المستدرك على السلاسل الذهبية ( الأخيرة )

إنضم
27/12/2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه ، وبعد :
فلقد درست للدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله كتاب " السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية " طريقا طريقا ، كلمة كلمة ، وقارنت بينه وبين الأصل كتاب النشر مطبوعا ومخطوطا ، قارنت بينه وبين الطرق المنشورة في أسانيد ابن الجزري إجمالا ، وتلك المفصلة في أحرف اختلف فيها الطرق عن الرواة فأضحى لديّ كتاب عدلت عن تسميته بالمستدرك على السلاسل الذهبية إلى : [ تيسير طرق النشر من الأصول على الرواة ] ويسّر لي هذا العمل الكبير احتفاظي بملاحظاتي منذ 1409 هـ على طرق النشر وأمهاته .
وأعلن اليوم ـ وأنا بصدد البحث عن دار للطباعة ـ أن كتاب السلاسل الذهبية قد وفّر لي كثيرا من الوقت والجهد ، ولولاه لتأخر كتابي هذا بضع سنوات ، ولهو أول دراسة جادة تستحق الشكر والتقدير من المتخصصين ومن طلبة العلم على السواء وقد بدأت بنفسي فشكرته بعزوي إليه جهده وتحريره وتحقيقه فلم أسرق منه نقيرا ولا قطميرا ولا فتيلا ولم أنسب لنفسي ما سبقني إليه حفظه الله كما لم أنسب إلى الدكتور أيمن ماسبقه إليه المحقق ابن الجزري رحمه الله من التحرير والتحقيق كما لم أنسب إلى المحقق ابن الجزري ما سبقه إليه من قبله من مصنفي طرق الرواة كابن مجاهد وابني غلبون والشاطبي وابن سوار وغيرهم ممن أضافوا إلى السماع النص في كتبهم ومثال ذلك أني نسبت إلى ابن مجاهد ( ت 324 هـ ) في سبعته طريقه لأبي الحارث عن الكسائي ، واعتبرت ست طرق أخذت عنه رواة عنه تلقوا طريقه فقرأوا بها ودونوها في مصنفاهم ، والإنصاف يقتضي نسبتها إلى ابن مجاهد صاحب التدوين الأول ولو عثرنا عمن دوّنها من قبل وأخذ عنه ابن مجاهد لاعتبرناه صاحب الطريق ، وهكذا لم أعتبر طرقا مستقلة كلا من :
1. أبي الطيب ( ت 389 هـ ) في الإرشاد إذ أخذها عن ثلاثة من تلامذة ابن مجاهد .
2. طاهر ( ت 399 ) هـ في التذكرة إذ أخذها عن أبيه
3. ابن سفيان ( ت 415 هـ ) في الهادي إذ أخذها عن عبد المنعم
4. المهدوي ( ت بعد 430 هـ ) في الهداية إذ أخذها عن ابن سفيان عن عبد المنعم
5. مكي ( ت 437 هـ ) في التبصرة إذ أخذها عن عبد المنعم
6. ـ الهذلي ( ت 465 هـ ) في الكامل إذ هو من الطبقة الرابعة ـ كالمهدوي ـ من تلامذة ابن مجاهد .
بل اعتبرتهم امتدادا لطريق ابن مجاهد المذكورة المرقمة في السلاسل الذهبية برقم ( 823 ) وألغيت من العدّ ست طرق عنه .
هكذا كانت منهجية ابن الجزري في نشره طرقه التي بلغت الألف وتبعه الدكتور أيمن فاستدركت على المنهجية أي على الكتابين لا استدراكا على ابن الجزري ولا على الدكتور أيمن سويد ، بل أنا أذل في نفسي وأقل شأنا وعلما وأدبا من التفكير في ذلك .
ولأنا كذلك أجرأ الناس بمتابعة البحث العلمي ما حييت بل ما استطعت إذ هو المقدس الوحيد مما أستطيعه ، أعوذ بالله أن أكون ممن بلغه علم فلم يوظفه أو تلقى رواية فنسبها إلى المتأخر قصورا منه عن تتبع مصدرها الأول ، ذلكم السلوك أو استنساخ التراث هو الذي هوى بأمة عظيمة في هوة سحيقة من الانحطاط منذ ألف سنة بل تزيد قرنين أو أكثر ولا حول ولا قوة إلا بالله المستعان ولا يزال استنساخ التراث بدل تدبره والاستفادة منه وتوظيفه يزيد الأمة خبالا بما يشغلها عن تدبر الكتاب المنزل .
وكان أكثر ما استدركت على الشيخ الدكتور أيمن تقليده نشر الطرق في النشر حذو القذة بالقذة ، وأسجّل له تحقيقاته الكثيرة الجيدة إذ طرقت مواضع ظلت بكرا لم توطأ من قبل بل لم تجد من يبحث في ثناياها أهي بالتحديث أم بالقراءة أم بالتحديث في بعض سلسلتها وبالقراءة في سائرها ، وأسجّل له جرأته باستدراكاته على ابن الجزري إذ ألزمه في بعض الأحيان طرقا أعرض عنها ابن الجزري فلم ينشرها في نشره ، وليته نسبها إلى المصنف الأول من طرق الرواة ، وإنما طرق ابن الجزري في النشر قليلة جدا لا تكاد تبلغ عشر طرق .
ولقد تحدث إليّ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله في يومي هذا قبيل منتصف النهار بالتوقيت العالمي وكان معه صديقي العزيز شيخ القراء بالسنغال محمد الحسن بوصو وقال لي الدكتور أيمن ما مقتضاه أنه لا يمانع في اعتماد ما ثبت من استدراكاتي على السلاسل الذهبية وشكرت له في نفسي تواضعه ولا يتأتى من مثله من الأعلام غير ذلك وإنما رفع الله قدر شيخنا الدكتور أيمن بالقرآن وخدمته وهيهات هيهات لما يمليه الشيطان من الكبر أن يجتمع مع خدمة القرآن والتفرغ لتصحيح أدائه وفرز طرقه ليأمن الذين يتلونه العثار .
وها أنا ذا أشكر له تواضعه علنا أن لم يضق ذرعا بالباحثين المتوسطين أمثالي ولم يتأول النقد والاستدراك من المتأخر طعنا ونيلا من شخصه ، أعوذ بالله أن أكون الجاهلين فأنال من الأئمة الأعلام أو أستهزئ بالمؤمنين .
ولعلي قد شرحت آنفا كيف اختصرت ألف طريق في النشر وفي السلاسل الذهبية إلى أقل من مائتي طريق تحقيقا في النشر هي الطرق المقروء بها أي هي التي تضمنتها طيبة النشر .
وأتمنى على من يهمه الأمر من المتخصصين إكرامي بنقد وتمحيص كتابي هذا الذي سأخرجه إن شاء الله في الأسابيع القلية الآتية ولتستفيد منه بعد ذلك الجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة والباحثون في علم القراءات .
وليكون كتابي هذا " تيسير طرق النشر من أمهاته إلى الرواة " تمهيدا وتوطئة لبحث عريض انشغلت به منذ عشر سنوات لإعادة الأمة على الأداء بالمصاحف العثمانية أي إلى خمس أو ست روايات بدل الروايات العشرين أو أكثر ولعل الله يصلح آخر الأمة بما صلح به أولها .
وأدعو خيار الأمة إلى المشاركة في هذا المشروع الكبير ، والله المستعان .
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
 
