وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, بارك الله فيك, أما اتفاق القراء على أن المد اللازم الكلمي يمد ست حركات فقول غير دقيق, ولو قيل اتفقوا على مده مدا زائدا على المد الطبيعي فنعم.
وقد نقل الخلاف أكثر من عالم في قدر مده, ونقل ذلك الجعبري في الكنز؛ قال:" قال الأهوازي في إيضاحه: قدر ألف, وقال ابن برزة: قدر ألفين".
وقال ابن أم قاسم المرادي في المفيد:"وأما مده قبل الساكن فالمعروف أنه ألفان للقراء كلهم؛ لا تتفاوت فيه مراتبهم".
ومنهم من زاد فقال قدر ثلاث ألفات وهو المعمول به الآن كما ذكر ذلك الملا علي القاري والمرعشي وغيرهما.
وقال الجعبري:" وأجرى الداني رحمه الله في جامع البيان فيه مراتب المد المتصل", وهذا القول أيضا نسبه ابن الجزري إلى ابن الفحام.
وهناك قول للسخاوي في مده؛ حيث قال:
والمد من قبلِ المُسكّنِ دونَ ما *** قد مُدَّ للهمزاتِ باسْتِيقانِ
فهنا السخاوي ذهب إلى أن المد بسبب السكون مده أقل من الذي يمد لأجل الهمز, فيمد بمقدار ألفين كما وضح ذلك ابن أم قاسم في شرحه للبيت وكذلك في شرحه على الواضحة.
وأما القول بأنه يمد ثمانية حركات فلعل الشيخ يشير إلى ما نقله ابن الجزري عن أبي الفخر حامد بن علي بن حسنويه الجاجاني في كتابه: "حلية القراء" نصاً عن أبي بكر بن مهران حيث قال: "والقراء مختلفون في مقداره فالمحققون يمدون على قدر أربع الفات, ومنهم من يمد على قدر ثلاث ألفات والحادرون يمدون عليه قدر ألفين إحداهما الألف التي بعد المحرك والثانية المدة التي أدخلت بين الساكنين لتعدل".
والذي يترجح-والله أعلم- أن المعول عليه التلقي والمشافهة فيما يتعلق بالمدود خاصة؛ إذ ما ذكر كله تقريبي, والله أعلم, وننتظر من مشايخنا أن يفيدونا في هذا الأمر.
