المسافات الزمنية المطوية في قصة إبراهيم عليه السلام

إنضم
26/02/2009
المشاركات
1,878
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

لقد قص الله تبارك وتعالى علينا من خبر خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مواضع متفرقة من كتابه الكريم والمتأمل في تلك المواضع يرى أن هناك مسافات زمنية قد طويت في حياة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

في سورة الأنبياء يقول تبارك وتعالى:
(قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) سورة الأنبياء(60)

الفَتى والفَتَاةُ: الشاب والشّابَّةُ، فَتِيَ يَفْتى. وفَعَلَ ذاكَ في فَتَائِه - مَمْدُوْد - . وجَمْعُه فِتْيَة وفِتْيَان وفُتُو وفَتَيَاتٌ وأفْتَاءٌ وفَتْيَاء. وفُتْيٌ: جَمْعُ الفَتى.( المحيط في اللغة )
( ف ت ي ) : ( الْفَتَى ) مِنْ النَّاسِ الشَّابُّ الْقَوِيُّ الْحَدَثُ وَالْجَمْعُ فِتْيَةٌ وَفِتْيَانٌ.(المغرب).

ثم في نفس السورة وفي نفس السياق يخبرنا الله تعالى أنه نجاه إلى الأرض المباركة ووهب له إسحاق ويعقوب:
( وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72))

وفي سورة الصافات:
(قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) )

ولا شك أن البشرى جاءت متأخرة جداً عن هذا الحدث، قال تعالى:
(وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55))سورة الحجر

وفي سورة هود:
(وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)

من خلال هذه الآيات نرى أن هناك مسافة زمنية قد تصل الستين عاما أو أكثر، الله أعلم كيف عاشها الخليل وأين عاشها.
وإذا تقرر هذا نعلم أن الأحداث الكبيرة في حياة الخليل عليه السلام بعد أن أنجاه الله من النار كانت في سن متأخرة:
إسكان إسماعيل وأمه في وادي مكة ، الأمر بذبح ابنه، بناء البيت ، الأذان في الناس بالحج.
هذه أبرز الأحداث في حياة إبراهيم والتي قصها القرآن.
ثم أختم بقول الله تعالى:
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) سورة آل عمران (68)

فهل كان لإبراهيم عليه السلام أتباع غير ذريته؟
أطرح هذا السؤال من أجل استجلاء الحلقات المفقودة ـ إذا صح التعبير ـ في حياة الخليل عليه الصلاة والسلام.
أرجو من الإخوة الأفاضل المشاركة
وجزاكم الله خيرا ووفقنا جميعا لفهم كتابه
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
الأخ الكريم حجازي حفظه الله،

1. حادثة تحطيم الأصنام كانت في أور في العراق، وكان إبراهيم عليه السلام شاباً فتيا. وبعد الحادثة هاجر عليه السلام إلى فلسطين. وأقام فيها. وقد ورد أنه زار مصر مع زوجته سارة. وفي هذه الحقبة لم يشر القرآن الكريم إلى أي نوع من المعارضة لدعوة إبراهيم عليه السلام، مما يوحي بنجاحه وتأثيره الإيجابي.
2. المشهور الذي لا يمكن الجزم به أن إسماعيل أكبر من إسحق بـ 13 سنة، والإشارة إلى الشيخوخة كان في قصة ميلاد إسحاق.
3. تنقّل إبراهيم عليه السلام بين فلسطين ومكة، وعندما كبر إسماعيل عليه السلام كانت قصة الفداء ثم بناء الكعبة.
4. توفي عليه السلام في فلسطين ودفن في مدينة الخليل وقبره معروف المكان، أي المغارة التي دفن فيها من غير تعيين لقبره متميزاً عن باقي القبور في المغارة.
5. مرحلة وجوده عليه السلام في فلسطين غامضة. ويبدو أن فلسطين كانت الأرض الأنسب لنشر الدعوة لتوسطها وكثافة القوافل التي تمر بها. وقد لاحظ شيخي أن الدين البرهمي يزعم أن الآلهة براهما زوجته اسمها ساراي. وتنص التوراة المزعومة أن سارة كان اسمها ساراي قبل أن تصبح سارة. وهي تنص على أن إبراهيم كان اسمه أبرام قبل أن يصبح أبراهام، والتي هي: (آب راب هام) أي أب كبير للجمهور. وهذا يشير إلى انتشار دعوته بين الأمم.
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

