المخارج والصفات.. بين تأصيل القدامي وأوهام بعض المحدثين

إنضم
09/04/2007
المشاركات
1,499
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
المخارج والصفات.. بين
تأصيل القدامي وأوهام
بعض المحدثين
بقلم :
أبي عمر عبد الحكيم عبد الرازق
فـولى​
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرورأنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أنلا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما.
ثم أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم ..
إن أعظم ما وهبه الله لعباده المؤمنين أنه أوكَل لنفسه حفظ كتابه بعيدا عن أيدي البشر ، حيث حَرفت الأمم السالفة كتبها ، وغيروا أحكامها ولذلك خص الله هذه الأمة بهذه المزية قال تعالي : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون } وقال أيضًا : { لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } وقال : { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كثيرًا } فهو محفوظ من قبل رب العالمين .. قال الإمام الرازي ـ رحمه الله ـ : فإن قيل : فلم اشتغلت الصحابة بجمع القرآن في المصحف وقد وعد الله تعالى بحفظه وما حفظه الله فلا خوف عليه . ؟
والجواب : أن جمعهم للقرآن كان من أسباب حفظ الله تعالى إياه ، فإنه تعالى لما أن حفظه قيضهم لذلك .... ولما كان محفوظاً عن الزيادة ولو جاز أن يظن بالصحابة أنهم زادوا لجاز أيضًا أن يظن بهم النقصان ، وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة ... وقال آخرون : المراد بالحفظ هو أن أحداً لو حاول تغييره بحرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا : هذا كذب وتغيير لكلام الله تعالى، حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له كل الصبيان : أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا ، فهذا هو المراد من قوله : { وَإِنَّا لَهُ لحافظون } واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ ، فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير ..)أ.هـ. 9/284 بتصرف واختصار.
وقد أجاد الشيخ محمد على خلف الحسيني ـ رحمه الله ـ فيما نقله عن الإمام السيوطي في أهمية إقامة حروف القرآن كما ينبغي لأنها عبادة : ( والأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وأحكامه متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من الأئمة القراء المتصلة بالحضرة النبوية ) اهـ" القول السديد في بيان حكم التجويد" صـ10
فإقامة الحروف أمر مهم عند قراءة القرآن ، ولذا كان الخلاف بين الفقهاء في حكم وجوب التجويد ( والأخذ بالتجويد حتمٌ لازمُ من لم يجود القرآن آثم ) يدل على أن ابن الجزري ـ رحمه الله ـ يرى وجوب التجويد ، والعلامة ابن الجزري ـ رحمه الله ـ من فقهاء الشافعية وولي القضاء مرتين ولابد من توفر شروط الفقيه فيمن ولي قضاء دمشق عام 793هـ، وكذا ولي القضاء بشيراز ، وليس كما ذهب بعض الأفاضل من أنه من علماء القراءات دون الفقه .
قال الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ (مايو 1997القرآن والسنة ) هل تجب قراءة الأحاديث النبوية بالأحكام التى تتبع فى قراءة القرآن الكريم ؟
قراءة القرآن الكريم لها حالتان ، الحالة الأولى وهى الحد الأدنى فى الصحة أن يحافظ على نطق الحروف بإخراجها من مخارجها حتى لا تشتبه الزاى بالذال ، أو الثاء بالسين مثلا، وأن يكون المد للمدود بالحد الأدنى الطبيعى الذى يتبين منه أن الحرف ممدود . وهذا الحد واجب ..)ا.هـ فتاوي الأزهر ج8ص120
وذهب الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ إلي وجوب التجويد أيضًا حيث قال : وعلى الإنسان أن يقرأ القرآن بأحكام التجويد ؛ لأن الله تعالى يقول : (ورتّل القرآن ترتيلا) ، فإذا قرأته كما تقرأ أيّ كتابٍ آخر لم تكن ترتّله ، فلا بدّ من قراءته بأحكام التجويد ، ... أمّا أن يُطلَب الدليلُ من الكتاب والسنة على هذه الأحكام ؛ فهذا الطلبُ أصلًا خطأ ؛ لأن هذه الأحكام كلّها وصلتنا بالتواتر العملي ، فنحن تعلّمنا قراءة القرآن من أشياخنا وآبائنا بهذه الطريقة ، وهم تعلّموا بنفس الطريقة من مشايخهم وآبائهم ، وهكذا إلى عهد الصحابة الذين أخذوه عن الرسول.وفي هذا القدر كفاية ، والحمد لله أولاً وآخراً)ا.هـ ألف فتوى للشيخ الالباني ج13ص15
ولما كان علم التجويد بهذه الأهمية شرعت في محاولة مني في المساهمة بتوضيح ما أبهم في هذا العلم ، فقد تنوعت بعض الألسن حول حقيقة أداء بعض الأحرف ، فخالف قلة زعموا ضعف بعض الأحرف عند قراء العصر ، أو عدم مطابقة بعض الأحرف لوصف قدامي العلماء ، وهذا لا شك أنه وهْمٌ وضلال ، وزيغ ومحض افتراء .
وما عليه القراء هو الذي عقدت عليه الخناصر ، واتفقت عليه الألسن ، وارتضته الآذان ، وهو الذي عليه الأكثر وهو الأسير والأشهر .
والذي حدا بي إلي الشروع أو الخوض في هذه المسألة ما قرأته وسمعته من بعض شيوخ القراءة من تغاير في نطق بعض الأحرف بطريقة مخالفة لما عليه السادة القراء أئمة القراءة ، الذين إليهم المنتهى في الأداء والتلاوة.
ولما وجدتُ هذا النطق غريبا علي ألسنتنا ، ولم تتقبله آذاننا ، ورفضته سجيتنا ، خطر لي أن أبحث هذه المسألة ؛ لأبين بالأدلة الدامغة ، والحجج القاطعة ، غرابة هذا الأداء ، وتباعده عن الأغلبية والشهرة ، وأنه مخالف للمقروء به وما عليه قراؤنا ، وما هو مستقرٌّ في الأداء ، وقد قسمت الكتاب إلي مقدمة رسمت فيها خريطة الرسالة ، ومهدت فيها السبل للوصول إلي حقيقة الأداء .
فقد قمت بعرض سريع لمخارج الحروف قصدت فيه عرض طريقة القدامي في طرحهم لقضية مخارج الحروف وصفاتها بيسر وسهولة دون تعقيد. ثم قمت بمناقشة بعض المسائل التي اختلف فيها بعض الشيوخ .
قال ابن الجزري ـ رحمه الله ـ في كتاب النشر :
المخرج الأول - الجوف- وهو للألف ، والواو الساكنة المضموم ما قبلها ، والياء الساكنة المكسور ما قبلها.
ثم بين ابن الجزري (لقبها) فقال : وهذه الحروف تسمى حروف المد واللين، وتسمى الهوائية والجوفية .
قال الخليل : وإنما نسبن إلى الجوف ؛ لأنه آخر انقطاع مخرجهن.
قال مكي : وزاد غير الخليل معهن الهمزة ؛ لأن مخرجها من الصدر وهو متصل بالجوف .
قلت : الصواب اختصاص هذه الثلاثة بالجوف دون الهمزة لأنهن أصوات لا يعتمدن على مكان حتى يتصلن بالهواء بخلاف الهمزة.
المخرج الثاني- أقصى الحلق- وهو للهمزة والهاء. فقيل : على مرتبة واحدة ، وقيل : الهمزة أول.
المخرج الثالث- وسط الحلق- وهو للعين والحاء المهملتين. فنص مكي على أن العين قبل الحاء وهو ظاهر كلام سيبويه وغيره. ونص شريح على أن الحاء قبل وهو ظاهر كلام المهدوي وغيره.
المخرج الرابع- أدنى الحلق إلى الفم- وهو للغين والخاء ، ونص شريح على أن الغين قبلُ. وهو ظاهر كلام سيبويه أيضاً، ونص مكي على تقديم الخاء ، وقال الأستاذ أبو الحسن علي بن محمد بن خروف النحوي : إن سيبويه لم يقصد ترتيباً فيما هو من مخرج واحد.
ثم بين ابن الجزري (لقبها) فقال : وهذه الستة الأحرف المختصة بهذه الثلاثة المخارج هي الحروف الحلقية.
المخرج الخامس ـ أقصى اللسان مما يلي الحلق وما فوقه من الحنك ـ وهو للقاف، وقال شريح : إن مخرجها من اللهاة مما يلي الحلق ومخرج الخاء .
المخرج السادس- أقصى اللسان من أسفل مخرج القاف من اللسان قليلاً وما يليه من الحنك- وهو للكاف.
ثم بين ابن الجزري (لقبها) فقال : وهذان الحرفان يقال لكل منهما لهوى ، نسبة إلى اللهاة وهي بين الفم والحلق.
المخرج السابع- للجيم والشين المعجمة ، والياء غير المدية من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك ويقال : إن الجيم قبلها. وقال المهدوي : إن الشين تلي الكاف، والجيم والياء يليان الشين.
ثم بين ابن الجزري (لقبها) فقال : وهذه هي الحروف الشجرية.
المخرج الثامن : للضاد المعجمة- من أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس من الجانب الأيسر عند الأكثر، ومن الأيمن عند الأقل وكلام سيبويه يدل على أنها تكون من الجانبين، وقال الخليل: إنها أيضاً شجرية يعني من مخرج الثلاثة قبله ، والشجرة عنده مفرج الفم- أي مفتحه- وقال غير الخليل: وهو مجمع اللحيين عند العنفقة، فلذلك لم تكن الضاد منه.
المخرج التاسع- اللام- من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرفه وما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى مما فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية.
المخرج العاشر- للنون- من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا أسفل اللام قليلاً.
المخرج الحادي عشر- للراء- وهو من مخرج النون من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا العليا ، غير أنها أدخل في ظهر اللسان قليلاً .
ثم بين ابن الجزري (لقبها) فقال : وهذه الثلاثة يقال لها : الذلقية ، نسبة إلى موضع مخرجها وهو طرف اللسان. إذ طرف كل شيء ذلقه.
المخرج الثاني عشر- للطاء والدال والتاء- من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا مصعداً إلى جهة الحنك .
ثم بين ابن الجزري (لقبها) فقال : ويقال لهذه الثلاثة : النطعية ؛ لأنها تخرج من نطع الغار الأعلى وهو سقفه.
المخرج الثالث عشر- لحروف الصفير وهي: الصاد والسين والزاي- "من بين طرف اللسان فويق الثنايا السفلى" ويقال في الزاي زاء بالمد وزِيّ بالكسروالتشديد.
ثم بين ابن الجزري (لقبها) فقال : وهذه الثلاثة الأحرف هي الأسلية ؛لأنها تخرج من أسلة اللسان وهو مستدقه.
المخرج الرابع عشر- للظاء ، والذال ، والثاء "من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا" .
ثم بين ابن الجزري (لقبها) فقال : ويقال لها : اللثوية . نسبة إلى اللثة. وهو اللحم المركب فيه الأسنان.
المخرج الخامس عشر- للفاء- "من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا".
المخرج السادس عشر- للواو غير المدية ، والباء ، والميم- بما بين الشفتين- فينطبقان على الباء والميم.
ثم بين ابن الجزري (لقبها) فقال : وهذه الأربعة الأحرف يقال لها : الشفهية والشفوية ، نسبة إلى الموضع الذي تخرج منه وهو الشفتان.
المخرج السابع عشر- الخيشوم- وهو للغنة وهي تكون في النون والميم الساكنتين حالة الإخفاء أو ما في حكمه من الإدغام بالغنة ، فإن مخرج هذين الحرفين يتحول من مخرجه في هذه الحالة عن مخرجهما الأصلي على القول الصحيح كما يتحول مخرج حروف المد من مخرجهما إلى الجوف على الصواب ، وقول سيبويه : إن مخرج النون الساكنة من مخرج النون المتحركة إنما يريد به النون الساكنة المظهرة.)أ.هـ
هكذا كان الأئمة يختصرون مخارج الحروف ؛ لأن المشافهة أصل أصيل ولا تكفي النصوص بمفردها ؛ لأن الكتابة لا يمكن أن تأتي بالوصف كما ينبغي ؛ لأن الحروف تقرب ولا توصف مهما كانت دقة واصفه ، وهذا ما عليه الأئمة قاطبة ، وإليك بعض نصوصهم التي تؤكد ضرورة المشافهة وعدم الركون للمكتوب فقط :
قال الداني في التحديد ـ بعد ذكره لمخارج الحروف ـ قال : ( فهذه حروف التجويد بأصولها وفروعها على مراتبها ومخارجها ، وقد شرحناها وبيَّنا حقائقها ، لتحفظ بكمالها ، ويقاس عليها أشكالها ، وجميع ذلك يضطر في تصحيحه إلى الرياضة ، ويحتاج في أدائه إلى المشافهة ، لينكشف خاص سره ، ويتضح طريق نقله وبالله التوفيق )أ.هـ في كتابه التحديد ص168
وقال الداني ـ بعد ذكره المدود والإمالات وغيرها من الأصول ـ : فجميع ما ذكرناه ووصفنا حقيقته من الأصول التي تتكرر والفروع التي تتردد فالقراء مضطرون إلي علمه ومعرفته ، ولا يتحقق لهم ذلك إلا بالمشافهة ورياضة الألسن ، لغموضه وخفي سره وبالله التوفيق)أ.هـ التحديد صـ101 .
وقال سيبويه : (... وهذه الحروف التي تتمتها اثنين وأربعين جيدها ورديئها ، أصلها التسعة والعشرون، لا تتبين إلا بالمشافهة ..)أ.هـ [1]وقال في موضع آخر: ( فأما الذين يشبعون فيمططون ، وعلامتها واوٌ وياءٌ ، وهذا تحكمه لك المشافهة. وذلك قولك : يضربها ، ومن مأمنك.)أ.هـ الكتاب 1/448
وقال ابن جني في الخصائص : ( والمعنى الجامع لهذا كله تقريب الصوت من الصوت ؛ ألا ترى أنك في "قطَّع" ونحوه قد أخفيت الساكن الأول في الثاني حتى نبا اللسان عنهما نبوةً واحدةً ، وزالت الوقفة التي كانت تكون في الأول لو لم تدغمه في الآخر...وهذا إنما تحكمه المشافهة.)أ.هـ1/153
وقال العلامة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة المعروف بأبي زرعة (...وورش عن نافع والقواس عن ابن كثير يهمزان الأولى ويلينان الثانية ويشيران بالكسر إليها .. وهذا باب تحكمه المشافهة لا الكتابة..)أ.هـ كتابه حجة القراءات 1/92
وقول الداني : " ومحتاج إلي المشافهة " ينهي كل خلاف وكل قول ، وقال ابن زنجلة : " وهذا باب تحكمه المشافهة لا الكتابة.."أ.هـ ، وعليهم أن يعلموا أن الأمة لا تجتمع على ضلالة . ولكن تنزلا معهم نورد لهم ما يطلبون من النصوص التي تخالف ما يذهبون إليه في بعض المسائل ، وكثيرا ما نجدهم يعلقون بمقالة ( لا يوجد نص في كتب القدامي يقول بهذا ) وكأنهم اطلعوا علي سائر نصوص الأئمة القدامي وهو أمر لم يحدث بدليل وجود بعض النصوص عن القدامي تخالف ما ذهبوا إليه .
وأعرض نموذجا لبعض ما يوجد في كتب التجويد المعاصرة من مخالفات للقراء سواء كانوا معاصرين أم قدامي ، مع أنهم دعاة إلي التمسك بنصوص القدامي وعدم الخروج عن نصوصهم ، وكأن المعاصرين يجتهدون في المسائل دون معتمدٍ لهم علي كلام القدامي ثم يخرجون عمّا عليه القدامي ، وذلك لظنهم أنهم يأتون بجديد في علم التجويد فبلغوا غاية البعد لاهم وافقوا القديم ولا وافقوا الحديث .
والمسائل التي سنعرضها إما أن تكون مسألة من باب الخلاف اللفظي ـ أي من جهة تحليل المسألة وليس من جهة تغاير النطق ـ .
وإما من باب الخلاف الحقيقي ـ أي من باب تغاير اللفظ بين الفريقين .
مسألة
الجوف :
في بيان اختلاف علماء القراءة واللغة والنحاة في مخرج الجوف :
اختلفوا في مخرج الجوف علي قولين :
الأول : من قالوا : بإسقاط مخرج الجوف .
فقد أسقطوا مخرج الجوف وجعلوا حروفه على مخارج الحلق واللسان والشفتين .
فجعلوا مخرج "الألف" من أقصى الحلق مع الهمزة والهاء .
و"الياء"من وسط اللسان مع الياء المتحركة أو الساكنة بعد فتح .
و" الواو" من الشفتين مع الواو المتحركة أو الساكنة بعد فتح كذلك .
وكذا جعلوا مخرج اللام والنون والراء مخرجًا واحدًا وهو طرف اللسان مع ما يحاذيه .
وجنح لهذا القول الفراء والجرمي وقطرب ومن تبعهما .
والمخارج على هذا المذهب أربعة مخارج عامة وهي : الحلق ، واللسان ، والشفتان ، والخيشوم .
ففي الحلق ثلاثة مخارج ، وفي اللسان ثمانية ، وفي الشفتين مخرجان ، وفي الخيشوم واحد .
قال ابن الجزري : وقال كثير من النحاة والقراء هي ستة عشر فأسقطوا مخرج الحروف الجوفية التي هي حروف المد واللين . وجعلوا مخرج " الألف " من أقصى الحلق " والواو" من مخرج المتحركة وكذلك " الياء" .
وذهب قطرب والجرمي والفراء وابن دريد وابن كيسان إلى أنها أربعة عشر حرفًا فأسقطوا مخرج النون واللام والراء وجعلوها من مخرج واحد وهو طرف اللسان ، والصحيح عندنا الأول لظهور ذلك في الاختبار ) أ.هـ في النشر (1/198) .
ووافقهم من قالوا بأنها المخارج ستة عشر مخرجًا :
وإلى هذا القول جنح الإمام سيبويه ومن تبعه كالإمامَيْنِ الجليليْنِ الشاطبي وابن بريّ ومن تبعهم .
قال سيبويه : ولحروف العربية ستة عشر مخرجًا : فللحلق منها ثلاثةٌ ؛ فأقصاها مخرجًا : الهمزة والهاء والألف ... ) أ.هـ الكتاب (1/448) .
قال الشاطبي :فأبدا منها بالمخارج مردفا *** لهن بمشهور الصفات مفصلا )
( ثلاثٌ بأقصى الحلق واثنان وسطه ** ................
وقد ترك مخرج الجوف وبدأ بمخرج الحلق ثم أكمل بقية المخارج . وقد سبق حكاية هذا المذهب في النشر .
الثاني : قالوا : بوجود مخرج الجوف :
فقد قالوا بمخرج الجوف وجعلوا حروف المد فيه ثابتة لم توزع كما وُزِّعَت فيما سبق .
وكذلك فَرَّقُوا بين مخارج اللام والنون والراء ، وجعلوها ثلاثة مخارج بدلاً من مخرج واحد على مذهب من جعل المخارج أربعة عشر ... وإلى هذا القول جنح الخليل بن أحمد شيخ سيبويه والمحقق ابن الجزري ومن تبعهما .
فقد سبق تعريف ابن الجزري لمخرج الجوف بأنهن أصوات لا يعتمدن على مكان حتى يتصلن بالهواء ، إلا أن فضيلة الشيخ الدكتور أيمن سويد ـ حفظه الله ـ قال عند محاولة الجمع بين قوليّ الفريقين : " ابن الجزري والخليل ومن تبعهم جعلوا للواو المدية مخرجا مغايرا لمخرج الواو المتحركة ، وجعلوا للياء مخرجا مغايرا لمخرج الياء المتحركة ... ثم قال فضيلته : " من قال بالجوف نظر إلي اهتزاز الحبلين الصوتتين . " ا.هـ
وقوله (من قال بالجوف نظر إلي اهتزاز الحبلين الصوتتين )
وهل من قال بالجوف من القدامي نظروا إلي اهتزاز الحبلين الصوتتين فحكموا بالجوف ؟ أو كانوا يعرفون أي شيئ عن موضوع اهتزاز الحبلين؟
هذا كلام غير صحيح فاهتزاز الحبلين الصوتيين من أقوال أهل الأصوات وكان عليه أن ينسب هذا التعليل لنفسه أو للصوتيين ، وهو قول محدث لا يصح أن ننسبه تعليلا لاختيار القدامي لمخرج الجوف ، بل من قال بالجوف نظر لنهاية انقطاع الصوت ولذا قال ابن الجزري : المخرج الأول - الجوف- وهو للألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها. وهذه الحروف تسمى حروف المد واللين ، وتسمى الهوائية والجوفية ، قال الخليل : وإنما نسبن إلى الجوف لأنه آخر انقطاع مخرجهن.)أ.هـ
وقوله ناقلا عن الخليل :" آخر انقطاع مخرجهن " دلالة علي أنه نظر لنهاية الصوت .
ويدلك علي هذا أنه كان في التمهيد قد تبني مذهب سيبويه ـ كما ذكر أ.فرغلي عرباوي في الحواشي المفهمة ـ وقد ذكر معللا لاختياره لمذهب الخليل : (فللحلق ثلاثة مخارج لسبعة أحرف : فمن أقصاه الهمزة والألف لأن مبدأه من الحلق ولم يذكر الخليل هذا الحرف هنا والهاء ... )
فلا فرق حقيقة الأمر بين الفريقين في نطق أحرف المد .
فمن أين جاء فضيلته باهتزاز الوترين من كلام الأئمة ؟ وفضيلته دائما ينبه علي التمسك بما عليه القدامي .

يتبع إن شاء الله
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
السلام عليكم
بارك الله فيك .
لا أعلم على أي أساس بني هذا التعليل؟!‏
إذا كان الوتران الصوتيان يهتزان أيضا مع الواو والياء غير المديتين فلماذا أتى تعليل نسبة المديتين بهتزاز الوترين الصوتيين .
وعليه فتعليل نسبتهما إلى الجوف هو ما نقله الباحث الأريب الكريم الشيخ عبد الحكيم بنهاية انقطاع أصواتها فيه .
 