أخي الكريم الحسن بن ماديك حفظك الله ورعاك :
أرى - وآمل أن أكون مخطئاً - انحرافاً في منهجية البحث عندك ، فتوافقك مع صاحب السلاسل في المنهجية أرجو أن لا يكون على حساب النقد العلمي الذي ابتدأت به !
أخي الكريم :
لقد تابعت كل الحلقات المضيئات التي قمت بكتابتها بكل تأن وتروٍّ ، فاتفقت معك في بعضها ، واختلفت في بعضها ، شأني مع الكتاب الأصل الذي أنت بصدد نقده .
وإني إذ " أشمّ " رائحة نهاية نقدك لكتاب السلاسل ، فاسمح لي بتسجيل هذا الرأي خروجاً من ذمة ومذمة المجاملة في العلم والنقد :
1- توافقت أنت وكتاب " السلاسل " على محاولة بناء شخصية علمية لكليكما يكون أساسها هو " الإمام ابن الجزري رحمه الله ، فمؤلف " السلاسل " يُلزمه " وأنت " تنتقده " والمحصلة من عمليكما هي : تغيير " منهج ابن الجزري الذي ارتضاه لكتابه ، سواء في تسميته للطرق ، أو في اعتباره لتعداد تلك الطرق .
2- كتاب " السلاسل " وإن كان من أحدث الكتب التي تعرضت للنشر فهو في حقيقة الأمر - بعد دراسته بتمعن وحياد - كتاب ذو شقين :
الأول: المتن ، وهو كله لابن الجزري ، وهذا لا تعليق عليه .
الثاني : الحواشي : وهي تعبر عن رأي كاتبها وفهمه للنشر ، وهذا هو محل اختلاف الرأي معك ومع مؤلفه ، ومع أن كثيراً منها هو وصف لما في النشر إلا أن في النتائج التي بنيت عليه محلا للكلام والنقاش .
ولا يدخل في هذا ما كتبه مؤلفه عن " أسانيده الخاصة " ، بل الكلام عن طرق النشر وصنيع ابن الجزري لا غير.
3- لم ألاحظ أنك سلطت " نقدك " على كلام مؤلف " السلاسل " الذي هو مذكور في الحواشي ، بل أراك بنيت نقدك على كلام ابن الجزري ، وهذا عندي فيه ما فيه .
ولك كل تحية وتقدير .
 
