بكر أبو الروس
New member
- إنضم
- 14/03/2004
- المشاركات
- 6
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى في سورة آل عمران في الآية السابعة :{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}
ولقد ذكر أستاذنا فضيلة الدكتور محمود عمارة في كتابه القيم (( سائح في رياض القرآن )) حول هذه الآية ما يلي :
تشير الآية الكريمة إلى أن القرآن الكريم آيات محكمات هن أصل القرآن ، وأُخَرُ متشابهات ...
محكمات واضحات لائحات تضمنت العقائد والعبادات والمعاملات ، وجميع الشرائع المنظمة للسلوك الفردي والجماعي مما هو نص في موضوعه لا يحتاج إلى تأويل ...
أما المتشابه فهو : ما يحتاج في معرفته إلى تأمل وتدبر ، فقد تشتمل الآية على أكثر من معنى يدل عليه اللفظ ولا يجد عقلك مرجحا لبعضها على بعض . وقد تكون الآية وصفا لجلال الله سبحانه وتعالى .. فلا يستطيع عقلك القاصر تصور كنه العظمة الإلهية ..
وقد تساءل الباحثون : لم كان في القرآن متشابه لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم ، ولم يكن كله محكما يستوي في فهمه كل الناس .. لا سيما وهو كتاب هداية وإرشاد ... والمتشابه قد يحول دون الهداية ؟
وأجاب العلماء بأجوبة تدل على حكمته سبحانه إذ أنزل كتابه محكما ومتشابها من أجل الهداية ذاتها :
لقد كان كلام العرب قسمين :
1-ما يفهم معناه سريعا ... ولا يحتمل غير ظاهره .
2-ما جاء بطريق الكتابة والمجاز .. والمعاني فيه متزاحمة وهذا القسم هو المستحسن عندهم .
فأراد الله تعالى إنزال القرآن بالنوعين تحقيقا للإعجاز فكأنما يقول لهم : عارضوه بأي النوعين شئتم ... ولن تفعلوا !!!
على أن احتياج بعض الآيات إلى التأمل وإعمال الفكر باب إلى نهضة علمية يتنافس فيها المتنافسون لتحصيل فنون من العلوم متنوعة تعينهم على فهم كتاب الله تعالى .. وإلا فلو جاءت كل الآيات ظاهرة المعنى .. لاستوى العلماء والجهلاء ولماتت الخواطر بتوقف البحث والاستنباط .
فإن نار الفكر – كما قيل – تقدح زناد المشكلات والمعضلات ولهذا قال حكيم :
عيب الغنى: أنه يورث البلادة ويميت الخواطر.
وفضيلة الفقر: أنه يبعث على إعمال الفكر واستنباط الحيل في الكسب .
وتوضح الآية الكريمة اختلاف ردود الفعل أمام هذه الآيات :
فأما مرضى القلوب : فقد أخذوا الموقف الذي ينسجم مع قلوبهم التي زاغت عن الحق فأداروا ظهورهم للحقائق الواضحة ثم أثاروا الغبار في حملة تضليل معتمدين على جهل العامة الذين لا يصدقون بما لم يصل إليه علمهم ولا تدركه حواسهم .
أما الراسخون في العلم فقالوا : ( آمنا به كل من عند ربنا )
لقد أدركوا ما في النسق القرآني من رحمة بالأمة وتنشيط لملكات الخير فيها فكانوا كما علمهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ):
ما عرفتم من محكمه فاعملوا به وما جهلتم من متشابهه فآمنوا به .. ولقد عملوا وآمنوا ..
أما الزائغون فكانوا أسوأعملا وأكثر زللا ( وما يذكر إلا أولوا الألباب ) .
بكر أبو الروس
يقول تعالى في سورة آل عمران في الآية السابعة :{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}
ولقد ذكر أستاذنا فضيلة الدكتور محمود عمارة في كتابه القيم (( سائح في رياض القرآن )) حول هذه الآية ما يلي :
تشير الآية الكريمة إلى أن القرآن الكريم آيات محكمات هن أصل القرآن ، وأُخَرُ متشابهات ...
محكمات واضحات لائحات تضمنت العقائد والعبادات والمعاملات ، وجميع الشرائع المنظمة للسلوك الفردي والجماعي مما هو نص في موضوعه لا يحتاج إلى تأويل ...
أما المتشابه فهو : ما يحتاج في معرفته إلى تأمل وتدبر ، فقد تشتمل الآية على أكثر من معنى يدل عليه اللفظ ولا يجد عقلك مرجحا لبعضها على بعض . وقد تكون الآية وصفا لجلال الله سبحانه وتعالى .. فلا يستطيع عقلك القاصر تصور كنه العظمة الإلهية ..
وقد تساءل الباحثون : لم كان في القرآن متشابه لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم ، ولم يكن كله محكما يستوي في فهمه كل الناس .. لا سيما وهو كتاب هداية وإرشاد ... والمتشابه قد يحول دون الهداية ؟
وأجاب العلماء بأجوبة تدل على حكمته سبحانه إذ أنزل كتابه محكما ومتشابها من أجل الهداية ذاتها :
لقد كان كلام العرب قسمين :
1-ما يفهم معناه سريعا ... ولا يحتمل غير ظاهره .
2-ما جاء بطريق الكتابة والمجاز .. والمعاني فيه متزاحمة وهذا القسم هو المستحسن عندهم .
فأراد الله تعالى إنزال القرآن بالنوعين تحقيقا للإعجاز فكأنما يقول لهم : عارضوه بأي النوعين شئتم ... ولن تفعلوا !!!
على أن احتياج بعض الآيات إلى التأمل وإعمال الفكر باب إلى نهضة علمية يتنافس فيها المتنافسون لتحصيل فنون من العلوم متنوعة تعينهم على فهم كتاب الله تعالى .. وإلا فلو جاءت كل الآيات ظاهرة المعنى .. لاستوى العلماء والجهلاء ولماتت الخواطر بتوقف البحث والاستنباط .
فإن نار الفكر – كما قيل – تقدح زناد المشكلات والمعضلات ولهذا قال حكيم :
عيب الغنى: أنه يورث البلادة ويميت الخواطر.
وفضيلة الفقر: أنه يبعث على إعمال الفكر واستنباط الحيل في الكسب .
وتوضح الآية الكريمة اختلاف ردود الفعل أمام هذه الآيات :
فأما مرضى القلوب : فقد أخذوا الموقف الذي ينسجم مع قلوبهم التي زاغت عن الحق فأداروا ظهورهم للحقائق الواضحة ثم أثاروا الغبار في حملة تضليل معتمدين على جهل العامة الذين لا يصدقون بما لم يصل إليه علمهم ولا تدركه حواسهم .
أما الراسخون في العلم فقالوا : ( آمنا به كل من عند ربنا )
لقد أدركوا ما في النسق القرآني من رحمة بالأمة وتنشيط لملكات الخير فيها فكانوا كما علمهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ):
ما عرفتم من محكمه فاعملوا به وما جهلتم من متشابهه فآمنوا به .. ولقد عملوا وآمنوا ..
أما الزائغون فكانوا أسوأعملا وأكثر زللا ( وما يذكر إلا أولوا الألباب ) .
بكر أبو الروس