المسالة الثانية :
من نظر في كثير من تقسيمات الأئمة وجد أن أكثر هذه التقسيمات والفروق هي خلافات نظرية لا تتعلق بحقيقة الصوت الخارج من الحنجرة ، فمثال ذلك :
اختلاف الأئمة في مخرج الجوف .. وهل للجوف مخرج أو لا ؟ وفي الحقيقة الخلاف نظري ، فمن جهة خروج الصوت لا يختلف الفريقان من جهة الأداء ، إنما الخلاف من جهة تحليل المسألة ، فمن نظر إلي بداية خروج أحرف الجوف ـ الحروف المدية ـ نسب كل حرف إلي مخرجه ( الألف من مخرج الهمزة والياء من وسط اللسان ، والواو من الشفتين ).
ومن نظر إلي نهاية أحرف الجوف ـ أي نهاية الصوت في أحرف المد ـ حكم لها بالجوف ؛ لأن هذه الأحرف قد تجاوزت مخرجها التي تحدثنا عنها إلي مكان خالٍ سمَّوه هم بمخرج الجوف ، فلا فرق في حقيقة الأمر بين الفريقين في نطق أحرف المد .
وكذا الخلاف في حكم النون الساكنة مع النون في نحو " من نعمة" هل هو إدغام ناقص باعتبار أن الغنة غنة الحرف الأول ؟ أو هو إدغام كامل باعتبار أن الغنة غنة الحرف الثاني ؟
وكذا من جعل مخرج اللام والنون والراء مخرجًا واحدًا ، ومن جعل مخارجها ثلاثًا ، لا فرق بينهما في كيفية الأداء . فمن نظر إلي أن هذه الأحرف كلها من جهة واحدة وهو طرف اللسان عدّها مخرجًا واحدًا ، ومن نظر إلي علو اللام وانخفاض النون عن اللام وإدخال الراء غاير بينهم . إلا أن فضيلة د/ أيمن سويد حفظه الله تحدث عن الفرق بين مذهب القائلين بأن المخارج أربعة عشر وغيرها من المذاهب الأخري حيث قال :" يمكن أن أقول (أل ، أن ، أر ) وفي كل مرة طرف اللسان يقرع غار الحنك في منطقة مغايرة للمنطقة الأخرى .( يقصد فضيلته أن وضع طرف اللسان في مذهب الفراء يغاير مذهب الخليل ؛ بمعني أن قرع اللسان في حرف " اللام " مثلا عند الفراء ، غير قرع اللسان في حرف " اللام"عند الخليل) ثم مثّل للمغايرة.. ثم قال : أستطيع أن أفعل هذا وأفعل هذا ..ثم قال: الفراء ثلاثة حروف تخرج من مخرج واحد . ومن ثلاثة مخارج عند الخليل وابن الجزري )انتهي كلامه ـ حفظه الله ـ .
ولست أدري كيف نََطَق فضيلة الشيخ أيمن حروف ( ل. ن . ر) بطريقة مغايرة عن المرة الأخري ؟
وقبل الخوض في غمار هذه المسألة أتوقف عند قوله (الفراء ثلاثة حروف تخرج من مخرج واحد . ومن ثلاثة مخارج عند الخليل وابن الجزري ) .
والسؤال : هل قال الخليل بقول مغاير لما قاله الفراء ؟
اختلف العلماء في توضيح مذهب الخليل في هذه الثلاثة نقل ا.فرغلي عن أبي حيان أنه قال في كتاب "ارتشاف الضرب " : ( المخرج العاشر : وهو للراء ، وهي من مخرج النون من طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا العليا ، غير أنها أدخل في ظهر اللسان قليلا من النون ، وتقدم مذهب الجرمي ومن وافقه ، وهو الظاهر من كلام الخليل ) .هامش الحواشي المفهمة137
وقال الخليل : العين: (...ثم الخاءُ والغَيْن في حيِّز واحد كلَّهُنَّ حلقية ثم القاف والكاف لهَويتان والكاف أرفع ثم الجيم والشين والضاء في حيِّز واحد ثم الصّاد والسِّين والزَّاء في حيِّز واحد ثم الطاء والدّال والتّاء في حيِّز واحد ثم الظاء والذال والثاء في حيِّز واحد ثم الراء واللام والنون في حيَّز واحد ثم الفاءُ والباءُ والميمُ في حيِّز واحد ثم الألفُ والواو والياءُ في حيِّزٍ واحد والهمزة في الهواء لم يكن لها حيِّز تُنْسَب إليه )
وقال أيضا : (والرّاءُ واللاَّم والنُّون ذَلَقيّة ؛لأنَّ مَبْدَأهَا من ذَلَق اللِّسان وهو تحديدُ طَرَفَي ذلق اللِّسان )
ها هو الخليل رحمه الله يبين مذهبه بأن هذه الأحرف الثلاثة من مخرج واحد وليس لها ثلاثة مخارج ، وما يؤكد لك ماقاله الإمام الاسترباذي في شرح الشافية : ( وقال الخليل: ... والراء واللام والنون ذلقية ، وذلق كل شئ: تحديد طرفه...) فهي عنده من حيز واحد ـ أي مخرج واحد ـ وقال الخليل عن هذه الأحرف بأنها ذلقية ـ كما سبق من كلامه ـ ويؤكد ذلك ابن الجزري في التمهيد : (السابع الذلقية ويقال لها الذلقية باسكان اللام وفتحها والذولقية وهي ثلاثة : الراء واللام والنون سماهن الخليل بذلك لأنهن ينسبن إلى الموضع الذي منه مخرجهن وهو طرف اللسان وطرف كل شيء ذلقه )​
وقال في النشر : وهذه الثلاثة يقال لها: الذلقية ، نسبة إلى موضع مخرجها وهو طرف اللسان. إذ طرف كل شيء ذلقه.)
فإذا كان الخليل رحمه الله والفراء لم يختلفا في مخرج هذه الثلاثة .. فكيف فرق بينهما فضيلة الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ ؟
وما يؤكد لك أنهما لم يختلفا ما قاله الجعبري رحمه الله في الكنز : (وخلاف سيبويه مع الجرميِّ وتابعيه مذكور في الرِّعاية ، ومعهم ابن كيسان ، والتحقيق ما ذهب إليه سيبويه ؛ لأن ظهر اللسان غير طرفه ، والحافَّة غيرهما ؛ لكن جعْل الخليل الثلاثة ذلقية يؤيدهم)
وإن قلنا بخطأ قوله في نسبته للخليل ..فهل بالفعل هناك خلاف بين من عدّ هذه الثلاثة من مخرج واحد وبين من عده من ثلاثة مخارج ؟
الجواب : بالطبع لا .. لأنهم يختلفون من الجهة النظرية فقط وليس الخلاف خلافًا حقيقيًا كما اعتقد فضيلته .
فمن نظر إلي بداية خروج هذه الأحرف وجدها تخرج ابتداء من طرف اللسان قال الخليل(لأنَّ مَبْدَأهَا من ذَلَق اللِّسان) ومن نظر إلي نهاية ما يصل إليه طرف اللسان وجدها تلامس في كل مرة موضعا دون الموضع الآخر فحَكَم بأنها ثلاثة مخارج ، قال مكي في الرعاية : ( قال ابن كيسان محتجا لسيبويه ـ أي أن المخارج الثلاثةمختلفة ـ : " النون أدخل في اللسان من الراء وفي الراء تكرير ليس في النون ،وارتعاد طرف اللسان بالراء لتكريرها مخالف لمخرج النون فهما مخرجان متقاربان ، قال:واللام مائلة إلي حافة اللسان عن موضع النون تنحرف عن الضاحك والناب والرباعيةحتى تخالط الثنايا فهذا مخرج ثالث...ثم قال ابن كيسان : فإن قال قائل : المخرجواحد ، ولكن الزيادة التي في الراء كالزيادة التي فى النون من الغنة الخارجة منالخياشيم واختلاف هذا المخرج الذي فوقه من وسط اللسان وهو مخرج الشين والجيم والياءوينبغي أن يقال : هذه ثلاثة مخارج أيضا قيل له : ابتداء الشين والجيم والياء منمخرج واحد ، وإنما اختلفت هي في أنفسها باستطالة الشين وانبساط الجيم ومد الياء ،كما أن الدال والطاء والتاء من مخرج واحد وهي مختلفات في أنفسها للإطباق الذي فيالطاء ، والجهر الذي في الدال ، والهمس الذي في التاء . ) ا. هـ ص116
ومن كلام ابن كيسان يتضح لك أن القضية فيما يقرعه طرف اللسان ، فطرف يقرع ثلاثة أماكن مختلفة فحُكمَ لها بأنه ثلاثة .
والإمام ابن كيسان تبني القول بأن المخارج أربعة عشر مخرجًا ، ثم رجع عن ذلك وذهب إلي القول بأن المخارج ستة عشر كما في النقل السابق واحتجاجه لسيبويه .
ذكر مكي القيسي ابن كيسان فيمن قالوا بستة عشر مخرجا ـ كما سبق من كلامه ـ ، وقال ابن الجزري : وذهب قطرب والجرمي والفراء وابن دريد وابن كيسان إلى أنها أربعة عشر حرفاً ) أ.هـ النشر 1/199
فابن كيسان ـ رحمه الله ـ ذُكِر في مذهبين فأين الصواب ؟
قال د.غانم قدوري بعد ذكره هذا الاختلاف : ..وقد اختلف العلماء في تحديد موقف ابن كيسان حتي قال المرادي : بخلاف عنه ـ أي عن ابن كيسان ... )أ.هـ الدراسات الصوتية ص155
فهل يعقل أن ابن كيسان غيّر نطقه من الجهة العملية ؟ بالطبع لا.
ونخلص مما سبق أن فضيلة الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ قد وهِمَ فيما قاله ، أو يأتي بدليل معقول علي ما ذكره ، ولا أجد له دليلا فيما أعلم . والله أعلم وهو الموفق
والسلام عليكم​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
جزى الله شيخنا عبد الحكيم خيرا ، ورفع قدره في الدارين .
(أرى ) أن كلام الدكتور أيمن حفظه الله لا غبار عليه ، وقبل أن أدلل سأتناول ما تفضلتَ به ، من ذكر مذهب الخليل بن أحمد رحمه الله .
أولا : التفرقة بين مذهب الخليل والفراء ليس أمرا بدعيا من عند الدكتور أيمن ، بل ذكره جل من صنف في هذا الفن .
ثانيا : توفيقك بين مذهب الخليل والفراء مبني على دليلين ، وكلاهما لا دلالة فيهما .
الأول : النص الذي نقلته عنه وهو : " ثم الراء واللام والنون في حيز واحد "
الظاهر من كلام الخليل أنه لا يعني بـ( حيز ) المخرج ، لماذا ؟
أنت ترى أن قال : " ثم الفاء والباء والميم في حيز واحد " ومما لا خلاف فيه أن مخرج الفاء غير مخرج الباء والميم .
الثاني : بنيتَ كونها_أي اللام والراء والنون _ من مخرج واحد تلقيبهن بالذلقية ، وهذا لا دلالة فيه ، لأن ألقاب الحروف لا تفيد بالضرورة الاتحاد في المخرج ، فأنت ترى أنهم لقبوا حروف الحلق جملة بالحلقية ، ولا يخفى أن في الحلق ثلاثة مخارج مختلفة ، وكذلك الكاف والقاف لهويتان ومخرجهما مختلف ، والجيم والشين والياء والضاد شجرية ، ومخرج الضاد مخالف لمخارج الأخرى ، إذن يبقى مذهب الخليل في الأحرف ثلاثة كما جاء ذلك في مصنفات العلماء ، حتى يأتي نص صريح بنفي ذلك .
_ اختلافهم في تعين المخرج لا يعني بالضرورة الاختلاف في النطق ، بمعنى أن نطق الراء عند القائلين بأن المخارج أربعة عشر هو نفسه عند القائلين بأن المخارج ستة عشر أو سبعة عشر ، ولو اختلفوا في تحديد محال كل منهما .
[FONT=&quot]- [/FONT]الاختلاف النظري يذكر حال عسر التميز ، كما تفضلتَ بذكره عند إدغام النون في النون ، ومنه اختلافهم في تقديم وتأخير العين والحاء ، فإن هذه الأمور يصعب تميزها ؛ لذا فالخلاف نظري ، أما عند مخرج اللام والنون والراء فيستطاع التميز بينهما ، فواضح جدا عندما أقول ( أن ، أل ، أر ) اختلاف نقاط قرع اللسان في الثلاثة .وعليه فلا يمكن أن يكون الاختلاف نظريا ، وإليك النصوص التي تفيد ذلك :[FONT=&quot][/FONT]
قال المرعشي : " وفي الرعاية : ( جعل الجرمي ومن تبعه اللام والنون والراء من مخرج واحد ، وجعل لها سيبويه ومن تبعه ثلاثة مخارج متقاربة) انتهى
قال المرعشي : قوله : " ثلاثة مخارج متقاربة " ليس المراد من التقارب عسر التمييز ، وإلا لكان النزاع لفظيا ". جهد المقل وبيانه صـ 53 .
قال ابن النظم رحمه الله : " ومخارج هذه الحروف سبعة عشر حرفا عند الخليل وأتباعه ، وقال سيبويه وأتباعه : ستة عشر ، فأسقط حروف الجوف ، وقال الفراء وأتباعه : أربعة عشر ، فعد النون واللام والراء مخرجا واحدا ، وهو رأس اللسان وما حاذاه من اللثة ، ولكن الحق ما عليه الجمهور " الحواشي المفهمة صـ35 .
فأنت ترى أن الفراء لم يفرق بين مواطن قرع طرف اللسان ، وكذلك طرفه .وذلك خلاف الجمهور .
وقال أيضا : " واللام تخرج من المخرج الخامس من مخارج اللسان من أدنى حافة اللسان وطرفه ، وما يحاذيها من الحنك الأعلى . . . الخ .
وقال : " أخبر أن النون تخرج من طرف اللسان أي : رأسه ومحاذيه من اللثة . ."
وقال : والراء من ظهر رأس اللسان وماذيه من لثة الثنيتين العليتين "
فأنت ترى أنه فرق بين محل كل منهم ، ثم قال بعد ذلك : " وذهب الفراء وقطرب والجرمي إلى أن اللام والنون والراء من رأس اللسان ومحاذيه من اللثة " الحواشي 40،39 .
ولم يفرق بين محل كل منهم عند الفراء وموافقيه .
قال علي القاري : " وقال الفراء وأتباعه : أربعة عشر ، فجعل النون واللام والراء واحدا ، والجمهور على أن لكل واحد مخرجا كما سيأتي تحقيقه " المنح33.
وقال بعد أن بين مخرج كل واحد من الثلاثة : " وهذا القول أدخل وأقرب إلى التحقيق ، فإنه مذهب الحذاق وأهل التدقيق ، كسيبويه ومن وافقه ، وذهب الفراء وقطرب والجرمي إلى أن اللام والنون والراء من رأس اللسان ومحاذيه " المنح 45، 46 ، 47 [FONT=&quot][/FONT]
فأنت ترى التفرقة بين مخرج كل من الثلاثة عند الجمهور ، وعدم التفرقة عند الفراء ، فكيف يكون النزاع لفظيا ؟!
وذكر القسطلاني في شرحه عين كلام علي القاري ، ينظر اللآلئ السنية 32 ، 33 .
ومما يؤيد ذلك ما ذكره الداني في تحديده ، حيث قال _ بعد أن بين مخرج الثلاثة_ : " وزعم الفراء وقطرب والجرمي وابن كيسان أن مخارج الحروف أربعة عشر مخرجا ، فجعلوا اللام والراء والنون من مخرج واحد ، وهو طرف اللسان ، وجعلهن سيبويه ثلاثة مخارج على ما بيناه ، وبالله التوفيق " التحديد 104.
فلو كان الخلاف لفظيا لما نسبهم إلى الزعم ، فهل علمت أحدا نسب سيبويه والشاطبي إلى الوهم أو الزعم في جعلهم الألف من مخرج الهمزة ، بالطبع لا ، وذلك لأن الخلاف لفظي .
أما إنكارك على الدكتور نطقه اللام والراء والنون من محال متغايرة على مذهب سيبويه ، ثم نطقها من محل واحد على مذهب الفراء فليس في محله ، فقد ذكر المرعشي في غير موضع أنه من الممكن أن يتأت الحرف من غير مخرجه ( من المخرج القريب منه) لكن بتكلف يسير ، وفسر التكلف اليسير بالخروج عن الطبع المستقيم ، وعليه فلا أرى صعوبة في خروج اللام من مخرج النون ، ولا يقتضي هذا تغير ماهية صوت اللام .
وكذلك انكارك أن يكون قرع اللسان في حرف اللام عند الفراء غير قرع اللسان في حرف اللام عند الخليل ، فقد وضحت ذلك في النصوص السابقة .
وكذلك أقول لك في المقابل أيهما أخطأ في الوصف ، ومخرج الحروف الثلاثة محسوس ، لا يغيب على أحد ، ولا يمكن أن يلتبس حال وصفه كما هو حاصل في تقديم الحاء على العين ، وأفضل ما قيل في ذلك هو ما ذكره المرعشي رحمه الله حيث قال : " لا خلاف أن لكل واحد منهما مخرجا واحدا جزئيا ، وإنما الخلاف في عسر التمييز وعدم عسره ، فمن جعلها من مخرج واحد كلي_كالفراء ومن وافقه_ يقول : إن لكل منهما مخرجا جزئيا يعسر تمييزه ، ومن جعلها من ثلاثة مخارج _كالخليل وسيبويه _ يقول : لا عسر بينهما في التمييز " جهد المقل 53.
الجمل المعترضة في كلام المرعشي من عندي ، توضيحا .
وعلى ما ذكرتُه فالدكتور أيمن ليس بواهم فيما قاله ، وقدأتيت لك بالأدلة المعقولة
بارك الله فيك وجزاك خيرا ، وفي انتظار بقية الدرر .
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد​
جزى الله شيخنا أحمد نجاح خيرا ، ورفع قدره في الدارين .علي إثرائه لهذا الموضوع .​
بداية أقول : سأضع في هذا البحث عشرة مسائل ـ إن شاء الله ـ وبقية المسائل سأحتفظ بها في مؤلف يحمل نفس العنوان السابق ـ إن شاء الله تعالى ـ وسيتخلل هذه المسائل استراحة أضع فيها بعض النقاط التي لا تحتاج إلي كثير كلام أو طول بيان .​
أما ما تفضلتَ به من تعقبات على هذه النقطة فيه دلالة علي عدم قراءتك لهذه النقطة قراءة جيدة وخاصة أنك خلطت المسائل بعضها ببعض وأخشى أن تدخل ضمن (وأوهام بعض المحدثين ) .​
فلا بد يا سيدي الفاضل من فهم عميق لكلام هؤلاء الأئمة الأفذاذ بما يوافق مذهبهم .​
ولو استعرضت معك بعض النقاط ستعلم الفرق بين ما كتبتُه وبين ما فهمتَه .​
قلت :(توفيقك بين مذهب الخليل والفراء مبني على دليلين ، وكلاهما لا دلالة فيهما .
الأول : النص الذي نقلته عنه وهو : " ثم الراء واللام
والنون في حيز واحد "
الظاهر من كلام
الخليل أنه لا يعني بـ( حيز ) المخرج ، لماذا ؟
أنت ترى أن قال : " ثم الفاء والباء والميم في حيز واحد
" ومما لا خلاف فيه أن مخرج الفاء غير مخرج الباء والميم .)))
أقول : هذا الكلام كفيل بإثبات أنكم فهمتم المسألة فهما خاطئا ..لماذا ؟​
لأن قول الخليل يخالف قولكم حيث يقول " ثم الراء واللام والنون في حيز واحد "فكلمة (حيز واحد ) يعني مكانًا واحدًا .​
أما قولكم " ثم الفاء والباء والميم في حيز واحد " ومما لا خلاف فيه أن مخرج الفاء غير مخرج الباء والميم .)​
يا سيدي الفاضل جعل الفاء من الشفة مذهب الخليل نفسه ، قال الاسترباذي في شرح الشافية ( وقال الخليل: العين والحاء والهاء والغين والخاء حلقية، لأن مبتدأها من الحلق، والقاف والكاف لهويتان، إذ هما من اللهاة، والجيم والشين والضاد شجرية، لان مبدأها من شجر الفم: أي مفرجه، والصاد والزاى والسين أسلية، وأسلة اللسان: مستدق طرفه، والطاء والدال والتاء نطعية: لأن مبدأها من نطع الغار الأعلى، والظاء والذال والثاء لثوية، والراء واللام والنون ذلقية، وذلق كل شئ: تحديد طرفه، والفاء والباء والميم شفوية، أو شفهية، والواو والياء والألف والهمزة هوائية، إذ هي من الهواء لا يتعلق بها شئ، وخالف الفراء سيبويه في موضعين: أحدهما أنه جعل مخرج الياء والواو واحدا، والآخر أنه جعل الفاء والميم بين الشفتين، وأحسن الأقوال ما ذكره سيبويه، وعليه العلماء بعده.))ا.هـ​
فقد ذكر الإمام الاسترباذي أن الفراء خالف سيبويه في مخرج الفاء ، وكذا جعل الخليل الفاء من الحروف الشفوية وبهذا يبطل قولكم ( ومما لا خلاف فيه أن مخرج الفاء غير مخرج الباء والميم .) لأن هذا مذهب الخليل​
قلت (الثاني : بنيتَ كونها_ أي اللام والراء والنون _ من مخرج واحد تلقيبهن بالذلقية ، وهذا لا دلالة فيه ، لأن ألقاب الحروف لا تفيد بالضرورة الاتحاد في المخرج ، فأنت ترى أنهم لقبوا حروف الحلق جملة بالحلقية ، ولا يخفى أن في الحلق ثلاثة مخارج مختلفة...)​
أقول : يا أخي لست أدري كيف تقرأ النصوص ؟ لقّب الخليل أحرف الحلق بالحلقية مع اعترافه بأنها عدة مخارج وليس مخرجًا واحدًا حيث قال الخليل ( قال الخليل : فأقصى الحروف كلها العين ثم الحاء ولولا بحة في الحاء لأشبهت العين لقرب مخرجها من العين ثم الهاء ولولا هتة في الهاء وقال مرة ( ههة ) لأشبهت الحاء لقرب مخرج الهاء من الحاء فهذه ثلاثة أحرف في حيز واحد بعضها أرفع من بعض ثم الخاء والغين في حيز واحد كلهن حلقية)ا.هـ​
أما الضاد شجرية فهذا مذهب الخليل نفسه فالضاد عند الخليل بخلاف ما عند سيبويه ؛ لأن سيبويه يجعل الضاد من الحافة ، والخليل يجعل مخرج الضاد مع الشين والجيم ، وقد وافق كثيرٌ من الأئمة الخليلَ في وصف الضاد بالشجرية وإليك بعض النصوص :​
لقد وافق الخليلَ في قوله كبارُ الأئمة وعلي سبيل المثال : قال في لسان العرب 7/109: ( ض ) الضاد حرف من الحروف المجهورة وهي تسعة عشر حرفاً والجيم والشين والضاد في حيز واحد وهذه الحروف الثلاثة هي الحروف الشَّجْريّة )أ.هـ​
وقال صاحب "تاج العروس" 12/142: ( و ) الضّادُ من ( الحُرُوف الشَّجْرِيَّة ) ويَجْمَعُها قولك ( شضج ) ، الشين والضاد والجيم . )أ.هـ​
وقال الزمخشري (أساس البلاغة1/236) عند حديثة عن مادة (ش ج ر): ومشتجراً: من شجر الفم وهو مفتحه. والضاد من الحروف الشجرية..)​
وقال صاحب القاموس المحيط 1/530: والشَّجْرُ : الأمرُ المُخْتَلِفُ وما بين الكَرَّينِ من الرَّحْلِ والذَّقَنُ ومَخْرَجُ الفَمِ أو مُؤَخَّرُه أو الصامِغُ أو ما انْفَتَحَ من مُنْطَبِقِ الفَمِ أو مُلْتَقَى اللِّهْزِمَتَيْنِ أو ما بين اللَّحْيَيْنِ ج : أشْجارٌ وشُجورٌ وشِجارٌ . والحُرُوفُ الشَّجْرِيَّةُ : شضج)أ.هـ​
وقال في المعجم الوسيط 1/473: ( الشجري ) حرف يخرج من شجر الفم والحروف الشجرية الشين والضاد والجيم والياء)​
قال الشيخ عبد الوهاب القرطبي(ت461)في كتاب الموضح في التجويد ص37: ..ثم الجيم والشين والضاد ثلاثة أحرف شجرية في حيز واحد بعضها أرفع من بعض . والشجر: مفرج الفم )أ.هـ​
بل قال ابن الجزري في التمهيد (الثالث الشجرية وهي ثلاثة أحرف : الجيم والشين والضاد سمين بذلك لأنهن نسبن إلى الموضع الذي يخرجن منه وهو مفرج الفم قال الخليل : الشجر مفرج الفم أي مفتحه وقال غيره الشجر مجمع اللحيين عند العنفقة )​
ثم أعاد تحرير رأيه في النشر حيث قال ( المخرج السابع- للجيم والشين المعجمة، والياء غير المدية- من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك- ... وهذه هي الحروف الشجرية.)​
هل تعتقد أن الخلاف في المسألة خلاف جوهري ؟؟​
قلت (أما إنكارك على الدكتور نطقه اللام والراء والنون من محال متغايرة على مذهب سيبويه ، ثم نطقها من محل واحد على مذهب الفراء فليس في محله ، فقد ذكر المرعشي في غير موضع أنه من الممكن أن يتأت الحرف من غير مخرجه ( من المخرج القريب منه) لكن بتكلف يسير ، وفسر التكلف اليسير بالخروج عن الطبع المستقيم ، وعليه فلا أرى صعوبة في خروج اللام من مخرج النون ، ولا يقتضي هذا تغير ماهية صوت اللام .)
أقول : إذا كان بإمكان إخراج الحرف خارج مخرجه أو كما قلت ( من المخرج القريب منه) كيف تفسر لي مقالة الأئمة من أمثال الجعبري وابن الناظم وزكريا الأنصاري وغيرهم حيث قالوا : ( كل حرف مساوٍ لمخرجه إلا هي ـ أي حروف المد ـ فلذلك قبلت الزيادة ) كل حرف مساو لمخرجه يبطل قولك بخروج الحرف من غير مخرجه ، وكلام المرعشي الذي نقلته يفيد ذلك ( بالخروج عن الطبع المستقيم ) فحرف خرج عن الطبع السليم فكيف يكون حرفًا صحيحًا ؟؟؟​
وسيأتي مزيد شرح لهذه المقالة إن شاء الله تعالي .​
وقد ذكر الدكتور عبد الحسين المبارك في كتابه ( دور البصرة في نشأة الدراسات اللغوية المعجم العربي ) نقلا عن السيوطي من كتابه (المزهر في علوم اللغة وأنواعها ) مقصد الخليل : ( قال ابن كَيْسان : سمعتُ مَنْ يذكر عن الخليل أنه قال : لم أبْدَأْ بالهمزة لأنها يلحقها النقصُ والتغييرُ والحذفُ ولا بالألف لأنها لا تكون في ابتداء كلمة ولا في اسم ولا فعل إلاّ زائدة أو مُبْدَلَةً ولا بالهاء لأنها مهموسة خفيَّة لا صوتَ لها فنزلتُ إلى الحّيز الثاني وفيه العين والحاء فوجَدْت العين أنْصَعَ الحرفين فابتدأت به ليكون أحسنَ في التأليف وليس العلْمُ بتقدّم شيءٍ على شيء لأنه كلَّه مما يُحتاج إلى معرفته فبأيّ بدأت كان حَسناً وأولاها بالتقديم أكثرُها تصرُّفاً )ا.هـ​
وتأمل قوله (فبأيّ بدأت كان حَسناً وأولاها بالتقديم أكثرُها تصرُّفاً ) وهذا يبين لك حقيقة الخلاف بين مخارج الخليل وسيبويه ، ولكي تستوعب المسألة أكثر اقرأ هذا المبحث من بحث مَخَارِجُ حُرُوفِ العَرَبِيَّةِ : عَدَدُهَا وتَرْتِيبُهَا .. بينَ الدرسِ القديمِ والدرسِ الحديث عَرْضٌ ومُنَاقَشَةٌ للدكتور/ غانم قدوري الحمد كلية التربية – جامعة تكريت ـ يذكر فيه الفرق بين مذهب سيبويه والجرمي والخلاف لا يتعدّ كونه خلافًا نظريًا :​
(مذهب الجَرْمِيِّ ( أبو عُمَرَ صالح بن إسحاق ت 225هـ ) الجَرْمِيُّ: من طبقة سيبويه , ولَقِيَ الخليل ويونس شَيْخَيْ سيبويه , لكنه لم يأخذ الكتاب عن سيبويه مباشرة , بل أخذه عن الأخفش , واختصر الجَرْمِيُّ الكتاب , وفَضَّلَ الرياشي مختصر الجَرْمِيِّ على كتاب الأخفش في النحو ( ينظر: الحلبي: مراتب النحويين ص24 و 122 , والسيرافي: أخبار النحويين البصريين ص72-74 , والزُّبيدي: طبقات النحويين واللغويين ص74-75 , والقفطي: إنباه الرواة 2/81 ) .
:​
لم يُعْرَف أن هناك ترتيباً لمخارج الحروف يخالف ترتيب الخليل وسيبويه , وكلُّ ما اشتهر في الكتب هو أنَّ الجَرْمِيَّ وعدداً آخر من معاصريه كانوا يعدُّون مخارج الحروف أربعة عشر مخرجاً , ويجعلون اللام والراء والنون من مخرج واحد .​
وقد أماط الإمام المبارك بن الحسن الشَّهْرَزُورُّي ( ت 550هـ ) اللثام عن ترتيب مخالف لترتيب سيبويه للمخارج , نسبه إلى أبي عُمَرَ الجَرْمِيِّ , بالإضافة إلى كونه يَعُدُّ المخارج أربعة عشر مخرجاً , وهذا أمر في غاية الأهمية , لأنه يضع في أيدينا وثيقة تاريخية تُؤَصِّلُ للترتيب الذي اعتمده معظم الدارسين المحدثين للأصوات , وترجع به نحواً من ألف ومئتي سنة !​
ذكر الشهرزوري في كتابه ( المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر) مخارج الحروف مرتين , الأُولى في باب الإدغام على مذهب سيبويه , والثانية في باب التجويد على مذهب الجَرْمِيِّ .​
قال في باب الإدغام: " اعلم أنه قد ذكر اليَزِيدِيُّ وغيره أصول الإدغام عن أبي عَمْرٍو مُجْمَلَةً لا يُدْرِكُ تفاصيلها ولا القياس عليها إلا مَن عرف مخارج الحروف , فيعرف ما يتقارب منها وما يأتلف وما يتباعد منها وما يختلف , واعلم أن الحروف العربية مهموسها , ومجهورها , ومُطْبَقَها , ورِخْوَها , ومُتَفَشِّيهَا , وشديدها , وحروف الصفير , وحروف المد واللين تسعة وعشرون حرفاً , لها ستة عشر مخرجاً , للحلق منها ثلاثة مخارج: أقصاهن الهمزة ... والمخرج الخامس عشر: من الشفتين الميم والباء والواو , والمخرج السادس عشر: من الخياشيم النون الخفيفة .​
ونحن إن شاء الله نبسط الكلام في مخارج الحروف في باب التجويد , إذ الحاجة هناك إليه أوفى , وقد أشرنا إليه هاهنا لأنه الأعدل به " .​
ووَفَّى الشهرزوري بما وَعَدَ , فذكر مخارج الحروف مرة أُخرى في باب التجويد , لكنه ذكرها على مذهب الجَرْمِيِّ , وهو ما يَهُمُّنَا تسليط الضوء عليه هنا , فقال: " يضطر القارئ بالإدغام إلى أن يعلم مخارج الحروف ومواضعها من الصَّدْرِ , والحَلْقِ , واللسان , والفم , والشفتين , والخياشيم , فَيُدْغِمُ بعد معرفته بأصول الإدغام , فَيَقْرُبُ عليه بذلك ما بَعُدَ .​
واعلم – أيَّدك الله – بتوفيقه أن النحويين قد جَنَّسُوا حروف المعجم أجناساً لا يُخَافُ معها التباساً , وجعلوا لكل جِنْسٍ منها حَيِّزاً , وفصَّلوا ذلك تفصيلاً مُهِمًّا , ولَقَّبُوا جميعها ألقاباً , وجعلوها أصولاً وأبواباً , فإذا ثبت ذلك فاعلم أن حروف المعجم – مهموسها , ومجهورها , ومطبقها , ومُنْفَتِحَهَا , وشديدها , ورِخْوِهَا , وحروف الصفير , والتَّفَشِّي , والقلقلة , وحروف المد واللين , وحروف الحلق , وغير ذلك من أجناسها على ما ذكره أبو عُمَرَ الجَرْمِيُّ , رحمه الله – أربعة عشر مخرجاً :​
فمن الشفتين: مخرج الواو والباء والميم .​
ومن باطن الشفة السفلى: الفاء , وهي أيضاً من أطراف الثنايا العليا .​
ومن طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا: مخرج الظاء والثاء والذال .​
وأدخل من ذلك قليلاً إلى ظهر اللسان , ويتصل بأصول الثنايا العليا: مخرج الطاء والدال والتاء .​
وأدخل من ذلك قليلاً إلى ظهر اللسان: مخرج الصاد والسين والزاي .​
ومن طرف اللسان: مخرج الراء واللام والنون المتحركة والساكنة المَيِّتَة .​
ومن إحدى حافتي اللسان: مخرج الضاد , فمن الناس مَن يَتَكَلَّفُهَا مِن الجانب الأيمن , ومنهم مَن يَتَكَلَّفُهَا مِن الجانب الأيسر , ومخرجها من أحدهما كمخرجها من الآخر .​
ومن فوق مخرج الراء: مخرج الياء والجيم والشين .​
ومن أدخل من ذلك قليلاً: مخرج الكاف .​
ومن أصل اللسان مخرج القاف .​
ومن أول الحلق وأدناه إلى الفم: مخرج الغين والخاء .​
ومن وسط الحلق: مخرج العين والحاء .​
ومن أقصى الحلق: مخرج الهمزة والهاء والألف .​
ومن الخياشيم: مخرج النون الخفيفة .​
وذكر سيبويه أنَّ لهذه الحروف ستة عشر مخرجاً , ولم يخالف هذا الترتيب , وقد ذكرنا ذلك الذي ذكره سيبويه في باب الإدغام. ))ا.هـ​
قلت : (( ومما يؤيد ذلك ما ذكره الداني في تحديده ، حيث قال _ بعد أن بين مخرج الثلاثة_ : " وزعم الفراء وقطرب والجرمي وابن كيسان ..." التحديد 104.
فلو كان الخلاف لفظيا لما نسبهم إلى الزعم ، فهل علمت
أحدًا نسب سيبويه والشاطبي إلى الوهم أو الزعم في جعلهم الألف من مخرج الهمزة ، بالطبع لا ، وذلك لأن الخلاف لفظي .)