الأخ العزيز السالم الجكني
السلام عليكم
سررت كثيرا بنقدك إياي وأني قد انحرفت عما بدأته من البحث العلمي لكتاب السلاسل الذهبية .
ولا اعتراض لي على هذا الاتهام وأرجو أن يكون صائبا وأن أكون مخطئا وكذلك رجائي في كل مرة أختلف مع غيري من الباحثين ولأنا افرح بأن يكون مخالفي على الصواب من فرحي بصوابي لو أصبت .
وأما ما بين السطور من كلامي في الحلقة الأخيرة فهو إحالتي البحث أو إخراجه من وسوسة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء إلى حيث يجب أن يكون البحث مجردا لا يراد به ولا منه إلا العلم .
ولو أنك صبرت حتى يخرج كتابي المعد اليوم للطبع " تيسير طرق النشر من الأصول إلى الرواة " لكان لك رأي آخر والله أعلم .
ولن أنكر استفادتي من كتاب السلاسل الذهبية كما لن أكتم استدراكاتي عليه ولا على النشر ولا عليك حين يظهر تحقيقك لكتاب النشر .
أتمنى على الله أن لا يجعلني ممن يظلم الناس قدرهم فيستنقصهم ليبني لنفسه مجدا على أنقاض صرح هدمه بحق أو بغير حق .
ولقد طلبت منك في رسالة خاصة ـ حين ابتدأت نشر المستدرك ـ أن تهدي إليّ مواطن الخطإ والخطل فأستفيد منها وأعتبر هذا الرد أو الاتهام لي جزءا من تلك الهدية الثمينة .
فجزاك الله خيرا بأحسن الجزاء .
أما اتهامك للدكتور أيمن فذلك شأنكما معشر الدكاترة ولعل من الإنصاف من غيرالدكتور أن لا يتدخل بين الدكاترة .
أخوك
طالب العلم
الحسن آل ماديك
 
شكر الله لك أخونا العزيز الأستاذ الحسن ماديك على استدراكاتك الجميلة..
وفاجأتنا كثيراً بالتوافق مع الشيخ أيمن سويد ، فسبحان مقلب القلوب..
والذي أراه أن نتمسك بمنهجية الإمام الكبير الحافظ ابن الجزري رحمه الله تعالى ، فهي منهجية ما أتت من عبث وفراغ ، بل هي محكمة أتم إحكام ، ومدروسة بعمق في جميع الزوايا ، ومحررة أشد تحرير بعد جهد وعناء ، ولا يمنع أن نعيد التفكر والنظر ، ونبدع أسهل الطرق وأبينها للوصول إلى المقصود..
ولله در الإمام الحافظ ابن الجزري فكم أتعب من خلفه !!
وفق الله أخواننا الأحبة والمهتمين بعلم القراءات والجميع لما يحبه جلَّ وعلا ويرضاه..
 
