الحسن محمد ماديك
New member
وقبل البدء بمناقشة طريقي الحرز للأزرق في النشر ، فلا بد من ملاحظة أن السلاسل الذهبية قد عدّت لكل من التيسير والحرز طريقا مستقلة في الروايات الأربعة عشر ولا ضير في ذلك ولا بأس من الناحية العلمية ولكنها قد خالفت منهج ابن الجزري في النشر الذي عدّهما طريقا واحدة وأدغمها واكتفى بذكر تلك الطريق الواحدة للشاطبي فلم يعددها في سائر أسانيده لتلك الرواية كلما اقتصرت الشاطبية على نظم ما في التيسير ولم تزد عليه ، فإن زادت عليه عدّ للحرز طريقا مستقلة وفصّلها تفصيلا بعد ذكر اقترانها مع طريق التيسير وكذلك دلالة قول صاحب النشر (1/190-191 ) "مع أنا لم نعدّ للشاطبي رحمه الله وأمثاله إلى صاحب التيسير وغيره إلا طريقا واحدة " اهـ محل الغرض منه وإن شاء الله سأنشر نشرا من هم المعنيون بأمثال الشاطبي الذين أدغم طريقهم مع أمثال صاحب التيسير والله الموفق .
لقد اكتفى كتاب السلاسل الذهبية للأزرق في الشاطبية بطريقين هما المرقمتان فيه برقم (89) وبرقم (91) .
أما الأولى للأزرق فهي التي في أسانيد النشر من قراءة الداني في التيسير على الخاقاني على ابن أسامة على النحاس على الأزرق وهي المرقمة في السلاسل الذهبية برقم (90) ، أما ما بين الشاطبي والداني وهو المرقم في السلاسل الذهبية برقم (89) فلي عودة إليه عن شاء الله .
وأما الثانية فهي في أسانيد النشر (1/106) من قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي داوود على الداني من قراءته في جامع البيان على الخاقاني على الأنماطي على الخياط على النحاس على الأزرق .
ولتوضيح هذه الطريق من جامع البيان ط . دار الحديث (1/198) ، قال الداني : " قال لي أبو القاسم ـ أي الخاقاني ـ وقرأت أيضا على أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنماطي على أبي سلمة الحمراوي القارئ ، قالا : قرأنا على أبي جعفر أحمد بن إسحاق ابن إبراهيم الخياط " اهـ بلفظه محل الغرض منه ثم أثبت قراءة الخياط على النحاس على الأزرق .
قلت ولا يخفى سقوط الواو من نسخة جامع البيان هذه بين كلمة [ الأنماطي ] وكلمة [ على أبي سلمة ] إذ الصواب هو قوله " وقرأت أيضا على أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنماطي وعلى أبي سلمة الحمراوي القارئ " اهـ ولتثبت قراءة الخاقاني على كل من شيخيه الأنماطي والحمراوي اللذين قالا له بصيغة التثنية .
وأبو سلمة الحمراوي هو المرقم في غاية النهاية في طبقات القراء برقم ( 1409) قال عنه ابن الجزري : القارئ لورش روى القراءة عرضا عن أحمد بن إسحاق الخياط ، روى القراءة عنه عرضا خلف بن إبراهيم اهـ بلفظه يعني أبا القاسم خلف بن إبراهيم بن خاقان الخاقاني .
ولقد سقط اسم أبي سلمة الحمراوي من نسخة النشر ومن السلاسل الذهبية التي لم تعدّها مع الأنماطي في الطريق المرقمة برقم (92) ، أي امتداد طريق الشاطبي الرقمة برقم (91) .
قلت : وقد اقتصرت جميع طرق الشاطبية للأزرق في السلاسل الذهبية على قراءة الداني على الخاقاني تقليدا لأسانيد النشر وطرقه للأزرق (1/ 106-107) .
وكان حريا بالدكتور أيمن رشدي سويد إضافة طريق أخرى هي قراءة الداني على طاهر بن غلبون ، إذ قد اختار الداني في كتابه التيسير في باب الإمالة والفتح للأزرق رواية مركبة من طريقين اثنتين : أولاهما من قراءته على الخاقاني على ابن أسامة على النحاس على الأزرق ، وثانيهما من قراءته على شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون كما سيأتي تحقيقها إن شاء الله حين أتناول طريق تذكرة طاهر بن غلبون في النشر .
وقد زاد الشاطبي في الحرز لطريق الأزرق على التيسير لكنه اقتصر على قراءة الداني على الخاقاني ولم يتجاوزها إلى ما تلقاه الداني عن أبي الحسن طاهر أو عن أبي الفتح فارس .