أقول : عجيب منك الأخذ بظاهر أقوال الأئمة دون فهم لمقصدهم ، فليس الزعم هنا الذي تقصده فقد ذكر د/ السالم الجكني في مبحثه ((القراءات التي حكم عليها ابن مجاهد بالغلط والخطأ في كتابه ((السبعة))عرض ودراسة ) قال ابن مجاهد رحمه الله : وزعم الأخفش الدمشقي...) ثم علق على كلمة "وزعم " قائلا : الزعم هنا بمعنى القول. انظر: اللسان: زعم.) فهل تعتقد أن الداني يقصد بالزعم ما تقصده ؟؟ فالزعم يأتي أحيانا بمعني القول​
أما النصوص التي أوردتها أود أن أنقل لك قول أبي شامة وهو يفسر الخلاف في وصف اللام حيث قال أبو شامة : أي بأدنى حافة اللسان إلى منتهاها طرف اللسان بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى ومنهم من يزيد على هذا فيقول فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية وهو حرف اللام .


قال الشيخ أبو عمرو (ابن الحاجب ) وكان يغني أن يقال فويق الثنايا إلا أن سيبويه ذكر ذلك فمن أجل ذلك عددوا وإلا فليس في الحقيقة فوق لأن مخرج النون يلي مخرجها وهي فوق الثنايا فكذلك هذا على أن الناطق باللام يبسط جوانب طرفي لسانه مما فوق الضاحك إلى الضاحك الآخر وإن كان المخرج في الحقيقة ليس إلا فوق الثنايا وإنما ذاك يأتي لما فيها من شبه الشدة ودخول المخرج في ظهر اللسان فيبسط الجانبان لذلك فلذلك عدد الضاحك والناب والرباعية والثنية وقوله ودونه بقصر الهاء أي دون هذا الحرف وهو حرف اللام حرف ذو ولاء أي متابعة له يعني النون مخرجها مما بين طرف اللسان وفويق الثنايا وهي تخرج قليلا من مخرج اللام وقال مكي ومن أدنى طرفه وما يليه في الحنك الأعلى تخرج النون والتنوين ومن ذلك الأدنى داخلا إلى ظهر اللسان قليلا تخرج الراء )ا.هـ​
فأنت تري أن ابن الحاجب يضع نتيجة واحدة وقام بتفسير كلام سيبويه كما في الفقرة فوق .

أما قول ابن الناظم فعبارته هكذا (وذهب الفراء وقطرب والجرمي إلي أن اللام النون والراء من رأس اللسان ومحاذيه )​
انظر ماذا قال ؟ (رأس اللسان ومحاذيه ) أي كل حرف مع ما يحاذيه الذي فسرها في بداية شرحه لهذه المخارج الثلاثة : فاللام مع ما يحاذيه من الحنك الأعلي ، والنون (رأسه ومحاذيه من اللثة ) وهكذا ، وليس هناك ثمة فرق في القول لمن أمعن النظر .​
وبقية النصوص يفضل عدم الرد لكيلا تغضب مني .​
ولو نظرت في ترجمة الفراء والجرمي لعلمت حقيقة الأمر . قال ابن الجزري في غاية النهاية : صالح بن إسحاق أبو عمر الجرمي البجلي مولاهم النحوي المشهور، روى القراءة عن " ك " سيبويه..)ا.هـ​
قال ابن الجزري في غاية النهاية :يحيى بن زياد بن عبد الله بن منصور أبو زكريا الأسلمي النحوي الكوفي المعروف بالفراء شيخ النحاة، روى الحروف عن أبي بكر بن عياش وعلي بن حمزة الكسائي)ا.هـ​
فالفراء أخذ القراءة عن "صحبة " شعبة وحمزة والكسائي ، والجرمي عن سيبويه ، فهل يعقل أن الجرمي قرأ علي سيبويه ثم يخالف أحرف سيبويه أداءا ؟​
أخي الكريم أراك قد جانبت الصواب وأراك مبالغا في الدفاع لابد من التأني قبل الرد حتى لا يضيع الوقت بلا فائدة ، وتضع الأدلة وهي في الحقيقة تخالف ما تستشهد به .
والسلام عليكم​
 
مسالة


ذكر الإمام زكريا الأنصار في الدقائق المحكمة في شرح المقدمة هذه العبارة : ( كل حرف مساو لمخرجه إلا هي فلذلك قبلت الزيادة ) وهذه العبارة أشكلت علي فضيلة د/ أيمن سويد حيث قال بعد ذكره لهذه العبارة : ( كيف كل حرف مساو لمخرجه ؟ هذا ما يصير . إذا قلنا الخاء من أدني الحلق هل نقول إن الخاء مساو لمخرجه ؟ كيف هي مساوية لمخرجه ؟ هي ما قبلت الزيادة لأنها مساوية لمخرجها ، قبلت الزيادة لأنها مخرجها متسع ، الصوت فيه قابل للمط قابل للزيادة ) انتهي كلامه ـ حفظه الله ـ .
أقول : معني " أن الحرف مساوٍ لمخرجه " أي أن حيّز الحرف يساوي بالضبط مخرجه دون زيادة علي مخرجه وهذا ظاهر في سائر الحروف حتي في حرف الضاد المستطيل لا يتجاوز الحرف مخرجه ويشرك الحرف الآخر في مخرجه ،.
بخلاف حروف المد الثلاثة فهي قابلة للزيادة عن مخرجها فهي تمر بكل الحلق والفم ، وهذه العبارة التي يتساءل فيها ـ حفظه الله ـ قالها القدامي حيث قال الجعبري في الكنز في "باب المخارج" حيث قال ( وكل حرفٍ مساوٍ مخرجه إلا حروف المدِّ فإنها دونه ، من ثَمَّ قبلت الزيادة )



بل وذكرها ابن الناظم الإمام أحمد في شرحه للمقدمة الجزرية الحواشي المفهمة ص 124:" كل حرف مساو لمخرجه إلا حروف المد فإنها دون مخرجها ، ومن ثمة قبلت الزيادة وهذا مذهب الخليل وجمهور القراء وهو التحقيق )ا.هـ
وقضية أن الحرف مساو لمخرجه يبطل قضية أن الحرف المحرك يخرج بتباعد جزئي المخرج ـ كما سيأتي فيما بعد إن شاء الله ـ لأن الحرف المحرك يتحوِّل مخرجه من مخرج الحرف إلي مخرج الجوف الذي هم مخرج الحركات . والله أعلم
 
جزى الله شيخنا عبد الحكيم خيرا ، وبارك فيه ، ورزقه الزوجة الثانية؛ عسى أن تشغله عن هذا الحوار، اللهم آمين .
- بما أنكم ستضعون عشر مسائل إن شاء الله ، فأرجوا أن تتريث قليلا بين كل مسألة وأخرى ؛ حتى يتسنى لنا الفائدة .
- وأرجوا ألا تلحقني ضمن المتوهمين .
- أراك تخلط بين أقوال العلماء ، ولا أقول : كيف تقرأ النصوص ، فأنت أجل عندي من أن أخاطبك بهذه اللهجة .فلك فضل علي.
- كان المفترض أن يكون كلام المرعشي قاطعا في المسألة ، ومع ذلك لم أرك تتعرض له ، لذا أقول ثانية : أليس كلام المرعشي فاضا للنزاع ، قال المرعشي : وإلا لكان النزاع لفظيا .
فأتمنى أن أرى توجيهك لكلام المرعشي ، وأرجوا ألا تنسبه إلى الوهم أو الخطأ كما فعل مخالفوك في مسألة الفرجة ، وألا تقول : أنه استنطق النصوص كما قال آخرون .
قلتم:
يا سيدي الفاضل جعل الفاء من الشفة مذهب الخليل نفسه ، قالالاسترباذي في شرح الشافية ( وقال الخليل: العين والحاء والهاء والغين والخاءحلقية، لأن مبتدأها من الحلق، والقاف والكاف لهويتان، إذ هما من اللهاة، والجيموالشين والضاد شجرية، لان مبدأها من شجر الفم: أي مفرجه، والصاد والزاى والسينأسلية، وأسلة اللسان: مستدق طرفه، والطاء والدال والتاء نطعية: لأن مبدأها من نطعالغار الأعلى، والظاء والذال والثاء لثوية، والراء واللام والنون ذلقية، وذلق كلشئ: تحديد طرفه، والفاء والباء والميم شفوية، أو شفهية، والواو والياء والألفوالهمزة هوائية، إذ هي من الهواء لا يتعلق بها شئ، وخالف الفراء سيبويه في موضعين: أحدهما أنه جعل مخرج الياء والواو واحدا، والآخر أنه جعل الفاء والميم بين الشفتين،وأحسن الأقوال ما ذكره سيبويه، وعليه العلماء بعده.))ا.هـ
يا سيدي الكريم لا تحور النصوص ، لماذا تخلط بين ألقاب الحروف ومخارجها ؟
الاسترباذي يتحدث عن ألقابها وليس مخارجها ، وتحملها أنت على المخارج .
أقول لفضيلتكم : هل تختلف معي أن في الشفتين مخرجين ، مخرجا للفاء ، ومخرجا للواو للباء والميم ؟
هذا أمر من المسلمات عند كل أصحاب المذاهب الثلاثة ، وإن كانت الفاء من مخرج الباء والميم لكان عدد المخارج عند الخليل ستة عشر مخرجا!!!!! .
فإن كانت الفاء تخرج من مخرج غير مخرج الباء والميم فكيف يقول الخليل : "ثم الفاء والباء والميم من حيز واحد " ؟
إذن لا يقصد بالحيز في كلامه المخرج .وعليه فقول الخليل : " ثم الراء واللام والنون من حيز واحد " لا يفيد أنه يرى أن مخارج الثلاثة واحد .
قلتم
أقول : يا أخي لست أدري كيف تقرأ النصوص ؟ لقّب الخليل أحرف الحلق بالحلقية معاعترافه بأنها عدة مخارج وليس مخرجًا واحدًا حيث قال الخليل ( قال الخليل : فأقصىالحروف كلها العين ثم الحاء ولولا بحة في الحاء لأشبهت العين لقرب مخرجها من العينثم الهاء ولولا هتة في الهاء وقال مرة ( ههة ) لأشبهت الحاء لقرب مخرج الهاء منالحاء فهذه ثلاثة أحرف في حيز واحد بعضها أرفع من بعض ثم الخاء والغين في حيز واحدكلهن حلقية)ا.هـ
هذا الكلام والنصوص بعده دليل عليك لا لك ، إذا كان الخليل لقب حروف الحلق بالحلقية مع اعترافه بأنها عدة مخارج ، فكيف تستدل أنت بتلقيب الحروف ( اللام والراء والنون ) بالزلقية على أنها من مخرج واحد .
أليس كلامك يفيد أن ألقاب الحروف لا تفيد بالضرورة الاشتراك في المخرج ، فكيف تستدل بألقاب الحروف على خروج اللام والراء والنون من مخرج واحد ؟!!!
قلتم :
فحرف خرج عن الطبع السليم فكيف يكون حرفًا صحيحًا ؟؟؟
ألم أقل لك تخلط بين الكلام ، هل كلام المرعشي يفيد بأن الحرف هو الذي يخرج عن الطبع المستقيم ، أم أن القارئ هو الذي يخرج عن الطبع المستقيم ، ولا يتطلب هذا تغير ماهية الصوت ؟
قلتم:
وتأمل قوله (فبأيّ بدأت كان حَسناً وأولاها بالتقديم أكثرُها تصرُّفاً ) وهذا يبينلك حقيقة الخلاف بين مخارج الخليل وسيبويه ،
مرة أخرى يا شيخ عبد الحكيم ، تستدل بالخلاف النظري على الخلاف العملي ، ما علاقة هذا الكلام بما نحن فيه ، معلوم أن الخلاف في جعل مخرج الألف من الحلق أو من الجوف خلاف نظري ، فلم تحتج به هنا في اللام والراء والنون .
أقول : عجيب منك الأخذ بظاهر أقوال الأئمة دون فهم لمقصدهم ، فليس الزعم هنا الذيتقصده فقد ذكر د/ السالم الجكني في مبحثه ((القراءات التي حكم عليها ابن مجاهدبالغلط والخطأ في كتابه ((السبعة))عرض ودراسة ) قال ابن مجاهد: وزعم الأخفش الدمشقي...) ثم علق على كلمة "وزعم " قائلا : الزعم هنا بمعنى القول. انظر: اللسان: زعم.) فهلتعتقد أن الداني يقصد بالزعم ما تقصده ؟؟ فالزعم يأتي أحيانا بمعني القول
ليس عجيبا يا شيخ عبد الحكيم ، لأن اعتمدت على غالب معنى الكلمة ، فإن كانت تأتي أحيانا بمعنى القول فهي تأتي غالبا بغير هذا المعنى .
جاء في لسان العرب :
(وقال الليث: سمعت أَهل العربية يقولون إذا قيل ذكر فلان كذا وكذا فإنما يقال ذلك لأَمر يُسْتَيْقَنُ أَنه حق، وإذا شُكَّ فيه فلم يُدْرَ لعله كذب أَو باطل قيل زَعَمَ فلان، قال: وكذلك تفسر هذه الآية: فقالوا هذا لله بِزَعْمِهِمْ؛ أَي بقولهم الكذب، وقيل: الزَّعْمُ الظن، وقيل: الكذب .
وقال أيضا :
(قال
الأَزهري: الزَّعْمُ إنما هو في الكلام، يقال: أَمر فيه مَزاعِمُ أَي أَمر غير مستقيم فيه منازعة بعدُ. قال ابن السكيت: ويقال للأَمر الذي لا يوثق به مَزْعَمٌ أَي يَزْعُمُ هذا أَن كذا ويَزْعُمُ هذا أَنه كذا)
وحكى ابن بري أَيضاً عن ابن خالَوَيْه: الزَّعْمُ يستعمل فيما يُذَمّ كقوله تعالى: زَعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا؛ حتى قال بعض المفسرين: الزَّعْمُ أَصله الكذب، قال: ولم يجبئ فيما يُحْمَدُ إلا في بيتين.
أتريد نصوصا أخرى يا سيدي ، إذن تُحمل الكلمة على معناها ما لم تأت قرينتة تفيد غير هذا المعنى ، فهل في كلام الداني ما يفيد غير هذا المعنى ؟
بل هناك قرينة في كلام الداني تفيد غير ما تفضلتَ به وهي قوله عن مذهب سيبويه : " إذ هو الصحيح المعول عليه " إذن يحمل الزعم في كلامه على تخطئة الفراء .
ليس في كلام ابن الحاجب وجه استدلال لكلامك ، من دون تفصيل زائد .
وليس كلام ابن الناظم : مع ما يحاذيه ، مُفَسَّرَا في بداية شرحه ، لأن اختلاف مواطن قرع اللسان يتطلب اختلاف محل النطق فيه كما ذكر هو ذلك في البداية ، وأنت ترى أنه لم يفرق بين محل طرف اللسان في الحروف الثلاثة بقوله : من رأس اللسان .
قلتم :
وبقية النصوص يفضل عدم الرد لكيلا تغضب مني .
ولم الغضب ، أنا أنشد الفائدة ، وليس غرضي الجدال ، كل ما أريده أن أستفيد من بحثكم ، لذا علقتُ على المسألة الثانية حتى تضح الرؤية لي فقط .
أخي الكريم أراك قد جانبت الصواب وأراك مبالغا في الدفاع
أشكر لك حسن عباراتك ، ولست مدافعا ، ألا تراني وافقتك في الأولى دون الثانية ، المسألة عندي طلب الحق والصواب فقط.
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
 
السلام عليكم
يا شيخ أحمد نجاح وضعت لك مداخلة طويلة وقلت في نفسي : ستمكث أسبوعا تقرأه ، وأسبوعا آخر تفكر فيه ، وأسبوعا ثالثا تكتب فيه ، وأسبوعا رابعا تراجع ماكتبته .. أكون أنا قد انتهيت من المسائل العشر وفررت .