أخي الكريم الحسن بن ماديك حفظك الله ورعاك :
القضية ليست قضية " دكاترة " وغير " دكاترة " ألبتة !
وليست قضية السالم والشيخين الحسن وأيمن !
القضية قضية " ابن الجزري وكتابه النشر " !!
عشنا معك حلقات صرحت فيها بنفسك أنها قد ستكون في بضع عشرة حلقة ؛ وذكرت فيها فوائد علمية لا ينقص قدرها إلا من ابتلي بإحدى خصلتين أو بهما معاً والعياذ بالله تعالى وهما : الجهل والحسد !!
ثم وفجأة تأتي وتقول لنا : الحلقة الأخيرة !!
ثم ماذا:
اتصال بينك وبين صاحب " السلاسل " !!
ثم ماذا :
تغيير عنوان موضوعك وإرجاعه إلى مؤلف لك !!
أخي الكريم :
القراء ليسوا " مغفلين " أو " ساذجين " لهذه الدرجة !! يلعب بهم ظاهراً وباطناً ، فوق الكواليس وخلفها ؟؟؟
مهما تكن العلاقة بينكما فهي من خصوصيتكما ولا دخل لأحد أي كان بها ، لكن ليست على حساب بحث علمي تقطعه في نفس الطريق وبحجج لا تقال إلا للأطفال !!
أما موضوع رسالتك على الخاص فلم أجبك عليها لأنك لم ترسل لي شيئاً أنتقده ، بل ما كتبته أنت هنا قد تولى كثير من الفضلاء بيان النقد عليه وتناقشت أنت معهم فيه وتوصلت معهم فيه إلى نتيجة هي أن لكل باحث رأيه !! وهذا مبثوث في ثنايا ردودك وردودهم .
أما خلاصة رأيي المتواضع في هذا الموضوع كله فهو :
1- ابن الجزري بنى كتابه على " منهجية " معينة " وعاش (35) سنة بعد تأليفه للنشر : يقرأ ويقرئ ويجيز به ولم يغير فيه حرفاً ، ولم يستدرك على نفسه فيه كلمة ، ولم يزد فيه طريقاً واحدة ، ولم يعد النظر في تسمية طريق واحدة ولم ولم ولم ....الخ
2- لم يجرؤ أي أحد من كبار الأئمة ؛ لا الأزميري ولا المتولي على التصريح بأنه " يلزم ابن الجزري بشيئ " متعلق بكتابه ، ثم رأينا هذا الباب يفتح الآن ، وتريدنا " التصفيق " له !!!!
2- صح عن ابن الجزري أنه قال بعد ربع قرن من كتابته للنشر : إنه لم يعتمد " كل الصحيح " ولو مدّ الله له في العمر فسيؤلف كتاباً في ذلك ، وعاش بعد هذا الكلام عشر سنين ولم يفعل ، وسبحان من بيده كل الأمور.
3- أخذ علماء القراءات كتاب النشر بما فيه ، ولم يبنوا منهجاً مخالفاً لمنهجه ، بل قصارى ما فعله المتأخرون - ويعلم الله لا أقصدك ولا صاحب السلاسل- منهم هو محاولة " التحذلق " و " التفيهق " فآلت نتيجتهم إلى أنهم خرجوا عن النشر ، بمعنى : خرجوا من " اختيار ابن الجزري ومنهجه " إلى اختيارهم الخاص بهم وبمنهجهم " .
وأخيراً أخي الكريم :
إذا كان ماستقدمه لأهل القراءات في كتابك القادم هو بنفس المنهجية والطريقة التي قرأناها هنا فقد كفاك الشيخ المتولي رحمه الله مؤونة ذلك ، وراجع كتبه المتعلقة بالنشر فستجد أنك هو هو .
في خاتمة تسطيري الحروف في هذا الموضوع أقول :
لقد ذكر أخي " السراج " كلاماً قيّماً " يستحق عليه الثناء والتنويه ، وأن على الباحثين أن يتبعوا ابن الجزري في منهجيته ؛ على الأقل في ما يخص بالنشر ، أما في تآليفهم الخاصة فلكل محب أن يغني على ليلاه .
والحب لله وفي الله لأخي الكريم الحسن بن ماديك .
 
