المتكلمون الجدد (السيد ولد أباه)

إنضم
23/01/2007
المشاركات
1,211
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
كندا
الموقع الالكتروني
www.muslimdiversity.net
المتكلمون الجدد
السيد ولد أباه
المصدر: جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=455629&issue=10650

عبد الوهاب مدب شاعر وباحث تونسي مقيم في باريس، حيث يدرس في الجامعة ويقدم برنامجا حول الإسلام في القناة الثقافية الإذاعية المتخصصة. اصدر الرجل بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 كتابا بعنوان «مرض الإسلام» (ترجم الى العربية بعنوان آخر).

وقد اصدر هذه الأيام كتابا جديدا بالفرنسية يحمل عنوان «الخروج من اللعنة» ادعى فيه تقديم وصفة العلاج من «المرض» الذي يعاني منه الإسلام الذي هو حسب عبارته الجمود والتعصب والعنف والانغلاق. وقد اعتبر مدب أن المدخل لإصلاح اختلالات الثقافة الإسلامية هو «تحطيم صنمية القرآن» الذي ينظر إليه عموم المسلمين بصفته كلام الله المباشر، مما يحول بينهم وبين إخضاعه للنظرة النقدية الصارمة والتحليل التاريخي النسبي على غرار ما حدث بالنسبة للنصوص المقدسة اليهودية والمسيحية. ويذهب مدب الى المطالبة بإعادة الاعتبار لموقف المعتزلة القائل بخلق القرآن الذي رأى انه يفتح الطريق أمام نزع القداسة عن الكتاب الكريم، الذي يصبح نصا موحى إلهياً عبر وساطة بشرية.

ليس في هذا التصور أي جديد، بل هو مجرد تخليص مكثف من كتابات محمد أركون الذي لم يفتأ خلال الأربعين سنة الأخيرة يكرر نفس الرأي بوتائر متمايزة بحسب اختلاف المنتديات والسياقات. ولم يخف أركون نفسه أخيرا إحباطه ويأسه من نجاح مشروعه الذي لا يلاقي إقبالا يذكر في الجامعات الإسلامية التي تسيطر عليها المجموعات الأصولية والأوساط التقليدية غير المطلعة على العلوم الإنسانية الحديثة.

ليس من همنا نقاش هذه الأطروحة في أبعادها النظرية التي توقفنا عندها في مناسبات سابقة، وإنما حسبنا الإشارة الى أنها تحولت في الفترة الأخيرة الى مرتكز مشروع «إصلاحي» شامل لأوضاع المسلمين لدى قطاع واسع من الكتاب الذين طرحوا فكرة «إسلام أنوار» مقابل «الإسلام الاصولي المتطرف». ويمكن ان نذكر من هؤلاء الذين خرجوا في الغالب من العباءة الاركونية عبد المجيد الشرفي ومالك شبل ورشيد بنزين.. (اغلبهم اصدر أعماله باللغات الأوروبية وخصوصا الفرنسية). واذا كان توظيف الاعتزال كمدرسة عقلانية ليس بالجديد في الفكر العربي المعاصر، فان التركيز على القول بخلق القرآن من منظور كونه يسمح برفع غطاء القداسة عن النص المقدس ينم عن قراءة مغلوطة وتوظيف سطحي وغير مبرر لموقف كلامي في سياقات آيديولوجية آنية لا علاقة له به. وسواء تبنينا القول الاعتزالي أو الرؤية الاشعرية التي تفصل بين الكلام النفسي القديم وبين الكلام اللفظي الحادث (كما هو واضح لدى الجويني)، فان تطبيق المناهج التأويلية والمقاربات العلمية على النص القرآني، لم يكن أبدا محظورا في الإسلام قديما أو حديثا، سواء تعلق الأمر بعلوم البيان والبلاغة والنحو سابقا أو بالعلوم الإنسانية المعاصرة، إذ الأمر لا يتعلق بالنص في ذاته وإنما بالأفهام البشرية له غير المقدسة. أما الدراسات النقدية، فقد بدأت في الفيللوجيا الاستشراقية القديمة (كتيودور نولدكة في تاريخه للقرآن) ووصلت مداها لدى تيار المراجعين الجدد (من أبرزهم مايكل كوك وكريستوف لكسمونبرغ). ولم تتجاوز هذه الأعمال حد الافتراضات الاستشراقية القديمة ولو أضيفت إليها نكهة تفكيكية براقة لم تزدها رصانة ودقة كما يقر أهل الاختصاص المتعمقون. وحاصل الأمر أن المشروع الإصلاحي المرتقب لن يتحقق بالرجوع الى الإشكالات الكلامية القديمة، أو عن طريق تطبيقات العلوم الإنسانية التي لم يعد ينظر اليها كمناهج يقينية موضوعية على غرار العلوم التجريبية، بل هي معارف تأويلية يمتزج فيها الدارس بالظاهرة المدروسة والذات بالموضوع.

وغني عن البيان، ان الشرط الأول للتصدر للإصلاح المنشود هو أن يكون من الأرضية الداخلية، حتى لو كان من المشروع توظيف المفاهيم والنظريات الحديثة في تجديد الهوية السردية للمسلمين (حسب عبارة ريكور). ولدينا أمثلة على محاولات من هذا النوع كمحاولات العالم والفيلسوف الباكستاني فضل الرحمن والمفكر الإيراني المتمرد عبد الكريم سروش والفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، بغض النظر عن مدى قبولنا لأفكارهم التي تعبر عن نفس تجديدي أصيل وجريء.

إن تحويل ساحة المعركة الى القرآن الكريم رهان خاسر دينيا ومعرفيا واستراتيجيا، فالمناهج التفكيكية لا قدرة لها على تقويض الثقة الإيمانية التي اعتبرها رائد التفكيكية جاك دريدا مرتكز المعقولية وخلفية التواصل اللغوي. ولا شك ان النزعة الكلامية الجديدة تعكس في ما وراء خطابها المتعالم، عجزا جليا عن انجاز شعار التجديد والإصلاح الذي ترفعه.
 
