المرقد مكان النوم المريح، فأين عذاب القبر في آية: ياوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرقدنا؟

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
سألني ابني اليوم قال:
إن الله عز وجل يقول على لسان الكافرين:
(قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ۜ ۗ )
والمرقد هو مكان النوم المريح، فكيف؟!
أين عذاب القبر الذي كانوا فيه؟!

فأجبته:
أحسنت السؤال والجواب:
لقد علل علماء التفسير ذلك قائلين:
لأن ما شاهدوه بعد البعث من أهوال وفزع رهيب جعل ما لاقوه من عذاب القبر ليس شيئا،
فالقبر وما فيه لا يقارن بما شاهدوه بعد البعث،
فكان القبر كأنه رقود ونوم بالمقارنة مع ما عاينوه بعد البعث.
 
جزى الله خيرا كلا من الولد والوالد.

وهناك أجوبة أخرى، منها: أن أهل القبور يرقدون رقدة قبل البعث كما روي عن أُبَيّ بن كعب، ومجاهد، والحسن، وقتادة، قالوا:"ينامون نومة قبل البعث"، ذكره الحافظ في تفسيره.
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى:"يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء المشركون لماا نفخ في الصور نفخة البعث لموقف القيامة فردت أرواحهم إلى أجسامهم، وذلكك بعد نومة ناموها.".
قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تيسيره:"ويقولون: { يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } أي: من رقدتنا في القبور، لأنه ورد في بعض الأحاديث، أن لأهل القبور رقدة قبيل النفخ في الصور.".

ومن الأجوبة: أنهم لهول ما يرون تختلط عقولهم وتتبعثر أفهامهم فيحسبون أنهم كانوا راقدين، قال القاضي البيضاوي رحمه الله تعالى في تفسير الآية:"وفيه ترشيح ورمز وإشعار بأنهم لاختلاط عقولهم يظنون أنهم كانوا نياما"، وبنحوه قال العلامة اليمني الشوكاني رحمه الله تعالى:"ظنوا لاختلاط عقولهم بما شاهدوا من الهول وما داخلهم من الفزع أنهم كانوا نياما"-فتح القدير-.

نعوذ بالله من حال أهل الكفر والطغيان ونسأله سبحانه الحشر في زمرة خير الأنام.
 
بسم1
ورد في (تهذيب سيرة ابن هشام) ان ربيعة بن نصر احد ملوك التبابعة في اليمن رأى رؤيا (هالته وفظع بها) فلم يدع كاهنا ولا ساحراً ولا عائفاً ولا منجماً من اهل اليمن الا جمعه اليه فقال لهم (اني رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبروني بتأويلها
فالمرقد المريح لا يمنع من رؤية مفزعة و كذلك لا يمنع من ضدها بأن تكون الرؤية مبهجة للنفس ويجعلنا نتجه إلى أن عذاب القبر ونعيمه يكون من خلال المرقد وعملية الرقود التى تمتد إلى يوم البعث فى عالم البرزخ وقد ضرب لنا الله عز وجل مثلا واضحا فى سورة الكهف وبين كيف تكفل بأهل الكهف وجعل نومتهم مريحة هادئة لسنوات ممتدة حتى بعثهم مرة أخرى للحياة فى آية عجيبة قال تعالى{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } فتقبل الله منهم وكفلهم برحمته لسنوات عديدة فكيف كان طعامهم وشرابهم وهم نيام لسنوات ؟هنا العقل يتوقف فالأمر فوق مستوى الإدراك وكذلك الأمر فى الميت كيف يكون عذابه ونعيمه فى القبر؟ قال تعالى{فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)} فمن الرؤية مايعذب وهذا مشهد دنيوي فما بالك بمشهد أخروي وعذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة ولاتعارض فمن يعرض على نار الدنيا ينال من حرها دون الولوج فيها فما بالك بالعرض على نار الآخرة.فصدق قضية البعث جعلتهم على ثقة بأن ماكذبوا به سوف يقع وأن ماعرض عليهم من عذاب قد يخلدون فيه ولذلك قالوا يا ويلنا.
قال تعالى{وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}
هذا والله أعلم