إن اختيار الداني المذكور في التيسير في باب الإمالة والفتح للأزرق الذي جمع بين طريقي شيخيه الخاقاني وطاهر لا يخفى على المتوسطين أمثالي ولهو معلوم واضح للمتخصصين من أمثال الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله .
إن الاقتصار في الشاطبية للأزرق على قراءة الداني على الخاقاني على ابن أسامة أو على الأنماطي لتعني شهادة ممن اقتصر عليها أن جميع ما في التيسير والشاطبية في باب الإمالة والفتح للأزرق هو من قراءة الداني على الخاقاني وليس كذلك بل إن منه ما هو من قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون من التذكرة .
ومن المعلوم من النشر والطيبة أن في غير ذوات الراء للأزرق في باب الإمالة والفتح قبل إنشاء التيسير للداني مذهبان :
أحدهما : التقليل مطلقا في رؤوس الآي وغيرها سواء كان فيها ضمير تأنيث أو لم يكن من قراءة الداني على الخاقاني وكذا على أبي الفتح .
وثانيهما : التقليل في رؤوس الآي فقط إلا ما كان منها فيه هاء تأنيث فالفتح فيه وكذلك الفتح في ما لم يكن رأس آية من قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون وهو مذهب جميع المغاربة وبتأليف الداني كتابه التيسير فقد اختار مذهبا مركبا من الطريقين المذكورتين وهو التقليل مطلقا أي في ما لم يكن رأس آية كرؤوس الآي إلا ما كان من رؤوس الآي فيه ضمير (ها ) في والنازعات ووالشمس فالفتح فيه أي هو مذهب مركب من قراءة الداني على الخاقاني من جهة وعلى طاهر بن غلبون من جهة أخرى .
قال في النشر (2/ 48-49 ) : " مع أن اعتماده في التيسير على قراءته على أبي القاسم الخاقاني في رواية ورش وأسندها في التيسير من طريقه ولكنه اعتمد في هذا الفصل على قراءته على أبي الحسن فلذلك قطع عنه بالفتح في المفردات وجهاً واحداً مع إسناده فيها الرواية من طريق ابن خاقان وقال في كتاب الإمالة اختلفت الرواة وأهل الأداء عن ورش في الفواصل إذا كن على كناية مؤنث نحو آي (والشمس وضحاها) وبعض آي (والنازعات) فأقرأني ذلك أبو الحسن عن قراءته بإخلاص الفتح وكذلك رواه عن ورش أحمد بن صالح وأقرأنيه أبو القاسم وأبو الفتح عن قراءتهما بإمالة بين بين اهـ بلفظه .
قلت : إن إطلاق الوجهين في الشاطبية للأزرق في ما لم يكن رأس آية من ذوات الياء لن يصح تصحيحه قبل اعتماد تركيب الداني مذهبه في التيسير من قراءته على كل من شيخيه الخاقاني وأبي الحسن كما تقدم بيانه من النشر والله أعلم بالصواب .
يتواصل
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
002224945444
[email protected]
[email protected]
لقد اكتفى كتاب السلاسل الذهبية للأزرق في الشاطبية بطريقين هما المرقمتان فيه برقم (89) وبرقم (91) .
أما الأولى للأزرق فهي التي في أسانيد النشر من قراءة الداني في التيسير على الخاقاني على ابن أسامة على النحاس على الأزرق وهي المرقمة في السلاسل الذهبية برقم (90) ، أما ما بين الشاطبي والداني وهو المرقم في السلاسل الذهبية برقم (89) فلي عودة إليه عن شاء الله .
وأما الثانية فهي في أسانيد النشر (1/106) من قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي داوود على الداني من قراءته في جامع البيان على الخاقاني على الأنماطي على الخياط على النحاس على الأزرق .
ولتوضيح هذه الطريق من جامع البيان ط . دار الحديث (1/198) ، قال الداني : " قال لي أبو القاسم ـ أي الخاقاني ـ وقرأت أيضا على أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنماطي على أبي سلمة الحمراوي القارئ ، قالا : قرأنا على أبي جعفر أحمد بن إسحاق ابن إبراهيم الخياط " اهـ بلفظه محل الغرض منه ثم أثبت قراءة الخياط على النحاس على الأزرق .
قلت ولا يخفى سقوط الواو من نسخة جامع البيان هذه بين كلمة [ الأنماطي ] وكلمة [ على أبي سلمة ] إذ الصواب هو قوله " وقرأت أيضا على أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنماطي وعلى أبي سلمة الحمراوي القارئ " اهـ ولتثبت قراءة الخاقاني على كل من شيخيه الأنماطي والحمراوي اللذين قالا له بصيغة التثنية .