المدب وأمثاله يجتر كلام المستشرقين الذين سبقوه من مئة عام بهذا الكلام، وكما اعتبر كل متأول للقرآن بغير وجه حق ومتعد على كتاب الله تعالى رجل إصلاح؛ كذلك سيعتبر المدب وآركون وأمثالهما من قبل المدارس الاستشراقية في الغرب رجال إصلاح وسيدخل قاموس المصلحين عند المستشرقين ولذلك بدأ بنشر فساده في أوربا حتى يثني عليها شيوخه ثم تعتمد منهم لنشرها بالعربية، ولكن هل علم في أي قاموس سيكتب عند رب العالمين!؟....
لاشك أن مثل هذه الكتابات محكوم عليها بالفشل وليته اعتبر بفشل من قبله...
 
المدب وأمثاله يلحس من قيء المستشرقين الذين سبقوه من مئة عام بهذا الكلام، وكما اعتبر كل متأول للقرآن بغير وجه حق ومتعد على كتاب الله تعالى رجل إصلاح؛ كذلك سيعتبر المدب وآركون وأمثالهما من قبل المدارس الاستشراقية في الغرب رجال إصلاح وسيدخل قاموس المصلحين عند المستشرقين ولذلك بدأ بنشر فساده في أوربا حتى يثني عليها شيوخه ثم تعتمد منهم لنشرها بالعربية، ولكن هل علم في أي قاموس سيكتب عند رب العالمين!؟....
لاشك أن مثل هذه الكتابات محكوم عليها بالفشل وليته اعتبر بفشل من قبله...

عفا الله وعنك يا أستاذ مرهف. كلامك صواب وأتفق معك في الرأي، ووددت لو تجنبت عبارة (يلحس من قيء المستشرقين)، فمثل هذه العبارات تخلف أثرا سيئا في نفس القارئ.

مع خالص التحية.
 
بارك الله فيكم يا أستاذ محمد على إطلاعنا على هذه المقالة .
وهي تشير بوضوح إلى النشاط الذي يدور في العالم اليوم من قبل المسلمين وغير المسلمين حول اتخاذ القرآن الكريم مداراً للكتابات . فالباحثون المسلمون الجادون بدأوا يظهرون اهتماماً بالعودة الصحيحة للقرآن وتنشيط الدراسات والأبحاث حوله، والمناهضون للإسلام يتخذون من القرآن منطلقاً لدراساتهم أيضاً نقداً وتشكيكاً ،والأهداف متباينة عند الطرفين . وهذا يضيف العبء على الباحثين المسلمين للرصد والمتابعة المتواصلة لمثل هذه الكتابات ومحاولة محو آثارها السلبية التي قد تخلفها في ذهن القراء بالتصدي لها بالنقد العلمي الهادئ ، فيبدو أن الصراع مستمر ولن يتوقف ، وهذا جزء من معنى المدافعة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى حتى لا تفسد الأرض .
 
نعم اخي مرهف انا أضم صوتي إلى صوت الأخ محمد في صعوبة العبارة وأرجو أن تسمح لي بتعديلها

الحقيقة هو كلام مكرر ومبتذل جداً وقد مل أركون ونصر حامد أبو زيد من ترديده وكذلك حسن حنفي

إنها محاولة لإسقاط نتائج الدراسات النقدية للكتاب المقدس على القرآن الكريم دون حساب لفارق جوهري هو أن القرآن وحي والكتاب المقدس ليس وحياً
الفارق في مصدر النص
وهو فارق بين حضارتين
 
غفر الله لي، وأنا أعتذر إن جرحت مشاعركم العبارة،سامحوني، فهي غضبة قلم، وأشكر د أحمد جزاه الله خيراً على تعديلها.
 
نعم هذه الكتابات وأمثالها لا يتصور أن تختفي يوما ما لبقاء سنة المدافعة لكن على المسلمين اليوم أن يكونوا على قدر المعركة ,وفي الواقع لا زالت جهود المسلمين في هذا الباب جهودا فردية دون المؤمل لم تصل إلى العمل المؤسسي , ونتمنى تحقق ذلك في أسرع وقت فالهجمة شرسة .
 
لم أكن أعرف شخص عبد الوهاب المدّب. غير أنني شاهدت بالأمس تسجيلا لمناظرة تمت يوم 31/01/2008 بين د. عبد الوهاب المدّب، ود. طارق رمضان، على القناة الثالثة الفرنسية، في برنامج بعنوان (مواجهة). وقد تواصلت المواجهة حوالي الساعة ونصف الساعة، وكان موضوعها هذا الكتاب المذكور لعبد الوهاب المدب.

وقد تميز هذا الكاتب بجهل عجيب، وخلط لا يقل عنه، وعدم قدرة على الحوار. وهو علماني (بمعنى: العلمانية المنكرة والمعادية للدين).
وفي تقديري: مثل هذا الرجل لا يستحق الاهتمام بمقولاته، ولا حتى اعتباره من (المتكلمين الجدد)، على الأقل في المحيط العربي، ولكن يحتاج للرد عليه في المحيط الغربي. والمتخصصون المسلمون المقيمون في الغرب، هم من يتوجب عليهم النهوض بمهمة الرد على هذه المقولات في إطار الدفاع عن وجودهم ومقومات كرامتهم ومواطنتهم في دول الغرب.

وفي المقابل: أسجل تقديري الشديد لطارق رمضان، ونجاحه في بيان الأخطاء المنهجية الخطيرة في هذا الكتاب، إضافة إلى جر المدّب إلى التصريح بمواقف مبدئية (إنسانية) خطيرة، منها: تأييده لحكومة جورج بوش في ضربه للمدنيين الأبرياء في أفغانستان، بحجة أن قتل الأبرياء يعد ضريبة "مبررة ومنطقية" في نطاق الحرب على الإرهاب.