 
بسم1
من أظهر الأدلة على عذاب القبر قوله تعالى{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } وتوجد أدلة أخرى مثل قوله تعالى{
فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} فالفاء تفيد التعقيب والترتيب.وقوله تعالى{
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) } قال تعالى{
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}
من تفسير المنار:قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو " الْمُسْتَقِرُّ " بِكَسْرِ الْقَافِ وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا ، وَاخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِالْمُسْتَقَرِّ وَالْمُسْتَوْدَعِ ، فَرَوَى جُمْهُورُ رُوَاةِ التَّفْسِيرِ وَأَبُو الشَّيْخِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْمُسْتَقَرُّ - بِالْفَتْحِ - مَا كَانَ فِي الرَّحِمِ ، وَالْمُسْتَوْدَعُ مَا اسْتُودِعَ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَالدَّوَابِّ - وَفِي لَفْظٍ : الْمُسْتَقَرُّ مَا فِي الرَّحِمِ وَعَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ وَبَطْنِهَا مِمَّا هُوَ حَيٌّ وَمِمَّا هُوَ قَدْ مَاتَ - وَفِي لَفْظٍ : الْمُسْتَقَرُّ مَا كَانَ فِي الْأَرْضِ ، وَالْمُسْتَوْدَعُ مَا كَانَ فِي الصُّلْبِ ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ فِي تَفْسِيرِ الْعِبَارَةِ : " مُسْتَقَرُّهَا " فِي الدُّنْيَا " وَمُسْتَوْدَعَهَا " فِي الْآخِرَةِ ، أَيِ النَّفْسِ . وَفِي رِوَايَةِ عَنْهُ : الْمُسْتَقَرُّ الرَّحِمُ ، وَالْمُسْتَوْدَعُ الْمَكَانُ الَّذِي يَمُوتُ فِيهِ . وَرُوِيَ مِثْلُهُ عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ ، وَأَوْرَدَ الرَّازِيُّ قَوْلَ الْحَسَنِ مُفَسِّرًا
لَهُ فَقَالَ : الْمُسْتَقَرُّ حَالُهُ بَعْدَ الْمَوْتِ ; لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ سَعِيدًا فَقَدِ اسْتَقَرَّتْ تِلْكَ السَّعَادَةُ ، وَإِنْ كَانَ شَقِيًّا فَقَدِ اسْتَقَرَّتْ تِلْكَ الشَّقَاوَةُ ، وَلَا تَبْدِيلَ فِي أَحْوَالِ الْإِنْسَانِ بَعْدَ الْمَوْتِ . وَأَمَّا قَبْلَ الْمَوْتِ فَالْأَحْوَالُ مُتَبَدِّلَةٌ ، فَالْكَافِرُ قَدْ يَنْقَلِبُ مُؤْمِنًا وَالزِّنْدِيقُ قَدْ يَنْقَلِبُ صَدِّيقًا ، فَهَذِهِ الْأَحْوَالُ لِكَوْنِهَا عَلَى شَرَفِ الزَّوَالِ وَالْفَنَاءِ لَا يَبْعُدُ تَشْبِيهُهَا بِالْوَدِيعَةِ . وَذَكَرَ لِلْأَصَمِّ قَوْلَيْنِ ، أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْمُسْتَقَرَّ مَنْ خُلِقَ مِنَ النَّفْسِ الْأُولَى وَدَخَلَ الدُّنْيَا وَاسْتَقَرَّ فِيهَا ، وَالْمُسْتَوْدَعُ الَّذِي لَمَّا يُخْلَقْ بَعْدُ . وَثَانِيهِمَا : الْمُسْتَقَرُّ مَنِ اسْتَقَرَّ فِي قَرَارِ الدُّنْيَا ، وَالْمُسْتَوْدَعُ مَنْ فِي الْقُبُورِ حَتَّى يُبْعَثَ . وَإِنَّمَا يَظْهَرُ وَجْهُ هَذَيْنَ الْقَوْلَيْنِ عَلَى قِرَاءَةِ كَسْرِ الْقَافِ أَوِ الْمُسْتَقَرِّ بِفَتْحِ الْقَافِ مَصْدَرًا وَحُكِيَ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْأَصْفَهَانِيِّ أَنَّ التَّقْدِيرَ - فَمِنْكُمْ مُسْتَقَرٌّ ذَكَرٌ وَمِنْكُمْ مُسْتَوْدَعٌ أُنْثَى ، فَعَبَّرَ عَنِ الذَّكَرِ بِالْمُسْتَقَرِّ ; لِأَنَّ النُّطْفَةَ تَتَوَلَّدُ فِي صُلْبِهِ ، وَعَبَّرَ عَنِ الْأُنْثَى بِالْمُسْتَوْدَعِ لِأَنَّ الرَّحِمَ شِبْهَةٌ بِالْمُسْتَوْدَعِ . وَلَعَلَّهُ أَخَذَهُ مِنَ الشَّاعِرِ .
وَإِنَّمَا أُمَّهَاتُ النَّاسِ أَوْعِيَةٌ ... مُسْتَوْدَعَاتٌ وَلِلْآبَاءِ أَبْنَاءُ.
وَأَقُولُ : لَيْسَ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ مَا نَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى تَفْسِيرِ هَذِهِ الْعِبَارَةِ - كَدَأْبِنَا فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ - إِلَّا قَوْلَهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْحَجِّ : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) 22 : 5 الْآيَةَ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ هُودٍ : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) 11 : 6 قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " مُسْتَقَرُّهَا " حَيْثُ تَأَوِي ، " وَمُسْتَوْدَعُهَا " حَيْثُ تَمُوتُ . وَقَالَ : " مُسْتَقَرُّهَا " فِي الْأَرْحَامِ ، " وَمُسْتَوْدَعُهَا " حَيْثُ تَمُوتُ . فَهَذَا يُرَجِّحُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمُسْتَقَرِّ - بِفَتْحِ الْقَافِ - الرَّحِمُ ، وَالْمُسْتَوْدَعِ الْقَبْرُ ، وَأَمَّا الْمُسْتَقِرُّ - بِكَسْرِ الْقَافِ - فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مَنْ يَطُولُ عُمُرُهُ فِي الدُّنْيَا ، كَأَنَّهُ قَالَ : فَمِنْكُمْ مُسْتَقِرٌّ فِي
عُمُرًا طَوِيلًا ، وَمِنْكُمْ مُسْتَوْدَعٌ لَا اسْتِقْرَارَ لَهُ فِيهَا بَلْ تَخْتَرِمُهُ الْمَنِيَّةُ طِفْلًا أَوْ يَافِعًا . وَيُمْكِنُ تَفْسِيرُ قِرَاءَةِ الْفَتْحِ بِهَذَا أَيْ فَمِنْهَا ذُو اسْتِقْرَارٍ وَذُو اسْتِيدَاعٍ . وَآخَرُ مَا خَطَرَ لِي بَعْدَ تَلْخِيصِ أَقْوَالِ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْمُسْتَقَرَّ الرُّوحُ - وَهُوَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ - وَالْمُسْتَوْدَعَ الْبَدَنُ . وَالْجُمْلَةُ مِمَّا يَتَّسِعُ الْمَجَالُ فِيهِ لِلتَّفْسِيرِ وَالتَّقْدِيرِ وَالْإِيجَازُ مَقْصُودٌ بِهِ .انتهى
فالمستقر يفيد الإقامة غير الدائمة ويكون بعدها انتقال فالروح تغادر الجسد بعد حين والطفل يغادر رحم أمه بعد الولادة والميت يغادر مستقره فى القبر إما إلى جنة أو إلى نار.قال تعالى{ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} فعلى قول أهل العلم فالمستقر فى القبر أو فى نار الآخرة أو قد يكون المقام فيها خالدا فقد يغادر العاصى النار إلى الجنة بعد التكفير عن ذنب ما و قد يخلد فيها لكفره بالله عز وجل.قلت وإلى أين يغادر صاحب الجنة مستقره فى الجنة؟ فى قوله تعالى{خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} فترجح عندى أن سوء المستقر فى القبر ثم الانتقال إلى سوء المقامة فى الآخرة فى قوله تعالى{ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} ولذلك لم يرد شيئ عن الخلود فى النار لأن الانتقال منها إلى الجنة وارد والكلام فى سياق الدعاء لأهل الإيمان وكذلك الأمر فى حسن المستقر فإنه يكون فى القبر ثم الانتقال إلى حسن المقامة فى الجنة بالخلود فيها بقرينة قوله تعالى{خَالِدِينَ فِيهَا } ويؤيد هذا المذهب فى سورة الفرقان أيضا قوله تعالى{ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} فالبشرى عند أهل العلم لحدث مبهج منتظر لم يأتى بعد فلا بشرى للمجرمين ساعة الموت . فالمقارنة بين يوم و يوم والخيرية بين مستقر ومستقر ومقيل ومقيل فالقيلولة تكون ساعة من نهار بعدها صحوة أو بعث فكل من المستقر والمقيل فى القبر.
هذا والله أعلم


