وائل عبدالله عايض اللهيبي
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين[FONT="].[/FONT]
اما بعد فهذا موضوع
اقسام السنة باعتبار عدد رواتها.
ينقسم الخبر باعتبار عدد رواته إلى متواتر وآحاد.
الأول: التواتر
التواتر في اللغة :تتابع أمور واحدا بعد واحد بفترة بينهما، مأخوذ منالوتر ومن ذلك قوله تعالى: " ثم أرسلنا رسلنا تترا " () أي واحدا بعد واحد بينهمافترة والتاء الاولى مبدلة من واو كتاء تقوي.
الخبر في اصطلاح الأصوليين:
اختلفت عبارات الاصوليين تعريف الخير المتواتر، وإن كانت متفقة فيالمعنى
فقد عرفه ابن الحاجب بأنه: (خبر جماعة مفيد بنفسه العلم بصدقه)
وقالالآمدي: (والحق أن التواتر في اصطلاح المتشرعة عبارة عن خبر جماعة مفيد بنفسه العلمبمخبره)
فكل منهما قيده بكونه خبر جماعة, احترازا من خبر الواحد وبكونه مفيدابنفسه العلم احترازا من خبر جماعة لا يفيد العلم بنفسه وإنما أفاد العلم بغير نفسهكالخبر المحتف بالقرائن أو بغير القرائن, كالعلم بمخبره ضرورة أو نظرا منهما متفقانكما ترى
وعرفه البيضاوي, بأنه "خبر بلغت رواته في الكثرة مبلغا أحالت العادةتؤاطؤهم على الكذب
وعرفه القرافي بأنه " خبر أقوام عن أمر محص يستحيل تؤاطؤهم على الكذبعادة
تعريف الخبر المتواتر عند أهل الحديث
ذكر ابن الصلاح: أن أهل الحديث لايذكرونه باسمه الخاص المشعر بمعناه الخاص, وإن كان الحافظ الخطيب قد ذكره ففي كلامهما يشعر بأنه أتبع فيه غير أهل الحديث, ولعل ذلك لكونه لا تشمله صناعتهم , ولا يكاديوجد في رواياتهم, فإنه عبارة عن الخبر الذي ينقله من يحصل العلم بصدقه ضرورة, ولابد في اسناده من استمرار هذا الشرط في رواته من أوله إلى منتهاه.
وماأشار إليه من تعريف الحافظ الخطيب له فهو قوله (فأما الخبر المتواتر, فهو ما يخبربه القوم الذين يبلغ عددهم حدا يعلم عند مشاهدتهم بمستقر العادة, أن اتفاق الكذبمنهم محال, وأن التؤاطؤ منهم في مقدار الوقت الذي انتشر الخبر عنهم فيه متعذر. وإنما أخبروا عنهم لا يجوز دخول لبس والشبهة في مثل. وإن أسباب القهر والغلبةوالأمور الداعية إلى الكذب منتفية عنهم , تواتر الخبر عن قوم هذه سبيلهم قطع علىصدقه, وأوجب وقوع العلم ضرورة .
عرفه ابن حجر العسقلاني رحمه الله: بقوله : " المتواترهو الخبر الذي جمع أربعة شروط وهي:
1- عدد كثير أحالت العادة تؤاطؤهم , وتوافقهم علىالكذب
2- رووا ذلك عنمثلهم من الابتداء إلى الانتهاء
3- وكان مستندا انتهائهم الحس
4- وانضاف إلى ذلك أن يصحب خبرهم إفادة العلم لسامعه وقد عرفهالسيوطي في ألفيته في المصطلح بقوله: وما رواه عدد جم يجب إحاله إجتماعهم علىالكذب, فالمتواتر .............
هل فيه فرق بين تعريف الأصوليين والمحدثين له:؟
لا فرق بين التعريفين كما هو واضح مما أسلفت نقله عنهما ولعل ذلكراجع إلى أن من عرفه من أهل الحديث اتبع في تعريف الاصوليين, ويدل لذلك ما تقدمآنفا من قول ابن الصلاح (إن اهل الحدث لا يذكرونه باسمه الخاص المشعر بمعناهالخاص), ولذا فقد عرفه بأنه عبارة عن الخبر الذي ينقله من يحصل العلم بصدقه ضرورة, ولهذا التعريف مثل تعريف الآمدي: حيث قال: (خبر جماعة مفيد بنفسه العلمبمخبره).