ولمن يفهمون الفرنسية، هذا هو رابط المواجهة:
http://ce-soir-ou-jamais.france3.fr...e=414&id_rubrique=191&video=20080130_csoj.wmv
 
[align=center]
عفا الله وعنك يا أستاذ مرهف. كلامك صواب وأتفق معك في الرأي، ووددت لو تجنبت عبارة (يلحس من قيء المستشرقين)، فمثل هذه العبارات تخلف أثرا سيئا في نفس القارئ.

مع خالص التحية.

الحمد لله

وعفا الله عنك يا أستاذ محمد ...والعبد الضعيف -كاتب هذه الكلمات - من القراء ولم تثر عبارة أخينا أي أثر سيء في نفسي

وقد أحسن جزاه الله خيرا في تشنيع و تقبيح فعلة هؤلاء المجرمين وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم

فيما هو أقل من ذلك

العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه...

أو كما قال صلى الله عليه و سلم

وهو سيد الفصحاء وأرق الناس وأرعاهم لمشاعر الناس و أعلمهم بمواقع الكلام وما يليق و ما لا يليق منه.

وقد توارث العلماء هذا الحديث وأمثاله ودرسوه ودرّسوه جيلا بعد جيل...ولم يزعم أحد أنه يثير النفس

وهو في العائد في هبته

وبين هذا المجرم الأثيم و بين المسلم العائد في هبته ما بين السماوات والارض

وقال أبو بكر الصديق الاكبر لمن سخر منهم و من النبي صلى الله عليه و سلم

امصص بظر اللات...

و أرى أن هذه الغيرة التي انبعثت في قلب الاخ مرهف - في هذا المقام -وجعلته يصف هذه الشرذمة بتلك العبارة

غيرة محمودة أسأل الله تعالى أن يأجره عليها....

والله أعلم[/align]
 
[align=center]

الحمد لله
وعفا الله عنك يا أستاذ محمد ...والعبد الضعيف -كاتب هذه الكلمات - من القراء ولم تثر عبارة أخينا أي أثر سيء في نفسي
وقد أحسن جزاه الله خيرا في تشنيع و تقبيح فعلة هؤلاء المجرمين وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم فيما هو أقل من ذلك
العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه...
أو كما قال صلى الله عليه و سلم، وهو سيد الفصحاء وأرق الناس وأرعاهم لمشاعر الناس و أعلمهم بمواقع الكلام وما يليق و ما لا يليق منه.
وقال أبو بكر الصديق الاكبر لمن سخر منهم و من النبي صلى الله عليه و سلم
امصص بظر اللات...
و أرى أن هذه الغيرة التي انبعثت في قلب الاخ مرهف - في هذا المقام -وجعلته يصف هذه الشرذمة بتلك العبارة
غيرة محمودة أسأل الله تعالى أن يأجره عليها....[/align][/size]

أنت حر في رأيك، وما قاله أبو بكر الصديق قد يكون له سياقه، ولست مطالبا بموافقته أو باستحباب عبارته.

والأولى، في مثل حالتنا هذه، احترام رغبة من لا يحب مثل هذه العبارات، وليس موافقة رغبة من لا يتحرج منها.

وفي كل الحالات، ليس هذا أصل الموضوع. والأولى تأمل الموضوع والاستفادة مما يطرحه.
 
[align=center]
أنت حر في رأيك، وما قاله أبو بكر الصديق قد يكون له سياقه، ولست مطالبا بموافقته أو باستحباب عبارته.

والأولى، في مثل حالتنا هذه، احترام رغبة من لا يحب مثل هذه العبارات، وليس موافقة رغبة من لا يتحرج منها.

وفي كل الحالات، ليس هذا أصل الموضوع. والأولى تأمل الموضوع والاستفادة مما يطرحه.


الحمد لله

خيرا أخي الكريم

وأنت أيضا حر في رأيك

وأما عبارة الصديق التي لست معنيا بالموافقة عليها فلا يسعك الا ان توافق عليها فإن

أبا بكر رضي الله عنها قد قالها و النبي حاضر يسمع و يرى.

واما الموضوع تأملته و الحمد لله...ولولا ذلك لما أثار هذه الغضبة لله و رسوله... فثمرة الموضوع و أصله و المطلوب منه

إنما هو التفاعل معه أو ضده ..سلبا أو ايجابا . وقد كان ذلك بحمد لله... وأسأل الله لي ولك الاخلاص في ذلك.

وقد فاتني أن أذكر بآية في القرآن هي أشد مما استشهدتُ به وهي قوله تعالى

ويسقى من ماء صديد يتجرعه و لا يكاد يسيغه

قال ابن كثير

وهذا في غاية البرد و النـَّـتـَن قال مجاهد : الصديد : من القيح و الدم.

وفي رواية عنه - يقصد قتادة - الصديد : ما يخرج من جوف الكافر قد خالط القيح و الدم.

فانظر رحمك الله الى ماذكره الله عن الكافر...وانظر الى استشهاد ابن كثير ومن قبله و من بعده

بمثل هذا الكلام

فأين هذا من قولك فالاولى احترام رغبة من لا يحب هذه العبارات ؟!

وهذا مقام الانتصار للقرآن الكريم و الغضبة له.

ومع هذا فإني لا أقول بتعميم هذا الاسلوب في كل مقام... لكني أرى أن هذا المقام مما يليق فيه ذلك.

وليس هذا خروجا عن الموضوع فإنك من أثاره أخي الكريم...

و الغضبة لله والانتصار للقرآن من ثمراته المطلوبة لا شك

وهذا المحارب للاسلام الذي ذكرت كلامه و وضعت الرابط لموضوعه أهل لما قيل فيه و يشفي صدورنا ذك.

و الله أعلم .[/align]
 
أستاذيَّ الكريمين الفاضلين حفظكما الله وأيدكما بروح القدس، عندما كتبت العبارة كنت مستحضراً حديث النبي صلى الله عليه وسلم في العائد بهبته، وكان القصد ما ذكره أخي الشنقيطي، ولكني ما أردت أن ينتقل النقاش عن الموضوع المطروح إلى سلامة العبارة والمراد منها فحباً وكرامة ليرفع النقاش فتقبلوا هذا الرجاء من أخيكم الصغير.
 
