المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (7 مكرر )

إنضم
27/12/2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
لقد وعدت في الحلقة الماضية بمراجعة الطريق المرقمة في السلاسل الذهبية برقم ( 287 )
ولكني إلى مراجعة ما كتبت في المرة السابقة تحت رقم (7) أحوج ، إذ قد أخطأت فيها كثيرا ووقعت في خلط ووهم قد محوته من كتابي ـ قيد الإنشاء ـ وليصبح هو والحلقة السابقة كالتالي :

المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (7 مكرر )

ومع الطريق المرقمة برقم ( 287 ) وتفصيلها في السلاسل الذهبية كالتالي :
من قراءة الداني ـ فارس ـ أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب ـ ابن مجاهد أبي الزعراء ـ الدوري .
قال الدكتور أيمن في حاشية الصفحة ( 298 ) تعليقا على هذه الطريق ما نصه " لم يحدد الجزري في النشر ( الفقرة 531 ) من أي كتب الداني هذا الإسناد ولم أجده في شيء منها وليس فيما رجعت إليه من كتب التراجم ما يفيد قراءة أبي الفتح على الكاتب المذكور والله أعلم اهـ .
وصدق الشيخ الدكتور أيمن ، إذ لا وجود لهذه الطريق في جامع البيان فما دونه من المختصرات للداني ، ولكن محل الاستدراك أنه في الصفحة (99) من السلاسل الذهبية عدّها من طرق الداني وكذلك فعل في رسمه البياني لطرق دوري أبي عمرو وتحديدا في الصفحة ( 298 ) فنسبها للداني .
إن الطريق في علم القراءات قد أضحت ذات دلالتين :
إحداهما : تقع على الطرق المباشرة للرواة الذين لم يصنفوا مثل الأزرق عن ورش ومثل طريق محمد بن شاذان الجوهري عن خلاد ومثلهم الطرق عنهم ممن لم يصنفوا ، ومنذ قيام المصنفين من طرق الرواة أضحت أحرف الخلاف عن الطرق غير المصنفين منصوصة في كتب المصنفين كالسبعة والتذكرة .... فلا يصح أن نقرأ لورش من طريق الأزرق ما ليس بمنصوص أي ما لم تتضمنه كتب المصنفين من كتب الرواة أي رووه عنهم أداء .
وثانيهما : تقع على المصنفين من طرق الرواة كابن مجاهد والداني وطاهر وعبد المنعم وسبط الخياط وغيرهم إلى ابن الجزري ولا يتأتى لأئمة القراءات بعد ابن الجزري آخر المصنفين من طرق الرواة أن يسندوا إلى المصنفين من طرق الرواة ما ليس في مصنفاتهم وهكذا مما يستدرك على السلاسل الذهبية عزوها إلى الداني الطريق " قراءة الداني ـ فارس ـ أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب ـ ابن مجاهد أبي الزعراء ـ الدوري " المرقمة فيه برقم (287 ) وكما في الصفحة (99 ) والصفحة (298 ) رغم أن ابن الجزري في النشر قد حصرها في كتاب المبهج لسبط الخياط وفي طريق أخرى لم تتضح من النشر ، وهي قراءة الداني على فارس على أبي محمد الكاتب ، ولو تضمنها كتاب من كتب الداني لصح نسبتها إليه .
وإنما هي لأبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري من طريقين : إحداهما واضحة كالشمس من طريق المبهج لسبط الخياط وثانيهما من طريق أخرى مغلقة رغم قول ابن الجزري في النشر ( 1/ 126) " طريق ( الكاتب ) وهي السابعة عشر عن ابن مجاهد من طريقين : قرأ بها الداني على أبي الفتح ومن كتاب المبهج قرأ بها سبط الخياط على الشريف وقرأ بها على أبي عبد الله الفارسي وقرأ الفارسي وأبو الفتح على أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب " اهـ بلفظه .
قلت : وكذلك قال سبط الخياط نفسه في المبهج ما نصه : " طريق أبي الزعراء عنه [ يعني عن الدوري عن أبي عمرو ] : قرأت على الإمام أبي الفضل وأخبرني أنه قرأ على الإمام أبي عبد الله وأخبره أنه قرأ على جماعة منهم :
1. الشيخ أبو العباس المطوعي
2. والشيخ أبو بكر الشذائي
3. والشيخ أبو الحسن بن بشران الرصاص
4. والشيخ أبو محمد الحسن بن محمد الكاتب
قال الكارزيني : وأخبروني كلهم أنهم قرأوا به على الإمام أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد وقرأ مجاهد على أبي الزعراء عبد الرحمان بن عبدوس وقرأ أبو الزعراء على الدوري .. اهـ محل الغرض منه من النسخة المرقونة تحقيق عبد العزيز بن ناصر السبر من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وهذا رابطها :
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1676

