المسائل على الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى

إنضم
18/12/2005
المشاركات
170
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المغرب
الحمد الله تعالى والصلاة والسلام على نبينا محمد.

وبعد فهذه إن شاء الله حلقات أسأل الله أن يعينني على إتمامها استقصيت فيها خبر نقاد الأسفار الخمسة للتوراة الحالية, ممن هم من غير المسلمين.
إذ قد ألف في هذا الموضوع كثير من علماء الغرب فجمعوا وأوعوا, ولكن ما كتب بالعربية من جهة باحثينا لا زال بعيدا من شفاء غليل الباحث النهم.

وقد بلغت دراسات الغرب عن الكتاب المقدس أوجها في السنوات الأخيرة ولكننا بمعزل عن انجازاتهم القديمة التي تجاوزوها وعن إنجازاتهم الجديدة التي يعكفون الآن عليها. ولم أجد مناصا من الخوض في هذا الأمر لأن الكيل قد طفح والسكوت عن هذا الفراغ لا يحتمل. قتلنا الاجترار وقله الاطلاع والاضطلاع وغياب النقد لما يكتب ومتابعة ما ينشر.
فترقبوا تلك الحلقات إن شاء الله تعالى لأني سأضمنها دررا مما تحصل لدي من خلال مطالعات تعود لعشرات السنين ولا زالت تتنمى وتتراكم وهي مع ذلك جهد المقل نظرا للكم الهائل مما ألف في الغرب باللغات الآتية: الألمانية والأنجليزية والفرنسية .
أما المسالئل الثلات التي تتعلق بالتوراة الموجودة اليوم فهي:

1- مسألة صحة نسبتها لموسى[حسب قول الغرب].

2- مسألة مصادرها.

3- مسألة تاريخ تدوينها.

4- مسألة صلتها بالتاريخ.

ولكل مسألة رجال وبحوث وجدل ووطيس من الفكر حامي.

فأين نحن من كل هذا؟

لكن مما يستدرك على علماء الغرب ممن أرخ لحركة النقد تلك أنهم لا علم لهم بما قدمه النقد الإسلامي حين كان الحضر ضاربا على اليهود والنصارى بسياج من حديد فلا ينبز واحد منهم ببنت شفة في حق أسفارهم إلا رمزا خفيا تلميحا بدون تصريح. والحق أن العهدة في سد هذا النقص علينا نحن لا عليهم فهم قد وفوا وكفوا حق نقادهم وإنما الشأن فينا نحن الذين أهملنا تراث علمائنا وهو كثير.
 
[align=center]بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خيرًا ..
أرجو عند استشهادك بكلام علماء الغرب أن تذكر لنا الهوية الأيديولوجية لكل ناقد حيث أن كلام علماء الكاثوليك لا يلزم البروتستانت ، وكلام البروتستانت لا يلزم الكاثوليك ..
وكل طائفة لا يلزمها إلا كلام علمائها المحققين النقاد ..
حتى بين علماء الطائفة الواحدة تجد بينهم علماء متحررين liberal وآخرين محافظين conservative ..
فليتك تضع هذا أيضًا في الاعتبار حتى يصح احتجاجنا على كل طائقة بأقوال علمائها النقاد ..
وفقك الله لكل خير وبارك في علمك وجهدك وأثابك عنه خيرًا جزيلاً .[/align]
 
1- مسألة صحة نسبة الأسفار الخمسة لموسى[حسب قول الغرب].

1- مسألة صحة نسبة الأسفار الخمسة لموسى[حسب قول الغرب].

أيها الأخ الفاضل هشام عزمي اعلم أنني في هذا البحث قد سلكت فيه مسلكا تاريخيا للأفكار ولست في منصب لا السائل ولا منصب المجيب كما هو في عرف أهل الجدل والمناظرة, لكن قد يجد فيه الباحث بغيته ولعله أبلغ في قطع الشغب من بعض تلكم المساجلات الضعيفة التي نراها على البالتوك. أما مراجعي في تحريره فسأرجيها إلي وقت لاحق تأمينا لحق السبق في تحريره كما تراه الآن.
ثم نرجع لما نحن بصدده فأقول مستعينا بالله تعالى:

دأب التقليد اليهودي وتبعة التقليد النصراني على نسبة الخُماس(الأسفار الخمسة) لموسى كما نجده مسطرا في تآليف فيلون اليهودي الإسكندري, ويوسف فلافيوس اليهودي المؤرخ, والتلمود البابلي (بابا بثرا 14ب) والعهد الجديد (انجيل مرقس 12:26). كل ذلك جرهم إلى تسمية تلك الأسفار بما يعرف بأسفار موسى الخمسة, ثم نسب اليهود بعد ذلك كل الشروح على المشنا له وأطلقوا عليها اسم (التوراة الشفوية).
لكن أسفار العهد القديم نفسها لم تنسب لموسى إلا نتفا يسيرة هي:
- ميثاق العهد (سفر الخروج 24: 4).
- والوصايا العشر( الخروج 34: 27).
- والخطبة التاريخية والتشريعية الطويلة الواردة في سفر التثنية (1: 1-5؛ 4: 45؛ 31: 9-24 إلخ...)
- وبنودا يسيرة قصيرة في (الخروج 17: 14؛ العدد33:2؛ التثنية31: 30 إلخ...).
فمن هذا لاحظوا أن ما ينسب في العهد القديم لموسى رأسا هو الشريعة (سفر ملاخي 3:22؛ سفر عزرا3: 2؛ 7: 6؛ السفر الثاني من أخبار الأيام 25: 4؛ 35 : 12 إلخ...).
ولم تنسب لموسى الأسفار الخمسة بجملتها إلا في ما بعد تدوين الكتاب المقدس بدهر طويل ثم بقيت ذلك الاعتقاد سائدا على العموم لدى أهل الكتاب ّإلى القرن 18الميلادي.
لكن لم يخل تاريخ القوم من ظهور شكوك من بعضهم على تلك النسبة التقليدية.
- من تلك الشكوك القديمة قول التلمود بأن خاتمة سفر التثنية(34: 5-12) زيدت من جهة يوشع بن نون بعد وفاة موسى. فهذا أول استثناء لفقرات من الأسفار الخمسة اعترفوا بأنها زيدت بعده.
- ثم قويت تلك الشكوك بما ألمح إليه مفسرهم أبراهام بن عزرا الأندلسي (ق12م) في تفسيره بأن مما زيد بعد موسى النصوص الآتي ذكرها:
التكوين 12: 6.
التكوين 13: 7.
التكوين 50: 10.
العدد 22: 1...
التكوين 40: 15.
التثنية 3:14.
التثنية34: 46.

- ثم تلاه كارشتاد [ A. B. Karlstad 1486-1541] وهو أو متكلم بروتستانتي فيما بلغنا قال بأن موسى لم يكن مؤلف الخُماس, واستند في قوله هذا على قرائن أسوبية, ثم قال بأن عزرا الوراق هو المؤلف الحقيقي لتلك الأسفار.

- ثم تلاه أندرياس ماسيوس [Andreas Masius1516-1573] فقال بأن عزرا ورفقاؤه ألفوا تلك التوراة وجمعوها من وثائق كانت في الأصل يوميات وحوليات, وألفوا كذلك تلك الأسفار التريخية الملحقة بالتوراة.

- ثم تلاه الإنجليزي الملحد توماس هوبز [Thomas Hobbes ] الذي قطع وبث كل صلة لموسى بتلك الأسفر الخمسة لأنها ظهرت بعد موسى بدهر اللهم إن استثنينا بدا أو بندين هنا وهناك وسامحنا في نسبتهما لموسى (مثل النص التثنية 11-22).
- ثم دق الفيلسوف اليهودي نزيل هولندا المعروف بـ: باروخ سبينوزا المسمار الأخطر المسامير في نعش تلك الأسفار, إذ صور لنا عزرا الوراق كمحرر حقيقي لها مضيفا ملحوظة مهمة مفادها أن تلك الخماس تؤلف وحدة عضوية والكتب التاريخة الملحقة بها وهذا من شأنه أن يبرهن على أن جميعها لم ير النور إلا بعد آخر أحداث رويت فيها. فمن حينئذ سينظر لعزرا نظرة الناشر الحقيقي للكتب التي أولها سفر التكوين ومنتهاها سفر الملوك الثاني.