أخي الكريم المجلسي الشنقيطي وفقك الله وبارك فيك ...
أما الاستدلال بحديث النبي صلى الله عليه وسلم العائد في هبته فالاستشهاد به هنا ليس في موضعه لأن :
- النبي صلى الله عليه وسلم لم يخصص أحداً بوصف الكلب فهو قال العائد في هبته دون تعيين .
- لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في مقام التنفير من خلق ذميم وهو العودة في الهبة والمن فيها فهو بهذا التنفير يحض على خلق كريم واللفظ جاء من أجل ذلك .
أما قو ل أبي بكر رضي الله عنه فقد جاء في سياق خصومة وجدال في المفاوضات حول صلح الحديبية ولم تنقل القصة كاملة فلعل النبي صلى الله عليه وسلم نبه أبا بكر ولم ينقل ذلك ... أو لعل النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمعه ؟ أو لعل النبي صلى الله عليه وسلم نبه أبا بكر فيما بعد حتى لا يؤذي شعوره فهناك احتمالات كثيرة وإذا طرأ الاحتمال سقط الاستدلال وعموماً فهناك أحاديث أخرى كثيرة تنهى عن بذيء الكلام وتحض على حسنه سواء في الخصومة أو في غيرها ولعلك تذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم من صفات المنافق أنه إذا خاصم فجر ....
ولم يكن صلى الله عليه وسلم فحاشاً ولا سبّاباً
وأظن أن الأحاديث الكثيرة التي تحث على حسن الخلق هي الأصل وما ورد من روايات فيها بعض الألفاظ تفسر بسياقهاوحالاتها الخاصة ولا تعمم ..
ويكفينا من ذلك قوله تعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن
قد تقول لي : أين أنت من قوله تعالى : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ...
فأقول : الذين ظلموا منهم لا يجدي معهم الجدال بل القتال والجهاد . والله أعلم ...
 
[align=center]الحمد لله

أخي الكريم فضيلة الدكتورأحمد

بل الحديث في موضعه و الاستدلال في محله.

فإن الاخر الكريم تقزز من العبارة التي وصف بها مرهف هذا المجرم الافاك الاثيم..ويريد مراعاة مشاعر القارئ

ولا شك ان القارئ -مثلي على الاقل - يشفى صدره و يذهب غيظ قلبه ان يشدد على هؤلاء الزنادقة

و لاعلاقة للموضوع بما تفضلتم به -أخي الفاضل - من تعيين النبي أحدا أو عدم تعيينه.

فلنا أن نقول أيضا - جدلا - أن حديث الكلب في قيئه يحرك المشاعر سواء عين النبي أحدا أم لم يعينه.

فهل تثير قراءة شعور القارئ هذه الكلمات النبوية التي اعترف الاخ مرهف انه اقتبس كلامه من مشكاة النبوة؟ !

و قول ابي بكر ايضا حجة قوية و لا يبطل الاستشهادات بالافتراضات فلو جئنا نفترض لكل مسألة

لسقط الاستدلال.....وقول فضيلتكم ان الاحتمال يسقط به الاستدلال لم يقصد منه الاصوليون أي احتمال وإن كان

في غاية الضعف و الهزال.....فالاحتمال الذي يسقط به الاستدلال هو احتمال يقارب ما احتج به الخصم

في القوة ...أما أن يقال لعل و ليت و ربما وعسى فهذه افتراضات ولم يذكر الاصوليون سقوط الاستدلال بالافتراضات

بل بالاحتمالات المساوية او القريبة....ولو صح هذا المذهب لسقطت ألوف الحجج بشبهات المبتدعة فهي احتمالات

أيضا...

وجدال الذين ظلموا مشروع وهو نافع في كل حال حتى في حال الاستضعاف حتى لا يغتر بهم

الناس...فنجادلهم بغير التي هي أحسن كما استثناهم ربنا و نجادل من لم يظلم بالتي هي أحسن.

ثم ما قول فضيلتكم في الكافر الذي يتجرع الصديد وهو الدم و القيح كما قال سلفنا الصالح و فسروه وأصله

الاية القرآنية الكريمة...هل نضرب صفحا عن هذا التفسير فلا نذكره لأنه قد يثير مشاعر الناس....و لانترجم معانيه الى اللغات الاعجمية

خوفا على مشاعر القراء غير المسلمين !؟

فضيلة الدكتور المحترم

حسن الخلق في هذا المقام هو الانتصار لشرع الله ما استطعنا الى ذلك سبيلا

قال تعالى

والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون

وليس الانتصار بالسيف وحده بل يكون باللسان ايضا

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان اهجهجم وروح القدس معك...وقال إن كلام حسان فيهم

أشد من وقع النبل...أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

المشكل أخي الكريم أن درجات الغيرة تتفاوت و لا ينبغي لأحد أن يفرض مقياسه للغيرة على الاخرين مادامت غيرته في حدود الشرع

و الله أعلم
[/align]
 