قلت : وهو ما يعني دقة وصحة نقل ابن الجزري اختياره من طرق المبهج لسبط الخياط من قراءته على شيخه الشريف أبي الفضل العباسي المكي عبد القاهر وقراءة الشريف أبي الفضل على أبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني الفارسي المرقم في غاية النهاية برقم ( 2969 ) وقراءة الكارزيني الفارسي على أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب هو المرقم في غاية النهاية برقم ( 993 ) تماما كما ذكر ابن الجزري .
وقال في غاية النهاية عنه : " (مب ، ك ) الحسن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد الكاتب البغدادي ويعرف أيضا بالطرازي وبابن القريع مقرئ مشهور خير صالح محقق من كبار أصحاب ابن مجاهد ، قرأ على (مب ، ك ) ابن مجاهد ، و (ك ) محمد بن أحمد المروزي و (ك) أحمد بن عثمان بن بويان و (ك) النقاش ، قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن و ( مب ) محمد بن الحسين الكارزيني و (ك) علي بن محمد الحذاء و (ك) منصور بن أحمد العراقي وقال كان شيخا صالحا قال الحذاء ولم أر أضبط منه بقراءة أبي عمرو . اهـ بلفظه .
فالباحث من المتخصصين يسجل قراءة أبي محمد الحسن الكاتب على ابن مجاهد ويبحث بحثا يستغرق الآخذين عن أبي محمد الحسن الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري عن أبي عمرو ، وكما وصف الشيخ الدكتور فليس منهم شيخ الداني أبا الفتح فارس بن أحمد .
ولعل المفاجأة أن ليس من تلامذتهم الحافظ أبو عمرو الداني مما يعني أن في النشر سقطا وتحريفا عريضا حيث جعل قراءة الداني على أبي الفتح واحدة من طرق أبي محمد الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري .
وبتتبع الطرق تتبعا أرهقني وأصابني بالصداع ألفيت طرقا متعددة تكاد تلتبس مع الطريق التي أبحث عنها ومنها على سبيل المثال :
ـ من المصباح لأبي الكرم المبارك الشهرزوري ( 1/345 ) من قراءته على الشريف أبي الفضل العباسي ( المرقم في غاية النهاية برقم 1698 ) عن أبي عبد الله الفارسي الكارزيني ابن آذربهرام عن خمسة من شيوخه هم :
1. الحسن بن سعيد المطوعي
2. أبي بكر الشذائي
3. أبي الحسن بن بشران
4. أبي محمد الحسن بن محمد الكاتب
5. أبي الفرج الشنبوذي
خمستهم عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري عن أبي عمرو .
ولا فرق بين هذه الطريق وتلك المنتقاة في النشر لسبط الخياط في المبهج لسبط الخياط لأن كلا من أبي الكرم المبارك الشهرزوري وسبط الخياط قد تلقاها بنفس الإسناد من الشريف أبي الفضل .
ولم ألف من تلامذة أبي محمد الحسن الكاتب من تكنى بكنية أبي الفتح فقسمت وقتي نصفين نصفا لتتبع الطرق ونصفا ثانيا للنوم والراحة لأبدأ بعده بمراجعة ما تقدم تحريره ثقة مني وإيمانا بقوله تعالى  إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا  وليكون حضوري بسمعي وقلبي وبصري أوفر ما يكون بعد نوم قبله نصب وتعب .