بداية لم أتعرض لقول المرعشي حتى لا أقول لك إن المرعشي جانبه الصواب وكيلا تتهمني بشئ آخر .
الخليل قال بتفصيلٍ في مخرج الحلق وعدده ، ثم ذكر الراء واللام والنون ولم يعدد مخارجه فكيف تقيس الحلق باتساعة علي الذلق بحيزه الواحد ؟
ولكي أختصر لك المسألة ونأتي للنقطة المهمة التي أوردتها لك ويبدو أنك استثقلت طولها ألا وهي :قول العلامة الشهرزوري .
فهذا الإمام لما وجد الخلاف بين سيبويه والجرمي جمع بينهما وذكر أن سيبويه ذكر المخارج من حيث الإدغام ـ أي ما قارب وأدغم فيه ـ .
وذكر أن الجرمي ذكر مخارج الحروف من جهة أنها مخارج وليس من جهة ما يدغم وما لا يدغم .
وما قال ما قاله إلا أنه رأي أن الخلاف نظري واسأل جميع من المنتدي سيخبرونك بهذا وكلامه سبق ووضعته لك .
فلو قارنت قول الشهرزوري بقول المرعشي سيبقى الأمر جليا وواضحا .
ولو تأملت ما قاله ابن الجزري في التمهيد من كون الضاد مثلا شجرية ثم يأتي في النشر ويترك الضاد ولم يعدها من الشجرية .. هل تراه يتجول بين المخارج ؟ أو تراه يتجول بين الأقوال ؟؟
ثم يا أخي لو نظرنا للأمر ( بأصول الفهلوة ) وقلنا بأن الجرمي أخذ القراءة عن سيبويه . هل تعتقد أنه رمي أحرف سيبويه وراء ظهره ؟
يا سيدي الفاضل أرى أن الأمر مثل الشمس لا يحتاج لدليل . والله أعلم

وبهذا يتضح وهم من قال بأن الخلاف حقيقي .. أليس كذلك يا شيوخ المنتدى ؟؟
والسلام عليكم
 
مسألة

زعم أ.فرغلي عرباوي أن الخليل لم يذكر الهمزة من أقصى الحلق حيث قال :ومن الأدلة التي تؤيد أن منهج الخليل يختلف عن منهج ابن الجزري أن الخليل جعل أول الحروف خروجا العين وليس الهمزة ..قال الخليل (فأقصى الحروف كلها العين ثم الحاء ولولا بَحَّة في الحاء لأَشْبَهَت العْينَ لقُرْب مَخْرَجها من العَيْن ثم الهاء ولولا هَتِّة في الهاء وقال مَّرة ( ههّة ) لأَشْبَهَت الحاء لقُرْب مَخْرَج الهاء من الحاء فهذه ثلاثة أحرف في حَيِّز واحد )1/41 بل منهج الحافظ ابن الجزري على مذهب سيبويه مع حروف أقصى الحلق )127هامش الحواشي المفهمة
ولا شك أن ما اعتقده وهمٌ لأن الخليل يعد الهمزة من مخارج أقصى الحلق حيث قال (أما الهمزة فمخرجها من أقصى الحلق مهتوتة مضغوطة فإذا رفه عنها لانت فصارت الياء والواو والألف عن غير طريقة الحروف الصحاح )1/52
وقول الخليل (أما الهمزة فمخرجها من أقصى الحلق) فهذا صريح في جعله الهمزة من أقصى الحلق ، ولكن لمَ لمْ يذكر الخليل الهمزة أولا بدلا من العين ؟
الجواب موجود في كلام الخليل نفسه وفي العبارة السابقة تحديدا (فإذا رفه عنها لانت فصارت الياء والواو والألف عن غير طريقة الحروف الصحاح ) وهذا يؤكد أنه تخلى عن ذكر الهمزة ؛ لأن الهمزة لا تثبت علي حال فهي تارة تبدل ألفا وتارة تبدل ياء وتارة تبدل واوا .
وقد ذكر الدكتور عبد الحسين المبارك في كتابه ( دور البصرة في نشأة الدراسات اللغوية المعجم العربي ) نقلا عن السيوطي من كتابه (المزهر في علوم اللغة وأنواعها ) لنا مقصد الخليل : ( قال ابن كَيْسان : سمعتُ مَنْ يذكر عن الخليل أنه قال : لم أبْدَأْ بالهمزة لأنها يلحقها النقصُ والتغييرُ والحذفُ ولا بالألف لأنها لا تكون في ابتداء كلمة ولا في اسم ولا فعل إلاّ زائدة أو مُبْدَلَةً ولا بالهاء لأنها مهموسة خفيَّة لا صوتَ لها فنزلتُ إلى الحّيز الثاني وفيه العين والحاء فوجَدْت العين أنْصَعَ الحرفين فابتدأت به ليكون أحسنَ في التأليف وليس العلْمُ بتقدّم شيءٍ على شيء لأنه كلَّه مما يُحتاج إلى معرفته فبأيّ بدأت كان حَسناً وأولاها بالتقديم أكثرُها تصرُّفاً )ا.هـ
فلا بد من بحث كامل لكلام الأئمة مع فهم قواعدهم حتى لا ينسب لهم ما لم يدينون به . والله أعلم
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
يا سلام عليك يا شيخ عبد الحكيم ، عايز تحط العشر مسائل في شهر وتخلع ، وبعدين ما نشوفك إلا كل سنة مرة ، على كل هفضل أناحي فيك وهخلي العشر مسائل يأخذوا عشرة أشهر ، كما أني أطمع ( وأظن أن أخواني في المنتدى معي ) أن تزيد العشر مسائل إلى خمس عشرة مسألة ، وسأعمل جاهدا في ذلك ، بكل السبل : الرشاوي .. الإغراء . . الوساطة .. . التهديد . . . الإرهاب الخ .
نعود لمسألتنا .
نقبل منك ردك لكلام المرعشي لكن بالأدلة الصريحة ، وأظن أن ما عللتَ به رد كلام المرعشي ليس صريحا ، وذلك على فرض صحة الاستدلال به ، وإلا فكُلًا من كلام ابن الجزري والشهرزوري لا دلالة فيه على ما تفضلت به .
أما كلام الإمام العلامة أبي الكرم الشهرزوري فلن أسأل فيه جميع من في المنتدى ليخبروني ، ولكن أقول :
ذِكرُ الشهرزوري لمذهب الجرمي كان على سبيل الحكاية ويدل عليه قوله ( على ما ذكره أبو عمر الجرمي ) ، ومما يدل على ذلك قوله عن مذهب سيبويه ( لأنه الأعدل ).
فلو كان الخلاف نظريا لما رجح مذهب سيبويه على الفراء ، وعليه فكلام المرعشي يبقى في دلالته حتى تنفيه بالأدلة الصريحة .
أما كلام ابن الجزري فلا دخل له هنا ، ابن الجزري عد الضاد من الحروف الشجرية وهو هاهنا يتحدث عن ألقاب الحروف ، ثم رأى بعد ذلك أن الضاد لا يمكن أن تلقب بالشجرية وعلل ذلك بقوله في النشر : " وقال الخليل : وهو_أي شجر الفم_ مجمع اللحيين عند العنفقة ، فلذلك لم تكن الضاد منه " .
فما دخل ألقاب الحروف بما نحن فيه ، نحن نتكلم عن المخارج ، وهل يتطلب رجوع ابن الجزري عن تلقيب الضاد بالشجرية تغيير مخرجها ؟!
ألخص لك ما عندي في هذه المسألة حتى لا أزعجك معي ، فنحرم بقية المسائل .
أردتَ في هذه المسألة أن تقول إن الخلاف بين مذهب الخليل والفراء نظري ، وبنيتَ ذلك على أمرين :
الأول : قول الخليل : " ثم اللام والراء والنون في حيز واحد " .
الثاني : تلقيب هذه الأحرف بالذلقية .
أما الأول فلا دلالة فيه ، وذلك لأن الخليل قال أيضا : " الجيم والشين والضاد في حيز واحد . . . ثم الفاء والباء والميم في حيز . .. " .
فأنت ترى أنه ذكر أن الضاد والشين والجيم من حيز واحد ، ومما لا خلاف فيه أن مخرج الضاد غير مخرج الجيم والشين ، إذن كلمة حيز التي ذكرها لا يعني بها المخرج ، وإلا لما قال ذلك في الضاد والشين والجيم ، فهل تعلم أحدا من العلماء ذكر أن هذه الأحرف من مخرج واحد ، أو نقل ذلك عن الخليل ؟
ونفس الكلام يقال في الفاء والباء والميم ، فقد ذكر الخليل أنها من حيز واحد ، ومما لا خلاف فيه أن مخرج الفاء غير مخرج الباء والميم ، إذن لا يقصد الخليل بقوله: حيز ، المخرج ، وأظن أن هذا الأمر في غاية الوضوح .
وعليه فاستدلالك بكلام الخليل هنا لا دلالة فيها .
أما الثاني وهو تلقيب هذه الأحرف بالذلقية فلا دلالة فيه أيضا ، وقد ذكرتُ لك سابقا أن ألقاب الحروف لا تعني بالضرورة اتفاق المخارج .
فأنت ترى أن الخليل قال عن القاف والكاف لهويتين ، ولا خلاف في اختلاف مخرجهما ، إذن الاستدلال بلقب الذلقية لا دلالة فيه .
أما أصول الفهلوة فقد بينها ووضحها المرعشي سابقا في عسر التمييز وعدم عسره .
شيخي الفاضل عبد الحكيم ، أراك قد جانبك الصواب في هذه المسألة ، واعذرني إن قلتُ : قد تحاملت على الدكتور أيمن في هذه المسألة وليس معك من الأدلة الصريحة القوية ما تؤيد به كلامك .
والسلام عليكم .
 
السلام عليكم
شيخنا الكريم أحمد .. والله لا أجد ما أرد عليك به ؛لأنني أرى أدلتك واهية ولا ترقى للمعارضة ولقد سئمت من إعادة الكلام لأنه لا فائدة منه .
وأودّ أن أخبرك بقولٍ : (هل الشيخ أيمن ـ الذي أتحامل عليه ـ سمع أحدا من القراء يخبره بمذهب الفراء وموافقيه صوتيا ؟ أم أنه اخترعه من تلقاء نفسه ـ أي بحسب ما تراءى له من النصوص ـ ؟
فإن لم يكن سمعه من أحد صوتيا فقد جاء بشئ من تلقاء نفسه . أما الثانية فأتركك تجيب عليه .
وهناك قول لابن الحاجب يقول فيه يمكن إخراج الراء من غير مخرجه ولكن بكلفة والمخارج مبنية علي الطبع السليم لا الكلفة ..وكنت أودّ أن أضع لك النص ، ولولا أني أعرف مصير هذا النص وأنه سيلحق بما سبقه من النصوص من التوجيه المتكلف ، والذي يبعد أحيانا عن استيعاب أصل المسألة لوضعته لك .وهو موجود في الدراسات الصوتية عند علماء التجويد عند هذه عن المخارج ..فطالعه
ولقد رفعت قلمي من النقاش في هذه الفقرة ، وأترك الأمر لشيوخ المنتدى ..ولك تحياتي
والسلام عليكم
 
المسألة الخامسة :​
مخرج الظاء والذال والثاء .
قال ابن الجزري: " المخرج الرابع عشر- للظاء ، والذال ، والثاء من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا " .
فهذه الأحرف مما كان يقال لنا ونحن صغار أخرجوا ألسنتكم عند هذه الأحرف وهكذا أخذنا أيضا من مشايخنا ، إلا أننا وجدنا في هذا العصر من يُخرِج لنا كل يوم شيئا جديدا ، حتى أرادوا أن يفسدوا علينا نطق بعض الأحرف جهلا منهم بالطبع وليس قصدا ، حيث قالوا : بعدم إخراج اللسان عند (الظاء والذال والثاء ) .
قالت الأستاذة كوثر الخولي في كتابها "سراج الباحثين "وهي تتحدث عن (الظاء والذال والثاء) ما نصه : " ... ونلاحظ أن في لقب الحروف الثلاثة (اللثوية ) دليلا آخر علي صحة القول بعدم إخراج طرف اللسان للخارج عند النطق بحرف منها ، وذلك لأن قرب اللسان من اللثة تعني ضرورة محاذاته الأطراف ، أما إن خرج الطرف للخارج فقد صار بعيدا عن اللثة ) ص445 ج1
ووافقها بعض مَن ينتسبون إلي الإقراء في زماننا ، وهو وهمٌ لا شك في ذلك وهذا الكلام مردود عقلا ونصا :
أما من جهة العقل : عبارة المتقدمين " من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا" فالخروج من طرف اللسان يعني أن مستدقه علي أقل تقدير خارج عن الثنتين ؛ لأن طرف اللسان يشمل جزء أمامي من اللسان وعليه يخرج مستدق اللسان إلي خارج الثنايا العليا .
أما من جهة النص :
فقد تكاثرت النصوص عن الأئمة في كل عصر من العصور في إخراج طرف اللسان متجاوزا الثنايا العليا وخارجا عنها شيئا قليلا وإليك بعضها من عصور مختلفة حتى يتضح الأمر للجميع :
قال الإمام محمد نمر النابلسي (كان حيا سنة 1325هـ) في كتابه (إتحاف العباد في معرفة النطق بالضاد ) حيث قال عند حديثه عن مخرج حروف اللثة:..فرأس اللسان يجاوز رأس الثنيتين قليلا إلي جهة الخارج في هذه الحروف بحيث يري الناظر رأس اللسان وقال مكي إن هذه الثلاثة حروف يخرجن من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا والمعني واحد ..)ص65

وقال الإمام البرسوي( ت1187) في السيف المسلول في الرد على منكر المنقول لتصحيح الضاد ص18:..وهو مخرج الذال المعجمة والثاء المثلثة أيضًا فيجاوز رأس الثنيتين في هذه الثلاثة )أ.هـ

وفي هذا دليل علي تجاوز طرف اللسان للثنيتين وليس كما زعمَتْ بأن طرف اللسان يبقى بين الثنيتين ولا يخرج عنهما .

فإن قالوا هذا الإمام ليس من القدامي ، فالقدامي من عهد ابن الجزري إلي القرون الأولي الفاضلة قلنا لهم : إليكم نصا آخر من إمام عاش قبل وجود العلامة ابن الجزري ، وكتابه (الهداية) من أصول النشر ومن الكتب المعتمدة ، وذكر الشاطبي في الشاطبية العلامة المهدوي ونقل رأيه قائلا ( وكم من فتي كالمهدوي فيه أعملا ) ننظر ماذا قال الإمام الجليل .

قال المهدوي في شرح الهداية : المخرج الثاني عشر : له ثلاثة أحرف الظاء والذال والثاء مخرجهن من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا خارجًا عنها شيئا)ا.هـ ص77ج1

وقوله (خارجا عنها شيئا) أي طرف اللسان خارج عن أطراف الثنايا العليا ، وهو ما عبّر عنه الإمام البرسوي فيجاوز رأس الثنيتين في هذه الثلاثة )أ.هـ

ومن قرأ هذه الأحرف بدون إخراج طرف اللسان عن الثنيتين فسيأتي بحرف ضعيف ناقص المخرج ؛ لأنه لابد من تمكين طرف اللسان من الثنايا مع تجاوز الطرف للثنيتين قال الإمام مكي في كتابه ( الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها ): ثم الظاء والذال والثاء أخوت يخرجن من طرف اللسان وأصول الثنايا ، والظاء أمكن مماسة للثنايا للإطباق والاستعلاء اللذين فيها )ص139

بل هذا مذهب النحاة أيضا قال الشيخ رضي الدين محمد بن الحسن الاستراباذي النحوي( 686 هـ ):" فإن أدغمت الصاد في أختيها فالأولى إبقاء الإطباق كما مر، قال سيبويه: إدغام حروف الصفير بعضها في بعض أكثر من إدغام الظاء والثاء والذال بعضها من بعض، لأن الثلاثة الأخيرة إذا وقفت عليها رأي طرف اللسان خارجا عن أطراف الثنايا، بخلاف حروف الصفير، والاعتماد بالإدغام على الحرف المنحصر بالأسنان أسهل منه على الحرف الرخو الخارج عن رءوس الأسنان..) شرح شافية ابن الحاجب ص283 ج3 وهذا واضح وضوح الشمس رابعة النهار . والله أعلم وهو الموفق .
 
وعليكم السلام .
يا شيخنا عبد الحكيم ، وأين أدلتك القوية؟‏!‏‏!‏
ائتني بنص (واحد‏)‏ صريح يؤيد ما ذهبت إليه ، أما أنا فقد جئتك بنص صريح للمرعشي ذكر فيه أن الخلاف ليس لفظيا ،ورددته أنت من دون دليل قوي واضح .
وإذا كنت خطأت المرعشي من دون دليل فلن يكون الدكتور أيمن أحسن حالا .
أما سؤالك عن السماع الصوتي فقد قلت لك - أيها الكريم -أن اختلافهم في موضع النطق لا يتطلب الاختلاف في الصوت ، فصوت الراء عند الفراء هو صوت الراء عند الخليل ،وعلين فلا ينبغي سؤالك عن سماع الدكتور أيمن صوتيا .
وكلام ابن الحاجب - الذي اعترضت أنت عليه سابقا لما نقلته عن المرعشي - يؤيد ذلك ، إذا كان يمكن خروج الحرف من غير مخرجه بكلفة ولا يتغير صوت الحرف فهذا يفيد أن اختلافهم في المخارج لا يلزم تغير الصوت ، فكيف تسأل سؤالك .
يا شيخي العزيز ما دمت سترد على أهل العلم فلابد أن تأتي بأدلة قاطعة في المسألة .

ليس عندي ما أزيد عليه في هذه المسألة ، ذكرت ما عندك ، وذكرت ما عندي ، وشيوخ المنتدى لديهم من العلم وحسن الفهم ما يميزون به ويفرقون .

