فضلُ مَن عَلِمَ وعَلَّمَ
فضلُ مَن عَلِمَ وعَلَّمَ
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(مَثَلُ(1) ما بعثني اللهُ به من الهُدى والعِلمِ كمثلِ الغيثِ الكثير أصاب أرضاً ، فكان منها نَقِيَّةٌ(2) قبلت الماءَ فأنبتت الكلأَ والعُشبَ(3) الكثيرَ ، وكانت منها أجادبُ(4) أمسكت الماءَ فنفع الله بها النَّاسَ ، فشربوا وسَقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفةً أخرى إنِمَّا هي قيعانٌ(5) لا تُمسكَ ماءً ولا تُنبتُ كلأ.
فذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دين الله ونَفَعَهُ ما بعثني اللهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ ، ومَثَلُ مَن لم يرفعْ بذلك رأساً(6) ، ولم يَقْبل هُدى الله الذي أُرسلتُ به).(7)
*** الحواشي *****
(1) أي : صفة ، وليس المراد به القول السائر في الناس .
(2) أي : أرض طيبة .
(3) الكلأ : النبت الرطب واليابس ، والعشب : النبت الرطب فقط .
(4) أجادب : جمع جدب - بفتح الدال - وهي الأرض الصلبة .
(5) جمع قاع ، وهي الأرض المستوية الملساء التي لا تنبت .
(6) أي أعرض عنه فلم ينتفع به ولا نفع غيره.
(7) رواه البخاري في صحيحه ، كتاب العلم ، باب فضل من علم وعلم 1:185-186 من فتح الباري.