سلطان بن تركي
New member
المرأة مكانها البيت !
مقال لـ : عبدالله بن فهد الخليفي ( منقول بتصرف ).
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فيغضب كثير من الظلاميين أدعياء التنوير من الكلمة التي تنتشر بين بعض العوام ( المرأة مكانها البيت ) ويرون هذا عزلاً لها عن المجتمع.
وبغض النظر عن الكلمة التي يطلقها العامة إلا أن البيت جزء كبير من المجتمع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:( والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها ) فالأمر تقسيم أدوار كما أننا اليوم في كرة القدم مثلاً هناك حارس مرمى لا ينبغي له ترك مكانه ولا يصلح أن يسجل أهداف ( هذا لتقريب المعنى ).
والآن لو فرضنا أن الزوجة خرجت للعمل والزوج خرج للعمل
فمن يرعى الأطفال ؟
إنها الخادمة ! وهي امرأة أيضاً فعدنا إلى الاعتراف أنه لا بد من وجود امرأة في البيت حين يخرج غيرها
وهذه الخادمة إما أن تهمل أولادها فيضيعون وإما أن تتحمل أولادها مع أولاد الناس وهذا فوق طاقتها وإما ألا يكون عند أولاد أصلاً ولا تفكر بها اشتغالاً بالخدمة
فهنا لا بد أن تتدمر حياة امرأة لتعيش امرأة أخرى حياة زائفة تقلد فيها الغرب، وإلا الخادمة كان من الممكن أن تكون مساعدة للزوجة فحسب، وهذا يعطيها مساحة من الفراغ لتربي أولادها هي أيضاً
وعمل النساء اليوم - كثير منه - فقط ليقولوا للغرب ( ها نحن نوظف النساء )! وهناك عطلة الدورة الشهرية تأخذها مرضية، وعطلة الولادة، وعطلة الرضاع، فالاستمرارية في العمل للمرأة مع وجود أسرة حبلها منقطع ولا بد من الجناية على أحد الأمرين في الغالب!
فلا بد أن ننظر للأمر بواقعية أكثر
وإنك تجد هؤلاء في قوانينهم يُحذرون-بشدة- من قيادة السيارة بسرعة معينة أو قيادتها بدون حزام أمان؛ كل ذلك سداً للذريعة- لتلافي أو تقليل الآثار المترتبة عند حصول ا لحوادث أو التصادم، ثم هم يهملون هذه الآثار السلبية العظيمة لعمل النساء على المجتمع، ولا يوجبون سد الذريعة هنا !! بل يستهزؤون من ذلك!! لأنه قد طُبع على قلوبهم فلا يفقهون إلا قليلاً. قال الله تعالى: (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ).
وحال المرأة في الغرب معروف في هذا السياق ولا أحد يرغب لابنته أو أخته أن تكون ككثير من النساء الغربيات اللواتي وقعن في فخ بذل النفس والعرض لتحصيل المصلحة تحت الضغط والابتزاز ، وكثير ممن يتكلم عن حقوق المرأة لا يتكلم أبداً عن حقوق الخادمات مع أنهن نساء! ولا يتكلم عن حقوق المسِنّات اللواتي يعقُّهن أولادهن! والسبب في ذلك -في نظري- أن المسِنّات لسن ممن يُطمع فيهنّ فلا داعي- عند هؤلاء الفسقة - بإقناعهن بالخروج والاختلاط، لسهولة الوصول إليهن ولأنهن لا يستجبن للنزوات الذكورية باسم الموضة والتحرر بدلاً من الاستجابة لأمر الله بالتستر، فلباس المرأة إذا كان غير محتشم فهو اتباع لسبل الشيطان واستجابة له، وللذين يتبعون الشهوات وللذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا. قال الله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا).
ثم إن الكلام عن المسِنّات يُظهر وجهاً حقيقياً مظلماً في الوضع الاجتماعي في الغرب-المتقدم دنيوياً- من العقوق الفاشي فيهم! والغرب عند الليبراليين كالسلف عند السلفيين لا ينبغي أن يمسوا بسوء! والغرب – عندهم أيضا- ينبغي أن يكونوا معصومين من الغلط حتى يصير الاقتداء بهم مقدماً على الاقتداء بالأنبياء! بل تُحرف وتلوى نصوص الأنبياء أو تُنكر لكي يرضى الغرب!!! والله المستعان على ما يصفون.