لقد قص الله تبارك وتعالى علينا من خبر خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مواضع متفرقة من كتابه الكريم والمتأمل في تلك المواضع يرى أن هناك مسافات زمنية قد طويت في حياة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

في سورة الأنبياء يقول تبارك وتعالى:
(قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) سورة الأنبياء(60)
الفَتى والفَتَاةُ: الشاب والشّابَّةُ،
ثم في نفس السورة وفي نفس السياق يخبرنا الله تعالى أنه نجاه إلى الأرض المباركة ووهب له إسحاق ويعقوب:
( وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72))

وفي سورة الصافات:
(قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) )

ولا شك أن البشرى جاءت متأخرة جداً عن هذا الحدث، قال تعالى:
(وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55))سورة الحجر

من خلال هذه الآيات نرى أن هناك مسافة زمنية قد تصل الستين عاما أو أكثر، الله أعلم كيف عاشها الخليل وأين عاشها.
.

اضافة الى ما ذكره الأخ البيراوى أقول :
يمكن أن نلتمس فى أقوال المؤرخين ما يلقى مزيدا من الأضواء على الفجوات الزمنية فى سيرة خليل الرحمن عليه السلام
فالمؤرخ اليهودى القديم يوسيفوس يذكر فى تاريخه أن ابراهيم عليه السلام قد ترك بلاد الكلدانيين وهو فى الخامسة والسبعين من العمر ليذهب الى كنعان بناءا على أمر الله له بذلك ( وهو يوافق ما جاء فى سفر التكوين بالتوراة )
أما المؤرخ ( نيقولا الدمشقى ) فيذكر فى الكتاب الرابع من تاريخه أن ابراميس ( ابراهيم باليونانية ) قدم أولا الى دمشق من أرض بابل وأنه قضى فيها زمانا قبل أن يهجرها الى أرض كنعان
أما المؤرخ ( أبو الفرج ابن العبرى ) والذى كان من أعرف الناس بسيرة الخليل عليه السلام نظرا لصلته الوثيقة بالأقوام الذين تناقلوها فيما بين النهرين وما حولها فانه يضيف أنه عليه السلام بعد أن حطم هيكل الأصنام فى أرض الكلدانيين فر هاربا وعمره ستون سنة مع ابن أخيه لوط عليه السلام الى مدينة حاران ، وأنه أقام فيها لمدة أربع عشرة سنة ، ثم أمره الله بالهجرة الى كنعان
وبالمقابلة بين أقوال المؤرخين الثلاثة السابق ذكرهم يتضح لنا من مجمل أقوالهم أن ابراهيم عليه السلام قد ترك موطنه الأصلى وفر هاربا الى مدينة حاران وهو بعمر الستين ، ثم منها الى أرض كنعان وهو فى الخامسة والسبعين ، وهذا ليس بعمر فتى يناهز العشرين كما نفهم من القرآن ، فأين كان ابراهيم عليه السلام طوال أربعة عقود ما بين سن العشرين الى سن الستين ؟!!

تلك هى الفجوة الكبرى والحقيقية فى سيرته فيما أرى والتى سكت عنها المؤرخون ، ولكن بقليل من التدبر يمكن استنباط أنه بعد أن أنجاه الله تعالى من كيد قومه له فانه لم يذهب مباشرة الى أرض كنعان ( فلسطين ) أو حتى الى مدينة حاران وانما الى مكان نائى عن قومه وان لم يخرج عن حدود نفس البقعة الجغرافية ( العراق القديم ) ، ويؤيد ذلك فى نظرى ما يلى :
أولا : أن العادة قد جرت بأن الذى يفر هاربا من قومه فانه يلجأ أول ما يلجأ الى الأماكن المغمورة غير المطروقة حتى لا يسهل على أحد الامساك به أو التعرف عليه ، وذلك حتى تهدأ الأمور وينسى الناس خطبه ، بخلاف ما اذا قرر على الفور الخروج من البلاد الذى قد يعرضه لخطر التعرف عليه والامساك به قبل أن يبلغ مأمنه ويغادر البلاد بأسرها ، وكون هذا المكان مغمورا ونائيا عن مواطن الحضارة والعمران قد يفسر لنا سبب جهل المؤرخين بهذه الفترة من سيرته عليه السلام

