عيسى السعدي
New member
ولكن هناك معنى أحدث للتأويل واشتهر حتى لايكاد يتبادر لأذهان كثير من الناس غيره وهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به . وهذا المعنى لو طبق حرفيا لما كان في قبوله من بأس لأنه يكون حينئذ ضربا من التفسير . ولكن عند التطبيق الكلامي يختلف هذا المعنى اختلافا واسعا حتى إنك تكاد أن تجزم بأنه عبارة عن صرف لدلالات النصوص الشرعية حتى توافق رأي المؤول ومذهبه !! أي أن هذا اللفظ الشرعي المقدس أصبح يستخدم كقناع أو غطاء لتحريف الكلم عن مواضعه !! ولو نظرت لتأويلات الرازي في أساس التقديس وتأويلات ابن فورك في مشكل الحديث وغيرها لما وجدت من رابطة لغوية بين النصوص وتأويلاتها إلا في القليل النادر !!! ولهذا أصبح التأويل طريقا ومسلكا لجميع المخالفين لأهل السنة والجماعة ، فاستخدمه المعطلة في رد كثير من نصوص الصفات وبخاصة الصفات الخبرية والاختيارية ! وشاعت هذه التأويلات في كثير من كتب التفسير وشروح الأحاديث حتى ظن كثير من الناس أنها الحق الذي من حاد عنه وقع في التشبيه والتجسيم !! وكذلك استخدمه المرجئة في رد نصوص الوعيد ، واستخدمه الوعيدية في رد نصوص الوعد ، بل إن الفلاسفة استخدموه في رد نصوص المعاد الجسماني ، والقرامطة في تأويل شرائع الإسلام واعتبارها مجرد رموز لعقائد معينة !!!
وهكذا اختلف المعنى الواقعي للتأويل عن المعنى النظري اختلافا واسعا بل هائلا حتى إنك لتجد كلام ابن القيم يطابق واقعه تماما حين ذكر أصول أهل التأويل أوطواغيتهم وقال إنهم دكوا بها معاقل الوحي !!!