المرادف والمعنى

إنضم
10/04/2011
المشاركات
44
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم
تكرما أود معرفة الفرق بين معنى اللفظ ومرادفه ,مثلا:معنى السعاده ومرادفها
وجزيتم خيرا.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
الترادف هو التطابق الكلي في المعنى بين لفظين بحيث يمكن أن يحل أحد اللفظين مكان الآخر من دون أن يخل ذلك بأحد المعاني التي يمكن أن يحملها اللفظ في سياقه الذي هو فيه.. وهذا النوع من التطابق قد أنكره كثير من علماء اللغة كالجاحظ والمبرد وابن قتيبة والاصفهاني ومنهم من أثبت وجوده كالرماني والهمذاني والزركشي على ما أظن..
والبين من خلال مدارسة القرآن الكريم أن لا ترادف في القرآن.. فاللفظ القرآني لا يمكن أن يحل محله لفظ آخر يحمل جميع صفاته ومعانيه.. ولكن قد يفسر المعنى من اللفظ بحسب سياقه.. والأعجب في القرآن أنه إذا تكرر اللفظ في القرآن فإنه لا يبقي على نفس المعاني التي تصفه في موضعه الأول.. إنما يحمل معاني جديدة تخص موضعه الذي هو فيه في القرآن.. ولك أن تنظر في كلمة سبح في القرآن كمثال.. أو في ترتيب الغفور الرحيم والرحيم الغفور فإنك لابد أن تفهم أن تكرار اللفظ لبيان معنى لا لمجرد تكراره.. أو خذ معنى كلمة الكفار فهي مرة تعني كفر بالنعمة ومرة كفر الإيمان ومرة تعني الزراع...
أما المعنى فهو تفسير للفظ من حيث أصل مادته في اللغة.. أو تفسيره من حيث السياق الذي وضع فيه أو تفسيره من حيث موضوعه... الخ.. لذلك نجد التفسير اللغوي والدلالي والموضوعي وغيرها من أنواع التفاسير والله أعلم..
فلك مثلا معنى السعادة : فقد تعني الشعور بالارتياح والبهجة والفرح والبشر والغبطة والسرور.. وقد تعني لقب أصحاب المعالي كقولنا سعادة السفير أو الأستاذ..
وفي القرآن هي ضد الشقاوة، يبينه قوله تعالى : يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ..
وقوله تعالى : وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ..
وقبلها قوله تعالى : فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا.. الآية..
وبالجملة فالسعادة لها معانيها التي ذكرنا من ارتياح وبهجة وفرح... الخ، وضدها الشقاوة.. أما مرادفها فقد اختلف أن يكون للفظ في اللغة أو في سياقه الذي هو فيه مرادفا.. ويستبعد أن يكون للفظ القرآن مرادفا.. إنما يمكن تفسيره بإعطاء معنى له بحسب الطريق الذي نأتيه منه إن طريق اللغة فطريق اللغة وإن طريق السياق فطريق السياق وإن طريق الموضوع فبربطه بالمواضيع التي تطرقت له.. والمعلوم عندنا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : يأتى القرآن الكريم يوم القيامة بكرا كأن لم يمس.. والله تعالى أعلم..

هذا وإن أصبت فهذا ما أردت وإن أخطأت فلعل أحد يصلح لي خطئي وله الجزاء الحسن من الله..
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
أحسن الله إليك وجزاك خيرا فقد وجدت الجواب الشافي فكتب الله أجرك ونفع بك
 
عودة
أعلى