ثانيا : جاء فى القرآن ما يؤيد أنه عليه السلام كان يفكر فى اعتزال قومه وهجرتهم هجرة محدودة ، وذلك فى قوله لأبيه :
" واعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربى عسى ألا أكون بدعاء ربى شقيا "

ثالثا ( وهو الأهم فى المسألة ) : من المعلوم أن القرآن الكريم فى سرده للقصص يختصر الزمان اختصارا كبيرا فى كثير من الأحيان ليأتى على ذكر الأحداث الهامة الجديرة بالذكر تاركا التفاصيل الصغيرة وغير الهامة حتى وان استغرقت عشرات السنين كالتى استغرقتها حادثة اعتزال ابراهيم لقومه ، وانظر كذلك على سبيل المثال كيف انتقل القرآن فى سرده لقصة موسى عليه السلام من مشهد ارجاعه الى أمه رضيعا الى مشهد بلوغه فتوة الشباب ، وذلك فى الآيتين 13 و 14 من سورة القصص ، وانظر كذلك كيف طوى عشر سنين من قصته فى الآيتين 28 و 29 من نفس السورة ، وغير هذا وذاك نجد الكثير من الشواهد والأمثلة على هذا الاختصار للزمن والأحداث

من هذا المنطلق أجد أنه لا يوجد تعارض بين ما ذكره المؤرخون من جهة وبين ما جاء فى القرآن من أنه عليه السلام قد هاجر الى الأرض المباركة ( فلسطين ) بعد أن أنجاه الله من كيد قومه له

هذا والله عز وجل أعلى وأعلم
 
أبا عمرو البيراوي
العليمى المصرى
شكرا الله لكما مداخلتكما

وأقول:
هل هاجر إبراهيم إلى الأرض المباركة في سن الشباب؟
هناك أمران يمكن أن تعطينا إشارة إلى أنه هاجر في سن الشباب:
الأول: لوط صحبه في الهجرة ، ولوط قد عاش في القرية التي أمطرت مطر السوء دهراً حتى أصبح ينسب إليهم ثم أرسل فيهم.
الثاني: إبراهيم كما جاء في السنة تعرض لمحنة هو وزوجه سارة مع جبار من الجبابرة وقيل إنه كان على مصر ولا شك أن سارة كانت في ذلك الزمن شابة وإلا لما طمع فيها ذلك الجبار.
 
وأقول:
هل هاجر إبراهيم إلى الأرض المباركة في سن الشباب؟
هناك أمران يمكن أن تعطينا إشارة إلى أنه هاجر في سن الشباب:
الأول: لوط صحبه في الهجرة ، ولوط قد عاش في القرية التي أمطرت مطر السوء دهراً حتى أصبح ينسب إليهم ثم أرسل فيهم.
الثاني: إبراهيم كما جاء في السنة تعرض لمحنة هو وزوجه سارة مع جبار من الجبابرة وقيل إنه كان على مصر ولا شك أن سارة كانت في ذلك الزمن شابة وإلا لما طمع فيها ذلك الجبار.

أخى الكريم ،
هجرة لوط مع ابراهيم عليهما الصلاة والسلام لا تصلح دليلا على أنه هاجر فى سن الشباب ، فلا تنس أخى الكريم أن ابراهيم هو عم لوط وأن فارق السن بينهما ليس بقليل
فلو قلنا انهما هاجرا معا حين كان ابراهيم فتى صغيرا لكان معنى هذا أن لوطا كان فى سن الطفولة حينذاك ، وهذا ما تكذبه كل الشواهد والوقائع التاريخية ، هذا أولا