تقبل حبي واحترامي .
والسلام عليكم
 
أما سؤالك عن السماع الصوتي فقد قلت لك - أيها الكريم -أن اختلافهم في موضع النطق لا يتطلب الاختلاف في الصوت ، فصوت الراء عند الفراء هو صوت الراء عند الخليل ،وعلين فلا ينبغي سؤالك عن سماع الدكتور أيمن صوتيا .والسلام عليكم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
السلام عليكم
هذا القدر من كلامك يكفي للاستدلال على أنكم غير مدركين لحقيقة ما تقولون ؛ لأن الحرف إن اختلف موضعه تغير الصوت ولابد ، وراجع فقرة أن الحرف مساو لمخرجه لايزيد عن مخرجه ولا ينقص .
ودمتم بعافية
والسلام عليكم
 
المسألة السادسة :
قال فضيلة الشيخ الدكتور أيمن سويد ـ حفظه الله ـ :
مخرج الراء :
حرف الراء ( ر ) : من طرف اللسان مع اللثة التي تحاذيه من الحنك الأعلى وبغير التصاق بالثنايا العليا فعندما ننطق حرف الراء يتقعر اللسان فترتفع المنطقة اليمني واليسرى من حافة اللسان ويبقي وسط حافة اللسان مفتوحاً فتصدم هذه المنطقة اليمني بالحنك الأعلى وتبقي فتحة صغيرة في الوسط يمر منه جزء الصوت فالصوت ليس منحبساً انحباسا كاملا كالنون ولا يجري جريانا كاملا كالشين وإنما مرور الصوت يكون في حالة وسطية بين الانحباس والجريان وهي صفة البينية ويختلف وضع اللسان عند النطق بالراء المفخمة عن الراء المرققة فالمنطقة التي يقرع فيها اللسان اللثة واحدة ولكن مؤخرة اللسان تختلف عند النطق بالراء المفخمة فترتفع فتتصعد مؤخرة اللسان إلي جهة الحنك الأعلى مثل : ( الرحمن الروم رمضان )
أما الراء المرققة فمؤخرة اللسان تستفل إلي أسفل الفم مثل : الربا الريح
حرف الراء يكون أغوط من النون بقليل. أما الصوت فيخرج من بين الثنايا العليا والسفلي )ا.هـ

فالشيخ ـ حفظه الله ـ لم يفرق بين الراء المفخمة والمرققة من جهة طرف اللسان ( فالمنطقة التي يقرع فيها اللسان اللثة واحدة ) بل فرق من جهة مؤخرة اللسان ( ولكن مؤخرة اللسان تختلف عند النطق بالراء المفخمة فترتفع فتتصعد مؤخرة اللسان إلي جهة الحنك الأعلى ) .
وهذا الكلام من فضيلة الشيخ أيمن مخالف للمحسوس والمنقول فلا يستوي وضع طرف اللسان عند قولنا ( أَرْ ـ راء مفخمة ـ) وبين (إِرْ ـ راء مرققة ـ ) فنلاحظ خلاف في وضع طرف اللسان بين الحالتين ـ التفخيم والترقيق ـ .
ولعله أشكل عليه قول علمائنا عند الحديث عن مخرج الراء (من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا العليا ، غير أنها أدخل في ظهر اللسان قليلاً .) فاعتقد أنها تشمل المفخمة والمرققة ، بل مقصدهم أن المفخمة والمرققة يشتركان في طرف اللسان إلا أن هناك من القدامي من زاد تفصيلا أكثر يوضح فيه حقيقة الفرق بينهما .
قال الإمام عبد الوهاب القرطبي (ت 446) في كتاب الموضح : ...فإن كانت مكسورة رقت ، وكان العمل فيها برأس اللسان ، ومعتمدها أدخل إلي جهة الحلق في الحنك الأعلى يسيرًا وأخذ اللسان من الحنك أقل مما يأخذ مع المفخمة ، فينخفض اللسان حينئٍذ فلا ينحصر الصوت بينه وبين الحنك فتجىء الرقة كقوله تعالى :(رئاء الناس) .......فإذا كانت مضمومة أو مفتوحة فخمت وكان ما يأخذه مع الترقيق ، وكان معتمد اللسان أخرج فى الحنك الأعلى يسيرًا فينبسط حينئذ اللسان وينحصر الصوت بينه وبين الحنك فيحدث التفخيم لذلك ،كقوله تعالى :(ركبانًا) وأيضًا(رحمت الله)) أ.هـ65،66

وهذا كلام واضح في التفرقة بين الحالتين ، وقوله ( فإن كانت مكسورة.... وأخذ اللسان من الحنك أقل مما يأخذ مع المفخمة ) فقد وضع علاقة بين طرف اللسان وبين الحنك فيأخذ اللسان من الحنك في حالة الترقيق أقل مما يأخذه مع المفخمة .
وقد أوضح الإمام المالقي هذه المسألة أيضا حيث قال الإمام المالقي (ت705)في الدر النثير : وإنما كلام العرب علي تمكينها من الطرف إذا انكسرت فيحصل الترقيق المستحسن فيها إذ ذاك وعلى تمكينها إلى ظهر اللسان إذا انفتحت أو انضمت فيحصل لها التغليظ المناسب للفتحة والضمة . أ هـ ص35
فقوله( تمكينها من الطرف) في المرققة ، وقوله ( تمكينها إلى ظهر اللسان) يبين لك خلاف موضع طرف اللسان بين حالة التفخيم وحالة الترقيق . والله أعلم وهو الموفق

وقالت الأستاذة كوثر الخولي في كتابها "سراج الباحثين " : أصالة التفخيم في الراء سببه ارتعاد طرف اللسان بها كما قال سيبويه : " إذا تكلمت بالراء خرجت كأنها مضاعفة ) وتفخيم الراء سببه انضغاط صوتها في الجزء الأمامي للتجويف الفموي ( بين طرف اللسان وغار الحنك ) في استعلاء أقصي اللسان بالإرادة كما في حروف استعلاء ولذلك لم تعتبر بإجماع من حروف الاستعلاء علي الرغم من أن أحوال تفخيمها أكثر من أحوال ترقيقها )ص425
حدث خلط في المسألة عند أ. كوثر فهي تقول ": أصالة التفخيم في الراء سببه ارتعاد طرف اللسان بها " وهذا كلام عجيب وغريب ؛ لأن ارتعاد اللسان أيضا يكون في حالة الترقيق عند قولنا (الرِّجال) يمكن أن يتكرر النطق بالراءات مع أن الراء مرقق ، وأصالة التفخيم والترقيق تأتي من جهة الصفات لا من جهة المخرج ؛ لأنه قد يتحد المخرج وتختلف الصفات فيكون الفرق قال الملا علي القاري : " ...فإن الجمهور من أرباب التدقيق جعلوا لحروف متعددة مخرجاً واحداً ، بناء على أن التمييز حاصل باعتبار اختلاف الصفات "أ.هـ المنح الفكرية ص76 .
واستدلالها بقول سيبويه " إذا تكلمت بالراء خرجت كأنها مضاعفة" علي أصالة التفخيم دلالة على أنها لم تفهم مقالة الإمام سيبويه فهو يقصد أن الراء إذا تكلمت بها خرجت وكأنها متكررة لراءات عدة فأصبحت كأنها مضاعفة ؛ لأن صفة التكرير صفة لازمة للراء ، وليس معني "مضاعفة التفخيم" كما فهته . قال ابن الجزري في التمهيد : قال سيبويه : ( والراء إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة وذلك لما فيها من التكرير الذي انفردت بها دون سائر الحروف )ا.هـ
وقالت الأستاذة كوثر الخولي أيضا : فتفخيم اللام كتفخيم الحروف المستعلية المطبقة ـ وتفخيم الراء كتفخيم المستعلية المنفتحة غير أنه لا يصاحبها استعلاء إرادي في أقصي اللسان )ص426
والاستعلاء الإرادي تقصد به صفة الاستعلاء أي استعلاء أقصي اللسان ، وقولها " لا يصاحبها استعلاء" تنفي وجود صفة الاستعلاء عند النطق بالراء المفخمة ، وهذا كلام لا يعتد به ؛ لأن التفخيم لا يكون إلا بأحد اثنين إما بالاستعلاء أو بالاطباق وينشأ عنهما التفخيم القوي وهو الإطباق ، أو التفخيم الأقل وهو الاستعلاء ، أما يكون هناك تفخيم بلا استعلاء أو إطباق فلم أره لأحد من المتقدمين في حدود اطلاعي قال ابن الجزري وهو يتحدث عن الراء: وفيها انحراف إلى مخرج اللام وهي مجهورة بين الشدة والرخاوة منفتحة مستفلة متكررة ضارعت بتفخيمها الحروف المستعلية )ا.هـ
فابن الجزري ـ رحمه الله ـ عدّه من الحروف المستعلية في حالة التفخيم .
وقال د/ أحمد نصيف الجنابى ـ في كتابه " الدراسات اللغوية النحوية في مصر منذ نشأتها حتى نهاية القرن الرابع الهجري ـ ( الفرق بين الراء المرققة والمفخمة يشبه بين اللام المرققة والمغلظة أى : أن الراء المفخمة تعد من الناحية الصوتية أحد أصوات الإطباق ولكن الرسم العربي لم يرمز لها برمز خاص يتغير بتغير معنى الكلمة ولهذا يعدُّ كلا من النوعين رمزا صوتيا واحدا . ) أ هـ ص41

والخلاصة : أن الراء المفخمة تخرج من طرف اللسان ولكنه أدخل من الراء المرققة.
الراء في حالة التفخيم مستعلية وقال د/ جنابي : مطبقة . والتفخيم لايكون إلا بهما أو بأحدهما . والله أعلم وهو الموفق .
 
وعليكم السلام
كلامكم هذا يرده كلام ابن الحاجب الذي عزوتني إليه ، فراجعه على مهل .
ودمتم في حفظ الله وعنايته.
والسلام عليكم
 
وقالت الأستاذة كوثر الخولي في كتابها "سراج الباحثين " : أصالة التفخيم في الراء سببه ارتعاد طرف اللسان بها كما قال سيبويه : " إذا تكلمت بالراء خرجت كأنها مضاعفة ) وتفخيم الراء سببه انضغاط صوتها في الجزء الأمامي للتجويف الفموي ( بين طرف اللسان وغار الحنك ) في استعلاء أقصي اللسان بالإرادة كما في حروف استعلاء ولذلك لم تعتبر بإجماع من حروف الاستعلاء علي الرغم من أن أحوال تفخيمها أكثر من أحوال ترقيقها )ص425
حدث خلط في المسألة عند أ. كوثر فهي تقول ": أصالة التفخيم في الراء سببه ارتعاد طرف اللسان بها " وهذا كلام عجيب وغريب ؛ لأن ارتعاد اللسان أيضا يكون في حالة الترقيق عند قولنا (الرِّجال) يمكن أن يتكرر النطق بالراءات مع أن الراء مرقق ، وأصالة التفخيم والترقيق تأتي من جهة الصفات لا من جهة المخرج ؛ لأنه قد يتحد المخرج وتختلف الصفات فيكون الفرق قال الملا علي القاري : " ...فإن الجمهور من أرباب التدقيق جعلوا لحروف متعددة مخرجاً واحداً ، بناء على أن التمييز حاصل باعتبار اختلاف الصفات "أ.هـ المنح الفكرية ص76 .
واستدلالها بقول سيبويه " إذا تكلمت بالراء خرجت كأنها مضاعفة" علي أصالة التفخيم دلالة على أنها لم تفهم مقالة الإمام سيبويه فهو يقصد أن الراء إذا تكلمت بها خرجت وكأنها متكررة لراءات عدة فأصبحت كأنها مضاعفة ؛ لأن صفة التكرير صفة لازمة للراء ، وليس معني "مضاعفة التفخيم" كما فهته . قال ابن الجزري في التمهيد : قال سيبويه : ( والراء إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة وذلك لما فيها من التكرير الذي انفردت بها دون سائر الحروف )ا.هـ
عذرا منكم شيخي الفاضل ، فقط أردت توضيح مقصود الأستاذة كوثر الخولي من قولها : " أصالة التفخيم في الراء سببه ارتعاد طرف اللسان بها " ، فهذا ما وضحته في الصفحة ٢٢٤ حيث قالت : أما بالنسبة للراء : فأصالة التفخيم فيها تكمن في الارتعادة الواحدة التي لا يمكن إخراج الراء بدونها ، لأنه مع ارتعاد الطرف يصطدم الهواء الحامل للصوت بقوة بالجزء الأمامي من غار الحنك الاعلى ، وبسسب انخفاضه عن باقي غار الحنك مع ضيق الفتحة التي يمر منها الصوت ، ينضغط صوت الراء في مقدمة التجويف الفموي ، فيمتلئ الفم بصدى صوت الراء . انتهى .
فالمفهوم من كلامها أن انحصار الصوت وانضغاطه في الفرجة الطبيعية التي تحدث في مخرج الراء هو سبب تفخيمها ، وهذه الفرجة وانضغاط الصوت فيها هو سبب ارتعاد طرف اللسان ، وعلى هذا عللت سبب تفخيم صوتها وأصالة التفخيم في الراء بارتعادة الطرف ، أما تعليلها سيبويه فلا ﻻيفهم منه إلا ما أوضحته فضيلتكم ، لأنها لا تسمي الارتعادة تكرارا ، وربما فهمت المضاعفة بالتكرار فعلا ، ولكن عند الخطأ فتخرج الراء مكررة (اررررررر)
.

وقالت الأستاذة كوثر الخولي أيضا : فتفخيم اللام كتفخيم الحروف المستعلية المطبقة ـ وتفخيم الراء كتفخيم المستعلية المنفتحة غير أنه لا يصاحبها استعلاء إرادي في أقصي اللسان )ص426
والاستعلاء الإرادي تقصد به صفة الاستعلاء أي استعلاء أقصي اللسان ، وقولها " لا يصاحبها استعلاء" تنفي وجود صفة الاستعلاء عند النطق بالراء المفخمة ، وهذا كلام لا يعتد به ؛ لأن التفخيم لا يكون إلا بأحد اثنين إما بالاستعلاء أو بالاطباق وينشأ عنهما التفخيم القوي وهو الإطباق ، أو التفخيم الأقل وهو الاستعلاء ، أما يكون هناك تفخيم بلا استعلاء أو إطباق فلم أره لأحد من المتقدمين في حدود اطلاعي قال ابن الجزري وهو يتحدث عن الراء: وفيها انحراف إلى مخرج اللام وهي مجهورة بين الشدة والرخاوة منفتحة مستفلة متكررة ضارعت بتفخيمها الحروف المستعلية )ا.هـ
عذرا مرة أخرى ، فالأستاذة كوثر لا تنفي الاستعلاء المصاحب للنطق بالراء نفيا مطلقا ، وإنما تنفي الاستعلاء الإرادي بغرض التفخيم ، لأنه يجعل الراء تفخم تفخيما زائدا ، بقولها : ومن الملاحظ في الأداء العملي : أن الذي يستعلي بأقصى اللسان بالإرادة بقصد النطق بالراء المفخمة يخرجها بتفخيم زائد يجعل صوتها مطبقا مخلوطا بصوت الغين أو القاف مما يخل بفصاحتها . انتهى . (الفقرة قبل الأخيرة صـ ٤٢٥) .
وتثبت الاستعلاء اللا إرادي المصاحب للنطق بالحرف :
هذا بالإضافة إلى أن الراء يحدث معها استعلاء لا إرادي ، مثل ما يحدث مع الواو والكاف ، ولكن لأن الراء تخرج بارتعادة كان أغلب أحوالها التفخيم ، اما الواو والكاف فمرققتان على كل حال . انتهى . (أعلى الصفحة ٤٢٥ / باقي الفقرة المقتبسة أعلاه أولا) .
فهي تقول أن استعلاء أقصى اللسان مع الراء لا يكون إراديا كما مع حروف الاستعلاء الأخرى فأقول مثلا : خالدين بتفخيم الخاء بإرادتي حيث استعليت بإرادتي بأقصى اللسان ، أو أقولها بترقيق الخاء بإرادتي لأنني لم أستعل عند النطق بالخاء بأقصى اللسان بإرادتي ، وإنما هذا الاستعلاء اللا إرادي المصاحب للراء يصاحبها مفخمة ومرققة ، وقالت :
وأحوال ترقيق الراء منضبطة مع آلية الحركة ، فهي لا ترقق غالبا إلا مع الكسر أو الياء ، لأن آلية حركة الكسر تضعف من نبرة ارتعاد الطرف بالراء ، نظرا لتسفل الصوت معها ناحية قاع الفم . انتهى . (الفقرة الأخيرة صـ ٤٢٥) .
وإن كنت لا أتفق معها في هذا التعليل الأخير ، وأتفق معكم في أن : " الراء المفخمة تخرج من طرف اللسان ولكنه أدخل من الراء المرققة " ، وأضيف عليه أن تفخيم الراء يكون بزيادة تقعير طرف اللسان ، فيرجع إلى الخلف قليلا ، فيصطدم بغار الحنك أدخل قليلا ، فينضغط الصوت فعلا في هذه المنطقة مع انضغاطه عند منطقة أقصى اللسان ، بينما ترقيقها يكون بتقليل تقعير طرف اللسان ، فلا يحدث هذا الانضغاط في الصوت لا في الفرجة عند طرف اللسان لأن تقعيرها أقل ، ولا عند منطقة أقصى اللسان رغم ارتفاعها نسبيا ، كما هو واضح في صور كتاب التجويد المصور ، وإن كان التعليق أسفل صورة اللسان عند النطق بالراء المفخمة غريبا نوعا ما ، وهو :
التفخيم يصاحبه تقعر في وسط اللسان وتضييق الحلق بخلاف الترقيق . انتهى .
فجعل وصف التقعر لوسط اللسان ولم يصف به طرفه ، وإن كنت أرى أن تقعر وسط اللسان سببه انكماش اللسان للخلف بعد تقعر طرفه مصطدما بالجزء الأدخل من غار الحنك ، فالأولى والله أعلم ذكر وصف زيادة تقعر طرف اللسان وتراجعه أدخل الفم قليلا .

فابن الجزري ـ رحمه الله ـ عدّه من الحروف المستعلية في حالة التفخيم .
وقال د/ أحمد نصيف الجنابى ـ في كتابه " الدراسات اللغوية النحوية في مصر منذ نشأتها حتى نهاية القرن الرابع الهجري ـ ( الفرق بين الراء المرققة والمفخمة يشبه بين اللام المرققة والمغلظة أى : أن الراء المفخمة تعد من الناحية الصوتية أحد أصوات الإطباق ولكن الرسم العربي لم يرمز لها برمز خاص يتغير بتغير معنى الكلمة ولهذا يعدُّ كلا من النوعين رمزا صوتيا واحدا . ) أ هـ ص41

والخلاصة : أن الراء المفخمة تخرج من طرف اللسان ولكنه أدخل من الراء المرققة.
الراء في حالة التفخيم مستعلية وقال د/ جنابي : مطبقة . والتفخيم لايكون إلا بهما أو بأحدهما . والله أعلم وهو الموفق .
جزاكم الله خيرا .
 
السلام عليكم
الجواب أراه غير مرضي ولعل التبرير ليس في محله . وبعد الانتهاء من المبحث لعلي أعود لهذه النقطة إن شاء الله
والسلام عليكم
 
المسألة السابعة :
أصول الثنايا :
فقد سبق في كلام ابن الجزري بأن مخرج الطاء والدال والتاء من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا مصعداً إلى جهة الحنك .
وقالت الأستاذة كوثر الخولي:( فالمراد من عليا الثنايا ليس أصول الثنايا وإنما ما يليها " أي ما يلي لثة الثنايا العليا " ناحية غار الحنك الأعلي لكون أصول الثنايا " لا تصلح لأن تكون طرفا لمخرج محكم الإغلاق تماما أي شديد شدة تامة )صـ 429
فأصول الثنايا وهو الموضع الذي ينبت فيه الأسنان له عامل في إخراج الطاء وأختيها أما قولها (عليا الثنايا ليس أصول الثنايا وإنما ما يليها) خطأ محض فقول ابن الجزري (وأصول الثنايا العليا مصعداً إلى جهة الحنك) يدلّ علي أنه لم ينف أصول الثنايا ، ثم يكون وضع اللسان إلي أعلي مع التصاقه بأصول الثنايا وهو ما يقوله القدامي قاطبة ـ فيما أعلم ـ بل هناك نص يدلك علي هذا حيث قال الإمام أبو شامة : " يعني ومن طرف اللسان ومن الثنايا العليا يعني بينهما ثلاثة أحرف وهي الطاء والدال المهملتان والتاء المثناة من فوق وعبارة سيبويه مما بين طرف اللسان وأصول الثنايا زاد غيره مصعدا إلى الحنك ، وقال الشيخ أبو عمرو ( ابن الحاجب ) وقوله وأصول الثنايا ليس بحتم بل قد يكون ذلك من أصول الثنايا ويكون مما بعد أصولها قليلا مع سلامة الطبع من التكليف"ا.هـ
وقوله (ويكون مما بعد أصولها قليلا ) عبارة مشكلة فهل يقصد مما بعد أصولها لأعلي ـ أي جهة الحنك ـ أو يقصد وسط الثنايا نفسها ؛ لأنها بعد الأصول ، قال الإمام الجعبري :" وأطبق المصنفون علي أنهما من أصل الثنيتين العليين تابعين لقول سيبويه "مما طرف اللسان وأصول الثنايا " قال ابن الحاجب :" ليس أصول الثنايا ؛ لأنها قد تخرج من وسطهما )ص2586 ، وقوله "وسطهما" أي وسط الثنيتين وفيه دلالة علي أن طرف اللسان قد تلامس وسط الثنايا العليا وقد تصل لأصول الثنايا ، أما فوق أصول الثنايا فلم أر من نقل هذا كما في النصوص السابقة ، بل نقل الإمام القسطلاني في كتابه (اللائي السنية شرح المقدمة الجزرية ) عند شرح قول الناظم (وَالطَّـاءُ وَالـدَّالُ وَتَـا مِـنْـهُ ومن عليا الثنايا ) : ...وليس المراد طرفيهما ؛ لأنه قد يأتي في كلام الناظم فيبقى الكلام عاما في وسطها وأصلها ..ـ ثم ذكر قول الجعبري ـ قال ابن الحاجب :" ليس أصول الثنايا ؛ لأنها قد تخرج من وسطهما وهو الذي يظهر ؛ لأن الأصول تشارك اللثة )ص34
وذكر القسطلاني أن الكلام عام في وسطها وأصلها ، فالذي يريد إخراج اللسان من أعلى الأصول لابد من مبالغة في النطق والأصل خروج الحرف بدون كلفة لأن ذلك يوافق طبيعة الكلام ، ولا يثقل الحرف إلا عند من ارتبط لسانه بالعامية أو اختلط لسانه بلغة العجم ، أما من تحدث الفصحى في حياته فيسهل عليه هذه الأحرف بسلاسة ويسر .
والخلاصة : أن نطق الطاء والدال والتاء قد تخالط وسط الثنايا وأصولها وهذا الذي يظهر عند النطق خاصة إذا كانت هذه الأحرف في وسط الكلام أو في آخرها . والله أعلم وهو الموفق .
 