ثم لنظر إلى ذلك الوجه الحقيقي المشرق والمستنير في الشريعة الإسلامية الغراء عند التحدث عن حقوق المسنات والكبيرات في نصوص بر الوالدة -على الخصوص- كـــــ : ( إلزم قدميها فثم الجنة ) و ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ) و ( حملته كرها ووضعته كرها ) و ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ).
وهذا مما لا يرغب في ذكره أصحاب الأهواء الغربية والقلوب المريضة! لأن ذكره يجعل الدائرة عليهم ويخف بكفتهم.
وأخيراً رسالة موجهة إلى كل امرأة مسلمة:
قد كان العرب قديماً يئدون النساء في التراب؛ إما خوفاً من الفقر، أو خوفاً من العار، وحينما أرسل الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتوحيد وهذه الشريعة الغراء، وبذل الصحابة دماءهم لإعلاء كلمة الله وشرعه، وألا تدفن موءودة في التراب ، وقد كان العرب لا يورثون النساء والصغار، ويقولون هم لا يقاتلون فجاء الله بشريعة توجب عليهم توريث النساء وإن كانت لا تعمل، ولا تقاتل، بل لو كانت رضيعة.
وكانت العرب يعضلون النساء، ويطلقونهنّ طلقات لا عدد لها، ويذرونهن كالمعلقة لا متزوجة ولا مطلقة. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن هذا كله، بل حتى لو حلف رجل ألا يجامع زوجته أكثر من أربعة أشهر أُجبر على الطلاق أو الفيئة مراعاة لحقها .
وأوجب الله عز وجل على الرجال المهر والنفقة وحرّم ضربهنّ في غير نشوز، وحتى عند النشوز يكون الضرب بعد الموعظة والهجر في المضجع، واتفق المفسرون على أنه ضرب غير مبرح، واتفق العلماء على تحريم الضرب في الوجه .
وبالله عليكم أيهما أقرب لاحترام المرأة وتقديرها؛ أن ألقاها في الطريق فتغمز لي وأغمز لها ثم أقضي وطري منها دون أي عوائق؟! أم ألا تمس يدي يدها حتى أُكلم أولياؤها، ثم أدفع إليها مهرها، ثم أُعلن في الناس والمجتمع أنها صارت زوجتي وعرضي؟ فأيهما أقرب لصيانتها وإعطائها حقها وحفظها؟
وحتى في حال الطلاق أوجب الله عز وجل على الرجال النفقة في العدة، ولو أرضعتِ ولدكِ الذي هو ولدكِ لطليقك؛ وجب عليه أن يعطيكِ أجركِ بنص كتاب الله عز وجل.
وحق الحضانة لطفلكِ الصغير لكِ ما لم تنكحي وعلى الرجل نفقته .
هذا غير ما ورد في حد القذف فكلمة يتكلم بها امرؤ في حقكِ؛ تُوجب ثمانين جلدة على ظهره.
وأعفاكِ الله من الصلاة حال الحيض، ومن الصيام في وقته في حاله، وأعفاكِ من الجهاد، وأعفاكِ من النفقه، وأعفاكِ من الدفع في الدية وإن كنت مقتدرة، وخفف عنكِ أحكام الإحرام.
هذا غير ما ورد في بر الوالدة وفي فضل من عال البنات، بل حرّج النبي صلى الله عليه وسلم حق الضعيفين: المرأة واليتيم.
وفي التعدد أوجب سبحانه العدل صيانةً لحقكِ، وجاء الوعيد الشديد في حق من لم يعدل.
فبعد هذا كله تتذمرين من اتباع أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم في أمور يسيرة، كالحجاب الذي لا ترتدينه إلا إذا خرجتِ! ولتتفكري في الروح التي بين جنبيك، وتلك الزينة التي تلبسين؛ من الذي أنعم بها عليك؟ أليس الله: بلى. أما لو شاء سبحانه لكنت مسخاً. أهكذا تُشكر النعم؟!