ثانيا : طمع الفرعون المصرى فى سارة عليها السلام لا يعنى كذلك أنها كانت شابة صغيرة حين نزولها مصر ، ذلك أن من النساء من تحتفظ بحسنها ونضارتها حتى سن متقدمة قد تصل الى الشيخوخة فى بعض الأحيان ، وأنا شخصيا أعرف بعض الحالات المماثلة
ولا تنس كذلك أخى الكريم أن سارة عليها السلام كانت كما قيل من أجمل نساء عصرها على الاطلاق ، ويقول المثل الشعبى عندنا فى مصر : " الورد وان ذبل تبقى رائحته فيه "

ثالثا : أنا لا أوافق التوراة الموجودة بين أيدينا اليوم فى تقديراتها الجزافية لأعمار الأنبياء ، وأرى أنها تبالغ فيها كثيرا ، وأرى أن أنسب سن لحادثة هجرة ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى فلسطين يوافق عامه الأربعين وعلى أقصى تقدير ، ويقول الاصحاح الحادى عشر من سفر التكوين أن ابراهيم لما تزوج سارة كانت تصغره فى السن بعشر سنوات وأنه عندما خرج ابراهيم بها من حاران كان عمرها 65 ولكنها كانت لا تزال محتفظة بجمالها رغما عن ذلك وتوجد اشارة صريحة الى جمال سارة وحسنها الفائق فى الاصحاح 12 من سفر التكوين بالتوراة فى الأعداد 11 و 12 من هذا الاصحاح

رابعا : ليتك أخى الكريم تراجع ما كتبته فى مداخلتى السابقة عن أسلوب القرآن الكريم فى سرده للقصص واختصاره للأحداث والأزمنة التى لا تضيف جديدا ولا تعد جوهرية فى هيكل القصة
ولكم منى التحية والسلام
 
الأخ الكريم العليمي حفظه الله،

1. قد يكون العم أصغر سناً من ابن أخيه، فمن أين لك أخي أن العم يجب أن يكون أكبر من ابن أخيه بسنوات كثيرة؟!
2. رواية التوراة المزعومة لا يُطمئن إليها، ولكن يمكن أحياناً أن نستأنس بها.
3. الأرجح أن الاعتزال كان في مرحلة الفتوة (وليس الصغر كما جاء في مداخلتك). وكان هذا الاعتزال هجرته عليه السلام إلى الأرض المباركة؛ انظر قوله تعالى: "فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا"، ثم انظر قوله تعالى:" قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ، وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ، وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ". مع ملاحظة أن مرحلة الاعتزال والتي هي الهجرة طالت وتنوّعت.
 
الأخ الكريم البيراوى ، حفظه الله
تقول : قد يكون ... ، وهذا صحيح ، ولكنه يمثل حالات استثنائية من القاعدة العريضة المتعارف عليها بوجه عام
أما بوجه خاص فان هذا الفرض الذى افترضته لا يمكن أن ينطبق على حالة ابراهيم ولوط عليهما السلام
فلماذا ؟
لأن من المعروف أن ابراهيم عليه السلام كان يعول ابن أخيه اليتيم لوط ، وأنه كان يأخذه معه فى حله وترحاله أينما ذهب وأينما حل
وأنت اذا طالعت التوراة الحالية لوجدت هذا باديا فيها بصورة جلية للغاية ، ولوجدت أن لوطا قد انتقل مع عمه ابراهيم الى حاران ، ثم انتقل معه الى كنعان ، ثم صحبه الى مصر ، ثم عاد معه مرة أخرى الى كنعان
وفى كل هذه الأسفار والتنقلات كانت التوراة تذكر اسماء كل المسافرين مع ابراهيم فكانت تذكر ابراهيم وتذكر معه امرأته سارة وغيرهما ، أما حين تذكر لوطا فكانت تذكره بمفرده ودون أى ذكر لأمرأة أو ذرية تخصه هو تحديدا ، مما يشى بأنه كان أحدث سنا من عمه ابراهيم وبفارق غير قليل
فاذا أضفت الى ذلك أن سارة زوج ابراهيم هى عمة لوط بحسب ما تقوله التوراة لظهرت لك قرينة أخرى على هذا الفارق فى السن ما بين ابراهيم ولوط عليهما السلام
ثم اننى لا أعول كثيرا على التوراة الحالية ، وأعلم أنها قد شابها التحريف ، ولكن هذا لا يمنع - كما قلت أنت - من الاستئناس بها
وأخيرا فاننى لم أقل أن ابراهيم عليه السلام قد اعتزل قومه فى الصغر ، بل قلت فى سن الفتوة ، وذكرت سن العشرين ، ويمكنك مراجعة مداخلتى الأولى فى الموضوع
وتقبل سلامى وتحياتى
ملحوظة : كنت قد راسلتك على الخاص مرتين ، لكن يبدو أنك لم تنتبه لصندوق الرسائل ، فأرجو مراجعته ، والسلام عليكم
 