أردت استعراض بعض الأقوال دون نقاش المسألة بعينها ، إنما أبيّن فقط فساد هذا القول ، وقصور اطلاع صاحبه .. وأبدأ بسرد بعض الأقوال :
يقول أ. فرغلي عرباوي في تعليقه على هامش كتاب الكنز في شرح الشاطبية ما نصه ( جاء في بعض المصنفات الحديثة التي غلب عليها الراي أكثر من الاتباع ، القول بأن الغنة المفخمة المخفاة لها مراتب التفخيم الخمسة ، وهذا الكلام فيه نظر من وجهين :
أولا : لم يرد التصريح به في مصنفات التجويد والقراءات الأولي هذا من جهة .
ومن جهة أخرى : كي نجري مراتب التفخيم على الغنة لابد من عمل عمل أقصى مؤخرة اللسان لنحقق درجات التفخيم وهذا العمل للمؤخرة يتعارض مع قاعدة مشهورة عند علماء التجويد القدامي " لاعمل للسان مع صوت الغنة " ، ولكن الصواب أن الغنة تفخم على درجة واحدة )ص784
التعليق :
قوله(جاء في بعض المصنفات الحديثة التي غلب عليها الراي أكثر من الاتباع) وكلامه هذا يشعر القارئ بأنه علي الجادة وغيره أخذ بالرأي .
قال الشيخ المرصفي رحمه الله ( ويلاحظ أن التفخيم في الغنة كما ذكرنا خاضع لمراتب التفخيم السابقة بحسب حركة الحرف الواقع بعد الغنة)هداية القاري
هل العلامة المرصفي يغلب عليه الرأي ؟ أو أن أ. فرغلي عرباوي يجهل أن في المسألة خلافا ؟
وبالنظر لكلام أ. فرغلي نجده كثيرا ما يتهور في إطلاق العبارات الرنانة وكذا في إطلاق الأحكام يقول أ.فرغلي : (أولا : لم يرد التصريح به في مصنفات التجويد والقراءات الأولي هذا من جهة .)
بل نسي أ.فرغلي أن تفخيم الغنة من الأساس لا أثر له في كتب التجويد المختلفة إلى الآن ، فهو نُقِل إلينا بالتواتر العملي ، فإذا كانت علة منع مراتب التفخيم في الغنة عدم ورودها عن القدامى ـ كما يقول ـ فتفخيم الغنة لا أثر له في كتب القدامى ـ سواء كان التفخيم على مرتبة واحدة أو على تفاوت المراتب ـ..فلم لم يتبع أ.فرغلي عرباوي القدامى الذين لم يذكروا تفخيم الغنة أصلا ؟
قال الشيخ الرحيمي :" لا يوجد لتفخيم النون المخفي قبل الحروف المستعلية أثر ما في كتب المحققين كلا فكلا مثل نهاية القول المفيد ورعاية مكي والمنح الفكرية ونشر ابن الجزري والمقدمة الجزرية وإتحاف فضلاء البشر وجهد المقل وغير ذلك ، فالصواب أن النون حرف مستفل لا يجوز تفخيمه في كل حال ما . فقال الجزري :" فاعلم أن الحروف المستفلة كلها مرققة لا يجوز تفخيم شئ منها " النشر 1/ص 215
وما ذكره صاحب السلسبيل الشافي :
وفخم الغنة إن تلاها *** حروف الاستعلاء لا سواها
وصاحب لآلي البيان :
.... .... " وتتبع الألف*** ما قبلها والعكس في الغن ألف
فشذوذ وتفرد وحدوث ، وكل محدثة بدعة ، واتبعوا السواد الأعظم فإن الذئب يأخذ الشاذة والقاصية والناحية . ا.هـ مفردة ابن كثير ص 190
فهل يمكن للسيد فرغلي عرباوي أن يجيب عن سؤال الشيخ الرحيمي ـ رحمه الله ـ ويأتي بدليل من كلام القدامى يقول بتفخيم الغنة التي أنكرها الشيخ الرحيمي ـ رحمه الله ـ ؟
وقال في مبحث الإخفاء : والغنة تابعة لما بعدها من حيث التفخيم والترقيق أما من أجرى مراتب التفخيم الخمسة على الغنة الفخيمة فهو من عمل المحدثين ولا دليل أو نص عليه من علماء التجويد المتقدمين القدامى , بل هم أطلقوا العبارة , ونحن كذلك نطلق العبارة مثلهم .)ا.هـ
وأرى أن أ. فرغلي ورّط نفسه في هذه المسألة مطالبا مخالفيه بكلام القدامى ، وأيضا مخالفيه يطالبونه بنص تفخيم الغنة ابتداء ثم يكون النقاش : هل فيه مراتب التفخيم أو لا ؟
فلا بد من فهم جيد لقواعد هذا العلم ، وليعلم هؤلاء ومن نحا نحوهم أن للمشافهة دروا أساسيا في هذا العلم ، وليس كل شئ يطلب فيه نص صريح ، والمعترض علي كلامي هذا عليه بدليل تفخيم الغنة . والله أعلم
وقوله : ( ومن جهة أخرى : كي نجري مراتب التفخيم على الغنة لابد من عمل أقصى مؤخرة اللسان.....)
وهذا الكلام ظلمات بعضها فوق بعض ، إذ صفة الغنة مع الأحرف تختلف عن بقية الصفات فهي لها مخرج مستقل فيمكن تفخيمها في مخرجها المستقل ـ الخيشوم ـ بعيدا عن عمل اللسان ، وقد نص الأئمة قديما من أمثال سيبويه والداني ومكي والسخاوي وغيرهم كثير أن مخرج النون المخفاة من الخيشوم لا غير ولا عمل للسان ، فما دخل أقصى اللسان في المسألة ، هذا مع فقد النص القائل بتفخيم الغنة . والله أعلم
أليس فيما يقوله فضيلته اضطراب منهجي واضح ؟ وهذا حال من أراد أن يأخذ العلم من آخره دون المرور بمقدماته وفهم قواعده أولا . نسأل الله الستر وأن يجعل عملنا خالصا لوجه .

قول ثاني :​
يقول أ.فرغلي عرباوي : لم يقسم الجعبري الإخفاء على الطريقة الحديثة المتداولة في كتب التجويد ، وهي أن أعلاها محض عند الطاء والدال والتاء ، وأدناها عن القاف والكاف ، وعند الباقي وسط . وهذا التقسيم اجتهادي محض لا دليل عليه من كلام الأئمة القدامى ، أمثال الحافظ الداني والشاطبي والسخاوي وابن الجزري ، وفيه أمر الناس بكيفية تعبدية في تلاوة القرآن لا دليل عليه ، ومعلوم أن باب الاجتهاد منقطع مع قراءة القرآن ، ومن عنده غير ذلك فعليه بالدليل غير مأمور )الكنز ص784
التعليق :
قوله (وهذا التقسيم اجتهادي) لست أدري من يقصد فضيلته ؟ هل يقصد القدامى أو المحدثين ؟
وقوله (ومن عنده غير ذلك فعليه بالدليل غير مأمور)
الدليل موجود عند من ذكرهم أ.فرغلي (أمثال الحافظ الداني والشاطبي والسخاوي وابن الجزري ) ولكن يبدو أنه قرأ كلام هؤلاء الأئمة على عجل فلم يلتف إليه جيدا كعادته :
قال الإمام المنتوري في الدرر اللوامع ما نصه:
(قال الداني : في إرشاد المتمسكين :" وإخفاء الحروف عند هذه الأحرف مختلف على قدر قربها منها وبعدها في المخرج ، فما كان أقرب عنده كان عنده أخفى ، وما كان أبعد كان عنده أبين " وقال في جامع البيان والتمهيد وإيجاز البيان والتلخيص والمفصح والتحديد نحوه .
قال شيخنا الأستاذ أبو عبد الله القيجاطي رضي الله عنه :" ما ذكره الداني من أن إخفاء النون والتنوين عند هذه الأحرف مختلف على قدر القرب والبعد ليس بشئ ، لا فرق بين الإخفاء في جميع الأحوال من القرب والبعد )ج2ص442
ونلحظ من نقل العلامة المنتوري أن الداني ذكر مراتب الإخفاء في كثير من كتبه التي ذكرها لنا المنتوري رحمه الله ، ومن ذلك كتاب "التحديد " الذي قام أ. فرغلي بتحقيقه ( ولا تعليق أكثر في هذه الجزئية )
وما تعقب به الإمام القيجاطي فيه دلالة على الخلف في المسألة ، والرأيان موجودان والقول بمراتب الإخفاء أكثر ، فهو لم يبرّر بمقصد للداني ؛ بل نقضه مباشرة دلالة على تغاير حقيقي .
والشاطبي إنما استقى كلامه من علم الداني ولعله يوافقه في ذلك حيث لا أعلم نصا ورد عن الشاطبي .
أما السخاوي : ( قال السخاوي : " .... الإخفاء حالة بين الإدغام والإظهار ويكون تارة إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب على حسب بعد الحرف من النون والتنوين وقربه منه .... ثم عد السخاوي مراتب الإخفاء خمس مراتب :
المرتبة الأولي : الإدغام اقرب ( الطاء – الزاي – الصاد – السين – التاء – الدال )
المرتبة الثانية : أظهر من ذلك قليلا ( الظاء – الثاء )
المرتبة الثالثة : أظهر من ذلك قليلا ( الضاد – الذال )
المرتبة الرابع : أظهر من ذلك قليلا ( الجيم – الشين )
المرتبة الخامسة : أظهر من جميع ذلك ( القاف – الكاف – الفاء )
ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض .أ . هــ فتح الوصيد للسخاوى
والإمام السخاوي الذي يستدل به أ.فرغلي يحكي لنا مراتب الإخفاء وهو تلميذ الشاطبي رحمهما الله .
وآخر من استدل بهم هو العلامة ابن الجزري ، يقول ابن الجزري في التمهيد (واعلم أن إخفاؤهما على قدر قرب الحروف وبعدها فما قرب منهما كان أخفى عندهما مما بعد عنهما..)
وهذا هو الإمام ابن الجزري يذكر مراتب الإخفاء وأ.فرغلي له أوهام كثيرة فجميع من ذكر عنهم أنهم لا يأخذون بمراتب الإخفاء ذكروا مراتب الإخفاء وهذا شئ مؤسف .
، قال السمنودي في منظومته لآلئ البيان :

.................................................... أَخْفِيَنْهُمَا
وَقَارَبَ الإظْهَارَ عِنْدَ أَوَّلَيْ """ (كَمْ قَرَّ) وَالإدْغَامَ (دَوْمًا تِلْوُ طَيْ)
وَوَسَطٌ (صِدْقٌ سَمَا زَاهٍ ثَنَا """ ظَلَّ جَلِيلا ضِفْ شَرِيفًا ذَا فِنَا)
قوله (وهذا التقسيم اجتهادي) هل يقصد الداني ومن معه أو يقصد من ؟
الخلاصة : أن من كان هذا حاله فعليه أن يغلق بابه على نفسه ، ولا يتكلم عن أحد ، وعليه أن يعود إلى مجالس حذاق القراء ويتعلم من جديد ، وليس في هذا عيب ، بل العيب أن يزيد الإنسان في أوهامه ، ويعتقد في نفسه القدرة في الرد على الجهابذة الأعلام وهو لا يعرف ما في الكتب التي قام بتحقيقها .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ).

أول من قال :
يقول أ. فرغلي معلقا في هامش كتاب (الحواشي المفهمة لابن الناظم ) : ( كان المتقدمون من علماء العربية والتجويد يستخدمون مصطلح المتماثلين والمتقاربين ، ولم يرد عنهم مصطلح المتجانسين ....وكان أحمد ابن ابي عمر الإندرابي (ت500) أقدم من استخدم هذا المصطلح فيما بين أيدينا من مصادر )ثم عزا القول إلى كتاب (المدخل إلي علم أصوات العربية "ص220" ) .
الجواب :
لست أدري هل قوله (ولم يرد عنهم مصطلح المتجانسين) من أ.فرغلي أو من صاحب كتاب المدخل وعلي كلٍ فهذا الكلام غير صحيح فقد كان القدامى يفرقون بين المتقاربين والمتجانسين وإن لم يستخدما هذا المصطلح باسمه حيث قال ابن مهران الأصبهاني(ت381) في كتاب( المبسوط في القراءات العشر ) : كان أبو عمرو رحمه الله يدغم كل حرفين يلتقيان من جنس واحد أو مخرج واحد أو قريبي المخرج ...)ا.هـ ص44
فقوله (من جنس واحد ) يعني به المتماثلين ، وقوله( أو مخرج واحد ) المتجانسين ، وقوله ( أو قريبي المخرج) المتقاربين .
وذكر البغدادي المالكي (ت 438) صاحب كتاب (الروضة في القراءات الإحدى عشرة ) وذكر ما سبق عن أبي عمرو إلا أنه قال (... وكانا متماثلين أو متقاربين أو مخرجهما واحدا ..)1/314
وعليه فالتفرقة حاصلة بين هذه المتقارب والمتجانس ولم يقتصر الأمر على المتماثلين والمتقاربين .والله أعلم
أول من قال :
قال أ. فرغلي عرباوي : ( أول من قال بحرفية الغنة مكي القيسي (ت437هـ) فقد قال في رعايته : ( الغنة حرف مجهور شديد لا عمل للسان فيها ..)ص140
وذكر د /حميتو : هوأيضا ظاهركلامه كما في "التنبيه" "حيث قال:
"فأما النون في نفسها والتنوين إذا أدغمتهما فيما بعدهما فإنهما يصيران من مخرج الحرف الذي أدغما فيه لأنهما ينقلبان حرفا مثله، فأما إذا أظهرتهما فإن مخرجهما في حال الإظهار خاصة من مخرج النون المتحركة ،وذلك من طرف اللسان بينه وبين فوق الثنايا العليا ومخرج النون الساكنة والتنوين في حال الإخفاء من الخياشيم لاغير "212
أقول : قال سيبويه : وليس حرف من الحروف التي تكون النون معها من الخياشيم يدغم في النون لأن النون لم تدغم فيهن حتى يكون صوتها من الفم وتقلب حرفاً بمنزلة الذي بعدها وإنما هي معهن حرفٌ بائنٌ مخرجه من الخياشيم فلا يدغمن فيها كما لا تدغم هي فيهن وفعل ذلك بها معهن لبعدهن منها وقلة شبههن بها فلم يحتمل لهن أن تصير من مخارجهن.)ا.هـ
فسيبويه رحمه الله يجعل الغنة حرفا حيث قال (وإنما هي معهن حرفٌ بائنٌ مخرجه من الخياشيم) وهذا ما ردده العلامة مكي القيسي فليس هو أول من قال بذلك ، وليس تعقب العلامة الجعبري على مكي فيه دلالة على أسبقية العلامة مكي القيسي بهذا القول . والله أعلم


أول من قال :

اللام أوسع الحروف مخرجًا :
يقول ا. فرغلي عرباوي في هامش " الحواشي المفهمة ": ينتشر بين كتب التجويد الحديثة القول بأن اللام أوسع المخارج على الإطلاق ، وبالاستقراء لمصنفات التجويد القديمة مخطوطها ومطبوعها ، لا نجد أدنى إشارة عند هؤلاء الأفذاذ من القول بأن اللام أوسع المخارج بل الرواية الواردة عنهم تقول بأن أوسع المخارج حروف المد ...(ثم ساق فضيلته بأن أحرف المد أوسع الحروف مخرجا من أقوال العلماء..ثم قال : ...ولم يرد في ثنايا كلام هؤلاء العلماء المعوّل على علمهم أن اللام أوسع المخارج على الإطلاق كما نجده منتشرا بين مصنفات التجويد الحديثة التي أوجزت العبارة وغلب عليها الرأي والقياس أكثر من الرواية والاتباع )ص134/135
فلا يوجد من القراء من يقول باتساع مخرج اللام مطلقا ، إنما لما كان مخارج الحروف تقسم لمخارج مقدرة ومحققة حكموا بأن المخارج المقدرة أوسع الحروف مخرجا من المخارج المحققة ، ولما كانت المقارنة بين أحرف المد من جهة الاتساع كان للألف النصيب الأكبر ثم الياء ثم الواو ، ولما حكموا بالنسبة للمخارج المحققة حكموا الأكثر بأن اللام أوسع الحروف مخرجا من بين الحروف المحققة .
وهذا الكلام لا خلاف فيه ولا تضارب ، فالألف أوسع حروف المد مخرجًا وهي من الحروف الهوائية التي يمتد صوتها في الفم والحلق ، قال سيبويه : (هذا باب الوقف في الواو والياء والألف ) وهذه الحروف غير مهموسات وهي حروف لينٍ ومد ومخارجها متسعة لهواء الصوت وليس شيء من الحروف أوسع مخارج منها ولا أمد للصوت ....) فهو هنا يصف أحرف المد ومدى اتساع مخرجها ، وقال أيضا (ومنها الهاوي وهو حرفٌ اتسع لهواء الصوت مخرجه أشد من اتساع مخرج الياء والواو لأنك قد تضم شفتيك في الواو وترفع في الياء لسانك قبل الحنك وهي الألف وهذه الثلاثة أخفى الحروف لاتساع مخرجها وأخفاهن وأوسعهن مخرجاً الألف ثم الياء ثم الواو ).
وهو هنا يقارن بين حروف المد فوصف أن أوسعهن مخرجا الألف لأنه لا يعتمد على شئ ، أما غير أحرف المد فأوسعهن اللام ، قال الإمام محمد نمر النابلسي (كان حيا سنة 1325هـ) في كتابه (إتحاف العباد في معرفة النطق بالضاد ) حيث قال عن اللام : ...يخرج منه اللام ورأس اللسان داخل في مخرجه وليس في الحروف أوسع مخرجًا منه ..)ص64
ونقل العلامة المنصوري في رد الإلحاد عن الجابردي (ت 746هـ ) عبارة اللام أوسع الحروف مخرجا ، وبالرجوع إلي شرح الشافية للجابردي وجدته يقول بعد ذكره لمخرج اللام : ( ...وذلك لأن ابتداء اللام .... وليس في الحروف أوسع مخرجا منه)1/336 وأقره علي ذلك ابن جماعة (ت819) في حاشيته علي شرح الجابردي . والله أعلم

وقوله : (وبالاستقراء لمصنفات التجويد القديمة مخطوطها ومطبوعها) مبالغ فيه لحدّ كبير فهو ادّعاء أكثر منه حقيقة كما هو الحال في كثير من أقواله .
وقوله : (وغلب عليها الرأي والقياس أكثر من الرواية والاتباع ) .
سبحان الله .. هل من قال بهذا القول يكون قد ترك الرواية ، إن قلت : إن الشين أوسع الحروف مخرجا ..هل خالفتُ الرواية ؟ هذه مصطلحات والقدامى أنفسهم قالوا (لا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق ) فهو من جهله لم يفرق بين الرواية والاصطلاح ، وإلا لهدم العلم كله لو فعل الناس مثل فعله ، فحقيقة اللام واحدة ، أما الخلاف في وصفها لا تخرج أحدا من الرواية ..نعوذ بالله من الزيغ والضلال .

القلقلة :​
إلا أن أ. فرغلي العرباوي في بحثه ( أصوات حروف القلقلة بين القدامى والمحدثين ) تغافل عن هذه العبارة ومرّ عليها مرور الكرام ، وهذا من قلة الأمانة العلمية ، ويدلك على عدم الأمانة في النقل ما فعله في نصّ الإمام المرادي كما بينه أخونا الشيخ سامح سالم عبد الحميد حين قال : قال أ. فرغلي العرباوي :( قول حسن بن قاسم المرادي المراكشي المغربي ( ت 871 ) في المفيد ، والمفيد كتاب شرح لمنظومة نونية السخاوي في التجويد قال المرادي ص 65 ، 66 : ( والقلقلة قال الخليل : شدة الصوت وحروف القلقلة عند سيبويه والمحققين خمسة يجمعها ( قطب جد ) سُمِّيَتْ بذلك لشدة ضغط الصوت عند الوقف ؛ لأن هذه الأحرف مجهورة شديدة فالجهر يمنع النفس أن يجري معها والشدّة تمنع الصوت أن يجري بها فاحتاجت إلى التعمل في بيانها). لم يصرح بتبعيض الحركة مع سواكن القلقلة أو قال : إنها ناحية الفتح مطلقًا أو ناحية حركة ما قبلها ) أ.هـ .
قال الشيخ سامح سالم بعد هذه العبارة : وللأسف الشديد لم يكتب أ. فرغلي الجملة التي تكمل كلام المرادي فجعلها نقطًا هكذا .... . والجملة هي : ( يحصل فيها للمتكلم ما يحصل من ضغط الصوت حتى تكاد تقرب من الحركة ) أ.هـ (صفات الحروف بين القدامى والمحدثين ـ مخطوط ـ) ص18
أقول : ومما تقدم يظهر لك أن هناك من يكتبون لأجل الكتابة وفقط ، ولا يسعون خلف الحقيقة ، وهذا ليس رجمًا بالغيب ولكن هذه الأفعال مثل طمس العبارات التي تخالف مذهبه يشكك في ديانة صاحبه ونيته ، وإلا ما الذي دفعه لعدم إكمال العبارة ؟ والعجيب أنه يضع هذه العبارة (لم يصرح بتبعيض الحركة مع سواكن القلقلة أو قال : إنها ناحية الفتح مطلقًا أو ناحية حركة ما قبلها ) بعد نقله لكلام الأئمة حتى ممن نقل عنهم مثل أبي شامة وابن الحاجب متجاهلاً عبارة (ما لم يخرج إلى شبه التحريك ) مما يطعن في نقولات الباحث كما يشكك في مصداقيته "ولا خير فيمن بتر النصوص".

قال د/ الغوثاني : (والصواب : أن القلقلة اهتزازُ حَرْفِ القلقلة في مخرجه ساكناً بحيث يسمع له نبرةٌ مُمّيَّزةٌ , ولا ينبغي للقارىء أن يَنْحُوَ بها إلى الفتح ولا إلى الكسر , ولا إلى غير ذلك بل يخرجها سهلةً , رقيقةً في المرقق , مثل : ( قَبْلِكُمْ ) , ومفخمةَ في المفخَّم , مثل ( يَطْبَعُ ).)

قال العلامة : شهاب الدين الخفاجي ( ت 1069) : (القلقلة أو سماها بالمصدر توسعا ، ومثله سهل ويقال لها حروف القلقلة ، واللقلقة وكلاهما بمعنى الحركة ، وإليه أشار المصنف بقوله تضطرب لأنه افتعال من الضرب معناه ما ذكر قال في المصباح : يقال رميته ، فما اضطرب أي ما تحرّك ، ومنه اضطراب الأمور بمعنى اختلافها لما يلزمها من ذلك ، وإنما سميت بها لأنّ صوتها لا يكاد يتبين به سكونها ما لم يخرج إلى شبه المتحرّك لشدة أمرها ، وإنما حصل لها ذلك لكونها شديدة مجهورة ، فالجهر يمنع النفس أن يجري معها والشدة تمنع الصوت من جريه معها فاحتاح بيانها إلى تكلف ، وحصل ما حصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة حتى تخرج إلى شبه تحريكها لقصد بيانها ، ومنهم من عللها بأنها حين سكونها تتقلقل عند خروجها حتى يسمع لها صوت ونبرة ، وفيه تجوّز لأنه أراد بتقلقلها مشابهتها للمتقلقل لا تحرّكها حقيقة ، وإلا لزم اجتماع السكون ، والتحرّك في حالة واحدة ، ومن علل بأنها إذا وقف عليها تقلقل اللسان بها عند خروجها فقد سها لأنّ الباء منها ، وهي شفوية لا يتحرّك اللسان بها )ا.هـ1/163 حَاشِيةُ الشِّهَابِ عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوِي ..( الْمُسَمَّاة ) عِنَايةُ القَاضِى وكِفَايةُ الرَّاضِى .. عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوي..المؤلف : أحمد بن محمد بن عمر شهاب الدين الخفاجي المصري الحنفي .
فكلام العلامة شهاب الدين قطع كل قول فهو يقول (ومنهم من عللها بأنها حين سكونها تتقلقل عند خروجها حتى يسمع لها صوت ونبرة) وهذا الكلام عين ما علل به د/ الغوثاني ومتابعيه حيث ذكر (: أن القلقلة اهتزازُ حَرْفِ القلقلة في مخرجه ساكناً بحيث يسمع له نبرةٌ مُمّيَّزةٌ) فيجيبه العلامة شهاب الدين بقوله (وفيه تجوّز لأنه أراد بتقلقلها مشابهتها للمتقلقل لا تحرّكها حقيقة ) فهي مشابهة للمتحرك وليست متحركا حركة كاملة كما يزعمون ثم واصل العلامة شهاب الدين جوابه بقوله (وإلا لزم اجتماع السكون ، والتحرّك في حالة واحدة)

وقال د/ الغوثاني :(الملاحظة الخامسة : هناك نقطةٌ دَقِيقةٌ قد لا ينتَبِهُ لها البعض , وهي أنَّ القلقلة فيها تَبَاعُدٌ لعضوَيِ النطْق دون تَبَاعُدِ الفكّيْن , فإذا باعدّنا بين الفكّينِ خرجْنا من القلقلةِ إلى الحركة , وهذا محذورٌ ينبغي الانتباه له. وبإمكانك أن تتدرَّبَ بنفسك على القلقلةِ الصَّحيحة : بأن تُمْسِكَ فكيْكَ بيدك , ثم تنطِقَ بحروف القلقلة , كل حرفٍ بمفرده , فإذا رأيت الفكّين تباعدا فهو خطأ , والصحيح أنهما يكونان ثابتين , والصوتُ إنما يحدث من تباعُدِ عُضْوَيِ النطق عن بعضهما. والله أعلم. )
قوله (..أنَّ القلقلة فيها تَبَاعُدٌ لعضوَيِ النطْق دون تَبَاعُدِ الفكّيْن) أقول لفضيلته : إذا وقفت علي كلمة : (تبّ) هل يتباعد الفكان أو لا ؟ فهو واضح في تباعد الفكين أيضا وليس مجرد تباعد جزئي المخرج ، ويقول الإمام سيبويه رحمه الله : (وهي حروف القلقلة ـ وستبين أيضاً في الإدغام إن شاء الله ـ وذلك القاف والجيم والطاء والدال والباء والدليل على ذلك أنك تقول الحذق فلا تستطيع أن تقف إلا مع الصويت لشدة ضغط الحرف وبعض العرب أشد صوتاً كأنهم الذين يرومون الحركة )
وقوله (وبعض العرب أشد صوتاً كأنهم الذين يرومون الحركة) أي وبعض العرب كأنهم يوصلون القلقلة التي هي شبيهة بالحركة إلى درجة الروم . وهذا كلام واضح لا يحتاج لبيان . والله أعلم
 
وأرى أن أ. فرغلي ورّط نفسه في هذه المسألة مطالبا مخالفيه بكلام القدامى ، وأيضا مخالفوه يطالبونه بنص تفخيم الغنة ابتداء، ثم يكون النقاش: هل فيه مراتب التفخيم أو لا ؟
كلام في غاية الاستقامة والمنطقية !
 