شيخي وأستاذي الدكتور السَّالم الجكني - وفقه الله - لفت نظري في كلامك هذه العبارة ، ولعلها سبق قلم:
أما خلاصة رأيي المتواضع في هذا الموضوع كله فهو :
1- ابن الجزري بنى كتابه على " منهجية " معينة " وعاش (35) سنة بعد تأليفه للنشر : يقرأ ويقرئ ويجيز به ولم يغير فيه حرفاً ، ولم يستدرك على نفسه فيه كلمة ، ولم يزد فيه طريقاً واحدة ، ولم يعد النظر في تسمية طريق واحدة ولم ولم ولم ....الخ
فقد وقفتُ أثناء بحثي الذي أخبرتك عنه سابقاً ( الرِّحلة الجزرية إلى البلاد اليمنية ) على استدراك أحد مقرئ اليمن من تلامذة الإمام ابن الجزري -رحمه الله - على شيخه في كتابه النشر ، فأمر به الإمام ابن الجزري - رحمه الله - واستحسنه .
وهذا المقرئ هو : عبد العليم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن أبي بكر الخزرجي الأنصاري اليماني .
جاء في ترجمته عند السخاوي في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (4/ 241 ) ما يلي:
وتلا للسبع إفراداً وجمعاً على الموفق علي بن محمد والشهاب أحمد بن محمد الشرعيين ، وللعشر على ابن الجزري ، ونبَّـهَهَ على إغفال لفظة ( دُرِّي ) في سورة النور ، حيث قال في النشر : إنَّ خلفاً لم يخرج عن قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر إلا في موضعين وهما: ( وحرام على قرية أهلكناها ) ، والثاني : السكت بين السورتين على ما ذكر أبو العز القلانسي ، فاستدرك صاحب الترجمة لفظة ( دُرِّي ) فإنَّ خلفاً خالف في الثلاثة المذكورين ووقف عليه المؤلِّف فأمر به واستحسنه . ا.هـ .
فهذه فائدة أحببتُ ذكرها هنا لمناسبة قولك - وفقك الله - .
 
