المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (4)

إنضم
27/12/2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
لقد قررت أن أبدأ بطريق التيسير كما بدأها ابن الجزري في نشره وثـنّى بطريق الشاطبية جميع طرق كتابه النشر للرواة العشرين ، ولكن عدلت عن ذلك ، فاخترت الابتداء بطريق الشاطبي للرواة وطرقهم وأن أثني بطريق التيسير لارتباط التيسير بطريق جامع البيان ثم أتجاوز إلى سائر طرق النشر المعلومة والله من وراء القصد وهو المستعان وعليه التكلان :
قال الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله وأكرمه في الصفحة (63) من السلاسل الذهبية ما نصه : "انتقى الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله تعالى ـ من هذا الكتاب ( يعني الشاطبية ) تسعة عشر طريقا تفصيلها :
قالون : 1 ، 27
ورش من طريق الأزرق : 89 ، 91
البزيّ : 154
قنبل : 199
الدوري عن أبي عمرو : 232 ، 242 ، 273
السوسي : 367
هشام : 397
ابن ذكوان : 450
شعبة : 530 ، 543
حفص : 608
خلف عن حمزة : 662
خلاد : 717
أبو الحارث : 788
الدوري عن الكسائي : 828
اهـ بلفظه محل الغرض منه
وقبل الانتقال إلى كتاب التيسير فجامع البيان إلى آخر أمهات النشر التي انتقى منها ابن الجزري طرق النشر والطيبة سأناقش طرق الشاطبية المذكورة مبتدئا بطريق قالون التي اقتصرت السلاسل الذهبية منها على طريقين هما الأولى (1) ، والسابعة والعشرون (27) ، وذلك ظاهر عبارة النشر إذ اعتبر طريق التيسير لقالون وطريقين سواها للشاطبية كلها طريقا واحدة لإبراهيم بن عمر عن ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون .
ولا يسلم ذلك للنشر بل أجزم أنه سقط لحق بالكتاب من النساخ أو من عوادي الدهر ، وكان الاستدراك على السلاسل الذهبية هو تقليد النشر وعدم التنبيه والتصويب كما فعل في أكثر من موضع وكان الترك في بعضها هو الصواب والله أعلم .
قال في النشر (1/99) ما نصه : رواية قالون طريق أبي نشيط عن قالون من طريق ابن بويان من سبع طرق (الأولى) إبراهيم بن عمر عنه من طريقي الشاطبية والتيسير. فمن التيسير قال الداني قرأت القرآن كله على شيخي أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى المقري الضرير وقال لي قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقري وقال قرأت على إبراهيم بن عمر المقري.
ومن الشاطبية قرأ بها الشاطبي على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي وقرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن غلام الفرس وقرأ بها على أبي داود سليمان بن نجاح وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن ابن الدوش وأبي الحسين يحيى بن إبراهيم بن البياز وقرؤا بها على الداني .
وقرأ بها الشاطبي أيضاً على أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل وقرأ بها على أبي داود على الداني بسنده " اهـ محل الغرض منه .
وقال في النشر أيضا (1/101 ) : " ومن طريق القزاز طريقان الأولى طريق صالح بن إدريس عنه ثمان طرق.الأولى: طريق ابن غصن قرأ بها الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الملك ين شفيع على عبد الله بن سهل على أبي سعيد خلف بن غصن الطائي " اهـ محل الغرض منه ، وأثبت لاحقا في الصفحة التالية قراءة ابن غصن الطائي على أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون وقراءة عبد المنعم بن غلبون على أبي سهل صالح بن إدريس وقراءة صالح بن إدريس على القزاز عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون
ويعني ذلك أن ابن الجزري قد انتقى في النشر من الشاطبية أربع طرق بالتمام والكمال :
الأولى : هي التي أدغمها ابن الجزري في طريق التيسير من قراءة الداني على فارس على عبد الباقي بن الحسن على إبراهيم بن عمر على ابن بويان على ابن الأشعث على أبي نشيط على قالون .
إن لصاحب النشر منهجا وأسلوبا رائعا ذا مستوى عال من التحقيق والتدقيق إذ أدغم طريق الشاطبية في التيسير وعدّهما طريقا واحدا كلما تقيّد الشاطبي بما في التيسير أي نظمه من غير زيادة كما هو جلي من طرق النشر المنتقاة لرواية البزي وقنبل والسوسي وهشام وابن ذكوان وحفص وخلف وخلاد وطريقي شعبة .