الفصل الثاني:
شروط المتواتر:
يشترط في الخبر لتواتره عند الاصوليين شروط, منها:
ما اتفق عليه, ومنها ما اختلف فيه,
الشروط المتفق عيلها هي:
1- أن يبلغ رواتهعددا يستحيل معه التؤاطؤ على الكذب عادة.
2- أن يكون مستند خبرهم إلى أمر محسوس نحو قولهم: رأيناوسمعنا.
3- أن لا يقلأعداد رواته في كل طبقة من طبقات السند من أوله إلى آخره عن عدد التواتر من غيرقيده بعدد معين, لأن ضابطه حصول العلم الضروي فمتى حصل علم أنه متواتر, وإلا فهوغير متواتر, وبهذا قال الجمهور.
وذهب البعض إلى أنه لا يحصل بأقل من خمسة للإتفاق علىتركية الأربعة في شهادة الزنا.
وقيل: خمسة, لأن الخمسة عدد أولى العزم منالرسل.
وقيل: سبعة عدد أهل الكهف.
وقيل: اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيللقوله تعالى: " وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا "
وقيل: عشرونلقوله تعالى: " إن يكن منكم عشرون صابرونيغلبون مأتين"
وقيل: سبعون, لقوله تعالى: "واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا"
وقيل: ثلاثة مأة وبضعة عشر عدد أهل البدر
واختاره الآمديقال:"وذالك لأنا لا نجد من أنفسنا معرفة العدد الذيحصلعلمنابوجود مكة ,وبغدادوغير ذالك من المتواترات عنده ".
" الشروط المختلف فيه"
1- اختلفوا في اشتراط كونهم عالمين بالمخبرعنه ,فعدهالأمدي والغزالي من الشروط المتفق عليها .
2- وقال ابن الحاجب :انه غير محتاجاليه ,لأنه ان أريد الجميع فباطل,لأنه لا يمتنع أنه أن يكون بعض المخبرين مقلدافيه,وان أريد البعض فلازم مما قبل. أي أن توفر الشروط الثلاثة المتقدمة يقتضي حصولالعلم للبعض.
2- اختلفوا في اشتراط العدالة والاسلام ,كما في الشهادة ولأن الكفر عرضةللكذب والتحريف,والعدلالة والاسلام ضابط الصدق والتحقيق والا افاد اخبار النصاريبقتل المسيح العلم .
وأجيب بان اخبارهم لم تستوف شروط التواترفي المرتبة الاولي .
وردبأنا نجد من انفسنا العلم بما نقله عدد كثير تحيل العادة تواطؤهم علي الكذب وانكانوا كفارا كما لو اخبر أهل قسطنطنية وان كانوا غير عدول او كفار بقتل ملكهم,لانالكثرة تمنع من الكذب.
3- واختلفوا في عدم الاحتجاج في البلد والنسب والدينوالوطن كما اشترطت الشيعة أن يكون منهم معصوم,والا لم يمنع الكذب ,واشترط اليهود أنيكون فيهم أهل الذمة ,فانهم يمتنع تواطؤهم عادة للخوف بخلاف أهل العزة ,فانهم لايخافون - والكل فاسد- للعلم بحصول العلم بدون ذلك.
الفصل الثالث
أقسامالمتواتر
المتواتر قسمان:
1 - تواتر في اللغة:وهوما تواترعليهرواته في اللفظ نحو:حديث أبي هريرة رضي الله عنه :"من كذب علي متعمدا فليتوأ مقعدهمن النار.
2- معنوي:وهوما اتفقرواتهفي المعني دوناللفظ, كأحاديث الشفاعة, وأحاديثرؤية المؤمنين لله يوم القيامة ,وغير ذلك.
ما يفيده الخبر المتواتر:
اتفق العقلاء أن الخبر المتواتر بشروطه يفيد العلم بصدقه,وحالفت السمنيةوالبراهمة في ذالك,حيث قالوا:لا علم في غير الضروريات الا بالحواس دونالاخبار.
أقوال العلماء في نوع العلم الحاصل به:
1- أن الخبر المتواتر يفيد العلمالنظري ,وهو ما كان عن نظر واستدلال,وهذا منقول عن الكعبي,وأبي الحسين البصري .
2- أنه يفيد العلم النظري , وهوالذي يضطر الإنسان إليه بحيث لا يمكن دفعه, وهذا هو المعتمد وبه قال الجمهور.
و الله تعالى أعلم. وصلي الله والسلامعلي نبينا محمد مصطفي صلي الله عليه وصلم وصحبه أجعين.ٍ