الأخ الفاضل العليمى المصرى

سواء كان لوط أصغر من إبراهيم أو في سنه أو أكبر منه فإنه لا يغير في المسألة فإبراهيم خرج من العراق وهو فتى وبقية الأحداث المهمة في حياته كانت في سن متأخرة.
ولوط عليه السلام حين تقرر هلاك قومه كان رجلا كبيرا والدليل أن زوجه كانت عجوزا
وكان له بنات.
 
الأخ الفاضل العليمى المصرى

سواء كان لوط أصغر من إبراهيم أو في سنه أو أكبر منه فإنه لا يغير في المسألة فإبراهيم خرج من العراق وهو فتى ..

بل تتغير المسألة برمتها أخى الكريم
لأنك اذا سلمت معى بأن ابراهيم عليه الصلاة والسلام كان يكبر ابن أخيه لوط بعشر سنين فقط لكان من المستحيل القول بأن ابراهيم خرج من العراق وهو فتى كما تقول
واليك الدليل :
يقول تعالى عن ابراهيم عليه السلام :

" فآمن له لوط وقال انى مهاجر الى ربى انه هو العزيز الحكيم "
ومنها نفهم أن لوطا حين قرر الخروج من العراق مع عمه ابراهيم كان يبلغ مبلغ الرجال ، وهناك حديث شريف يفيد أنه فى هذا الوقت تحديدا كان لوط متزوجا وأنه هاجر بأهله ، يقول الحديث :
قال النبى صلى الله عليه وسلم ( تعليقا على هجرة عثمان بن عفان بزوجه رقية رضى الله عنهما الى بلاد الحبشة ) : " ان عثمان أول مهاجر بأهله بعد لوط "
فهذا يعنى أنه وقت هجرة لوط قد كان متزوجا ، فاذا قدرنا أنه كان يناهز الثلاثين من عمره مثلا لكان ابراهيم عليه السلام وقت هجرته من العراق يناهز الأربعين وفقا للأفتراض السابق ، وهذا ليس سن فتى !!
وهكذا ترى أخى الحبيب أن الأمر ليس سيان كما كنت تظن ، أو أنه لا يؤثر فى المسألة كما قلت
والذى أراه أن ابراهيم عليه السلام قد اعتزل قومه فترة طويلة قبل أن يهجرهم نهائيا الى فلسطين بأمر من الله تعالى ، وأن هذه الفترة قد طوى القرآن تفاصيلها مكتفيا بالاشارة السريعة اليها
ودائما نقول :
والله أعلى وأعلم
 
بل تتغير المسألة برمتها أخى الكريم
لأنك اذا سلمت معى بأن ابراهيم عليه الصلاة والسلام كان يكبر ابن أخيه لوط بعشر سنين فقط لكان من المستحيل القول بأن ابراهيم خرج من العراق وهو فتى كما تقول
واليك الدليل :
يقول تعالى عن ابراهيم عليه السلام :

