المدلول الواقعي للتأويل الكلامي !!

إنضم
01/05/2010
المشاركات
172
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الطائف / حي السداد

01.png


لاشك أن التأويل وثيق الصلة بعلم التفسير وقد ذكر المحققون من أهل السنة أن التأويل إنما ورد في الكتاب والسنة بمعنى التفسير أو بمعنى الحقيقة التي يؤول إليه الكلام فإن كان خبرا فتأويله وقوعه وإن كان أمرا فتأويله امتثاله .
ولكن هناك معنى أحدث للتأويل واشتهر حتى لايكاد يتبادر لأذهان كثير من الناس غيره وهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به . وهذا المعنى لو طبق حرفيا لما كان في قبوله من بأس لأنه يكون حينئذ ضربا من التفسير . ولكن عند التطبيق الكلامي يختلف هذا المعنى اختلافا واسعا حتى إنك تكاد أن تجزم بأنه عبارة عن صرف لدلالات النصوص الشرعية حتى توافق رأي المؤول ومذهبه !! أي أن هذا اللفظ الشرعي المقدس أصبح يستخدم كقناع أو غطاء لتحريف الكلم عن مواضعه !! ولو نظرت لتأويلات الرازي في أساس التقديس وتأويلات ابن فورك في مشكل الحديث وغيرها لما وجدت من رابطة لغوية بين النصوص وتأويلاتها إلا في القليل النادر !!! ولهذا أصبح التأويل طريقا ومسلكا لجميع المخالفين لأهل السنة والجماعة ، فاستخدمه المعطلة في رد كثير من نصوص الصفات وبخاصة الصفات الخبرية والاختيارية ! وشاعت هذه التأويلات في كثير من كتب التفسير وشروح الأحاديث حتى ظن كثير من الناس أنها الحق الذي من حاد عنه وقع في التشبيه والتجسيم !! وكذلك استخدمه المرجئة في رد نصوص الوعيد ، واستخدمه الوعيدية في رد نصوص الوعد ، بل إن الفلاسفة استخدموه في رد نصوص المعاد الجسماني ، والقرامطة في تأويل شرائع الإسلام واعتبارها مجرد رموز لعقائد معينة !!!
وهكذا اختلف المعنى الواقعي للتأويل عن المعنى النظري اختلافا واسعا بل هائلا حتى إنك لتجد كلام ابن القيم يطابق واقعه تماما حين ذكر أصول أهل التأويل أوطواغيتهم وقال إنهم دكوا بها معاقل الوحي !!!
 
نعم .. - نفع الله بعلمك وثبتنا وإيّاك على الحق -

هو مدخلٌ من أبواب المتشابه ، الذي ابتغي بها الفتنة والزيغ عن المحكم

بل هو التحريف وقلب الحقائق أُلبس لبوس العلم والمنطق

((( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات
فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله
وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلاّ أولوا الألباب )))
 
وهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به . وهذا المعنى لو طبق حرفيا لما كان في قبوله من بأس

بارك الله فيك أيها الشيخ المكرم..

وأقول : بل به بأس ؛من جهة أن هذه الصورة ضعيفة في البناء العلمي جداً،وأي منهج علمي سليم يرفضها..
فإنك تسأل : ما الذي جعل المعنى الأول راجحاً ؟
ومادام هناك دليل سيجوز الانصراف عنه= فكيف كان راجحاً إذاً ؟
بل الحال : أن الدليل مادام أداكم للانصراف عن المعنى الأول = فلم يكن هذا المعنى راجحاً إذاً،بل كنتَ أنتَ أخطأتَ في جعلك له راجحاً ..
ثم إذا أنتَ عدتَ للنهج الذي يثبتون به هذا الرجحان الأول = ما وجدتَ ثم إلا ذلك المنهج الفاسد الذي لا يصلح لإثبات راجح نضطر للانصراف عنه أصلاً على نحو ما بينتُه في مقالة : ((ظاهر اللفظ))..