أخي الغالي الدكتور السالم بن محمد محمود الجكني
سلمك الله من الآفات وجزاك خيرا وجنة وحريرا ووقاك السموم والماء الحميم .
أتمنى أن تتفهم أني ـ والله أعلم ـ قد رميت من مكان سحيق بنصيب الشيطان وهو حب الظهور والعظمة والتعالي على من سبقني بهجرة وبعلم قبل أن نحتاج إلى النظر إلى العمر وما له من حرمة يعلمها عوام الأمة .
هكذا تبينت أن متابعة تلك الحلقات تعني كثيرا من استعراض العضلات ولقد نصحني أبي الدكتور محمد بن محمد أحيد رحمه الله أكثر من مرة مخاطبا إياي : إن الظهور نقمة والخمول نعمة ، ومن أكثر الحركة أرغم على التوقف .
وهكذا عدلت إلى تسمية الأشياء بمسمياتها إذ لم يأت الدكتور أيمن إلا بطرق قليلة جدا ألزم بها ابن الجزري ناقشتها نقاشا علميا والصواب عند الله .
وكذلك فعلت مع الطرق التي جاء بها ابن الجزري تلقى القراءة بها أداء غير منصوص في شيء من أمهات النشر ولعلها لا تبلغ أربعة عشر طريقا ناقشتها كذلك
وبقي سائر طرق النشر التي قاربت الألف وهي التي أسندها ابن الجزري إلى أمهات كتابه وأقرأ بها من بين سيل من الروايات تلقاها أي هو من انتقاها وأثبتها في النشر ، وما كان من الدكتور أيمن رشدي سويد غير تقليده فيها واستنساخها بأسلوب عصري يعين القراء على استيعابها وكان منه بعض الملاحظات على بعضها ملاحظات علمية في مجملها ناقشتها في مواضعها واحدة تلو الأخرى فمن ذلك الفقرة التالية من كتابي تيسير طرق النشر من أصوله إلى الرواة :
"/ ابن مهران في الغاية ـ عن شيخيه زيد بن عليّ وابن الدورقي كلاهما ـ ابن فرح ـ دوري أبي عمرو ( س 360 ) (ميتة ) قال في السلاسل ( ص 306 ) تعليقا : "سمّى ابن الجزري في النشر ( الفقرة 547) هذه الطريق طريق ابن الدورقي وحقها أن تسمى طريق ابن مهران لثبوت قراءة ابن مهران على زيد بن أبي بلال مباشرة وعلى ابن الدورقي كلاهما عن ابن فرح انظر تفصيل ذلك في جدول أسانيد الغاية لابن مهران والله أعلم " اهـ بلفظه
قلت : وعبارة ابن مهران في أسانيد الغاية كالتالي " قرأت على أبي الصقر محمد بن جعفر بن محمد المقرئ المعروف بابن الدورقي القرآن من أوله إلى آخره ببغداد وعلى أبي القاسم زيد بن عليّ بالكوفة قال قرأنا على أبي جعفر أحمد بن فرح المقرئ المفسّر قال وقرأت على أبي عمر حفص بن عمر الدوري ... " اهـ ولا مزيد على هذا التحرير لأن زيد بن عليّ بن أبي بلال أبا القاسم العجلي الكوفي هو المرقم في غاية النهاية برقم ( 1308 ) قد قرأ على ابن فرح وقرأ عليه ابن مهران .وأما ابن الدورقي فهو المرقم في غاية النهاية برقم ( 2899 )قرأ على ابن فرح وروى القراءة عنه عرضا ابن مهران وأثنى عليه .
والصواب ـ والله أعلم ـ ما اقترحه شيخنا الفاضل الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله لتسمية الطريق بطريق ابن مهران إذ جعل من أدائه نصا منصوصا ، ومن حق الدكتور أيمن رشدي سويد إضافة ابن الدورقي مع زيد بن عليّ لتلقى ابن مهران عن كل منهما ولتلقيهما عن ابن فرح ، ومن حق ابن الجزري إضافة زيد ابن أبي بلال مع أبي الصقر ابن الدورقي لتلقي ابن مهران عن كل منهما وتلقيهما عن ابن فرح " اهـ محل الاستشهاد.
أخي العزيز السالم الجكني
مرة أخرى أتمنى عليك أن تصبر بضعة أسابيع لن تبلغ الشهر إن شاء الله ليظهر كتابي " تيسير طرق النشرمن أصوله لى الرواة " ولتحكم بعد الإحاطة ، وما يدريك لعله يرضيك ويرضي غيرك فإن لم يرضكم فقد رضيت به إذ اجتهدت ولم آل ولم أدّع موافقة الصواب ومرحبا وأهلا وسهلا بالنقد والاستدراك وتبيان مواطن التقصير والخطإ ذلك النقد سيقربني من صاحبه أكثر مما تصور .
أما بخصوص علاقتي بالشيخ أيمن رشدي سويد فإنما هي نظرة طالب علم متوسط بنجم من نجوم أئمة القراءات كمحمد تميم الزعبي والمرصفي والدكتور السالم الجكني وغيرهم من الأعلام قد أخالف كلا منهم لكن أظل على حبه ووده والاستغفار له كما هو سلوكي مع الأئمة المتقدمين كابن الجزري والشاطبي والداني وابن مجاهد رحمهم الله تعالى .
ولم أعلم بشيء مما تشيرإليه من اتفاق ضمني أو غيره والله على ما أقول شهيد وهو أكبر شهادة .
وأشكر له استعداده لمراجعة كتابه السلاسل الذهبية كلما ثبت ـ بالدليل ـ استدراك عليه من استدراكاتي ولا شك أنه كذلك مع استدراكات غيري ، هذا الاستعداد منه جعلني أنظر إليه بوقار أكثر إذ هو ما ينقص الأمة المبتلاة بشيء من العظمة والعجب يمنع الباحثين من تقبل المراجعات .
ولم أتخل عن موطن واحد من استدراكاتي التي ستفاجئك وتفاجئ الدكتور أيمن مثلك وتفاجئ كثيرا من المتخصصين .
قررت أن أترك نشر ذلك في الحلقات عبرالشبكة لما يثقلني تتبع الردود قبل إكمال البحث كما اقترحت أنت ـ حفظك الله ـ في موقعك .
فأعنّي بدعواتك الصادقة أن يحفظ جهودي المتواضعة من الشيطان ومن العجب وحب الظهور والحسد ...
طالب العلم
الحسن بن ماديك
 
أخي الكريم أبا إسحاق الحضرمي حفظمك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شلت يمينك ولا فض فوك ويسّر الله لك من المال والعافية ما يمتّعك به للتفرغ لطلب العلم .
علم الله أني كنت أجهل هذه المعلومة المغمورة التي نشرتها مشكورا ولك عليّ منّة ونعمة بما علّمتني ما جهلت فتلك يد لك عندي ، ولقد نسختها وحين أتمكن من المصدر سأثبتها في بحوث تحتاجها .
فجزاك الله خيرا
 
