محمد محمود إبراهيم عطية
Member
من الآداب الجليلة التي أمر بها الإسلام أهله ، النصح لكل مسلم ؛ ووصف النبي صلى الله عليه وسلم المسلم المؤمن بأنه مرآة أخيه ؛ فروى البخاري في ( الأدب المفرد ) وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " المؤمنُ مرآةُ المؤمنِ ، المؤمنُ أخو المؤمن ، يكُفُّ عنه ضَيعَته ، ويحوطُه من ورائه " [1] ؛ فقوله صلى الله عليه وسلم : " الْمُؤْمِن مِرْآة الْمُؤْمِن " أَيْ : آلَةٌ لِإِرَاءَةِ مَحَاسِن أَخِيهِ وَمَعَائِبِهِ ، لَكِنْ بَيْنه وَبَيْنه , فَإِنَّ النَّصِيحَة فِي الْمَلَأ فَضِيحَة ؛ وَأَيْضًا هُوَ يَرَى مِنْ أَخِيهِ مَا لَا يَرَاهُ أخوه مِنْ نَفْسه , كَمَا يُرْسَم فِي الْمِرْآة مَا هُوَ مُخْتَفٍ عَنْ صَاحِبه فَيَرَاهُ فِيهَا , أَيْ: إِنَّمَا يَعْلَم الشَّخْص عَيْبَ نَفْسه بِإِعْلَامِ أَخِيهِ ،كَمَا يَعْلَمُ خَلَل وَجْهه بِالنَّظَرِ فِي الْمِرْآة .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَته " ، أَيْ : يَمْنَعُ تَلَفه وَخُسْرَانه , فَالضيعة : المَرَّة مِنْ الضَّيَاع ، وهـذا من تمام نصح المؤمن لأخيه ورعايته لحقه ؛ قَالَ ابن الأثير : وَضَيْعَة الرَّجُل مَا يَكُون مِنْ مَعَاشه كَالصَّنْعَةِ وَالتِّجَارَة وَالزِّرَاعَة وَغَيْر ذَلِكَ .ا.هـ [2] . أَيْ : يَجْمَع إِلَيْهِ مَعِيشَته وَيَضُمُّهَا لَهُ ، فيعينه على شيء من معيشته ، أو يساعده إذا طلب مساعدته فيما يستطيعه ، ونحو ذلك ، ولا يحسده على نعمة وهبها الله له ؛ وقوله صلى الله عليه وسلم : " وَيَحُوطهُ مِنْ وَرَائِهِ " : أَيْ : يَحْفَظهُ وَيَصُونَهُ وَيَذُبّ عَنْهُ بِقَدْرِ الطَّاقَة .
فأين أنت من هذا الحديث أيها المؤمن ؟
وأين أنت من هذا الحديث أيتها المؤمنة ؟
_________________________________
[1] البخاري في الأدب المفرد ( 239 ) ، وأبو داود ( 4918 ) وإسناده حسن ، وللجزء الأول منه شاهد عن أنس ؛ رواه الطبراني في الأوسط ( 2114 ) ؛ واختاره الضياء في المختارة ( 2185 ) ؛ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : 7 / 264 : رواه البزار والطبراني في الأوسط ، وفيه عثمان بن محمد من ولد ربيعة بن أبي عبدالرحمن ، قال ابن القطان : الغالب على حديثه الوهم ؛ وبقية رجاله ثقات .ا.هـ .
[2] انظر النهاية في غريب الحديث والأثر : 3 / 108 .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَته " ، أَيْ : يَمْنَعُ تَلَفه وَخُسْرَانه , فَالضيعة : المَرَّة مِنْ الضَّيَاع ، وهـذا من تمام نصح المؤمن لأخيه ورعايته لحقه ؛ قَالَ ابن الأثير : وَضَيْعَة الرَّجُل مَا يَكُون مِنْ مَعَاشه كَالصَّنْعَةِ وَالتِّجَارَة وَالزِّرَاعَة وَغَيْر ذَلِكَ .ا.هـ [2] . أَيْ : يَجْمَع إِلَيْهِ مَعِيشَته وَيَضُمُّهَا لَهُ ، فيعينه على شيء من معيشته ، أو يساعده إذا طلب مساعدته فيما يستطيعه ، ونحو ذلك ، ولا يحسده على نعمة وهبها الله له ؛ وقوله صلى الله عليه وسلم : " وَيَحُوطهُ مِنْ وَرَائِهِ " : أَيْ : يَحْفَظهُ وَيَصُونَهُ وَيَذُبّ عَنْهُ بِقَدْرِ الطَّاقَة .
فأين أنت من هذا الحديث أيها المؤمن ؟
وأين أنت من هذا الحديث أيتها المؤمنة ؟
_________________________________
[1] البخاري في الأدب المفرد ( 239 ) ، وأبو داود ( 4918 ) وإسناده حسن ، وللجزء الأول منه شاهد عن أنس ؛ رواه الطبراني في الأوسط ( 2114 ) ؛ واختاره الضياء في المختارة ( 2185 ) ؛ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : 7 / 264 : رواه البزار والطبراني في الأوسط ، وفيه عثمان بن محمد من ولد ربيعة بن أبي عبدالرحمن ، قال ابن القطان : الغالب على حديثه الوهم ؛ وبقية رجاله ثقات .ا.هـ .
[2] انظر النهاية في غريب الحديث والأثر : 3 / 108 .