وإن من منهجية ابن الجزري الرائعة أن إعلانه بعد ذكر طريقي التيسير والشاطبية طريقا أخرى للشاطبي أي غير مقرونة بالتيسير فإنما لبيان أن للشاطبي لذلك الراوي أداء فيه زيادة على ما في التيسير قرأ بها على شيخ أو أكثر إلى الداني في غير كتابه التيسير كجامع البيان مثلا ، وجملة ما وقع من ذلك من طرق النشر للشاطبي أربع هي :
ـ قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس عن ثلاثة هم ( أبي داوود سليمان بن نجاح ) ( وابن الدوش ) ( ويحيى بن إبراهيم البياز ) ثلاثتهم عن الداني ، وهذه الطريق هي المرقمة في السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية برقم (1) وتتمتها في السلاسل الذهبية هي طريق التيسير أي قراءة الداني على فارس على عبد الباقي بن الحسن على إبراهيم بن عمر على ابن بويان على ابن الأشعث على أبي نشيط على قالون ، ولا أنفي هذه التتمة ولكن في النفس منها شيئا لعلي أفرغ لمتابعته إن شاء الله .
ـ قراءة الشاطبي على ابن هذيل على أبي داوود على الداني ، قال ابن الجزري في وصف هذا السند ما نصه ( بسنده ) اهـ يعني الداني والظاهر والله أعلم أنه يعني بسند الداني المتقدم في التيسير .
ـ قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي داوود على الداني على الخاقاني على الأنماطي على الخياط على النحاس على الأزرق على ورش .
ـ قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على ( ابن الدوش وأبي داوود ) على الداني على طاهر بن غلبون على عبد المنعم بن غلبون على نصر المجاهدي على ابن مجاهد على أبي الزعراء على دوري أبي عمرو .
ومن طرق النشر للشاطبي أداءان من غير طرق الداني هما :
قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على ابن شفيع على عبد الله بن سهل على ابن غصن الطائي على عبد المنعم بن غلبون على صالح بن إدريس الوراق على القزاز على ابن الأشعث على أبي نشيط على قالون .
ـ قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على ابن شفيع على ابن سهل على الطرسوسي على أبي أحمد السامري على ابن مجاهد على أبي الزعراء على دوري الكسائي
وهكذا نتبين من منهجية وأسلوب ابن الجزري أن :
ـ قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس عن ثلاثة هم ( أبي داوود سليمان بن نجاح ) ( وابن الدوش ) ( ويحيى بن غبراهيم البياز ) ثلاثتهم عن الداني ، وكذا :
ـ قراءة الشاطبي على ابن هذيل على أبي داوود على الداني ، قال ابن الجزري في وصف هذا السند ما نصه ( بسنده ) اهـ يعني الداني :
كلاهما لقالون من طريق إبراهيم بن عمر عن ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون ، وكذا :
قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على ابن شفيع على عبد الله بن سهل على ابن غصن الطائي على عبد المنعم بن غلبون على صالح بن إدريس الوراق على القزاز على ابن الأشعث على أبي نشيط على قالون .
كل منها ـ أعني الثلاثة ـ طريق للشاطبي خارج التيسيبر أي من زيادات القصيد على الأصل ، وكما عدّ هذه الأخيرة طريقا مستقلة عن التيسير للشاطبي ( رقم 27 في السلاسل الذهبية ) عن صالح بن إدريس للقزاز فإن كلا من الثانية والثالثة طريقان مستقلتان عن التيسير للشاطبي لإبراهيم بن عمر ،
الأولى : قراءة الشاطبي على النفزي .
والثانية قراءة الشاطبي على ابن هذيل .
ويعني هذا التحقيق ـ والله أعلم بالصواب ـ أن للشاطبي لقالون أربع طرق :
أولاها هي التي أدغمها المحقق مع التيسير ولم يعدّها صاحب السلاسل الذهبية .
وثانيها هي من قراءة الداني على النفزي وهي المعدودة في السلاسل الذهبية برقم (1) .
وثالثها من قراءة الشاطبي على ابن هذيل إلى الداني ولم يعدّها صاحب السلاسل الذهبية .
ورابعها من قراءة الشاطبي على النفزي من غير طرق الداني وهي المعدودة في السلاسل الذهبية برقم (27) .
ولم أتجاوز كتاب الشاطبي إلى كتاب التيسير بل لا يزال من طرق الشاطبي في طريق الأزرق عن ورش وفي رواية دوري أبي عمرو ما يحتاج على استدراكات عريضة والله أعلم بالصواب .