جزى الله شيخنا عبد الحكيم خير الجزاء ، وأجزل له الثواب في تعقبه هذه السقطات من الأستاذ فرغلي عرباوي ، ولا أعلم كيف يدعي هذه الإدعاءات من دون تحرير ، وبحث مستفيض في المسألة ، خاصة إذا كانت مستفيضة في كتب المتقدمين ، كمسألة مراتب الإخفاء ،التي ذكرها الداني ، وعبد الوهاب القرطبي ، وغيرهما .
ولقد نقل نص أبي عمرو الداني في مراتب الإخفاء جل من صنف في هذا الفن ، من القدماء كابن الجزري في نشره ،وطاش كبرى زاده في شرحه على الجزرية ، والملا علي القاري في المنح ، وغيرهم ، أو من المعاصرين كالدكتور غانم قدوري حفظه الله ، وأتعجب أشد العجب من هذا الزعم والادعاء مع كونه هو من حقق بعض هذه الكتب !!! .
وأنت تعلم يا شيخي العزيز عبد الحكيم أني أختلف معك في درجات تفخيم الغنة ، أقصد على مستوى الحرف الواحد ، فتفخيم الغنة عند الطاء أقوى منه عند القاف ، ولكن ( أرى ) ألا يوجد فرق في درجات الغنة في الحرف الواحد ، فتفخيم الغنة عند ( أنصار ) هو عند ( لمن صبر ) .
وإن كان تفخيم الغنة لم يأت في كتب المتقدمين فإن حجتنا في ما ذكرنا التلقي ، فإن قلتَ : التلقي يؤيد وجود فرق في درجة الغنة على مستوى الحرف الواحد ، قلتُ لك : بل التلقي يؤيد عدم وجود فرق .
إذن نتحاكم إلى المسألة نظريا ، ونبتعد عن التحاكم بالأشخاص ، فأقول لك سيدي : إذا كان المخرج ينغلق عند ( من قبل ) وينغلق أيضا عند ( ينقضون ) ، ويخرج صوت الغنة في كلا الحالين من الخيشوم ، فمن أين أتى الفرق ؟!
في المثال الأول انغلق المخرج وخرج الصوت من الخيشوم ، وفي الثاني انغلق أيضا وخرج الصوت من الخيشوم ، فكيف يتميز أحدهما على الآخر بتفخيم زائد؟!!
وأنا أقول لك أن الأمر ليس مستحيلا ، أي من الممكن أن يتأتى فرق في الصوت ، ولكن بخروج عند الطبع المستقيم ، ولا يخفى عليكم أن الأحكام وضعت حسب استقامة الطبع ، كما ذكر أبو عمرو الداني ، ونقله عنه أبو شامة والمرعشي .
ما كنت أحب أن أشغلك معي بنقاش ، لما علمت الحال ، ولكن لزاما علي أن أبين ما أراه ، دمت في حفظ الله .
تقبل محبتي وتقديري لعظيم جهودكم ، والسلام عليكم .
 
السلام عليكم
الأخ أحمد نجاح
بالنسبة لتفخيم الغنة إذا كنت لا تملك دليلا على قضية الغنة ، وثبت لديك أن الغنة جاءت بالتواتر العملي ، ومشايخنا أخذنا عنهم بالتغاير بين (تنقمون ) وبين (ينقلبون) والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف سمعته بأذني وهو يطلب من قارئ ترقيق غنة (تنقمون) لأجل كسر القاف .
وكذا الشيخ عبد الله الجوهري طلب مني ترقيق الغنة قليلا عند قوله (وإن خفتم ) لأبي جعفر لأجل كسر الخاء .
وما دمت لا تملك دليلا فاقرأ بما قرأت على شيخك ولا داعي لإنكار أمر لا تملك عليه دليلا .

جزى الله شيخنا عبد الحكيم خير الجزاء ، وأجزل له الثواب في تعقبه هذه السقطات من الأستاذ فرغلي عرباوي .

أنا لا أتصيد لأحد السقطات ، ولكن المخالفة من أجل المخالفة فقط هو الذي يثير حفيظتي وسأعرض لك بعض الأقوال التي تتعجب من قائليها كيف لهم أن يتأولوا النصوص بهذه الطريقة مع العلم أني لا أناقش أصل القضية بل أناقش هذه الأقوال وفقط .
قال الشيخ أيمن سويد – كما نقل عنه أخونا عبد الله المهيب على موقع ملتقى أهل القرآن ونقل غيره كذلك – : أنه سأل الشيخ الزيات عن الفرجة في إخفاء الميم قال الزيات بالعامية .
" إحنا ماقرأناش كده لكن هيه كده " ونقل ما يشبه هذا الكلام عن السمنودى .
وقد علق الشيخ أيمن على هذه المقولة " بأنهما ذهبا لرأى الشيخ عامر بناء على قوة شبهة هذه المسألة ، وهو أن يقال " إذا أطبق الشفتين فأين الإخفاء؟.

ورد الشيخ أيمن على هذه الشبهة فقال "... أن الأصل أن يقرع اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول " ترميهم بحجارة " نطبق الشفتين على الميم ونفتحهما على الباء – فهذا العمل يشبه الإدغام – فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا ، لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة ، فلو نطقنا باء مشددة لكان إدغامان ولو قلنا " ترميهم بحجارة " بإظهار الميم – فهذا يسمى إظهارا – فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي : نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء ، وتعريف الإخفاء منطبق عليه .... " أ.هـ

هذا ما نقل عنه ، ويا ليته أحال المسألة إلى المشافهة لكان أوجه. وما قاله الشيخ في طريقة الإخفاء حيث قال " نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء " فهذا كلام ينقض أوله آخره وآخره أوله .

كيف يا شيخ تطبق الشفتين على الميم وتفتحها على باء ؟ ! ، فإنك إن فتحت على باء فقد انتهت غنة الميم وذهبت إلى الحرف الذي بعده أى – الباء – فقد ذهب محل النزاع لأن محل النزاع إنما هو على غنة الميم وإن فتحت الشفتين على باء فإن الباء لا تنطق بفتح الشفتين بل بإطباقهما والفتحة – أي فتح الشفتين – التى تعقب الباء إنما هى حركة الباء – فتحة أو ضمة أو كسرة – فعند قولنا (ب) نجد أن الصوت اعتمد على مخرج الباء وهو مخرج محقق حيث التقى طرفي المخرج – باطن الشفة العليا بباطن الشفة السفلي – ثم تباعد الطرفان لأجل الحركة التى تكون على الباء – فكيف لك النطق بميم أو باء ساكنتين مع فتح الشفتين ؟! ثم تقول إن هذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء !!! فالشيخ حفظه الله أراد أن يأتي بمعنى الإخفاء فقال كلاما عجيبا !!
فهل وجدت وهما أكثر من ذلك ؟؟ والمعترض يمكن أن يفسر لي مراده .


يقول الدكتور يحيى عبدالرَّزَّاق الغوثاني ( صاحب كتاب علم التجويد أحكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية ) بعد أن ذكر بعضا من شيوخ الشام الذين ذكروا أنهم قرؤوا بالإطباق حيث قال (....وكلهم سألتهم فأجابوني بأنهم قرؤوا بالإطباق. وتأمل هذا النص حول الميم عند الباء من قارىء كبير هو أبو جعفر ابن الباذش ( ت 540هـ ) حيث قال : وقال لي أبوالحسن ابن شريح فيه بالإظهار , ولفظ لي به , فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقاً واحداً. )ا.هـ
في حقيقة الأمر فإني أعجب كل العجب كيف وقع د/ الغوثاني في هذه المسألة بهذه الطريقة ، فقد سبق مرارا أن ابن الباذش وكذا الداني نقل عين هذه العبارة حيث قال الإمام المرادي في شرحه لنونية السخاوي : ( وقال أبو عمرو الداني قال لي أبو الحسن بن شريح فيه بالإظهار ، ولفظ لي به فأطبق شفتيه علي الحرفين إطباقا واحدا ... ) فهو يتكلم عن الإظهار المحض لكن د/ الغوثاني يريد أن يثبت الإطباق بأي شكل وقوله (وتأمل هذا النص حول الميم..) فعد إليها وتأملها ستجدها بخلاف ما تستدل به وهذا هو الإنصاف .
ود/ الغوثاني أوردت له قول الجعبري (ولاطباق اتقي ) فأجاب أنه رأى الشيخ عامر في الرؤيا وأخبره بأن الذي يقرأ بالفرجة مخطئ أو نحوا من ذلك ( لا تعليق ...........)

قال أ. فرغلي العرباوي في بحثه "صوت الإقلاب والإخفاء الشفوي بإطباق الشفتين "ص11
قال أبو عمرو الداني في كتابه التحديد :" وإذا التقى الميم بالفاء أنعم ببيانه للغنة التي فيه ( أي أصل الغنة المظهرة ) ... روى عن الكسائي وذلك غير صحيح ولا جائز ... فإن التقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنهما : فقال بعضهم : هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما وهذا مذهب بن مجاهد ، وإلى هذا ذهب شيخنا على بن بشر ... قال أبو الحسن ابن المنادى : أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء ... وقال أحمد بن يعقوب التائب : أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيت باء في جميع القرآن ، قال : وكذلك الميم عند الفاء وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا ... وبالأول أقول ... " ا.هـ
انظر لقوله (قال أبو الحسن ابن المنادى : أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء ... ) جعل بعد الفاء نقطا هكذا (...) هل تعلم لماذا ؟ لأن النص هكذا (عند الواو والفاء والباء ) لأن الداني يتحدث عن القائلين بالإظهار وأ.فرغلي لا يريد لأحد أن يرى حرف " الباء " حتى لا يحتجوا عليه بذلك فوضع نقطا حتى يبعث في نفس القارئ بصدق قوله ..فهل هذا ظاهر رجل يطلب الحق ؟ .
بل لم يكتف بذلك وانظر إلى هذا الاستخفاف بعقول الناس حيث يقول في البحث السابق (الحافظ أبو عمرو البصري أحد القراء السَّبع قال بالإطباق)
في كتاب الإدغام الكبير لأبي عمرو البصري لم يصرح رحمه الله بترك فرجة عند ملاقاة الميم للباء وكل الآخذين عنه لم يصرحوا بهذه الفرجة فعُلم إبقاء الميم على أصلها . وهذا الكتاب عبارة عن مخطوطة طبع وحقق مرتين الأولى بتحقيق الشيخ : أنس بن محمد حسن مُهرة طبعة دار الكتب العلمية بيروت وهذه الطبعة متوسعة وفيها كلام ابن الجزري والمرة الثانية طبع بتحقيق : د عبد الكريم محمد حسين من منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق – الكويت وهذه الطبعة موجزة ومختصرة لبحث الإدغام الكبير .
وقال في الهامش (أصل هذا الكتاب مطبوع مع كتاب " شرح قواعد البقري في أصول القراء السبعة واسم مصنفه الشيخ القارئ سلطان بن ناصر الجبوري ( ت 1138 هـ ) طبعة دار الكتب العلمية بيروت . ويلي هذا الكتاب من النصف الثاني من كتاب الإدغام الكبير لأبي عمرو البصري ونص الإطباق ص 27 .)
سبحان الله ..نص في الإطباق عن إمام كبير مثل أبي عمرو البصري لا ينقله ويحيلك إلى رقم الصفحة وهو نقل عشرات النصوص في المسألة ؟
ما هذا الاستخفاف بعقولنا ؟ وما هذا التدليس ؟ (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ) ونحن نطالبه بهذا النص وأني له .

بل لم يكتف بمواصلة التدليس على الناس فإذا به يقول (نصوص العلماء في إطباق الميم المخفاة مع الباء التصريح بها هو الأكثر أو الإشارة بقولهم ميما خاصة ولا يوجد أدنى تنويه بترك الفرجة ومن ذلك ما جاء عن الإمام طاهر بن غلبون بن عبد المنعم ثقة ضابط ( ت 399 ) من قوله في فصل: الإشمام عن الإدغام الكبير لأبي عمرو وبعد ذكره لاختلاف الطرق عن أبي عمرو في جواز الإشمام وامتناعه عند إدغام الباء في الباء، والميم في الميم ، والميم في الباء:" وبما رواه اليزيدي آخذ لصحته، وذلك أنه إنما يعني بالإشمام هاهنا أنه يشير إلى حركة الرفع والخفض في حال الإدغام، ليدل على أن الحرف المدغم يستحق هذه الحركة في حال الإظهار حرصا عل البيان، وذلك متعذر في الميم مع الميم ، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضاً معهما " نقلا من كتاب التذكرة في القراءات الثمان بتحقيق الشيخ أيمن سويد.....)ا.هـ ص17

ونسي هذا المسكين أن ابن غلبون أصلا يأخذ بالإظهار في الميم الساكنة مع الباء ويدلّك قول الإمام مرادي عند حكاية حكم الميم الساكنة : أجمع القراء إلا من شذ علي الميم الساكنة لاتدغم في الباء ثم اختلفوا هل تظهر أو تخفي علي ثلاثة أقوال :
أحدها : أنها تظهر ولا تخفي وإليه ذهب كثير من المحققين منهم طاهر ابن غلبون ، وابن المنادي والإمام شريح ، وبه جزم مكي .
والثاني : أنها تخفي ، وإليه ذهب قوم ، منهم أبو الحسن الأنطاكي وأبو الفضل الخزاعي ، وروي كل من القولين عن ابن مجاهد .
والثالث : التخيير في إظهارها وإخفائها ونسبهم بعضهم إلي ابن مجاهد أيضا ، وليس في كلام الناظم ترجيح .
قلت : القول بالبيان أشهر وعليه الأكثر . قال الإمام شريح : وبه قرأت وبه آخذ ، وقال أبو عمرو الداني قال لي أبو الحسن بن شريح فيه بالإظهار ، ولفظ لي به فأطبق شفتيه علي الحرفين إطباقا واحدا ... )

ذكر المرادي ابن غلبون فيمن قالوا (أحدها : أنها تظهر ولا تخفي) فكيف يقال : إن ابن غلبون قرأ بالإطباق وهو يظهر الميم الساكنة عند الباء أصلا .
ويواصل استخفافه بعقول الناس ويقول :" {الحافظ الشاطبي الأندلسي شيخ السخاوي قال بالإطباق}
الإمام الشاطبي رحمه الله نظم لاميته المسماه " حرز الأماني ووجه التهاني " في القراءات السبع وهذه اللامية أصلها كتاب التيسير وقد سبق وذكرت نص كتاب التيسير والتصريح بالإطباق بين وواضح فيه , وجميع شراح الشاطبية القدماء ينصون بالإطباق عند الحديث على الإدغام الكبير لأبي عمرو البصري . ومن أخذ عن الشاطبي مشافهة ينصون على الإطباق فعُلم أن الشاطبي من أهل الإطباق . )
فالشاطبي رحمه الله لم يحك خلافا في الميم الساكنة بل ذكر فقط إدغام الميم في الميم ويندرج ذلك في قوله (وما أول المثلين فيه مسكن فلابد من إدغامه متمثلا) أما الميم الساكنة مع الباء لم يحك فيه شيئا ، ولذا قال الجعبري في الكنز: : ( والذي استقر عليه رأي المحققين كابن مجاهد إظهارها عند الفاء والواو والتخيير بين إظهارها وإخفائها عند الباء مراعاة للانطباق والاختصاص..ثم قال الجعبري : وقطع أبو محمد البغدادي بعدم إخفائها عند الباء في قوله :
ولا تخفين الميم عند سكونها **إذا لقيت باء فذاك معطل
وأصل ظهور الميم للغنة التي ** تحل بها والقول فيها يفصل
وهذا هو المفهوم من إطلاق الناظم رحمه الله ..............تكملة)أ.هـ
وقوله(وهذا هو المفهوم من إطلاق الناظم رحمه الله) ويقصد به الإمام الشاطبي ويقصد بالمفهوم الإظهار كما هو ظاهر .
وقال العلامة المنتوري في شرح الدرر اللوامع : ( وقال شيخنا " القيجاطي "ـ رحمه الله ـ فى بيان الميم السا كنه: وأما الميم فحرف شديد ، تجرى معه غنة من الخيشوم، فإذا نطق به ساكنا فهو مظهر أبدا ، لا يجوز إخفاؤه ولا إدغامه إلا في مثله ، فهكذا ينطق به أبدا منفردا ، ومع الفاء والباء وسائر الحروف قال:" ومن عبّر من الإئمة بأنه يخفى مع الباء فلم يرد بذلك حقيقة الإخفاء ، وإنما أراد أن يحذر القارئ من الإسراف والتعسف حتى يمنعه من جريان الصوت ـ الذي هو الغنة ـ ويخرجه إلى حيّز الحركة " ، قال : "وإتقان النطق به إنما يؤخذ مشافهة من أفواه المتقنين ".
قال : وقوله الشاطبي " وغنة تنوين ونون وميم ان *سكن ولا إظهار في الأنف يجتلى " يوهم أن في الميم غنة كغنة النون ، ينفرد بها الخيشوم في بعض المواضع ، مع إبطال عمل الشفتين ، وتسير حرفا خفيا ، كما ينفرد بغنة النون مع إبطال عمل اللسان وذلك غير جائز " .
قلت : يريد شيخنا رحمه الله ـ بقوله" وذلك غير جائز" أنه لا يتأتى النطق به ) ص859

فالشاطبي يأخذ بالإظهار في الميم الساكنة مع الباء كما سبق من قول الجعبري والقيجاطي ، ولعل المفاجأة أن الداني يأخذ بالإظهار ومعنى مخفاة عنده بخلاف ما فهمه العلامة ابن الجزري لأن نصه في الأرجوزة وغيرها تدل على ما قاله القيجاطي (ومن عبّر من الإئمة بأنه يخفى مع الباء فلم يرد بذلك حقيقة الإخفاء ، وإنما أراد أن يحذر القارئ من الإسراف والتعسف حتى يمنعه من جريان الصوت ـ الذي هو الغنة ـ ويخرجه إلى حيّز الحركة " ...) وأيضا سيبويه لم يحك في الميم إخفاء وقول ابن الباذش ( إذ الإخفاء الصحيح في هذا الموضع لم يستعمله أحد من المتقدمين والمتأخرين في تلاوة ولا حكوه لغة ) وقد سبق وقال ابن الباذش ( المعول عليه إظهار الميم عند الفاء والواو والباء ) .
وسأتناول هذا المبحث بشئ من التفصيل لمناقشة الإخوة في هذه المسألة وإدلاءهم بآرائهم ـ إن شاء الله ـ مع علمي التام بما قاله العلامة ابن الجزري بأن نسب الإخفاء للداني .
وفي حقيقة الأمر كنت أتعجب إذا كانت هذه تفسيراتهم فمن أين لهم هذه الجرأة والجسارة والتحدي بأنه لا يوجد قول يقول بالفرجة وأنقل لك فقرة من بحثي (نهاية الأقاويل في صحة الفرجة مع الدليل ..)الذي تبين لدي أن صاحب الدراسات الصوتية أول من نشر مقالة عدم وجود نص من كلام القدامى :
ذكر د/ غانم قدوري في هامش كتابه " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد 394": يفسر بعض الموجودين المعاصرين إخفاء الميم عند الباء على نحو لا يتضح له أصلٌ في كلام علماء التجويد الذين اطلعت على كتبهم وهو أنهم يرون أن الإخفاء هو أن تجافي بين شفتيك حين تنطق بالميم شيئًا قليلًا ثم تطبقهما عند نطق الباء بعدها ، وكان الشيخ عامر السيد عثمان ..لا يقبل ممن يقرأ عنده إطباق الشفتين عند نطق الميم قبل الباء ويأبي إلا انفراجهما ...ولكني لم أجد في كتب علم التجويد ما يؤكد هذا الاتجاة في فهم إخفاء الميم )أ.هـ
ويظهر أن د/غانم هو أول من ذكر عدم وجود نص عن الفرجة في كتب القدامي كما هو في كتابه " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد " الذي كتب مقدمة الطبعة الأولي عام 1984 بينما رسالة الماجستيرللدكتور أيمن " التذكرة لابن غلبون " كانت في عام 1990 ولم يكن اشتهر عن الشيخ أيمن القول بمنع الفرجة فلعله قلد في ذلك د/ غانم.والله أعلم
ويقول الدكتور يحيى عبدالرَّزَّاق الغوثاني ( صاحب كتاب علم التجويد أحكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية ) ما يذكره بعض القُرَّاء المعاصرين من ضَرورة انفراج الشَّفَتَيْن عند الإقلاب , والإخفاء الشفوي , بل يبالغ بعضهم فيقول : لا بُدَّ أن يَرَى الناظرُ أسنانَ القارىء , وبعضهم يقول : يجب أن تكون هذه الفُرجة بمقدار رأس القلم , وبعضهم يقول : إنما هي بقد رأس الإبرة .. فهذا مما هو غير موجود في كتابٍ معتمدٍ عند السابقين ولم يتلقى بهذا الشَّكْل من المشايخ المتقنين , ولعله من اجتهادات العلماء. ...وما قيل هنا يمكن أن يقال عن الإقلاب , إلا أنه في الإخفاء الشَّفَويّ يوجد قَولٌ بجواز الإظهار في الميم , والله أعلم .
وذكر أ. حمد الله الصفتي :" أجمع أهل الفن قاطبة على أن أوَّل قائل بالفرجةِ بين الشفتين عند القلب والإخفاء هو العلامة الشيخ عامر بن السيد بن عثمان، شيخ المقارئ المصرية ـ رضِيَ الله عنه ـ )هداية المرتاب ص4
وقال أ. فرغلي عرباوي : جميع العلماء المعاصرين أجمعوا أن القائل الوحيد بترك فرجة عند الميم الساكنة هو فضيلة الشيخ عامر عثمان ـ رحمه الله ـ وهو من العلماء المتأخرين أما العلماء المتقدمون المعول على علمهم فهو الحجة الكافية لم يقل أحدهم بذلك .)
وقال أ.فرغلي عرباوي أيضا في بحثه " صوت الإقلاب والإخفاء الشفوي يإطباق الشفتين " ص6
: .. وقد انتشر ما أحدثه بعض القراء المحدثين من أداءٍ لا يمثل بشكل صحيح صوت الميم المتلقاة عن الأئمة المعتبرين ، المتصل سندهم بالحضرة النبوية ، ولم يرد التصريح به عن أي عالم قديم ، أو كتاب معتمد من كتب اللغة أو التجويد والقراءات ، ومنذ بزوغ شمس مصنفات التجويد القديمة اتسمت بالشمول لكل جوانب الدرس الصوتي التجويدي الدقيق )ا.هـ

وللأسف كلهم ينفون بوجود قائل للفرجة ، وكان يكنهم التريث في الأمر ، ولكني أجيب عليهم بقول الجعبري :
سكـن لإخفا اقلب ولاطباق اتقي** واتمم لشد المحض ضمن الثــان
وأريد منهم جميعا أن يشرح أحدهم لي هذا البيت ، وهذا بخلاف ما يقوله ابن الباذش : " قال لي أبي ـ رضي الله عنه ـ المعول عليه إظهار الميم عند الفاء والواو والباء ، ولا يتجه إخفاؤهن عندهن إلا بأن يزال مخرجها من الشفة ، ويبقي مخرجها من الخيشوم كما يفعل ذلك في النون المخفاة . وإنما ذكر سيبويه الإخفاء في النون ولا ينبغي أن تحمل الميم على النون..) .
فهذه هي القصة من أولها لآخرها ولعلك علمت أين الحق ..ولك تحياتي
والسلام عليكم
 
سيدي الكريم وشيخي الفاضل عبد الحكيم : أوجه لك ما قلته لي , لا داعي لأن تنكر أمرا لا تملك دليلاعليه , وقد أشرت لكم سابقا أنه لا داعي للتحاكم بالأشخاص والأسماء ؛ لأن عندي من الأسماء ما يرى أصحابها ما ذكرته , أرجوا أن ينتهي الحوار عن هذه المسألة بمشاركتي هذه .