وأبو سلمة الحمراوي هو المرقم في غاية النهاية في طبقات القراء برقم ( 1409) قال عنه ابن الجزري : القارئ لورش روى القراءة عرضا عن أحمد بن إسحاق الخياط ، روى القراءة عنه عرضا خلف بن إبراهيم اهـ بلفظه يعني أبا القاسم خلف بن إبراهيم بن خاقان الخاقاني .
ولقد سقط اسم أبي سلمة الحمراوي من نسخة النشر ومن السلاسل الذهبية التي لم تعدّها مع الأنماطي في الطريق المرقمة برقم (92) ، أي امتداد طريق الشاطبي الرقمة برقم (91) .
قلت : وقد اقتصرت جميع طرق الشاطبية للأزرق في السلاسل الذهبية على قراءة الداني على الخاقاني تقليدا لأسانيد النشر وطرقه للأزرق (1/ 106-107) .
وكان حريا بالدكتور أيمن رشدي سويد إضافة طريق أخرى هي قراءة الداني على طاهر بن غلبون ، إذ قد اختار الداني في كتابه التيسير في باب الإمالة والفتح للأزرق رواية مركبة من طريقين اثنتين : أولاهما من قراءته على الخاقاني على ابن أسامة على النحاس على الأزرق ، وثانيهما من قراءته على شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون كما سيأتي تحقيقها إن شاء الله حين أتناول طريق تذكرة طاهر بن غلبون في النشر .
وقد زاد الشاطبي في الحرز لطريق الأزرق على التيسير لكنه اقتصر على قراءة الداني على الخاقاني ولم يتجاوزها إلى ما تلقاه الداني عن أبي الحسن طاهر أو عن أبي الفتح فارس .
إن اختيار الداني المذكور في التيسير في باب الإمالة والفتح للأزرق الذي جمع بين طريقي شيخيه الخاقاني وطاهر لا يخفى على المتوسطين أمثالي ولهو معلوم واضح للمتخصصين من أمثال الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله .
إن الاقتصار في الشاطبية للأزرق على قراءة الداني على الخاقاني على ابن أسامة أو على الأنماطي لتعني شهادة ممن اقتصر عليها أن جميع ما في التيسير والشاطبية في باب الإمالة والفتح للأزرق هو من قراءة الداني على الخاقاني وليس كذلك بل إن منه ما هو من قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون من التذكرة .
ومن المعلوم من النشر والطيبة أن في غير ذوات الراء للأزرق في باب الإمالة والفتح قبل إنشاء التيسير للداني مذهبان :
أحدهما : التقليل مطلقا في رؤوس الآي وغيرها سواء كان فيها ضمير تأنيث أو لم يكن من قراءة الداني على الخاقاني وكذا على أبي الفتح .
وثانيهما : التقليل في رؤوس الآي فقط إلا ما كان منها فيه هاء تأنيث فالفتح فيه وكذلك الفتح في ما لم يكن رأس آية من قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون وهو مذهب جميع المغاربة وبتأليف الداني كتابه التيسير فقد اختار مذهبا مركبا من الطريقين المذكورتين وهو التقليل مطلقا أي في ما لم يكن رأس آية كرؤوس الآي إلا ما كان من رؤوس الآي فيه ضمير (ها ) في والنازعات ووالشمس فالفتح فيه أي هو مذهب مركب من قراءة الداني على الخاقاني من جهة وعلى طاهر بن غلبون من جهة أخرى .
قال في النشر (2/ 48-49 ) : " مع أن اعتماده في التيسير على قراءته على أبي القاسم الخاقاني في رواية ورش وأسندها في التيسير من طريقه ولكنه اعتمد في هذا الفصل على قراءته على أبي الحسن فلذلك قطع عنه بالفتح في المفردات وجهاً واحداً مع إسناده فيها الرواية من طريق ابن خاقان وقال في كتاب الإمالة اختلفت الرواة وأهل الأداء عن ورش في الفواصل إذا كن على كناية مؤنث نحو آي (والشمس وضحاها) وبعض آي (والنازعات) فأقرأني ذلك أبو الحسن عن قراءته بإخلاص الفتح وكذلك رواه عن ورش أحمد بن صالح وأقرأنيه أبو القاسم وأبو الفتح عن قراءتهما بإمالة بين بين اهـ بلفظه .
قلت : إن إطلاق الوجهين في الشاطبية للأزرق في ما لم يكن رأس آية من ذوات الياء لن يصح تصحيحه قبل اعتماد تركيب الداني مذهبه في التيسير من قراءته على كل من شيخيه الخاقاني وأبي الحسن كما تقدم بيانه من النشر والله أعلم بالصواب .
يتواصل
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
002224945444
[email protected]
[email protected]