 
معنى لفظ " المرقد " وتصاريفها في لسان العرب :
قال ابن منظور :
" رقد: الرقاد: النوم. والرقدة: النومة. وفي التهذيب عن الليث: الرقود النوم بالليل، والرقاد: النوم بالنهار؛ قال الأزهري: الرقاد والرقود يكون بالليل والنهار عند العرب؛ ومنه قوله تعالى: قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا؛ هذا قول الكفار إذا بعثوا يوم القيامة وانقطع الكلام عند قوله من مرقدنا، ثم قالت لهم الملائكة: هذا ما وعد الرحمن، ويجوز أن يكون هذا من صفة المرقد، وتقول الملائكة: حق ما وعد الرحمن؛ ويحتمل أن يكون المرقد مصدرا، ويحتمل أن يكون موضعا وهو القبر، والنوم أخو الموت. ورقد يرقد رقدا ورقودا ورقادا: نام. وقوم رقود أي رقد. والمرقد، بالفتح: المضجع. وأرقده: أنامه. والرقود والمرقدى: الدائم الرقاد؛ أنشد ثعلب:
ولقد رقيت كلاب أهلك بالرقى، ... حتى تركت عقورهن رقودا..."
- فالمرقد , يدور في الإطلاق على معاني , النوم , المضجع, والقبر" بالقرينة ", دون التقييد بكونه مريحا أو متعبا..
- لسان العرب , ابن منظور , [ ط3, بيروت : دار صادر 1414هـ], 3/183
 