[align=center]الحمد لله

أخي الكريم أحمد
بل الحديث في موضعه و الاستدلال في محله.
فإن الاخر الكريم تقزز من العبارة التي وصف بها مرهف هذا المجرم الافاك الاثيم..ويريد مراعاة مشاعر القارئ
ولا شك ان القارئ -مثلي على الاقل - يشفى صدره و يذهب غيظ قلبه ان يشدد على هؤلاء الزنادقة
و لاعلاقة للموضوع بما تفضلت به من تعيين النبي أحدا أو عدم تعيينه.
فلنا أن نقول أيضا أن حديث الكلب في قيئه يحرك المشاعر سواء عين النبي أحدا أم لم يعينه.
فهل تثير قراءة شعور القارئ هذه الكلمات النبوية التي اعترف الاخ مرهف انه اقتبس كلامه من معناها؟ !
و قول ابي بكر ايضا حجة قوية و لا يبطل الاستشهادات بالافتراضات فلو جئنا نفترض لكل مسألة
لسقط الاستدلال.....وقولكم ان الاحتمال يسقط به الاستدلال لم يقصد منه الاصوليون أي احتمال وإن كان
في غاية الضعف و الهزال.....فالاحتمال الذي يسقط به الاستدلال هو احتمال يقارب ما احتج به الخصم
في القوة ...أما أن يقال لعل و ليت و ربما وعسى فهذه افتراضات ولم يذكر الاصوليون سقوط الاستدلال بالافتراضات
بل بالاحتمالات المساوية او القريبة....ولو صح مذهبكم هذا لسقطت ألوف الحجج بشبهات المبتدعة فهي احتمالات
أيضا...
وجدال الذين ظلموا مشروع وهو نافع في كل حال حتى في حال الاستضعاف حتى لا يغتر بهم
الناس...فنجادلهم بغير التي هي أحسن كما استثناهم ربنا و نجادل من لم يظلم بالتي هي أحسن.
و الله أعلم[/size][/align]

يبدو أنك مصر على الأمر :) وما دام الحال كذلك، فلا بأس أن نواصل في الموضوع :)

لعلنا نحتاج إلى مساعدة بعض المتخصصين في قواعد الاستدلال والاستنباط. فما رأيكم أن ندعو بعض الإخوة الآخرين لمساعدتنا في فهم هذا الأمر؟
الأستاذ فهد الوهبي، مثلا، كتب رسالته في موضوع (منهج الاستنباط من القرآن الكريم).

وأعدكم أنني لن أنتقد مثل هذه العبارات في المستقبل، إن تبين لي أن موقفي خاطئ.
ولكن لا أعدكم باستعمال هذه العبارات، لأنها لا تنتمي لقاموس كلامي، ولم أتفوه بها ولا بمثلها في حياتي. وأحمد الله على ذلك.
 
[align=center]الحمد لله

أخي الفاضل محمد بن جماعة

شيخنا الدكتور أحمد

لا أريد أن أسترسل في هذا الموضوع أكثر من هذا....ودوام الأخوة الايمانية أحب الي من أن أكون مصيبا في هذا

الموضوع .

فأعلن أني أترك الخوض في الموضوع و لن أعقب على أي أحد يرد فيه.

وأرجو المعذرة من أخي الفاضل محمد بن جماعة و الشيخ الدكتور إن ظهر في كلامي ما ينافي حدود الادب

وتقبلوا خالص المحبة و المودة.[/align]
 
أخي المجلسي،

صدقني، لست متضايقا من حديثك.
وأرجوك، أرجوك: فلنكمل الحديث بدعوة بعض الإخوة المتخصصين وسماع رأيهم. فالموضوع هام (رغم أنه لم يكن في النية التطرق إليه)، وهو محل خلاف بين كثير من المسلمين.
والامتناع عن استكماله، بعد هذا الوقت الذي استهلكناه فيه، يجعله جهدا (أو حوارا) مهدورا.
أنا حريص على الفهم وإدراك الصواب، ولذلك فأرجو ألا تيأس من إقناعي. وما اقتراح تحكيم (أو استشارة) بعض المتخصصين إلا دليل على رغبتي الصاجقة في الفهم.

مع خالص التحية والتقدير.
 
[align=center]الحمد لله

أخي الكريم

سبق السيف العذل

و الحوار لا يتعلق بشخصي...فأرجو أن تستمروا فيه

لكني لن أشارك

...ومن استهدى الله هداه للصواب.

بارك الله فيكم.
[/align]
 
[align=center]الحمد لله
أخي الكريم
سبق السيف العذل
و الحوار لا يتعلق بشخصي...فأرجو أن تستمروا فيه
لكني لن أشارك
...ومن استهدى الله هداه للصواب.
بارك الله فيكم.[/size][/align]

أحترم قرارك، وإن كان استعمال السيوف (ولو مجازا) في غير موضعه بين الإخوان.
ولم يفت الوقت، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلزم نفسه بشيء، ثم يرجع عنه إلى ما هو أفضل منه.
والكلام يتعلق، أولا، بشخصك وشخصي وشخص د. أحمد وشخص الأستاذ مرهف، لأننا اختلفنا في هذا الموضوع. وأرجو أن يطلع بعض الإخوة على هذا الموضوع، (من أمثال الوهبي، والشهري والطيار، وغيرهم) وكل من له رأي في هذا الموضوع، ويساعدونا في الفهم.

ولا أرغب في الإلحاح عليك. غير أنني لا أحب ضياع مثل هذه الفرص.
 
أخي الحبيب المجلسي وفقك الله
بالنسبة لقول سيدنا أبي بكر امصص بظر اللات لرجل أساء إليه أمام النبي صلى الله عليه وسلم واتهم الصحابة ومنهم سيدنا الصديق بالخيانة وأنهم أخلاط من الناس لن يثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم .... فكانت تهمة قاسية وكان رد أبي بكر رضي الله عنه مناسباً لسياق الموقف ...
ثم إن " أبو بكر " ليس مشرعاً لا شك أنك تقول لي بأننا نستدل بسكوت النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السكوت تأتي عليه احتمالات ليست ضعيفة وليست من نوع الاحتمالات الساقطة لأن الأصل في شرعنا هو الرد بالحسنى ، فالمعارضة هنا قائمة بين سكوت النبي صلى الله عليه وسلم الذي ترد عليه احتمالات عديدة وبين الأصل المقرر في القرآن الكريم والسنة بأحاديث كثيرة ومن ذلك : وإن الله يبغض الفاحش البذيء الترمذي وقال حسن صحيح .
وأما الاستدلال بتجرع الصديد فلا يصح لأن الله عز وجل له أن يصف عباده بما يشاء فهو لا يُسأل عما يفعل وهو يسألون ... ألا ترى أنه وصف الكافر بقوله : عتل بعد ذلك زنيم ...
وكذلك أقسم بالمخلوقات بالشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض .... فهل يحق لنا أن نقسم بها ؟
ما يجوز للخالق عز وجل مع عباده ومخلوقاته ليس بالضرورة يصح للمخلوقين والمكلفين ...
والله أعلم
 
أولاً : أحمد ربي أن وهبنا هذا المنتدى الراقي بموضوعه ، وأهله ، ومرتاديه . فهو منحة ربانيّة .رضي الله عن القائمين عليه وكل من فيه ، ومن يساهم ولو بنبضة قلب .
ثانياً : هذه الحواريّة الراقية التي تدل على أخلاق عالية ، ونفس إيماني رقراق ؛ كما (( أحسبهم ، والله حسيبهم ، ولا أزكي على الله احداً ))
ثالثاً :أعتذر من المشايخ الفضلاء إذ أحشر نفسي بينهم متداخلاً ، مع أنني كنت أول ما سجلت بالمنتدى - مذ سجّلت - عزمت على أن أقرأ وأتعلم وأَفيدَ ( بفتح الهمزة لا بضمّها ) من العلماء وطلبة العلم ؛ لا أن أشارك ؛ لكن يأبى الله تعالى إلا أن أشارك ابتلاء لي أو لهم حفظهم الله تعالى ورعاهم ، فأقول مستسمحاً منهم ومعتذراً أيضاً :

قول الصديق رضي الله تعالى عنه علق عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح بقوله :

( وكانت عادة العرب الشتم بذلك ؛ لكن بلفظ الأم، فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه، وحمله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار .
وفيه
جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه ما يستحق به ذلك . )
عروة : هو عروة بن مسعود الثقفي مندوباً عن قريش في صلح الحديبية .

من خلال توجيه الحافظ ابن حجر ، فإن قول أبي بكر رضي الله عنه على ما جرت به عادة العرب أولاً ، وثانياً للتشنيع من فعل الفرار أمام رجل كافر اتهمهم به ، والفرار من الكبائر ، فناسب أن يكون الجزاء في القول من جنس القول .
وسكوت الحبيب النبيّ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله ، إقرار بجواز ذلك ، لا بفضيلته ( لأنه كما هو مقرّر : لا يجوز السكوت عن البيان وقت الحاجة ) ولسنا مأمورين به .

فالقول عدل ، والكلام المأمورون به نحن هو الفضل :
قال تعالى (( وهدوا إلى الطيب من القول ))
وقال الحبيب النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله : (( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ))
ولا تعارض بينهما .

لذلك : فلا تثريب على أخينا رهف أن يقول قوله المعتَرَضِ عليه ، ولا على مسانده أخينا المجلسي الشنقيطي حفظهما الله تعالى ، ولكن الأفضل ترك هذه الألفاظ ؛ كما ذهب إلى ذلك الإخوة : ابن جماعة ، والطعان - مع حفظ الألقاب - ؛ لأننا لسنا مأمورين بها ، وإن كانت جائزة .

وجزاكم الله خيراً جميعاً
 
نبادلك الدعاء بمثله ، والدعابة بأختها فنقول :

قال الدكتور الطعّان حفظه الله ورعاه : ( أكيد لستُ المقصودَ .... ! )

قلت : أكيدٌ ، أوعندك شكّ شيخَنا ؟!!!

بل أنت حفظك الله : الطعّان لأعداء الأمة باللسان والسّنان إن شاء الله ، وكل من بهذا الملتقى بمنّ الله تعالى وكرمه ، فمن لم يكن كذلك ، جعله الله تعالى كذلك ؛ نصرة لدينه ولأوليائه .

وقديماً قالت العرب : ذكرتني الطّعنَ وقد كنت ناسياً

فشتّان بين طعن وطعن !!!
 
جزاك الله اخي نعيمان علي هذا البيان السديد
 
[align=center]الحمد لله

أخي الكريم فضيلة الدكتورأحمد

بل الحديث في موضعه و الاستدلال في محله.

فإن الاخر الكريم تقزز من العبارة التي وصف بها مرهف هذا المجرم الافاك الاثيم..ويريد مراعاة مشاعر القارئ

ولا شك ان القارئ -مثلي على الاقل - يشفى صدره و يذهب غيظ قلبه ان يشدد على هؤلاء الزنادقة

و لاعلاقة للموضوع بما تفضلتم به -أخي الفاضل - من تعيين النبي أحدا أو عدم تعيينه.

فلنا أن نقول أيضا - جدلا - أن حديث الكلب في قيئه يحرك المشاعر سواء عين النبي أحدا أم لم يعينه.

فهل تثير قراءة شعور القارئ هذه الكلمات النبوية التي اعترف الاخ مرهف انه اقتبس كلامه من مشكاة النبوة؟ !

و قول ابي بكر ايضا حجة قوية و لا يبطل الاستشهادات بالافتراضات فلو جئنا نفترض لكل مسألة

لسقط الاستدلال.....وقول فضيلتكم ان الاحتمال يسقط به الاستدلال لم يقصد منه الاصوليون أي احتمال وإن كان

في غاية الضعف و الهزال.....فالاحتمال الذي يسقط به الاستدلال هو احتمال يقارب ما احتج به الخصم

في القوة ...أما أن يقال لعل و ليت و ربما وعسى فهذه افتراضات ولم يذكر الاصوليون سقوط الاستدلال بالافتراضات

بل بالاحتمالات المساوية او القريبة....ولو صح هذا المذهب لسقطت ألوف الحجج بشبهات المبتدعة فهي احتمالات

أيضا...

وجدال الذين ظلموا مشروع وهو نافع في كل حال حتى في حال الاستضعاف حتى لا يغتر بهم

الناس...فنجادلهم بغير التي هي أحسن كما استثناهم ربنا و نجادل من لم يظلم بالتي هي أحسن.