وكان تتبع الآخذين عمن دون أبي محمد الحسن الكاتب هو الحل ، فإذا من بين تلامذة أبي عبد الله الفارسي الكارزيني ابن آذربهرام (المرقم في غاية النهاية برقم ( 2969 ) من عرف بكنية أبي الفتح وكانت الصدمة أن ليس هو شيخ الداني أبا الفتح فارس بن أحمد الحمصي الضرير ، ولكنه واحد من كثير من طرق الرواة الذين عرفوا بأبي الفتح وتحديدا هو المرقم في غاية النهاية برقم ( 468 ) ـ أحمد بن محمد بن احمد بن سعيد أبو الفتح الحداد الأصبهاني التاجر ، قال ابن الجزري : ثم جاور بمكة وقرأ على أبي عبد الله الكارزيني .. توفي سنة 500 هـ .
وهكذا بدأ الخيط الأبيض يتبين من الخيط الأسود من الطريق المغلقة في النشر وفي السلاسل الذهبية برقم (287 ) إن قبلنا باحتمال أن أبا الفتح المذكور ضمن طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري ليس هو فارس ابن أحمد شيخ الداني وإنما هو أبو الفتح الحداد .
ويزداد الأمر غرابة إن تبين لنا أن تلميذ أبي الفتح الحداد ليس هو الحافظ أبو عمرو الداني ولكنه الحافظ أبو طاهر السلفي المرقم في غاية النهاية برقم ( 472 ) .
ولتصبح الطريق الأولى المنتقاة في النشر عن أبي الحسن الكاتب لابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري كالتالي :
من قراءة الحافظ أبي طاهر السلفي عن أبي الفتح الحداد عن أبي عبد الله الفارسي عن أبي محمد الحسن الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري .
ويعني أن التصحيف قد أصاب كتاب النشر بتحقيق الضباع ولحق كذلك قبله نسخة جيدة لديّ مخطوطة من النشر أرسلها إليّ قبل سنوات أخي العزيز رئيس مركز ودود للمخطوطات في المغرب ، وقارنت بينها وبين النسخة المطبوع فاتفقتا ولم تختلفا في شيء من هذه الجزئية ، وأنا اليوم أقارن بين نسختي المطبوعة للضباع وبين نسخ متعددة مخطوطة من النشر أثبت الفوارق في حاشية المطبوع .
وسبب التصحيف من الناسخين المتأخرين عن ابن الجزري أن لفظ ( الداني ) إنما جاء به بعض النساخ بدل لفظ ( الحافظ ) وشجع الناسخ قول ابن الجزري" قرأ بها على أبي الفتح " اهـ فحسبه شيخ الداني وإنما هو أبو الفتح الحداد كما أن تلميذه هو الحافظ أبو طاهر السلفي ( رقم 472 ) قال عنه ابن الجزري : حافظ الإسلام وأعلى أهل الأرض إسنادا في الحديث والقراءات مع الدين والثقة والعلم قرأ القراءات على أبي الفتح أحمد بن محمد الحداد ..." اهـ
ويعني هذا التصحيح إن سلم من تصحيح إخوتي المتخصصين أن عبارة النشر : وقرأ الفارسي [ وأبو الفتح ] على أبي محمد الحسن بن عبد الله ابن محمد الكاتب " اهـ ليست فيها زيادة كلمة [ وأبو الفتح ] كما قدمت تحريره ، والله الموفق وهو أعلم بالصواب .
طالب العلم
الحسن بن ماديك
 