" فآمن له لوط وقال انى مهاجر الى ربى انه هو العزيز الحكيم "
ومنها نفهم أن لوطا حين قرر الخروج من العراق مع عمه ابراهيم كان يبلغ مبلغ الرجال ، وهناك حديث شريف يفيد أنه فى هذا الوقت تحديدا كان لوط متزوجا وأنه هاجر بأهله ، يقول الحديث :
قال النبى صلى الله عليه وسلم ( تعليقا على هجرة عثمان بن عفان بزوجه رقية رضى الله عنهما الى بلاد الحبشة ) : " ان عثمان أول مهاجر بأهله بعد لوط "
فهذا يعنى أنه وقت هجرة لوط قد كان متزوجا ، فاذا قدرنا أنه كان يناهز الثلاثين من عمره مثلا لكان ابراهيم عليه السلام وقت هجرته من العراق يناهز الأربعين وفقا للأفتراض السابق ، وهذا ليس سن فتى !!
وهكذا ترى أخى الحبيب أن الأمر ليس سيان كما كنت تظن ، أو أنه لا يؤثر فى المسألة كما قلت
والذى أراه أن ابراهيم عليه السلام قد اعتزل قومه فترة طويلة قبل أن يهجرهم نهائيا الى فلسطين بأمر من الله تعالى ، وأن هذه الفترة قد طوى القرآن تفاصيلها مكتفيا بالاشارة السريعة اليها
ودائما نقول :
والله أعلى وأعلم

ليس هناك دليل أخي الفاضل على أن إبراهيم كان يكبر لوط بعشر سنين ولو سلمنا فهذا لا يغير من الأمر شيء فممكن أن يكبره بعشر سنين وهو لا يزال فتى.

وإذا كان المقصود في الحديث الذي أوردته هجرة لوط من العراق فماذا عن إبراهيم؟
 
ليس هناك دليل أخي الفاضل على أن إبراهيم كان يكبر لوط بعشر سنين ولو سلمنا فهذا لا يغير من الأمر شيء فممكن أن يكبره بعشر سنين وهو لا يزال فتى



أخى الفاضل حجازى الهوى
لم أتوقع منك مثل هذا الرد الذى صدمنى حقا !!
فبعد أن قدمت لك أكثر من دليل أجدك تجحدها جميعا بقولك : ليس هناك دليل ؟!
لقد عهدتك مفكرا موضوعيا منصفا ، فما لك لم تنصفنى ؟!
أما ما زادنى عجبا فهو قولك : ولو سلمنا بهذا . . . الى آخره
فلا أظنك تعنى أن من يناهز الأربعين يصح أن نطلق عليه : فتى !!

على أية حال لقد طرحت وجهة نظرى فى المسألة ، وأنا لا ألزمك بها ، ويبقى الود موصولا بيننا ، كما يبقى العلم اليقين بحقيقة الأمر عند علام الغيوب سبحانه وتعالى فانما نحن جميعا مجتهدون ، فان أصبنا فمنه تعالى ، وان كانت الأخرى فمن أنفسنا والشيطان ، والله ورسوله منه براء ، والموفق هو الله
 
[align=center]حفظك الله ورعاك أخي العليمى وأنت ورأيك على العين والرأس

ولكن العلم قناعات أخانا الحبيب فلا تحزن ولا يضيق صدرك

والمسألة سهلة ولله الحمد
والموضوع برمته كله إنما هو محاولة للفهم

وفقك الله ورعاك ولا تحزن مرة أخرى
[/align]
 
[align=center]حفظك الله ورعاك أخي العليمى وأنت ورأيك على العين والرأس

ولكن العلم قناعات أخانا الحبيب فلا تحزن ولا يضيق صدرك

والمسألة سهلة ولله الحمد
والموضوع برمته كله إنما هو محاولة للفهم

وفقك الله ورعاك ولا تحزن مرة أخرى
[/align]


[align=center]لا عليك أخى الحبيب

عفا الله عنك[/align]
مع العلم بأنى لا يحزننى النقد حين يكون موضوعيا وعلميا ويصب فى الموضوع ذاته ، أى حين يناقش أدلتى ويفحصها ممحصا لها ، فيقارع الحجة بالحجة وهذا ما كنا نعهده فيكم دوما ، أما هذه المرة فيبدو أن الشوطة قلشت منكم وأخطأت المرمى ( بسمة )
وهأنا أمزح معك لتعرف أنى غير حزين ولا ضائق الصدر

بارك الله فيكم وفى أمثالكم ، وأدام الله الود بيننا
 
عودة
أعلى