أخي العزيز " أبو إسحاق الحضرمي " حفظك الله ورعاك :
جزاك الله كل خير على هذه المعلومة عن ابن الجزري وكتابه النشر .
وأقول :
هذه المعلومة وقفت عليها قبل أكثر من (13سنة ) وقد دونتها في الدراسة المتواضعة المسمّاة ب " منهج ابن الجزري في كتابه النشر " ، وهذا لا يقدح في جهدكم والاعتراف بفضلكم .
أما أخي الحبيب والعزيز : الحسن بن ماديك حفظه الله ، فأقول له :
سر على بركة الله ، والله يوفقك ويعينك ، ويسهل لك الصعاب .
ولا تعليق لي على مداخلتك الأخيرة غير أن اعتقادي هو أن " شيخنا المرصفي رحمه الله ورضي عنه " ليس من حقه أن يكتب معه تلاميذه ، ولو كتبوا فلا يقدّمون عليه ، ولو كتبوا لما كان لكاتب هذه الحروف أن يذكر معهم ، فالشيخ ومكانته عندي أعلى من أن يكتب بين تلميذين من تلاميذه !
والله من وراء القصد .
 
أخي الكريم أبا إسحاق الحضرمي حفظمك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شلت يمينك ولا فض فوك ويسّر الله لك من المال والعافية ما يمتّعك به للتفرغ لطلب العلم .
علم الله أني كنت أجهل هذه المعلومة المغمورة التي نشرتها مشكورا ولك عليّ منّة ونعمة بما علّمتني ما جهلت فتلك يد لك عندي ، ولقد نسختها وحين أتمكن من المصدر سأثبتها في بحوث تحتاجها .
فجزاك الله خيرا

وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته

فشكر الله لك دعواتك الطيبة لأخيكم المسلم ، وما كنتُ لأتدخل بينك وبين شيخي الدكتور السَّالم الجكني - وفقه الله - ولكن أحببتُ أن أضيف هذه المعلومة ، من باب: ومن عَلِم حجة على مَنْ لم يعلم .
 
أخي العزيز " أبو إسحاق الحضرمي " حفظك الله ورعاك :
جزاك الله كل خير على هذه المعلومة عن ابن الجزري وكتابه النشر .
وأقول :
هذه المعلومة وقفت عليها قبل أكثر من (13سنة ) وقد دونتها في الدراسة المتواضعة المسمّاة ب " منهج ابن الجزري في كتابه النشر " ، وهذا لا يقدح في جهدكم والاعتراف بفضلكم .
شيخي الكريم: ما أنا إلا ثمرة من ثمراتكم ، وأحد تلاميذكم الذين استفادوا منكم الذين استفادوا على مقاعد الدراسة ، وما زلنا منكم نستفيد ، فأسأل الله تعالى أن يجزيك عنِّي خير ما جزى شيخاً عن تلميذه ، وبارك ربي في جهودكم
 