- ثم تلاه ريتشارد سيمون [Richard Simon 1638-1712] قال بنفس قول من سبقه فموسى لا يمكن أن يكون هو مؤلف جميع الأسفار الخمسة المنسوبة إليه.
- ثم دقق العالم الهولندي يوحنا لوكلير[1685 Jean le Clerc ] في مقالات ريتشارد سيمون بشأن تصنيف عزرا الوراق للخماس فقال بأن عزرا ليس بمؤلفها لأن السامريين(وظهورهم وانشقاقهم عن العبرانيين سابق لعزرا فحسب لوكلير كان ذلك في القرن 8 قبل الميلاد) لهم نفس تلك الأسفار باختلاف غير مؤثر.

ثم استمر الجدل بين النقاد بشأن تأليف موسى للخماس حتى فجر القرن 19 الميلادي ومدار جدلهم على مسألتين:
المسألة الأولى هي صحة نسبة الخماس لموسى وهي مسألة لها أثر على مصداقية التوراة.
المسألة الثانية هي التحرير الأخير لها على يدي عزرا ويِدي القول بهموجبها إلى القول بزيف التوراة ورفع صفة القداسة عنها ورفع الثقة بأخبارها.
فإلى حين سنة 1781م لا زال إيكهارن [J. G. eCHHORN 1752-1825] ينافح عن صحة نسبة الخماس لموسى متعلقا بمقولة مفاده: (وحده رجل من مقام وجلال قدره موسى بإمكانه أن يؤلف كتابا له جلالة الأسفار الخمسة.

لكنه حقا كان يضرب في حديد بارد وعبثا يريد إنقاد السفينة التي تبين للناظرين غرقها. إذ مع مطلع القرن 19 بات موت القول بصحة تلك النسبة محققا:
فقد قال دي ويت [W. M. L. de Wette 1780-1849] بأن موسى ليس إلا صورة أسطورية واسم جامع الغرض منه جمع شتات مؤلفات متفرقة ومغير متوافقة.

فتمخض عن هذا الجدل مسألة جليلة الخطر وهي مسألة المصادر. وستكون إن شاء الله محط نظرنا في الحلقة التالية إن شاء الله تعالى. وبالله التوفيق.
 
2-المسألة الثانية, وهي مسألة المصادر

2-المسألة الثانية, وهي مسألة المصادر

حرك التفاوت الزمني الكائن بين الأحداث المروية في أسفار الخماس وبين من نسبت, إليه شكوك وحذر بعض قارئيها من الإقدام على نسبتها لموسى خلافا لما جرت عليه تقاليد اليهود والنصارى.

فلاحظوا ثلاثة أمور في متون تلك الروايات:

1- وجود مناقضات داخل تلك الأسفار.

2- ولاحظو التكرار الثنائي لخبر الحادثة الواحدة مع تضارب بينها في الموضعين.

3-ولاحظوا الاختلاف في الأسلوب وفي الألفاظ مثل لفظ إلوهيم تارة ولفظ يهوه تارة أخرى في تسمية الرب.

في عام 1655م لا حظ اللاهوتي من طائفة حركة الإصلاح المسيحي : إسحاق لا بيرير Isaac La Payrére اشتمال الخماس على وثائق زعم بأن موسى حررها (الخروج, الصحراء, وسيناء) واشتماله كذلك على اقتباسات من مؤلفين سالفين (هم الآباء مثلا إبراهيم واسحاق ويعقوب...) ومؤلفين لاحقين.

ثم في عام 1685م ظن يوحنا لوكلير Jean le Clerc أنه ربما وقعت بأيدي المؤلف أو المؤلفين لتلك الأسفار الخمسة وثائق قديمة كانت في ملكية الخواص(العدد21 :14) تناقلتها الأجيال جيلا عن جيل.

ثم في عام 1711م يسلم ويتر H. B. Witter بمسلمة مفادها وجود مصدرين مختلفين في حكاية الخلق. برهان ذلك عنده هو رود اسمين للرب متباينين في كلتي الحكايتين: (التكوين 1: 1-2 :3,والتكوين 2 :4-3: 24) وأن المصدرين نقلا بالرواية الشفهية إلى موسى.