ولتصبح الطريق الأولى المنتقاة في النشر عن أبي الحسن الكاتب لابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري كالتالي :
من قراءة الحافظ أبي طاهر السلفي عن أبي الفتح الحداد عن أبي عبد الله الفارسي عن أبي محمد الحسن الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري .
لا أوافقك أخي الشيخ الحسن ماديك على هذه النتيجة !!
ما علاقة السلفي رحمه الله بالنشر وطرقه ؟؟
حل هذه المشكلة سهل جداً ومنطقي وعلمي وهو :
أن يكون سقط شيخ أبي الفتح فارس وتلميذ الكاتب ، وهو لا شك عندي : عبد الباقي بن الحسن .
ومن يطالع جامع البيان للداني في نسخه الخطية سيجد ان هذا السقط بالذات كثير في المطبوع .
أقول هذا محاولاً تبرئة النشر مما تريد أنت وصاحب السلاسل الذهبية إلزامه به ، والنشر وصاحبه أكبر بكثير من أن يلزمه غير ابن الجزري .
ولكم كل تحية وتقدير.
 
أخي العزيز سلّمك الله من الآفات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أحسب ـ والله أعلم ـ أنك قد بالغت كثيرا في تزكية كل ما سطّره ابن الجزري في النشر بل وفي تزكية ما سطّره النساخ في المخطوطات المتعددة ، ولا أظن ذلك يسلم لك إذ قد خرج ابن الجزري في طيبته ونشره عن طرق كتابه في بعض الأحرف كما خرج من قبله من مصنفي طرق الرواة ، ولئن قلنا بأن تصنيف المخلوق كامل لا يتطرق إليه النقص فلم وعلام نمضي الوقت في تعلم مصطلح الحديث والأصول وتحرير طرق الرواة ؟ ولم استدرك ابن الجزري ومن بعده وقبله من المحررين على مواضع خرج فيها الشاطبي رحمه الله عن طرق كتابه حرز الأماني ؟ ولم استدركوا على مواضع خرج فيها الداني في التيسير على طريق كتابه التيسير ؟ ولا يقول قائل بربط تلك الاستدراكات بالنيل أو الحط من قدر أولئك الأعلام ، ولكن الكمال عزيز أي نادر بعد الوحي .
ولعل البحث العلمي المجرد هو الذي جعلني ألتقي مع الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله فأقرر مثل ما قرر في مواضع قليلة إذا ما قيست بمواضع الاختلاف بيننا في هذه المسائل ، وأتشرف بموافقة الشيخ أيمن رشدي سويد حيث اتفقنا كما أتشرف بموافقتك أنت ـ أخي وصديقي الدكتور السالم الجكني ـ حيث اتفقنا وأعذر كلا منكما حيث اختلفنا رغم ترجيحي احتمال أن أكون أنا المخطئ ويكون هو المصيب ، ولولا خشية كتمان العلم وهروبي مما أعدّ الله لمن يكتمونه من العذاب لما أعلنت رأيا ولا تحقيقا قلّ أو كثر .
أما عن قولك أخي الدكتور السالم " ما علاقة السلفي رحمه الله بالنشر وطرقه ؟؟
حل هذه المشكلة سهل جداً ومنطقي وعلمي وهو :
أن يكون سقط شيخ أبي الفتح فارس وتلميذ الكاتب ، وهو لا شك عندي : عبد الباقي بن الحسن .
ومن يطالع جامع البيان للداني في نسخه الخطية سيجد ان هذا السقط بالذات كثير في المطبوع . اهـ
فلم ألف فيه بعد تحقيقا آنس به وليتك قلت بدل ما سطّرت [ هذا الإشكال قد وجدت حلّه في نسخة كذا من جامع البيان أو من النشر ... وفيها أن الداني قرأ على شيخه أبي الفتح فارس بن أحمد على شيخه عبد الباقي بن الحسن على أبي محمد الحسن الكاتب على ابن مجاهد على أبي الزعراء ... ] ليكون الخرق قد سدّ وليكون الجرح قد التأم بما ضمّدته به من الدواء الشافي .
أما أن تفترض في طريق أبي محمد الكاتب عن ابن مجاهد المذكورة أن الداني قد قرأ على أبي الفتح وأن نسخ النشر قد سقط منها الشيخ أبو الحسن عبد الباقي بن الحسن شيخ فارس وتلميذ الداني ، فهذا تكلف يحتاج إلى دليل من إحدى النسخ المخطوطة للنشر وهو ـ والله أعلم ـ معدوم رغم تعددها ، ولا يكفي حرصك على تزكية النشر ومؤلفه ـ رحمه الله ـ لإثباته علميا ولسنا بحاجة إلى المنطق بعد ثبوته علميا أي بالبحث في ثنايا طرق الرواة .
وأقول : لأخي الكريم الفاضل السالم الجكني حفظه الله :
وكذلك لا أتفق معك في الحل السهل جدا والمنطقي والعلمي الذي اقترحته محاولا به تبرئة النشر وصاحبه .
والدليل هو ما تقرؤه غدا إن شاء الله تعالى في التعليق الموالي
والله الموفق :
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
 