هل من شكر النعمة اقتراف الذنوب والسيئات والإعراض عن ذكر الله وأمره واتباع خطوات الشيطان والاستماع إلى كل ناعق وفاجر وفاسق يدعو إلى نبذ الكتاب وراء ظهره باسم الموضة والتحضر؟!!
أختاه ... إن العبودية لله واتباع ما أمر واجتناب ما عنه نهى هي الحرية الحقيقية، لأنكِ بذلك تخرجين عن كل أهواء العباد إلى ما يريد رب العباد، وإن كره العباد فلا طاعة لمخلوق في معصية خالق.
وما هذه الدنيا إلا أيام معدودات وما هذا الشباب إلا سويعات ثم نسير إلى الدار الآخرة، فإما نعيم وإما جحيم -والعياذ بالله- ولا منزلة بينهما. فهذا الخمار أو الحجاب حجاب لك من النار، وكلما كنت أستر وأمثل لأمر الله كنت ِ إلى رحمة الله أقرب ، فصلاتكِ في بيتك خير من الصلاة في المسجد الذي هو بيت الله، لأن هذا أسترُ لكِ وأصون، وهذا هو فرضك حين كان فرض الرجال النفقة والقتال مع ما اشتركِ به معهم من الفروض.
وأما عن عمل المرأة الجائز فهذا بحث طويل ولكنه ينبغي أن يكون بغير اختلاط _ إن جوزناه_ وبغير خروج طويل حتى لا يؤثر سلباً على بيتها ، ويُراعى أن المرأة ليس عليها متطلبات اقتصادية تُلزم بها شرعاً وعرفاً كالرجل، فهذا ينبغي أن يُراعى في الرواتب .
وأود أن أنبه إلى أن النقد الليبرالي للمجتمع يتم فيه الخلط بين قيم موروثة قبلياً لا علاقة لها بالدين ثم إلباسها ثوب الدين! مثل كون بعض الناس لا يسمي المرأة ولا يذكر اسمها فهذا أمر عُرفي عند الناس لا علاقة له بالشرع، أو النظرة الشرعية أو من يهوّن منهم- لجهلهم- في أمر زنا الرجال دون زنا النساء، بل هو ذنب عظيم في حقهما جميعا، جاء ذلك في الشرع المطهر.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مقال لـ : عبدالله بن فهد الخليفي ( منقول بتصرف ).
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فيغضب كثير من الظلاميين أدعياء التنوير من الكلمة التي تنتشر بين بعض العوام ( المرأة مكانها البيت ) ويرون هذا عزلاً لها عن المجتمع.
وبغض النظر عن الكلمة التي يطلقها العامة إلا أن البيت جزء كبير من المجتمع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:( والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها ) فالأمر تقسيم أدوار كما أننا اليوم في كرة القدم مثلاً هناك حارس مرمى لا ينبغي له ترك مكانه ولا يصلح أن يسجل أهداف ( هذا لتقريب المعنى ).
والآن لو فرضنا أن الزوجة خرجت للعمل والزوج خرج للعمل
فمن يرعى الأطفال ؟
إنها الخادمة ! وهي امرأة أيضاً فعدنا إلى الاعتراف أنه لا بد من وجود امرأة في البيت حين يخرج غيرها
وهذه الخادمة إما أن تهمل أولادها فيضيعون وإما أن تتحمل أولادها مع أولاد الناس وهذا فوق طاقتها وإما ألا يكون عند أولاد أصلاً ولا تفكر بها اشتغالاً بالخدمة
فهنا لا بد أن تتدمر حياة امرأة لتعيش امرأة أخرى حياة زائفة تقلد فيها الغرب، وإلا الخادمة كان من الممكن أن تكون مساعدة للزوجة فحسب، وهذا يعطيها مساحة من الفراغ لتربي أولادها هي أيضاً
وعمل النساء اليوم - كثير منه - فقط ليقولوا للغرب ( ها نحن نوظف النساء )! وهناك عطلة الدورة الشهرية تأخذها مرضية، وعطلة الولادة، وعطلة الرضاع، فالاستمرارية في العمل للمرأة مع وجود أسرة حبلها منقطع ولا بد من الجناية على أحد الأمرين في الغالب!