بسم1
العطف فى قوله تعالى{إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} يفيد التغاير وكذلك فى قوله تعالى{خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}والتأسيس أولى من التأكيد والترادف نادر بل يكاد ينعدم فى القرآن وإذا كان المقيل مقصود به المكان المخصوص الذى يختلى فيه بالحور العين فكيف يكون نظيره فى جحيم الآخرة؟ وما الدليل على ذلك؟


 
بسم1
وإذا قلنا بأن التفضيل ليس على بابه بين شيئين وأن المقصود التفضيل لا المفاضلة لعدم وجود المشترك بينهما هذا لايعنى عدم وجود أحد الشيئين
أو أحد المقيلين.
قال تعالى{يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)}
هنا جاء المستقر معرف فى مشهد من مشاهد يوم القيامة يوم الموقف العظيم فهو مقام حسن بفتح الميم لأهل الإحسان لقوله تعالى{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }ومقام سيئ لأهل السوء لقوله تعالى{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} والمستقر للجميع بعدها ينصرف كل إلى مقامه بضم الميم
أما المقيل فربما كان مابين النفختين كما جاء فى تفسير الطبري:حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة( قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) هذا قول أهل الضلالة. والرَّقدة: ما بين النفختين.
هذا والله أعلم


 
ردا على مسألة عرض العذاب في القبر :

عَن زيد بن ثَابت قَالَ بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ وَإِذَا أَقْبُرُ سِتَّةٍ أَو خَمْسَة أَو أَرْبَعَة قَالَ كَذَا كَانَ يَقُول الْجريرِي فَقَالَ: «من يعرف أَصْحَاب هَذِه الأقبر فَقَالَ رجل أَنا قَالَ فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ قَالَ مَاتُوا فِي الْإِشْرَاك فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَاب النَّار فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّه من عَذَاب الْقَبْر قَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ

تأمل ...................« فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ .}
فلو كان العذابُ مجرد عرض لما قال النبي عليه الصلاة والسلام :{ لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ..}
وهل العرضُ يسمع ؟ أم ماذا .
 
ربما فهمت أخي من العرض مجرد رؤية العذاب دون حصوله.
إن كان هذا هو حقا ما فهمت فما تقول في قوله تعالى:"النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ"-غافر:46-؟
 
الأخ الكريم الفاضل / ناصر عبدالغفور ...........
لعل هناك لبسا ما .............لكني والحمد لله أعتقد في ثبوت نعيم وعذاب في القبر كما صرح به الكتاب المبارك والسنة المطهرة .
فالمشاركة السابقة دليل على ذلك حيث يؤكد الحديث على سماع عذاب في القبر - وهو ما ينافي اعتقاد من يزعم أنه مجرد عرض .فالسماع ليس عرضا بل هو حقيقة في العذاب .
 
سألني ابني اليوم قال:
إن الله عز وجل يقول على لسان الكافرين:
(قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ۜ ۗ )
والمرقد هو مكان النوم المريح، فكيف؟!
أين عذاب القبر الذي كانوا فيه؟!

فأجبته:
...

جزاك الله خيرا .
أظهر الأجوبة في رأيي :
الأول: ما ورد عن السلف - إن كان ثابتا - !
وإلا :
فالقول الثاني:
أنه لا تعارض وذلك بالتأمل في معنى (المرقد) ! بأن يقال :
إن (المرقد) هو مكان الراحة والنوم سواء نام أو لم ينم ! كما ذكره هنا صاحب لسان العرب :
[والمرقد، بالفتح: المضجع].
والله أعلم.
 
عودة
أعلى