يتواصل
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
002224945444
[email protected]
[email protected]
 
الشيخ الفاضل الحسن ماديك حفظه الله
لي تساؤل _و إن كان خارج موضوع بحثك الحالي فاعذرني_ مضى عليه أكثر من حول في ملتقى القراءات و لم أتلق منك أي إجابة عليه حتى الآن فأعيد طرحه عليك مرة أخرى في هذا الموضوع و أستغل متابعتك المتواصلة له لعلك تتفضل بالإجابة عليه بارك الله فيك .
قلتم حفظكم الله تعالى :
وأما الجزء الثاني من السؤال : هل في الشاطبية والدرة بعض القياس ؟
فأقول نعم فيهما وفي طيبة النشر وفي سائر كتب القراءات كثير من القياس وكما وضحته في أكثر من بحث وسأوضحه لاحقا إن شاء الله ، ويجب على الأمة العدول عنه ، وهنيئا للأمة رواية حفص التي خلت من القياس وخلت من اللهجات إلا في حرفين ولكنهما ليسا من القياس .
طالب العلم
الحسن

فما هو القياس الموجود في القراءات و الروايات الأخرى و خلت منه رواية حفص و تطالب الأمة بالعدول عنه ؟
و هل القياس الذي تفضلتم به موجود فيما نقرأ به اليوم ؟ إن كانت الإجابة بنعم فأرجو توضيح ذلك بأمثلة .
بارك الله فيكم و نفع بكم
أخوكم / طه
 
الأخ الكريم طـه محمد عبد الرحمان سلّمك الله والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
أعتذر لك إذ لم أطلع على تساؤلاتك في ملتقى أهل القراءات أو اطلعت فنسيت أو انشغلت عنه ولم أذكره ، وأتمنى عليك أن تغفر لي زلة عدم عدم الجواب والله يغفر لي ولك ذنوبنا وللمؤمنين والمؤمنات .
وأما القياس الذي ذكرت لك فإنما هو في أصول القراءات كالإمالة وترقيق الراءات وتفخيم اللامات للأزرق وتسهيل الهمز وكوقف حمزة وهشام على الهمز ، ولقد وقع في القرآن رواية متواترة إلى النبي صلى الله عليه وسلم كثير من تلك اللهجات أعني الإمالة والتسهيل والترقيق ... في بعض الأحرف ، لكن قاس المصنفون من طرق الرواة ابتداء من القرن الرابع للهجرة وتحديدا ابتداءمن ابن مجاهد فما بعده على الرواية في أحرف مخصوصة كثيرا أو سائر نظائرها ومنه على سبيل المثال نقل حركة الهمز غلى الساكن قبلها لورش ، وهو رواية متصلة في بعض الأحرف ولكن قاس بعض المصنفين من طرق الرواة عليه قوله ( كتابيه إني ظننت ) وأدغموا له ( ماليه هلك ) قياسا كذلك ولا رواية عن ورش ولا عمن فوقه بذلك .
وأقول اختصارا إن القياس لم يرد عن القراء السبعة ولا العشرة ولا عن رواتهم حسب تتبعي منذ عقدين أو اكثر وغنما أدرجه والزم به الرواة المصنفون من طرقهم اجتهادا منهم وجزاهم الله خيرا لأمانتهم العلممية إذ أعلنوا الرواية وأعلنوا القياس فصلوا بينهما فلم يدلسوا ولم يخلطوا وإلا فما كان لي ولا لغيري أن يميّز القياس ولا أن يعلم به .
وأعتذر عن الاختصار ولعلي في غير هذا المقام أطنب وأفصل أكثر :
أخوك
طالب العلم
الحسن
 
جزائ الله خيراً شيخنا الفاضل ، على ما تفضّلتم من كلام علميّ محض
قولكم في الأخير :

وثانيها هي من قراءة الداني على النفزي وهي المعدودة في السلاسل الذهبية برقم (1) .
تقصد قراءة الشاطبيّ على النفزي من طريق الداني ؟
 
الأخ محمد يحيى شريف
أحسنت بتنبيهي على سبق القلم
نعم إنما قصدت قراءة الشاطبي على شيخه النفزي وإنما النفزي من شيوخ الشاطبي وكما يتضح من تعدادي الأداءات الأربع للشاطبي :
"ويعني هذا التحقيق ـ والله أعلم بالصواب ـ أن للشاطبي لقالون أربع طرق :
أولاها هي التي أدغمها المحقق مع التيسير ولم يعدّها صاحب السلاسل الذهبية .
وثانيها هي من قراءة الشاطبي على النفزي وهي المعدودة في السلاسل الذهبية برقم (1) .
وثالثها من قراءة الشاطبي على ابن هذيل إلى الداني ولم يعدّها صاحب السلاسل الذهبية .
ورابعها من قراءة الشاطبي على النفزي من غير طرق الداني وهي المعدودة في السلاسل الذهبية برقم (27) " اهـ .
والله يغفر لي ولك
وأتمنى عليك أن تقرأ الحلقة التالية (الخامسة ) فما بعدها بعين النقد والبحث بعيدا عن المجاملة إذ لن تكرمني بأكثر من النقد العلمي

أخوك طالب العلم
الحسن
 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و نفع بكم شيخنا الكريم الحسن ..
ا
وأقول اختصارا إن القياس لم يرد عن القراء السبعة ولا العشرة ولا عن رواتهم حسب تتبعي منذ عقدين أو اكثر وغنما أدرجه والزم به الرواة المصنفون من طرقهم اجتهادا منهم وجزاهم الله خيرا لأمانتهم العلممية إذ أعلنوا الرواية وأعلنوا القياس فصلوا بينهما فلم يدلسوا ولم يخلطوا وإلا فما كان لي ولا لغيري أن يميّز القياس ولا أن يعلم به .
وأعتذر عن الاختصار ولعلي في غير هذا المقام أطنب وأفصل أكثر :
نتمنى التفصيل أكثر و دعم ذلك بأمثلة حتى تتضح الصورة و لو أفردتم له موضوعا خاصا لكان حسنا لأهمية الموضوع ..
 
عودة
أعلى