فلا بد أن ننظر للأمر بواقعية أكثر
وإنك تجد هؤلاء في قوانينهم يُحذرون-بشدة- من قيادة السيارة بسرعة معينة أو قيادتها بدون حزام أمان؛ كل ذلك سداً للذريعة- لتلافي أو تقليل الآثار المترتبة عند حصول ا لحوادث أو التصادم، ثم هم يهملون هذه الآثار السلبية العظيمة لعمل النساء على المجتمع، ولا يوجبون سد الذريعة هنا !! بل يستهزؤون من ذلك!! لأنه قد طُبع على قلوبهم فلا يفقهون إلا قليلاً. قال الله تعالى: (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ).
وحال المرأة في الغرب معروف في هذا السياق ولا أحد يرغب لابنته أو أخته أن تكون ككثير من النساء الغربيات اللواتي وقعن في فخ بذل النفس والعرض لتحصيل المصلحة تحت الضغط والابتزاز ، وكثير ممن يتكلم عن حقوق المرأة لا يتكلم أبداً عن حقوق الخادمات مع أنهن نساء! ولا يتكلم عن حقوق المسِنّات اللواتي يعقُّهن أولادهن! والسبب في ذلك -في نظري- أن المسِنّات لسن ممن يُطمع فيهنّ فلا داعي- عند هؤلاء الفسقة - بإقناعهن بالخروج والاختلاط، لسهولة الوصول إليهن ولأنهن لا يستجبن للنزوات الذكورية باسم الموضة والتحرر بدلاً من الاستجابة لأمر الله بالتستر، فلباس المرأة إذا كان غير محتشم فهو اتباع لسبل الشيطان واستجابة له، وللذين يتبعون الشهوات وللذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا. قال الله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا).
ثم إن الكلام عن المسِنّات يُظهر وجهاً حقيقياً مظلماً في الوضع الاجتماعي في الغرب-المتقدم دنيوياً- من العقوق الفاشي فيهم! والغرب عند الليبراليين كالسلف عند السلفيين لا ينبغي أن يمسوا بسوء! والغرب – عندهم أيضا- ينبغي أن يكونوا معصومين من الغلط حتى يصير الاقتداء بهم مقدماً على الاقتداء بالأنبياء! بل تُحرف وتلوى نصوص الأنبياء أو تُنكر لكي يرضى الغرب!!! والله المستعان على ما يصفون.
ثم لنظر إلى ذلك الوجه الحقيقي المشرق والمستنير في الشريعة الإسلامية الغراء عند التحدث عن حقوق المسنات والكبيرات في نصوص بر الوالدة -على الخصوص- كـــــ : ( إلزم قدميها فثم الجنة ) و ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ) و ( حملته كرها ووضعته كرها ) و ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ).
وهذا مما لا يرغب في ذكره أصحاب الأهواء الغربية والقلوب المريضة! لأن ذكره يجعل الدائرة عليهم ويخف بكفتهم.
وأخيراً رسالة موجهة إلى كل امرأة مسلمة:
قد كان العرب قديماً يئدون النساء في التراب؛ إما خوفاً من الفقر، أو خوفاً من العار، وحينما أرسل الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتوحيد وهذه الشريعة الغراء، وبذل الصحابة دماءهم لإعلاء كلمة الله وشرعه، وألا تدفن موءودة في التراب ، وقد كان العرب لا يورثون النساء والصغار، ويقولون هم لا يقاتلون فجاء الله بشريعة توجب عليهم توريث النساء وإن كانت لا تعمل، ولا تقاتل، بل لو كانت رضيعة.
وكانت العرب يعضلون النساء، ويطلقونهنّ طلقات لا عدد لها، ويذرونهن كالمعلقة لا متزوجة ولا مطلقة. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن هذا كله، بل حتى لو حلف رجل ألا يجامع زوجته أكثر من أربعة أشهر أُجبر على الطلاق أو الفيئة مراعاة لحقها .
وأوجب الله عز وجل على الرجال المهر والنفقة وحرّم ضربهنّ في غير نشوز، وحتى عند النشوز يكون الضرب بعد الموعظة والهجر في المضجع، واتفق المفسرون على أنه ضرب غير مبرح، واتفق العلماء على تحريم الضرب في الوجه .