وأشكر لك ما جاء في هذه المشاركة من درر , قد تكون لنا وقفات أخرى معها .

تقبل خالص تحياتي .

والسلام عليكم .
 
سيدي الكريم وشيخي الفاضل عبد الحكيم : أوجه لك ما قلته لي , لا داعي لأن تنكر أمرا لا تملك دليلا عليه , وقد أشرت لكم سابقا أنه لا داعي للتحاكم بالأشخاص والأسماء ؛ لأن عندي من الأسماء ما يرى أصحابها ما ذكرته , أرجوا أن ينتهي الحوار عن هذه المسألة بمشاركتي هذه .
وأشكر لك ما جاء في هذه المشاركة من درر , قد تكون لنا وقفات أخرى معها ..
السلام عليكم
وجزاكم الله خيرا
يا سيدي الفاضل أنا لا أنكر عليك ما تقرأ به ..كيف فهمت هذا من كلامي ؟
أما الأشخاص ( هم البركة الذين نعيش علي حسهم ) هؤلاء له اعتبار ، وما انحرف من انحرف إلا بتركهم لكلام هؤلاء الأقطاب من أئمتنا في هذا العصر ، وهذا عصر التمرد على أقوال المعاصرين نسأل الله العافية .
آمل القراءة بدقة حتى لا يكثر الخلط في الأجوبة .
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
وجزاكم الله خيرا
يا سيدي الفاضل أنا لا أنكر عليك ما تقرأ به ..كيف فهمت هذا من كلامي ؟
أما الأشخاص ( هم البركة الذين نعيش علي حسهم ) هؤلاء له اعتبار ، وما انحرف من انحرف إلا بتركهم لكلام هؤلاء الأقطاب من أئمتنا في هذا العصر ، وهذا عصر التمرد على أقوال المعاصرين نسأل الله العافية .
آمل القراءة بدقة حتى لا يكثر الخلط في الأجوبة .
والسلام عليكم

سيدي عبد الحكيم _ بارك الله فيك _ آمل منك أنت تقرأ الكلام بدقة وتأمل ؛ لتفهم المراد من الكلام، أنا لم أقل أن ننبذ ونترك أقوال العلماء ، بل مرادي أنك لو احتججت بأسماء البعض فسأحتج أنا أيضا بأسماء البعض ، ولا نصل لحل ؛ لذا قلت لا داعي للأسماء ولنتحاكم نظريا في المسألة ، فلا تفهم من كلامي خلاف ما أردت .

والسلام عليكم
 
التمرّد على السادات المعاصرين أولى من التمرّد على صريح أقوال المتقدّمين.
السلام عليكم
شيخنا الحبيب محمد لايوجد من المعاصرين ـ وخاصة فيما أجمعوا عليه ـ من يخالف ما عليه القدامى . وأين هذا الاختلاف في الأداء ؟
ولكنها اختلاف أفهام .. يأتيك من يعارض وفقط ، وعندي من هذا من هذا الكلام الكثير ....
وكما قال الجعبري ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ في عقود الجمان بعد ثنائه علي أهل العلم الراسخين وظهور طائفة ليسوا من أهلها :
خلت الوكور من البزاة فلم نجد **من بعدهم فيها سوي البغثان .
فما نراه اليوم قاله الجعبري منذ القدم ، والكل يظن أن فهمه هو الفهم الأولى ، ولو جمعوا أقوال الشيوخ المعاصرين لقضي الأمر .
وأنت تعرف يا شيخ محمد منذ أن ظهر .... والتجويد ذهب إلى السراب وأصبحت الفلسفة السمة السائدة ، وظنوا في أنفسهم أنهم هم الذين يفزع الناس إليهم وقت الشدائد (وأنت تعلم من أقصد ..
والسلام عليكم
 
وذكر أ. حمد الله الصفتي :" أجمع أهل الفن قاطبة على أن أوَّل قائل بالفرجةِ بين الشفتين عند القلب والإخفاء هو العلامة الشيخ عامر بن السيد بن عثمان، شيخ المقارئ المصرية ـ رضِيَ الله عنه ـ )هداية المرتاب ص4
وقال أ. فرغلي عرباوي : جميع العلماء المعاصرين أجمعوا أن القائل الوحيد بترك فرجة عند الميم الساكنة هو فضيلة الشيخ عامر عثمان ـ رحمه الله ـ وهو من العلماء المتأخرين أما العلماء المتقدمون المعول على علمهم فهو الحجة الكافية لم يقل أحدهم بذلك .)
أجمع ... أجمعوا...
لا أدري بأي طريقة حصلوا على هذا الإجماع المُدَّعى؟ هل سألوا جميع العلماء المعاصرين عالماً عالماً وكلهم أقروا بأن الشيخ عامر هو الوحيد القائل بالفرجة؟!! أو أن أهل الفن قاطبة نصوا على ذلك في كتبهم، وفي دروسهم؟!! ثم إننا نعرف كثيراً من أهل الفن، ومن كبار العلماء المعاصرين وهو يرى أن الصواب هو الفرجة؛ فلو كانوا يعتقدون أنها محدثة على يد الشيخ عامر رحمه الله لما استمروا عليها في قراءتهم وتدريسهم!!
 
أجمع ... أجمعوا...
لا أدري بأي طريقة حصلوا على هذا الإجماع المُدَّعى؟ هل سألوا جميع العلماء المعاصرين عالماً عالماً وكلهم أقروا بأن الشيخ عامر هو الوحيد القائل بالفرجة؟!! أو أن أهل الفن قاطبة نصوا على ذلك في كتبهم، وفي دروسهم؟!! ثم إننا نعرف كثيراً من أهل الفن، ومن كبار العلماء المعاصرين وهو يرى أن الصواب هو الفرجة؛ فلو كانوا يعتقدون أنها محدثة على يد الشيخ عامر رحمه الله لما استمروا عليها في قراءتهم وتدريسهم!!

شيخي الحبيب أبا تميم _ حفظه الله _ هذه الدعوى الزائفة الغير قائمة على دليل هي أقل شيء ممكن توقعه ممن يبتر النصوص , فيأخذ منها ما يشتهي , ويترك منها ما يريد .
 
لا أدري بأي طريقة حصلوا على هذا الإجماع المُدَّعى؟

الذي اشتهر وتواتر أنّ الشيخ عامر هو أوّل من قال بالفرجة ، وهذا مشهور ومعروف أخبرنا به غير واحد من المشايخ ، ولست أدّعي الإجماع في ذلك.
وكنت أتمنّى من الشيخ أبي تميم أن يُثبت عكس ذلك بنقله أقوالاً لعلماء تقدّموا الشيخ عامر في الطبقة ، هذا أولى من أنكار الإجماع من غير بيّنة ، إذ المثبت مقدّم على النافي كما في علم الأصول ، والنفيّ من غير بيّنة لا أساس له.
والمثبت هنا له بيّنة وهو شهادة الكثير من المشايخ المتتلمذين على الشيخ عامر : أنّ هذه الفرجة لا يُعرف مصدرها إلاّ عنه رحمه الله تعالى.
 
لعل الشيخ عبد الحكيم سطر في هذا الموضوع ما يبطل دعوى الإجماع الزائفة .
 
لعل الشيخ عبد الحكيم سطر في هذا الموضوع ما يبطل دعوى الإجماع الزائفة .
إن كنت تقصد كلام المرعشي والجعبري فقد أجبنا على ذلك مرامراً وتكراراً.
أمّا القراءة بالفرجة من الناحية العمليّة فلم تُعرف قبل عهد الشيخ العلامة عامر السيّد عثمان رحمه الله وهذا قاله غير واحد من تلامذته وغيرهم وحتّى ممن كانوا في طبقته.
والأمرُ الثاني الذي أقطع به هو أنّ الشيخ عامر لم يعتمد في قوله هذا على دليل بل كان اعتماده على القياس المحض. وهذه حقيقة يجب أن تقال ، وهو معذور ، ومأجورٌ على كلّ حال ، لأنّه اجتهد وأراد أن يصيب الحقّ وهو أهل للاجتهاد.

فيجب أن يُقال للأبيض أبيض وللأسود أسود.
 
إن كنت تقصد كلام المرعشي والجعبري فقد أجبنا على ذلك مرامراً وتكراراً.
فيجب أن يُقال للأبيض أبيض وللأسود أسود.
السلام عليكم
جزي الله شيخنا الجليل محمد الأهدل على مشاركته القيمة .
وأقول للشيخ محمد يحيي شريف أنت أقررت بقول الجعبري ، والخلاف فقط هل خالف غيره من القدامى أو لا ؟
وقول ابن الباذش قد أوضحته لك وسأضع لك المسألة في مبحث خاص ..ليس من أجل نقاش المسألة ولكن من أجل صحة ما ينسب للداني .
يا شيخ محمد ..الشيخ أيمن سويد لم تكن لديه الإحاطة الكاملة بنصوص القدامى، وكل ما في الأمر تبع صاحب الدراسات الصوتية فاعتقد صحة القول .
وإلى الآن يتحدث عن خطأ الفرجة ولا يتحدث عن قول الجعبري مع علمه بهذا القول .
ولقد رأيت أنت ما فعله تلميذه د/ أنمار حين طلبت منه شرح البيت من النسختين ، فخرج ولم يعد .. فما رأيك ؟؟
فهذا الشيخ وذاك تلميذه يراوغان أكثر من الاعتراف بالدليل ، أو دفعه ، ويبدو أنهما لم يفيقا من الصدمة ، وإن كنت لا أدري أي صدمة في هذا ؟
متى ظهر الدليل كان مذهبي .. ألا يعتقدان أنهما سيقفان أمام اللــه ؟
والشيخ عامر يقول ما يشاء وليس من الضروري أن يضع العالم الدليل للسائل ، ونحن صبيانه نبحث لكم عن الدليل .
ولعلمك مسألة واحدة فقط للشيخ عامر لم أجد له دليلا إلى الآن .. وجاري البحث والتنقيب .
( اعترف بالفرجة وخلصنا يا راجل )
والسلام عليكم
 
أمّا القراءة بالفرجة من الناحية العمليّة فلم تُعرف قبل عهد الشيخ العلامة عامر السيّد عثمان رحمه الله وهذا قاله غير واحد من تلامذته وغيرهم وحتّى ممن كانوا في طبقته.
.
هل أفهم من ذلك إقرارك بثبوت الفرجة من الناحية العلمية قبل عهد الشيخ عامر ، وإن كان ، فكيف يفرق بين الأداء العملي ، والنصوص العلمية .
بالطبع لا أرغب في نقاش ، إنما هو تساؤل فقط ، ودمت موفقا .
 
سؤال في غاية الأهميّة ، أشركركم على ذلك.

النصوص قد تُحمل على غير محملها الصحيح إذ تخضع للتأويل خلافاً للأداء فهو حسيّ يظهر على حقيقته.
 
شيخنا عبد الحكيم لم أطلع على ردّكم ، وليس لي ما أضيفه لك سوى أنّني لا أحبّذ أن يوصف الشيخ أيمن بالمتراوغ فهو متأهّل للاجتهاد وله الحقّ أن ينتصر لما يراه صواباً.
أنا لا أخشى عن من يدافع عن وجهة نظره إذا اعتقد في قرارة نفسه أنّه مصيب وأنّه يدافع عن الحقّ الذي يراه. وإنّما أخشى عن من يعاند ويناقش ويُخاصم وهو يعلم في قرارة نفسه أنّه غير مصيب. وإذا تنزّهنا جميعاً عن هذه الخصلة الذميمة فنحن إن شاء الله في خير.
وبارك الله فيكم.
 
، وليس لي ما أضيفه لك سوى أنّني لا أحبّذ أن يوصف الشيخ أيمن بالمتراوغ فهو متأهّل للاجتهاد وله الحقّ أن ينتصر لما يراه صواباً.
السلام عليكم
شيخنا الكريم ن حقك أن تنتصر لمذهبك .
ولكن القضية .. ما الداعي لعدم الرد على شبهة قوية مثل قول الجعبري ؟سؤال نبحث عن جواب .
ولك تقديري
والسلام عليكم
 
ما الداعي لعدم الرد على شبهة قوية مثل قول الجعبري ؟سؤال نبحث عن جواب

كلامكم مقبول إن كان نصّ الجعبريّ هو الوحيد في الباب أو هو أقدم ما ورد في المسألة ولكن هيهات.
والحمد لله على اعترافكم بأنّ نصّ الجعبريّ شبهة.
 
سؤال في غاية الأهميّة ، أشركركم على ذلك.<br /><br />
<br /><br />
النصوص قد تُحمل على غير محملها الصحيح إذ تخضع للتأويل خلافاً للأداء فهو حسيّ يظهر على حقيقته.
<br /><br />
<br /><br />
الأولى أن يقال : ( قد تحمل على غير محملها الصريح )؛ إذ أن نصي ابن الباذش والجعبري بلغا من الصراحة ما لا يعتريه احتمال .
 
نعم نصّ الجعبريّ صريح أمّا غيره فلا.

فما قيمة نصّ واحد مقابل نصوص صريحة وقديمة ؟؟؟؟ لا يُمكنكم بأيّ حال إهمال هذه الجملة من الأقاويل مهما حاولتم ،فالشهرة لها اعتبارُها.
وشيخنا عبد الحكيم تشبّث بهذه الفرجة قبل أن يقف على كلام الجعبري وحتّى لو لم يقف عليه لتشبّث بها ، فالقضية ليست قضيّة نصوص ، فنصّ الجعبريّ غطاء فقط إذ لو كان النّصُ الصريحُ معتبراً عندكم وذا قيمة لديكم لعتبرتم بالنصوص المستفاضة التي هي أقدم بكثير من نصّ الجعبري المتوفي في القرن الثامن.
فالأمر غريب غريب بالنسبة لي والله : نصّ واحد ، مقتضاه معلّق لم يسبق إليه قول صريح فيما أعلم ولم يتابعه فيه قول صريح فيما أعلم. وحتّى أداؤه هو محدث لم يُعرف قبل الشيخ عامر ومع هذا أجد هذا التشبّث ، وينتظر منّي الشيخ عبد الحكيم أن أتراجع وأتوب؟؟؟؟؟؟؟؟ابتسامة.

و
 
رغم أني أحاول تجنب النقاش في هذه المسألة , إلا أنني لا أرى مقابل نص الجعبري نصوصا صريحة .
 
أسلّم لك جدلاً أنّ نصّ الجعبريّ هو الوحيد الصريح في الباب.
أيُعقل أن يكون هذا النصّ الوحيد الصريح لا يصدر إلاّ في القرن الثامن ؟؟؟؟ وأنّ باقي النصوص الأخرى المتقدّمة ليست صريحة ؟؟؟؟؟؟؟
 
أسلّم لك جدلاً أنّ نصّ الجعبريّ هو الوحيد الصريح في الباب.
أيُعقل أن يكون هذا النصّ الوحيد الصريح لا يصدر إلاّ في القرن الثامن ؟؟؟؟ وأنّ باقي النصوص الأخرى المتقدّمة ليست صريحة ؟؟؟؟؟؟؟
سيدي محمد يحي : سلمت لك جدلا _ أيضا _ بعدم صراحة نص ابن الباذش , ولكن يا عزيزي أين أنت من اصطلاح الإخفاء .

ثم أليس نص صريح أولى من لا نص ! ! !
 
هذه حيدة.
أنا آسف لا أريد الرجوع إلى الوراء.
ولكم منّي كلّ الاحترام والتقدير وإلى فرصة أخرى إن شاء الله.
 
هذه حيدة.
أنا آسف لا أريد الرجوع إلى الوراء.
ولكم منّي كلّ الاحترام والتقدير وإلى فرصة أخرى إن شاء الله.

ليست حيدة , ولكنه الطريق المغلق أمام المطبقين , ولعل الفرصة الأخرى تكون مع الشيخ عبد الحكيم .

ولك مني وافر التحايا .
 
الذي اشتهر وتواتر أنّ الشيخ عامر هو أوّل من قال بالفرجة ، وهذا مشهور ومعروف أخبرنا به غير واحد من المشايخ ، ولست أدّعي الإجماع في ذلك.
وكنت أتمنّى من الشيخ أبي تميم أن يُثبت عكس ذلك بنقله أقوالاً لعلماء تقدّموا الشيخ عامر في الطبقة ، هذا أولى من أنكار الإجماع من غير بيّنة ، إذ المثبت مقدّم على النافي كما في علم الأصول ، والنفيّ من غير بيّنة لا أساس له.
والمثبت هنا له بيّنة وهو شهادة الكثير من المشايخ المتتلمذين على الشيخ عامر : أنّ هذه الفرجة لا يُعرف مصدرها إلاّ عنه رحمه الله تعالى.
[FONT=&quot]أن يشتهر الأمر، أو يكون معروفاً هذا شيء، وليس كل أمر مشهور أو معروف دائماً هو الصحيح، أما دعوى الإجماع فهذا شيء آخر لِما للإجماع من قيمة معلومة، وإنكاري هو لدعوى الإجماع بغض النظر عن كوني أقرأ بالإطباق أو بالفرجة، أما ما تمنيتَه من إثبات عكس ذلك فأقول: تلقيت عن شيخي إسماعيل عبد العال رحمه الله تعالى القراءات، وكنت أقرأ عليه بالفرجة، وقرأت على مشايخ آخرين بعضهم قرأت عليه بالإطباق، وبعضهم قرأت عليه بالفرجة، ثم سألت شيخنا إسماعيل عليه رحمة الله وقلت له: إن طلابي الذين يقرؤون عليّ القراءات يقرؤون بالإطباق فهل تأذن لي بأن أقرئهم بذلك وأجيزهم في القراءات بأسانيدك وأنا لم أقرأ عليك إلا بالفرجة؟
[/FONT]
[FONT=&quot]فقال لي رحمه الله: أنا قرأت القراءات على شيخي جودة محمد سليمان (المولود سنة 1904م، والمتوفى سنة 1993م تقريباً)، وكنت أقرأ عليه بالفرجة، وأخبرني شيخي جودة بأنه قرأ على شيوخه بالفرجة ولكنهم كانوا لا يمنعون من يقرأ عليهم بالإطباق، ثم قال لي شيخنا إسماعيل رحمه الله: فلا مانع أن تقرئ بالفرجة أو بالإطباق طالما وشيوخ شيخي لا يمنعون من ذلك[/FONT][FONT=&quot]، وأخبرني شيخي إسماعيل رحمه الله أنه أكمل القراءات السبع على شيخه جودة قبل عام (1946م) وفي نفس هذا العام المذكور بدأ عليه القراءات الثلاث المتممة للعشر، ثم العشر الكبرى[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]قلت: والشيخ جودة محمد سليمان –شيخ شخنا- تلقى القراءات عن شيخين، وهما: [/FONT]
[FONT=&quot]1ـ عطية إبراهيم خلف الشرقاوي (ت في حدود 1950هـ)، وهو عن غنيم محمد غنيم، وهو عن حسن الجريسي الكبير.[/FONT]
[FONT=&quot]2ـ فرج بن عطية الحداد (ت بعد 1964هـ)، وهو عن إبراهيم بن محمد الأبياري.[/FONT]
[FONT=&quot]فالشيخ عطية الشرقاوي في طبقة شيوخ الشيخ عامر السيد عثمان، وهو والشيخ إبراهيم مرسي الأبناسي شيخ الشيخ عامر تلقيا عن شيخ واحد، وهو الشيخ غنيم، وقد أخبرني شيخي إسماعيل بأن شيخه جودة لم يتلقَّ عن شيوخه إلا بالفرجة، وبهذا يتضح ثبوت القراءة بالفرجة من غير طريق الشيخ عامر، وبأن دعوى الإجماع باطلة، والله تعالى أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت ما قلت من باب أنه "يجب أن يُقال للأبيض أبيض وللأسود أسود" كما قال أخي الكريم الشيخ محمد يحيى شريف حفظه الله، مع أني أقرأ وأُقرئ بالإطباق مع عدم إنكاري على من يأخذ بالفرجة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
 
[FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot]فالشيخ عطية الشرقاوي في طبقة شيوخ الشيخ عامر السيد عثمان، وهو والشيخ إبراهيم مرسي الأبناسي شيخ الشيخ عامر تلقيا عن شيخ واحد، وهو الشيخ غنيم، وقد أخبرني شيخي إسماعيل بأن شيخه جودة لم يتلقَّ عن شيوخه إلا بالفرجة، وبهذا يتضح ثبوت القراءة بالفرجة من غير طريق الشيخ عامر، وبأن دعوى الإجماع باطلة، والله تعالى أعلم.[/FONT]

السلام عليكم
شيخنا محمد الأهدل غدا سيطلب أهل الإطباق الخروج الآمن من مأذقهم .. أقولها لك "لا يوجد نص بالإطباق " بل كل ما في الأمر أن المتأخرين خلطوا بين مذهب الإظهار ومذهب الإخفاء وتشدقوا بنصوص تتحدث عن الإظهار وأطلقوها في الإخفاء .
ذكروا كلام ابن غلبون واتضح أنه من أهل الإظهار .
ذكروا كلام الشاطبي واتضح أنه من أهل الإظهار .
ذكروا كلام الداني واتضح أنه من أهل الإظهار .
ذكروا كلام ابن الباذش واتضح أنه من أهل الإظهار .
ذكروا كلام سيبويه واتضح أنه من أهل الإظهار .
ولك تحياتي
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى