المثال في مؤمن آل فرعون

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
مؤمن آل فرعون
هذا رجل من قوم موسى، صدع بالحق في وجه ظالم جبار، فأحيا الله ذكره في القرآن الكريم، جعله قدوة ومثلا لخير أمة.
كلما مررتُ بهذه الآية:
(وَقَالَ رَجُلࣱ مُّؤۡمِنࣱ مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ یَكۡتُمُ إِیمَـٰنَهُۥۤ أَتَقۡتُلُونَ رَجُلًا أَن یَقُولَ رَبِّیَ ٱللَّهُ وَقَدۡ جَاۤءَكُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ مِن رَّبِّكُمۡۖ)
[سورة غافر 28]
كلما مررت بها،
تذكرتُ هذا الرجل، فيعلو نبض قلبي بحبه، ثم أترضى عليه: (رضي الله عنك).
رجل وحيد، قام بصدره، ينافح عن الحق، ويدفع الباطل، ويواجه أعظم طاغية في التاريخ (فرعون)
كان وحيدا في فرعون وحاشيته، لا شك أنه كان يعلم مصيره إن هو عارض فرعون، يعلم مصيره إن هو انتصر لموسى، ولم يمنعه ذلك من الصدع بكلمة الحق.
كان وحيدا فيهم، لكن الله كان معه، فانتصر له، فلم يتمكنوا منه، قال تعالى:
(فَوَقَاهُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِ مَا مَكَرُوا۟ۖ وَحَاقَ بِـَٔالِ فِرۡعَوۡنَ سُوۤءُ ٱلۡعَذَابِ ۝ ٱلنَّارُ یُعۡرَضُونَ عَلَیۡهَا غُدُوࣰّا وَعَشِیࣰّاۚ وَیَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوۤا۟ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ)
[سورة غافر 45 - 46].
رضي الله عنك.
سلام الله عليك.
قصة هذا الرجل لم تُذْكَر إلا لتكون عبرة لنا، قصها علينا الله في كتابه العزيز القرآن ليكون الرجل مثالا لنا، وأسوة نحتذي بها.
رضي الله عنه،
سلام الله على مؤمن آل فرعون.
والله أعلم
د. محمد رجائي الجبالي
svg%3e
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله تعالى خيرا أن تذكرنا برجل يعدل أمة من الناس ...سبحان الله تعالى أنظروا إلى الإيمان بالله ماذا يفعل بالنفوس الصادقة كيف وقف هذا الرجل بوجه طاغية متعنت صدع بقوله : أنا ربكم الأعلى ...فوقف بلا وجل وخوف شامخاً كالجبل ليخاطب فرعون وحاشيته ويرد عليه ويحذره من مغبة قتله لموسى عليه السلام ...كان مخلصاً رحمه الله تعالى لقومه أن نصحهم وأراد لهم الخير لكن لا حياة لمن تنادي !!!
كتب الاستاذ عبد الله العمادي :
بدأ الديكتاتور يتململ من أمر موسى عليه السلام، الذي بدأ يظهر وينتشر بين الناس، ودخل فرعون في حوارات ونقاشات حادة مع آله حول موسى وأمره ودعوته، فلم يكن يطيق سماع رأي غير الذي يراه، بل لم يكن يتصور أن أحداً من آله يرى رأياً يخالفه، كما في قصة مؤمن آل فرعون الذي انتهى الجدال به معهم إلى أن يستنكر عليهم فكرة بدأت تدور في اجتماعاتهم (أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله).
هنا يأخذ فرعون ما يأخذ كل طاغية توجه إليه النصيحة، كما يقول الأستاذ سيد قطب — رحمه الله — في تفسير ظلال القرآن:" تأخذه العزة بالإثم ويرى في النصح الخالص افتياتاً على سلطانه، ونقصاً من نفوذه ومشاركة له في النفوذ والسلطان (قال فرعون: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد).. إنني لا أقول لكم إلا ما أراه صواباً وأعتقده نافعاً. وإنه لهو الصواب والرشد بلا شك ولا جدال! وهل يرى الطغاة إلا الرشد والخير والصواب؟! وهل يسمحون بأن يظن أحد أنهم قد يخطئون؟! وهل يجوز لأحد أن يرى إلى جوار رأيهم رأياً؟! وإلا فلم كانوا طغاة؟! والله تعالى اعلم .
 
عودة
أعلى