وبالله عليكم أيهما أقرب لاحترام المرأة وتقديرها؛ أن ألقاها في الطريق فتغمز لي وأغمز لها ثم أقضي وطري منها دون أي عوائق؟! أم ألا تمس يدي يدها حتى أُكلم أولياؤها، ثم أدفع إليها مهرها، ثم أُعلن في الناس والمجتمع أنها صارت زوجتي وعرضي؟ فأيهما أقرب لصيانتها وإعطائها حقها وحفظها؟
وحتى في حال الطلاق أوجب الله عز وجل على الرجال النفقة في العدة، ولو أرضعتِ ولدكِ الذي هو ولدكِ لطليقك؛ وجب عليه أن يعطيكِ أجركِ بنص كتاب الله عز وجل.
وحق الحضانة لطفلكِ الصغير لكِ ما لم تنكحي وعلى الرجل نفقته .
هذا غير ما ورد في حد القذف فكلمة يتكلم بها امرؤ في حقكِ؛ تُوجب ثمانين جلدة على ظهره.
وأعفاكِ الله من الصلاة حال الحيض، ومن الصيام في وقته في حاله، وأعفاكِ من الجهاد، وأعفاكِ من النفقه، وأعفاكِ من الدفع في الدية وإن كنت مقتدرة، وخفف عنكِ أحكام الإحرام.
هذا غير ما ورد في بر الوالدة وفي فضل من عال البنات، بل حرّج النبي صلى الله عليه وسلم حق الضعيفين: المرأة واليتيم.
وفي التعدد أوجب سبحانه العدل صيانةً لحقكِ، وجاء الوعيد الشديد في حق من لم يعدل.
فبعد هذا كله تتذمرين من اتباع أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم في أمور يسيرة، كالحجاب الذي لا ترتدينه إلا إذا خرجتِ! ولتتفكري في الروح التي بين جنبيك، وتلك الزينة التي تلبسين؛ من الذي أنعم بها عليك؟ أليس الله: بلى. أما لو شاء سبحانه لكنت مسخاً. أهكذا تُشكر النعم؟!
هل من شكر النعمة اقتراف الذنوب والسيئات والإعراض عن ذكر الله وأمره واتباع خطوات الشيطان والاستماع إلى كل ناعق وفاجر وفاسق يدعو إلى نبذ الكتاب وراء ظهره باسم الموضة والتحضر؟!!
أختاه ... إن العبودية لله واتباع ما أمر واجتناب ما عنه نهى هي الحرية الحقيقية، لأنكِ بذلك تخرجين عن كل أهواء العباد إلى ما يريد رب العباد، وإن كره العباد فلا طاعة لمخلوق في معصية خالق.
وما هذه الدنيا إلا أيام معدودات وما هذا الشباب إلا سويعات ثم نسير إلى الدار الآخرة، فإما نعيم وإما جحيم -والعياذ بالله- ولا منزلة بينهما. فهذا الخمار أو الحجاب حجاب لك من النار، وكلما كنت أستر وأمثل لأمر الله كنت ِ إلى رحمة الله أقرب ، فصلاتكِ في بيتك خير من الصلاة في المسجد الذي هو بيت الله، لأن هذا أسترُ لكِ وأصون، وهذا هو فرضك حين كان فرض الرجال النفقة والقتال مع ما اشتركِ به معهم من الفروض.
وأما عن عمل المرأة الجائز فهذا بحث طويل ولكنه ينبغي أن يكون بغير اختلاط _ إن جوزناه_ وبغير خروج طويل حتى لا يؤثر سلباً على بيتها ، ويُراعى أن المرأة ليس عليها متطلبات اقتصادية تُلزم بها شرعاً وعرفاً كالرجل، فهذا ينبغي أن يُراعى في الرواتب .
وأود أن أنبه إلى أن النقد الليبرالي للمجتمع يتم فيه الخلط بين قيم موروثة قبلياً لا علاقة لها بالدين ثم إلباسها ثوب الدين! مثل كون بعض الناس لا يسمي المرأة ولا يذكر اسمها فهذا أمر عُرفي عند الناس لا علاقة له بالشرع، أو النظرة الشرعية أو من يهوّن منهم- لجهلهم- في أمر زنا الرجال دون زنا النساء، بل هو ذنب عظيم في حقهما جميعا، جاء ذلك في الشرع المطهر.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.