أخي الكريم الشيخ الحسن حفظك الله ورعاك :
مع احترامي لك في كل ما رددت به في المداخلة السابقة وأني أحاول " تبرئة " النشر وصاحبه فهو غير مقصدي ألبتة ، لأنني لا أعتقد العصمة إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أعتقد الكمال إلا في كتاب الله تعالى .
واعتراضي كان من جهتين :
الأولى : مسألة إلزام ابن الجزري بشيء لا يلزمه ، وأكرر ابن الجزري وكتابه أكبر من أن يلزمه شخص ما غير ابن الجزري .
الثانية : وهي في صميم بحثك :
أني استخدمت نفس منهجك ، وهو البحث في كتب التراجم ومحاولة معرفة التلميذ والشيخ ، ولو رجعت إلى كتب التراجم لوجدت أن :
الداني قرأ على أبي الفتح فارس.
أبو الفتح قرأ على عبد الباقي بن الحسن .
عبد الباقي قرأ على أبي محمد الكاتب.
الكاتب قرأ على ابن مجاهد .
ابن مجاهد قرأ على ابن عبدوس .
هذا واضح وسهل ومنطقي .
ثم يا أخي الكريم :
أنت اتبعت صاحب السلاسل الذهبية في قوله لم يجده في جامع البيان !
وإني أرى أن هذا التعليق هنا بارد ، وتفلسف ، فطالما أن ابن الجزري لم يصرح باسم الكتاب فذكر أي كتاب هو تعدٍ على ابن الجزري واستدراك في غير محله ، أكان هناك شيئ أو سبب يمنع ابن الجزري بالتصريح باسم الكتاب طالما أن الطريق منه ؟!! وهذا منهج غير صواب أدى بمتبعيه إلى اعتبار كتب لم يأخذ منها ابن الجزري أي طريق كتباً من أصول النشر ، وطاروا فرحاً بأنهم استدركوا على ابن الجزري ، وهذا لا يصدقه إلا ضعاف الطلاب وصغار الطلبة وحاشاكم أن تكونوا منهم .
الخلاصة :
هذه طريق " أدائية " للمؤلف ابن الجزري عن الداني رحمه الله ، لا يحق لأحد أن يعتبرها عن جامع البيان أو غيره ، ولا يحق لأحد آخر أن يعتبرها عن " السلفي " أو غيره .
فالمسألة ليست مسألة " استدراك " أو " إلزام " ابن الجزري بما هو في خلد كل منا ، بل السألة مسألة علمية يبنى الكلام فيها على كلام ابن الجزري نفسه قبل كل شيء.
ودمتم في حفظ الله وتوفيقه .
 
يا شيخنا العزيز السالم الجكني حفظك الله
أهنئك على هذا الأسلوب المتميز في النقاش ، وأهنئك على المنهجية التي شرحتها ولم تكن واضحة منك ، وأقول لك : لا مانع لديّ من الرجوع إلى اعتماد الطريق المذكورة لأبي محمد الحسن الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري من قراءة الداني على فارس على عبد الباقي حين يثبت ذلك بالاستقصاء والتتبع كما قد ثبتت طريق أبي محمد الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري من قراءة الحافظ أبي طاهر السلفي على أبي الفتح الحداد على الكارزيني على الكاتب المذكور .
ويبقى الحل البسيط والعلمي في إثبات أن السلفي المذكور ليس من طرق النشر المقروءة ـ وهذا ما أتتبعه الآن ولعلي أفرغ منه في يوم أو أقل إن شاء الله ، فإن ثبت أنه من طرقه تعادل الاحتمالان وإن انتفى رجعت إلى تحريرك وكنت لك من الشاكرين ، ولقد لاحظت أن منهج ابن الجزري في النشر أكثر دقة وتحريرا مما يظنه البعض وهكذا لو قال قرأ بها الداني على أبي الفتح فإنه يسميه باسمه فارس مباشرة أو أثناء السياق حين يصل قراءة أبي الفتح بشيخه وهكذا عادة ابن الجزري في نشره جميع طرقه ، وهو من الضبط والتحرير بمكان .
وأتمنى أن أتأكد بنفسي أن ابن الجزري لم يسند أيا من طرقه الألف المقروءة في النشر والطيبة إلى الحافظ أبي طاهر السلفي لتصفو المسألة ويثبت خطأ طالب العلم الحسن بن ماديك ويعلن بكل شرف وأمانة أنك المصيب في اعتراضك وفي تحريرك .
حفظك الله
طالب العلم
الحسن
 
عودة
أعلى