، وإسْراءَلُ بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَ الرّاءِ ولامٌ، وإسْرِئِلُ بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَ الرّاءِ، وإسْرالُ بِألِفٍ مُمالَةٍ بَعْدَها لامٌ خَفِيفَةٌ، وإسْرالُ بِألِفٍ غَيْرِ مُمالَةٍ، قالَ أُمَيَّةَ:
لا أرى مَن يُعَيِّشُنِي في حَياتِي ∗∗∗ غَيْرَ نَفْسِي إلّا بَنِي إسْرالا
وهِيَ رِوايَةٌ خارِجَةٌ عَنْ نافِعٍ، وقَرَأ الحَسَنُ والزُّهْرِيُّ وابْنُ أبِي إسْحاقَ وغَيْرُهم: وإسْرائِنُ بَنُونٍ بَدَلَ اللّامِ، قالَ الشّاعِرُ:
يَقُولُ أهْلُ السُّوءِ لَمّا ∗∗∗ جِينا هَذا ورَبِّ البَيْتِ إسْرائِينا
كَما قالُوا: سِجِّيلٌ وسِجِّينٌ، ورَفْلٌ ورَفْنٌ، وجِبْرِيلُ وجِبْرِينُ، أُبْدِلَتْ بِالنُّونِ كَما أُبْدِلَتِ النُّونُ بِها في أصِيلانِ قالُوا: أصِيلالِ، وإذا جَمَعْتَهُ جَمْعَ تَكْسِيرٍ قُلْتَ: أسارِيلُ، وحُكِيَ: أسارِلَةٌ وأسارِلٌ.(أبو حيان صاحب البحر المحيط).
==
لاحظ أن القرآن استعاض بذكر إسرائيل نيابة عن إسحاق ويعقوب والأسباط دفعة واحدة في قوله تعالى "ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا".
==
وهذا يعني أن إسرائيل بمثابة شجرة العائلة للأصل إسحاق الأب، وفروعه الابن وهو يعقوب والأحفاد وهم الأسباط، وبالنسبة ليعقوب ولد الولد كما ذَكر ذلك يعقوب نفسه ليوسف عليهما السلام بقوله: "ويتم نعمته عليك وعلى |آل يعقوب|"، واقتران ذِكر "بني" مع إسرائيل بصيغة النداء.
==
وأخلص إلى القول بأن أقرب دلالة إلى كلمة إسرائيل أنها بمعنى:
"أبو الأسباط" أو "آل يعقوب"، ليفيد تسلسل النسل وامتداد الذرية وتشعبها.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 
السلام عليكم اخي العزيزِ

لقب سيدنا يعقوب عليه السلام (إسرائيل) معربا من إسم (يسرئيل) العبري.
و (إيل) بالعبرية تعني (الله)
أما (يسر) بالعبرية تعني (إصر) بالعربية
وعليه يكون معنى الإسم بالعربية (إصر الله)
ومن إعجاز القران الكريم في أسماء الأعلام (وخاصة التي أصلها أعجمي) أنها مفسرة في القران.

يقول تعالى: ( كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ۗ قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين)
ويفهم من هذه الاية الكريمة أن الله جل جلاله قد حرم على سيدنا يعقوب ما حرم يعقوب بنفسه على نفسه.
نذرا مثلا أو إصر

وتجد أخي العزيز أن الاعلام الاعجمية قد تم تعريبها وتفسيرها في القران... ومن الامثله على ذلك:

زكريا= ذكر الله - داكر الله (ذكر رحمة ربك عبده زكريا)

إبراهيم = إمام الناس (ونجعلك للناس إماما)

يوسف= الآوي - المضيف (فآوى إليه أبويه) (وأنا خير المنزلين)

(مقتبس من كتاب رؤوف أبو سعده (العلم الاعجمي في القران مفسرا في القران)
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم.
نعم هناك دراسات عديدة تناولت الأعلام الواردة بالقرآن الكريم من أكثر من زاوية، ومنها الكتاب الذي تفضلت أنت بالإشارة إليه، واطلعت علي الجزء المتعلق بالمبحث هنا، واطلعت على غيره كذلك.
وهذه رؤية ولكل وجهة هو موليها، وسوف أتابع فيها إن شاء الله تعالى، ويسعدني ويشرفني تفضلك بالمشاركة والتعليق.
تحياتي ومودتي أخي الحبيب.
 
عودة
أعلى