المال … خير وشر

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
يسمى المال خيرًا ، وقد جبل الإنسان على حبه ، قال تعالى : { وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيد } [العاديات: 8] وقال جل ثناؤه : { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ } [البقرة: 180].
وقد يمدح المال إذا كان سببًا للتوصل لمصالح الدنيا والدين ؛ قال سعيد بن المسيب - رحمه الله تعالى : لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله ، يكف به وجهه عن الناس ، ويصل به رحمه ، ويعطي منه حقه .
فأما كسب المال فإن من اقتصر على كسب ما يبلغه الحياة من حلها ، فذلك أمر لا بد منه ؛ وأما من قصد جمعه والاستكثار منه من الحلال فإنه ينظر في مقصوده : فإن قصد المفاخرة والمباهاة فبئس المقصود ، وإن قصد إعفاف نفسه وعائلته ، وادخار المال لحوادث زمانه وزمانهم ، وقصد التوسعة على الإخوان ، وإغناء الفقراء ، وفعل المصالح ؛ أثيب على قصده ، وكان جمعه بهذه النية أفضل من كثير من الطاعات .
وقد كانت نيات خلق كثير من الصحابة في جمع المال سليمة لحسن مقاصدهم بجمعه ، فحرصوا عليه وسألوا زيادته ؛ وكان سعد بن عبادة يقول في دعائه : اللهم وسع عليَّ ، وكان يقول : اللهم إني أسألك مالا وأعمالا . وقد قال شعيب لموسى : { فإن أتممت عشرا فمن عندك } [القصص: 27] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه : " نعم المال الصالح للرجل الصالح " ؛ وقال أبو إسحاق السبيعي: كانوا يرون السعة عونًا على الدين . وقال سفيان : المال في زماننا هذا سلاح المؤمن .
والمال فتنة كما قال تعالى: { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } [الأنفال: 28] ؛ ولكن لا يذم المال لذاته ؛ بل يقع الذم لمعنى في الآدمي : إما لشدة حرصه عليه ، أو لتناوله من غير حله ، أو حبسه عن حقه ، أو إخراجه في غير وجهه ، أو المفاخرة به .
 
عودة
أعلى