فبهذا أصبحت السبل ممهدة ليوحنا أستروك Jean Astruc (1684-1766) إذ لا يصح القول بأنه أول من فكر في المصادر التي أسست عليها تلك الأسفار كما قد يتبادر لقارئ كتاب الدكتور يوسف الكلام, فغفلته عن أسلاف أستروك جعل رصده لحركة نقد الكتاب المقدس مبتورا وناقصا لهذا عرضت عليكم تاريخ المسألة هنا بتفصيل دقيق استقيته من تآليف أهل هذا الشأن ولم أعول فيه كما فعل الدكتور الفاضل على مقدمة ويلفريد هارينتون.
قلت إن أستروك هو الذي استثمر ثنائية اسم الرب في سفر التكوين وفصل في الكلام على ذلك عام 1753م في كتابه(باللسان الفرنسي) المسمى: خواطر بشأن المذكرات الأصلية التي يبدو أن موسى استند إليها في تأليفه لنص سفر التكوين.
فصل أستروك من التكوين نصا للمذكرة (أ) ونصا للمذكرة (ب) هما الأساسيان ثم فصل نصوصا جزئيةعدتها ثمانية.
لقد كان غرضه من هذا كله إسناد حصة الأسد لموسى في تأليف أسفار الخماس ليتفادى الشكوك التي راجت وتروج حول على نسبتها إليه.

ثم بدا فيما بعد لمن خلفه أن المسألة الكبرى لا تكمن في تفتيت النص إلى مكوناته الأصلية وإنما تكمن في تقصي وتتببع السبيل أوالسبل التي سلكتها تلك المكونات والمصادر الأولى لتجد نفسها مرصوصة في صعيد نص واحد متصل.

إنها مسألة مصير الأسفار وستكون موضوع مسألتنا الثالثةإن شاء الله تعالى.
 
3 المسألة الثالثة : مصير الخماس

3 المسألة الثالثة : مصير الخماس

لم يدرك يوحنا أستروك و لا ويتر ولا إيكهارن الإشكالات التي ترد على أصل وتطور الخماس لأنهم قصروا همهم على حل المناقضات والخلافات الظاهرة في نصوص الخماس. لكن مذ أن قال سبينوزا وريتشارد سميون بتأخر زمان تحرير الخماس إلى وقت عزرا الوراق, فلا مفر من بيان ماضي الأسفار الخمسة قبل عزرا وإيجاد جسر العبور الرابط بين البداية والنهاية. فالبداية تمثلها الأحداث الرئيسة. والنهاية يمثلها التحرير الأخير على يدي عزرا.
زعم ريتشارد سيمون[نقلا عن المؤرخ يوسف فلافيوس اليهودي بدون تصريح باسمه] أن سند تلك الأسفار متصل من لدن موسى إلى عزرا. وأن في زمن موسى ظهرت مدارس للكتبة ربما سجلوا الأحداث والعقائد لتاريخ بني إسرائيل. وبعد الجلاء إلى بابل[587 ق.م] جمعت تلك الوثائق وضم بعضها لبعض وكونت الخماس والأسفار التاريخية.
فهنا نشهد علما وفنا جديدا هو تاريخ الرواية. لكن كيف تم نقل الرواية؟ وكيف كانت الوثائق التي حملت الرواية؟ وما محتواها؟ وكيف جمعت في المجموع المسمى بالخماس؟
فعلى امتداد القرنين التاليين للقرن 17م ظهرت ثلاثة أجوبة[نماذج نظرية] غرضها تفسير الكيفية التي تم بها لصق تلك القطع الأدبية المختلفة الأصول لتعطي نصا واحدا متصلا.

[1] الجواب الذي قدمه أصحاب الفرضية الوثائقية العتيقة . وزعيمهم هو كارل دافيد إلخين[1798م] Karl David Ilgen 1763-1834

[2] الجواب الذي قدمه القائلون بفرضية الشذرات. وشيخاها هما الإنجليزي ألكسندر جديسAlexander Geddes1737-1802و الجرماني يوحنا سيفرين فاترJohann Sevrin Vater 1771-1826

[3] الجواب الذي قدمه القائلون بفرضية المكملات. وشيخها هو هانريخ إيفالد[1831م]
Heinrich Ewald 1803-1875.

وللحديث على كل جواب بقية إن شاء الله تعالى.
 
استدراك على ما جاء في المسألة الأولى

استدراك على ما جاء في المسألة الأولى

أستدرك على ما ذكرته في المسألة الأولى نقاداقبل توماس هوبز لهم نظرات نقدية بشأن نسبة الأسفار الخمسة لموسى .