ثم ما قول فضيلتكم في الكافر الذي يتجرع الصديد وهو الدم و القيح كما قال سلفنا الصالح و فسروه وأصله

الاية القرآنية الكريمة...هل نضرب صفحا عن هذا التفسير فلا نذكره لأنه قد يثير مشاعر الناس....و لانترجم معانيه الى اللغات الاعجمية

خوفا على مشاعر القراء غير المسلمين !؟

فضيلة الدكتور المحترم

حسن الخلق في هذا المقام هو الانتصار لشرع الله ما استطعنا الى ذلك سبيلا

قال تعالى

والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون

وليس الانتصار بالسيف وحده بل يكون باللسان ايضا

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان اهجهجم وروح القدس معك...وقال إن كلام حسان فيهم

أشد من وقع النبل...أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

المشكل أخي الكريم أن درجات الغيرة تتفاوت و لا ينبغي لأحد أن يفرض مقياسه للغيرة على الاخرين مادامت غيرته في حدود الشرع

و الله أعلم
[/align]

أخي الكريم أشكرك على هذا الموع.
 
[align=center]بسم الله ..

الرفق واللين والتسامح ليس أي منها مطلوبًا لذاته وإنما لمطلوب أسمى وهو رضى الله عز وجل وابتغاء ما عنده
وإلا لما كان جزاؤه عالياً يتناسب مع علو الصبر عليه ولمدافعته طبع نفسه !
ولما كان التسامح ليس هدفاً فى أصله فإذا تعارض مع ما هو أقوى منه مطلباً زال ولا شك !
فحين أتسامح فى حق أملكه فإنى أصيب مطلباً عالياً لغرض الثواب ورضا الرب عز وجل ..
لكن انظر إن كان التسامح قد تعارض مع أصل الذب عن الدين فهل يحتفظ التسامح بسموه أم أن الأولى حفظ الحقوق وكبت المعتدى !؟

وفي رأيي أن وصف هذا الـ(أباه) بأنه يلحس من قيء المستشرقين ليس سبًا ، بل هو من إحسان الظن به !

والإشكال الذي يحصل لبعض الناس في هذا المقام هو : التسوية بين النوعين من السب ، فيحسبون ذم الكل .

وليس كذلك ، بل الفرق ظاهر بين ابتداء السب ، وبين سب الساب . فالأول ابتداء بالعدوان ، والثاني رد للمعتدي وكف للظالم .

ومن سوى بينهما لزمه التسوية بين قتل النفس بغير حق ، وبين القصاص . فكلاهما قتل في الظاهر ، لكن الأول ابتداء بالعداون ، والثاني عقاب مستحسن ، وكف للعدوان .

والخصم المعتدي قد لا يلجأ إلى ألفاظ صريحة في السب ، لكن يستخدم أسلوب ( الاستهبال ) ، فيزعم أنه لا يقصد ( الإساءة إلى أحد ) ! ولكنه يبحث المسألة بحثًا علميًا ! ثم يشرع المتهوك في الخوض في عرض رسول الله وأمهات المؤمنين والنيل من هذا الدين وأهله .

فينخدع بعض المسلمين بهذا الأسلوب المفضوح ، ويحسبون أن ذلك ليس من السب ، وأنه يجب مقابلته ( بالرد العلمي المحايد ) ! .. وهذه غفلة أو قلة غيرة ونخوة .

وكثيرًا ما رأيت حوارات في المنتديات ، يخوض النصراني في عرض رسول الله ، والمسلم ملتزم ( بالرد العلمي المحايد ) ! .. وتكون النتيجة إطالة الموضوع إلى سبع صفحات أو أكثر .. والنصراني يلتذ التذاذًا بإطالة الحوار وإعادة الكلام وتكراره ، والمسلم منهمك في إيراد الاقتباسات من كتب التفسير والسيرة !

كذلك قد تكون معاملة المعاند بالشدة رفقًا بمن يقرأ له ورحمة به أن يفتتن ، وأنقل في هذا المقام كلام شيخ الإسلام للدولة العثمانية مصطفى صبري رحمه الله :
" وأمر ثان : وهو أن البعض الآخر ممن قرأت عليهم من أصدقائي بعض أبحاث الكتاب وجد في أسلوب مناقشاته شيئا من الشدة والقسوة ، ورأى أن التأثير على القارئ عند الملاينة يكون أكثر .. وجوابي عليه :
أن ردي على المخالفين صغته في درجات مختلفة من الشدة واللطف ، وأنه ليس تعنيفي وتشديدي موجها إلى القراء ، بل إلى الذين أناقشهم ، وهم لا أمل لي في تحويلهم عن آرائهم الضالة المضلة بما جربتهم وجربهم غيري . وإنما أنا أهزمهم وأقضي عليهم بوابل من النقد العلمي ولا غرو إذا كان الوابل قد يصحبه الرعد والبرق. وبذلك أكون مؤثرا في عقول القراء الذين يجري النقاش في مرأى ومسمع منهم والذين عنيت بتأليف هذا الكتاب لأجلهم ، ولست بشاتم للذين صوبت نحوهم سهام النقد الحاسم . ثم إني ما قسوت في القول إلا على الذين قست أقوالهم على أساس من أسس الدين أو علم من علومه أو طائفة من علمائه . ما فرطت في جنوب من ناقشتهم وفيهم المفرطون في جنب الله والمستهينون بالعقل والمنطق."

مصطفى صبري ، موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين (1/ 46).

" ولي جواب آخر عليه :
وهو أن موقفي في الكتاب ليس موقف الواعظ ، ولو كان كذلك لكان الرفق واللين أوفق وأنجع ، وكان للوعظ أهل غيري من أهل اللسان العربي . لكن موضوع الكتاب علمي بحت تنفق في سوقه الحقائق المجردة من كل تمويه وتطلية وتُقرع فيه الحجة بالحجة ، ولا بدع إذا كان صوت القراع والصدام شديداً ، لا سيما مع أصحاب الأقلام الذين طالما تلاعبوا بعقول قرائهم وباعوا الضلالة بيع الهدى ، حتى أنهم إذا عرضوا على الناس الإيمان بالله عرضوه غير مستيقنين ، إن لم يكونوا مستبطني الإلحاد . أو إذا عرضوا عليهم الإيمان بالرسول لا تكون بضاعتهم في ذلك غير سمسرة للمستشرقين أعداء الإسلام . ولا شك أن إنقاذ القراء واجتذابهم من أيديهم يتطلب عملا عنيفا وصراعاً قاسياً.
فأمامنا عند النقاش محاربون لعقيدة الإسلام محاربة مباشرة ، أو من وراء الحواجز ، واللين مع المحارب من شيمة الأحمق أو العاجز. "

المصدر السابق (1/ 51) .