فالحال : أن هذا التأويل بهذا المعنى هو خلط علمي يُصلحون به التقصير العلمي الأول،وما كان أغناهم عن كل هذا لو استقاموا على الطريقة في فقه النصوص أول مرة..
ثم لو أخطأوا بعد هذا النهج الصحيح لم يكن انتقالهم عن قولهم لحجة جديدة إلا إصلاحاً للتقصير وليس أصلاً يستحق هذا الاسم الشريف(التأويل)..
 
وهكذا اختلف المعنى الواقعي للتأويل عن المعنى النظري اختلافا واسعا بل هائلا حتى إنك لتجد كلام ابن القيم يطابق واقعه تماما حين ذكر أصول أهل التأويل أوطواغيتهم وقال إنهم دكوا بها معاقل الوحي !!!
لا أظن أن ذلك من قول ابن القيم حتى ولو صح عنه، فتلك العبارة خطأ .فمعاقل الوحي لا تدك فالله تعالى محصنها وحاميها الى يوم القيامة من عبث العابثين وهدم الفاتكين . كيف يصح ذلك القول إن كان يُقصد به وحي السماء؟؟؟ . أما إن كان المقصود وحي العقل فأظن أن الإشارة لذلك واجبة فنقول(معاقل وحي العقل).
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

لم يقل الرجل: ودكّوا بها الوحي ، وإنما قال: معاقل الوحي

فما هي معاقله في نظرك .. ؟!

[ .. وسألتك : هل قاتلتموه وقاتلكم ، فزعمت أن قد فعل
وأن حربكم وحربه تكون دولا ، ويدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى
وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة .. ]
 
أشكر الأخوة على تعليقاتهم واستدراكاتهم وبخصوص وجهة نظر الأخ أبوفهر السلفي فالمراد بالظاهر المعنى المتبادر من اللفظ بمقتضى الوضع اللغوي وهذا الظاهر قد يعدل عنه علماء الشريعة لأدلة شرعية تقتضي ذلك فمثلا حديث ( إن الله حرم على النار من قال لاإله إلا الله يبتعي بذلك وجه الله ) ظاهره يقتضي تحريم النار عليه بكل وجه إلا أن هذا الظاهر يعارضه ماتواتر من دخول بعض عصاة الموحدين النار ولهذا حمله ابن خزيمة على الأكل لاعلى مطلق الأذى ، فالله حرم على النار ان تاكله لاانه حرم على النار ان تؤذيه او تمحشه او تمسه ! ولهذا نظائر كثيرة كحديث ( لايدخل الجنة عاق ) فالظاهر التحريم المطلق إلا أن ما تواتر من دخول عصاة الموحدين الجنة جعل أهل السنة يحملونه على الجنان العليا لاعلى مطلق الدخول !
أما بخصوص وجهة الأخ الكريم تيسير فلاشك أن الوحي محفوظ كما دلت على ذلك قواطع الشريعة . وأما بخصوص عبارة ابن القيم فهي ثابتة مشهورة ذكرها في كتابه الصواعق المرسلة وهذه العبارة لها محمل صحيح فقدتسربت تأويلات المتكلمين لمعظم كتب التفاسير المتأخرة وكذلك شروح الحديث حتى حالت بين كثير وكثير من الناس عن فهم مراد الله ورسوله وحينئذ يكون الدك والمنع قد تحقق في حق هؤلاء وإن بقيت طوائف قليلة على الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة والله المستعان
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

لم يقل الرجل: ودكّوا بها الوحي ، وإنما قال: معاقل الوحي

فما هي معاقله في نظرك .. ؟!