1- ألفونسو توستادوAlfonso Tostado =Tostatus أسقف مدينة آبلة بإسبانيا(1400-1455م) ويعرف بتوستاتوس وكان لاهوتيا له دراية باللسان العبراني شديد الذكاء ذا حافظة عجيبة وكان تام الوقوف على تفسير التوراة لإبراهيم ابن عزرا اليهودي الغرناطي. وقد وجدت لدى توستاتوس القول الصريح بوجود إلحاقات نصوص كثيرة على التوراة بعد موسى من طرف الكاهن عزرا الوراق منها خاتمة سفر التثنية التي تصف وفاة ودفن موسى وحزن بني إسرائيل عليه. وأن الفقرة: "إلى هذا اليوم" تعتبر زيادة متأخرة أينما وردت في التوراة زادها عزرا الوراق. وهذا عين ما قاله ابن حزم قبله ب400 سنة.

2- نويل جورني Noël Journet الذي أعدم شنقا بفرنسا عام 1582 بعد محاكمته بتهمة الإلحاد وكانت سنه 28 عاما وكان معلما في المدرسة. فقد قال بأن موسى لم يكتب أسفار الخماس لأن فيها :

-وصف موته ودفنه.

- وفيها عبارة: "هناك عبر الأردن". مما يدل أن المؤلف يكتب في الأرض المقدسة وموسى لم يدخلها قط بل مات في الصحراء في نهاية 40 عاما من التيه.
- وفيها تسمية بعض المواضع بأسماء لم تحملها إلا بعد زمن موسى بدهر, مثل تسميتها لموضع ب"حبرون".

- ومن اعتراضاته قوله: "إذا كان موسى قد قلب جميع مياه مصر دما فأي ماء بقي بمصر حتى تقلبه السحرة دما كما تزعم تلك الأسفار".

3- Bento Pereria , واسمه اللاتيني Benidictus Pererius وهو إسباني يسوعي (ت.1610م) مناصر لآراء ماسيوسMasius كان قارءا في الكوليجيوم رومانوم (الجامعة الرومانية).

4- كورنيلي فان دين ستين Cornelis van den Steen وهو فلاماني يعرف باسمه اللاتيني كورنيليوس أ لابيديCornelius à Lapide درس في الكوليجيوم رومنوم عام 1616 ثم ألف شرحا على الخماس وقال: "لعل موسى قد سجل الخماس بصورة بسيطة أولية له شكل اليوميات والحوليات لكن يوشع ابن نون أو من يماثله رتب تلك "الحوليات الموسوية" وقسمها للأسفار ثم أضاف جملا يسيرة".
فبهذا الرأي يكون كورنيليوس من محركي الرأي القائل بأن ناشر الخماس ومخرجه لم يكن هو عزرا الوراق الذي جاء بعد موسى بدهر طويل ولكنه يوشع بن نون خليفة موسى المباشر, ولكن كورنيليوس في شرحه لسفر عزرا تمسك بالرأي القائل بأن عزرا أمر بإصلاح وتصحيح العهد القديم العبراني.

وبعد ريشارد سيمون ويوحنا لوكلير نستدرك اسم ناقد كاثوليكي المذهب له دراية بالعبرانية اسمه إيتيان فورمونت Etienne Fourmont الذي قال بأن أسفار الخماس دونت زمن ملك داوود النبي.

وقبل سيمون لا مناص من إفراد مبحث خاص ولكن بعد حين للكاثوليكي النبيه يوحنا موران Jean Morin, ولمؤازره اللبناني الماروني إبراهيم الهكلاني الذي قدم لباريز عام 1640م.

ولا بد أيضا من الكلام على لويس كابيل Louis Cappelوالجميع في مبحث خاص نظرا لطبيعة آرائهم المثيرة بشأن نقط وتشكيل التوراة وغيرها وزمن ظهور مدرسة المأثور اليهودية وما أدخلته على النص وملاحظاتهم الجريئة بشأن نزول درجة القراءة الواردة في النص العبراني المتداول مقارنة بتلك التي تعطيها الترجمة اللاتينية للقديس يرونيموس والترجمة السبعينية والتوراة السامرية .
 
تاريخ نقد العهد القديم من القرن 15 حتى القرن 17م

تاريخ نقد العهد القديم من القرن 15 حتى القرن 17م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترقبوا هنا نشر النص الكامل للمحاضرة التي ألقيتها بدار الحديث الحسنية بالرباط يومه الأربعاء 20 أكتوبر 2010م ثم ألقتها بعد ذلك بشهور بكلية الآداب بفاس على طلبة الماستر المعتنين بتاريخ الأديان.
 
عودة
أعلى