الأخ أبو إسحاق الحضرمي
قلت مخاطبا أستاذك الجكني :
فقد وقفتُ أثناء بحثي الذي أخبرتك عنه سابقاً ( الرِّحلة الجزرية إلى البلاد اليمنية ) على استدراك أحد مقرئ اليمن من تلامذة الإمام ابن الجزري -رحمه الله - على شيخه في كتابه النشر ، فأمر به الإمام ابن الجزري - رحمه الله - واستحسنه .
وهذا المقرئ هو : عبد العليم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن أبي بكر الخزرجي الأنصاري اليماني .
جاء في ترجمته عند السخاوي في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (4/ 241 ) ما يلي:
وتلا للسبع إفراداً وجمعاً على الموفق علي بن محمد والشهاب أحمد بن محمد الشرعيين ، وللعشر على ابن الجزري ، ونبَّـهَهَ على إغفال لفظة ( دُرِّي ) في سورة النور ، حيث قال في النشر : إنَّ خلفاً لم يخرج عن قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر إلا في موضعين وهما: ( وحرام على قرية أهلكناها ) ، والثاني : السكت بين السورتين على ما ذكر أبو العز القلانسي ، فاستدرك صاحب الترجمة لفظة ( دُرِّي ) فإنَّ خلفاً خالف في الثلاثة المذكورين ووقف عليه المؤلِّف فأمر به واستحسنه . ا.هـ .
فهذه فائدة أحببتُ ذكرها هنا لمناسبة قولك - وفقك الله - " اهـ .
وشكرتك على المعلومة التي أجهلها وهي استدراك عبد العليم الخزرجي النصاري اليماني على ابن الجزري مخالفة خلف في اختياره الكوفيين في قراءته ( درّيّ ) في النور وأن ابن الجزري وقف عليه وأمر به واستحسنه .
وكان ما جهلت هو ما ذكره القصة التي ذكرها السخاوي في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (4/ 241 ) ، لا الحرفان في الأنبياء والنور الظاهران في الطيبة في الفرش إذ حفظتها سنة 1409هـ .
وكنت حجة عليّ إذ لم أعلم بتلك القصة ، أما الآن فقد فاجأني وجود ما ستدركه عبد العليم اليماني على ابن الجزري من إغفال حرف النور في مخطوط النشر رقم التصنيف 211.3 /ن . ج الرقم العام 788 المنشورة من طرف جامعة الملك سعود . رقم الصفحة ( آخر الوجه الثاني من الصفحة 52 ) قال ابن الجزري في متن النشر في ذكر وفاة خلف البزار ما نصه : " قلت تتبعت اختياره فلم أره يخرج عن قراءة الكوفيين في حرف واحد بل ولا عن حمزة والكسائي وأبي بكر إلا في حرف واحد وهو قوله تعالى في الأنبياء وحرام على قرية قرأها كحفص والجماعة بغير( سقط من الضباع : غير ) ألف ودري في النور ( سقط من الضباع : ودرّيّ في النور ) وروى عنه أبو العز القلانسي في إرشاده السكت بين السورتين فخالف الكوفيين " اهـ من المخطوطة وما بين القوسين هو من زيادتي لأني قارنت بينها وبين نسخة الضباع المطبوعة ، تمهيدا لنشر مجموع مخطوطات النشر في كتاب واحد .
أخوك
طالب العلم
الحسن بن ماديك
 
أخي الكريم " الحسن بن ماديك حفظه الله :
السقط الموجود في نسخة الشيخ الضباع رحمه الله ، موجود أيضاً في سبع نسخ خطية أخرى .
لكنه ولله الحمد موجود في صلب المتن من نسخة خطية قوية من النشر ، وهي النسخة التي اعتمدتها " أصلاً " في تحقيق النشر ، وهي النسخ التي قرئت على ابن الجزري في خمسين (50) مجلساً تجاه الكعبة المشرفة ، ومسجل عليها كل تلك المجالس .
مع التحية والتقدير.
 
طلب من الشيخ الحبيب السالم الجكني

طلب من الشيخ الحبيب السالم الجكني

لكنه ولله الحمد موجود في صلب المتن من نسخة خطية قوية من النشر ، وهي النسخة التي اعتمدتها " أصلاً " في تحقيق النشر ، وهي النسخ التي قرئت على ابن الجزري في خمسين (50) مجلساً تجاه الكعبة المشرفة ، ومسجل عليها كل تلك المجالس. QUOTE]

شكر الله لكم هذه المعلومات القيمة، وأرجو من الشيخ السالم ـ سلمه الله ـ أن يذكر السنة التي قرئت فيها هذه النسخة على ابن الجزري ـ رحمه الله ـ إن أمكن.
لأنها إذا كانت سنة 828هـ تكون هي السنة التي حج فيها قادما من رحلته إلى اليمن، وهي آخر سنة رآى فيها الكعبة شرفها الله، وعليه يحتمل أن يكون قام بتصحيح ما نبهه عليه تلميذه عبد العليم اليمني، ويقوي هذا الاحتمال سقوط تلك الزيادة من نسخ كثيرة وفق ما تفضلتم به أعلاه.
وإذا كانت قبل ذلك كان لا بد من إعادة النظر فيما قاله العلامة السخاوي رحمه الله، ومعلوم أن ابن الجزري ـ رحمه الله ـ حج أول حجة سنة 768هـ ثم حج سنة 823هـ ثم حج سنة 828هـ وهي الأخيرة له.
دمتم موفقين.
 
عودة
أعلى