[ .. وسألتك : هل قاتلتموه وقاتلكم ، فزعمت أن قد فعل
وأن حربكم وحربه تكون دولا ، ويدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى
وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة .. ]
وبعدين يا أبا تيماء انت لاحقني بكل مكان؟؟؟؟
طيب احكي تفضل شو معنى معاقل أن لم تكن مصادر ؟؟؟؟؟
 
معناها: يؤخذ من أصل مادتها

والنص الذي أوردته يشير إلى المراد بها

وهو: قيام دولة الوحي في الجوارح والقلوب

وعلى مستوى البلاد والشعوب

ولو سلّمت لك بأنها المصادر ، وهي محفوظة نعم - بحفظ الله - في الصدور والسطور

فما يغني حافظ الألفاظ بعد انحراف مفاهيمها لديه

أو العمل بما ينقض معانيها لانقلابها عليه

وما أكثر ما دُكّت بعد القرون المفضّلة وإلى يومنا هذا عروة عروة

ومع هذا - ولله الحمد - لا تزال طائفة إلى قيام الساعة تقوم بهم الحجة
 
ظاهره يقتضي تحريم النار عليه بكل وجه

بارك الله فيك..

هذا نفسه هو وجه الخلل في هذه النظرية الفاسدة..

وإنما هذا الظاهر يظهر لناقص العلم بالعربية والسنن،ومثل هذا الظاهر ليس شيئاً وليس من أبواب العلم ،ولا يتسق مع أي نهج علمي يحترم نفسه كما يقولون..
وهذا هو الباب الذي دخلوا منه لقولهم : ((ظاهر النصوص غير مراد)) ولقولهم : ((ظواهر النصوص كفر))..
إلى آخر بدعهم..
وهذا الظاهر الذي يتبادر لناقص العلم بالعربية أو الوحي،لا ينبغي أن يُجعل أصلاً أو ركناً في نهج تفسير النصوص،وهم جعلوه أصلاً بناء على بدعتهم في المجاز أو : ((مقتضى الوضع اللغوي))،وكل ذلك فاسد لا يليق أن يتبعهم فيه أهل الحق..

ومن هنا كان وجه استدراكي على تقرير فضيلتك بحسب ما هو الحق عندي : فنظرية التأويل المبنية على الظاهر المتبادر وفقاً للاستعمال أو الوضع كلها فاسدة ليس فيها وجه يُصحح ..

بارك الله فيك ونفع بك وجزاك الله خيراً على سعة صدرك وتواضعك..
 
الأخ الكريم أبوفهر السلفي أشكرك على حرصك وغيرتك وإن كنت أعتب عليك لمز من خالفك بنقص العلم بالعربية والسنن وسلوك منهج لايحترم نفسه ! وأذكرك بقول الله تعالى ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - على الحق ومخالفه على الباطل قطعا ! وقوله ( ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) فإذا كان حسن الجدل واجبا مع أهل الكتاب ألا يكون واجبا بيننا !
ثم إنني أقول ردا على ماتفضلتم بذكره يبدو أن محل النزاع لم يحرر في المسألة ؛ والذي أفهمه أن علماء السلف إنما أنكروا مقالة المتكلمين في الزعم بأن ظاهر نصوص الصفات إنما يدل على مايليق بالمخلوق ويختص به ولهذا اعتبروا الصفات التي تقال بالاشتراك في حق الخالق والمخلوق حقيقة في حق المخلوق مجازا في حق الخالق وزعموا بأن إجراء نصوص الصفات على ظاهرها يقتضي التشبيه ! أو أنه شعبة من الكفر إلخ .... ولم ينكر علماء السلف وجود الظاهر والمجمل والمؤول في النصوص مطلقا كماذكرتم وتأصيلاتهم النظرية وتطبيقاتهم العملية تدل على ذلك وقد ذكرت لك مثالين منها في المشاركة السابقة ولها نظائر كثيرة عقدية وفقهية كحمل الجار على المقاسم دون الملاصق في حديث الجار أحق بصقبه وأرجو أن تراجع المذكرة للشنقيطي في خصوص هذا الحديث لترى أحد أعلام السلف المعاصرين كيف يقر بوجود الظاهر كما أقر به الأولون ! ,اخيرا أرجو ألاتظن أن الرد لمجرد دفع الاعتراض والانتصار للرأي لأن هذه المسألة تشغلني من سنين طويلة ولو كان الحق فيما ذكرتم لاتبعته إلاأنني بعد تأمل ومتابعة وجدت الأمر على ماذكرت والله أعلم .
 
بارك الله فيكم..

كون الناظر قد يظهر له من النص ما هو خطأ لنقص العلم بالعربية والسنن هذا بمجرده ليس عيباً ،وقد وقع لبعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم..
وليس في ذكر هذا لا لمز ولا مخالفة لسنن الحوار ولا أي مما تطرقتم له أيها الشيخ المكرم فكلنا كذلك..

الكلام في تكييف هذه الظواهر كيف تظهر،وهل تظهر لتام العلم بالعربية والسنن ؟
الجواب : لا..
وهذا هو ما قرره الشافعي في رسالته..
فالظاهر لم أنكره،وإنما أنكرتُ جعل الظاهر المتمسك به والموصوف بالرجحان والذي سينتقل عنه هو ما كان موافقاً للوضع و الاستعمال اللغوي؛فهذه من بدع المتكلمين التي ابتدعوها مع بدعة المجاز وقرنوها بمصطلحهم في التأويل،فكل هذا بناء علمي واحد،ولذلك كان الخطأ في تقريركم حين سلمتم لهم بصحة:
((صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به . وهذا المعنى لو طبق حرفيا لما كان في قبوله من بأس)).

فهذا الكلام نفسه هو خلل علمي فالمعنى الظاهر الذي سينصرفون عنه هو إنما ظهر لهم لنقص العلم بالعربية والسنن وليس ما كان هكذا يصلح أن يُتمسك به ولا أن يكون راجحاً يحتاجون للانصراف عنه أصلاً..

ولو طبق هذا المعنى حرفياً = لكان معناه الاستمساك بظواهر إنما ظهرت لنقص العلم بالعربية والسنن والتمسك بها قبل جمع الباب والنظر فيه،وهذا كله باب فساد لا يجوز..

وما دمتَ مهتماً بهذا الباب = فأرجو منك مراجعة مقالتي عن ظاهر اللفظ ..

http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=12338
 
معناها: يؤخذ من أصل مادتها

والنص الذي أوردته يشير إلى المراد بها

وهو: قيام دولة الوحي في الجوارح والقلوب

وعلى مستوى البلاد والشعوب

ولو سلّمت لك بأنها المصادر ، وهي محفوظة نعم - بحفظ الله - في الصدور والسطور

فما يغني حافظ الألفاظ بعد انحراف مفاهيمها لديه

أو العمل بما ينقض معانيها لانقلابها عليه

وما أكثر ما دُكّت بعد القرون المفضّلة وإلى يومنا هذا عروة عروة

ومع هذا - ولله الحمد - لا تزال طائفة إلى قيام الساعة تقوم بهم الحجة
ومنكم دوماً نستفيد أخي الفاضل لا حرمنا الله منك يا حبيبنا الغالي
 
إذن نحن أبا فهر متفقون على وجود الظاهر إلا أننا اختلفنا في طريق معرفته وتحديده فإذا كنت ترفض تحديده بمقضتى الوضع اللغوي فبم نحدده ؟ أرجو أن توضح ذلك بارك الله وحبذا لوينصب الكلام في هذا الجانب لنستفيد جميعا
 
بلا شك أيها الشيخ المكرم هناك ظاهر يجوز التمسك به ولا يجوز الانتقال عنه إلا لحجة..
وصفة هذا الظاهر وطريق الوصول إليه بينتها في موضوعي المذكور خاصة المشاركة الأولى والأخيرة فو تكرمتَ بمراجعتهما ثم نتحاور من حيث انتهيتُ = أكن لك شاكراً..​
 
عودة
أعلى