" ... ، إذ لا يكفي كون الرد شديد اللهجة مانعاً عن نشره إذا كان المردود كبيرة من الكبائر . وأي ذنب أكبر من التشكيك في الدين ؟ وعند ذلك يكون التشدد في الرد عملا بمقتضى الحال الذي يُهتم به في قانون البلاغة ، وإن لم أكن أنا من البلغاء ، ولا يلام على الرد الشديد اللهجة إلا إذا كان مع ذلك ضعيف الحجة . أما شدة اللهجة مع قوة الحجة فلا يرغب عن نشر مقالة تجمع بينهما إلا ناشر يضمر المخالفة لمبدأ المقالة ويتظاهر بعدم الموافقة على لهجتها " .
المصدر السابق (1/ 55)

وللمزيد يُرجى مراجعة هذا الرابط :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2444

وجزاكم الله خيرًا .[/align]
 
يبدو أنك أخطأت يا د. في تحديد المقصود بالعبارة التي ندندن حولها. فليس الـ(أباه) (كما سميته) هو المقصود، وإنما المقصود أركون وغيره.

أرجو التثبت قبل ذم أحد، كي لا تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.

واستدلال الشيخ مصطفى صبري ليس حجة في الأدب الإسلامي. فهو يبرر سلوكا ذاتيا لا دخل له بأدب الإسلام.
وقول الله تعالى ونبيه (ص) أولى من تبريره. والرفق ما كان في شيء إلا زانه وما انتزع من شيء إلا شانه. والله رفيق، ويحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف. ولو كان ما ترمي إليه صحيحا لقام به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما أنكره على عائشة أم المؤمنين.

وفرعون كان محاربا، أفتتهم موسى عليه السلام وأخاه هارون بما ألزمنا به الشيخ مصطفى صبري؟

ما لكم كيف تحكمون؟!!
 
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
الشيخ الفاضل محمد بن جماعة ،

جزاك الله خيرًا على التصحيح ، وأرجو أن يصححه الشيخ المشرف من المشاركة .

أما ما ذكرته من الدعوة بالرفق واللين ، فلا أعارضه ، بل هذا هو الأصل ، وإنما الأمر درجات باليد واللسان والقلب ، فلست مع الرفق في غير موضعه ، كما لست مع الشدة في غير موضعها ..
ولكلٍ موضعه ومناسبته .

إنما الخلاف مع من يرى الرفق واللين مطلقًا حتى مع الكافر المخذل للمسلمين الطاعن في دينهم وكتابهم وعرض نبيهم ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الشعراء لهجاء الكفار ، فهذا مسلك له أصل شرعي .

واللين مع الكافر الذي لم تبلغه دعوة الإسلام هو الأصل كما في قصة نبي الله موسى مع فرعون ، أما بعد المعاندة والغلو في الكفر والحرب على الإسلام لم يظل الرفق واللين على حالهما ، بل هدد نبي الله الكافرَ بالثبور ، وليس هذا من اللين الذي يكون في أول الدعوة إلى الإسلام .

والله أعلم .[/align]
 
أخي الدكتور هشام السلام عليكم ورحمة الله وفقك وجزاك خيراً على هذه الإضافة القيمة ...
لكن أحب أن أقول بأن ما ذكرته

// وكثيرًا ما رأيت حوارات في المنتديات ، يخوض النصراني في عرض رسول الله ، والمسلم ملتزم ( بالرد العلمي المحايد ) ! .. وتكون النتيجة إطالة الموضوع إلى سبع صفحات أو أكثر .. والنصراني يلتذ التذاذًا بإطالة الحوار وإعادة الكلام وتكراره ، والمسلم منهمك في إيراد الاقتباسات من كتب التفسير والسيرة ! ///


قلت : في هذه الحالة ننظر نحن إلى الحوار على أن هناك من يقرؤه ويشاهده .... فأي المحاورين هو الرابح دعوياً ...
السابّ الشاتم البذيء أم الرفيق الهادئ اللطيف ؟
لا شك أن عبارت السب والشتم مؤذية لنا جداً ولو أطلقت العنان للساني وجناني لما قصرت لما أراه من إساءة إلى معتقدي وديني ونبيي صلى الله عليه وسلم ....
ولكن حين ننظر إلى الحوار على أنه دعوة للآخرين أيضاً وليس للمحاور فقط وللمشاهدين أيضاً فهنا يحتاج المسلم إلى ضبط نفسه جداً ومغالبة مشاعره من أجل التأثير على الآخرين بصبره ولينه ورفقه ...
وقد رأيت نماذج كثيرة من الحوار بعكس ما أشرتم إليه : المسلم يسب وسخر ويستهزئ ، والملحد يعرض عن كل ذلك ويتجاهله ويخوض في صلب النقاش .... فكان هذا مزعجاً جداً لي لأني وأنا قارئ لهذا الحوار أشعر بأن صاحبي في موقف ضعيف // من الناحية الجدلية // وقد نبهت بعض الإخوة إلى هذا الأمر في منتدى التوحيد ... ولكن هناك إصرار على سلوك سبيل العنف في الحوار ...

على فكرة أنا مع العنف في الجهاد ودفع الظلم والعدوان .... باختصار أنا مع الإرهاب ....

ولكني في الجدل والحوار والدعوة على العكس تماماً ....


وأرى أن قول الله تعالى : // ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم //

فالذين ظلموا منهم لا يجدي معهم الحوار بل القتال ... فلا معنى للحوار والآخر يقتلك ويظلمك
والله أعلم
 
عودة
أعلى