د محمد الجبالي
Well-known member
المؤمن العَمُود والمؤمن العِبْء
هناك من المؤمنين رجال أعمِدَة تحمل الدين على عاتِقها حَمْلا، ويبذولون فيه أنفسهم وأموالهم وأعمارهم.
وهناك من المؤمنين رجال هم عِبْءٌ ثقيل على الإسلام.
هذان الصنفان يبرزان في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب الله من المؤمن الضعيف*
فالأول عِمَادٌ حَمَّالُ.
أما الثاني فعِبْءٌ محمول.
الأول يحمل هَمَّ الدين يدفع عنه وينصره.
أما الثاني فيحمل هَمَّ نفسه، ينشغل بها ويُحَرِّزُها من كل أذَى، وقد يَسْلُك في ذلك كل سبيل حتى النفاق.
الأول ذو حَزْمٍ وعَزْمٍ وصَبْر، ويَسْلُكُ بذلك مَسَالِكَ الدعوة، والدفع عن دينه.
والثاني يَسْلُكُ مَسَالِكَ الأمْن والسلامة، ويَركَنُ إلى الضِّعَة والدِّعَة.
الأول أمَّارٌ بالمعروف نَهَّاءٌ عن المنكر، لا يخشى في الله لَوْمَةَ لائِم.
أما الثاني فَحَسْبُه أضعف الإيمان (فَبِقَلْبِه).
الأول يَغْشَى غِمَارَ الوَغَى دَفعا عن الإسلام والمسلمين.
والثاني جَزُوعٌ قَعُودٌ خَضُوعٌ صَمُوت.
الأول يَعلَم أنَّ الدين ليس سَجَّادَةً وصلاة وحسب بل هو إعمار للأرض بما أمر الله، وبَسْطُ عَدلِ الله فيها.
أما الثاني فَيَقْنَعُ بِسَجَّادَةٍ ومِسْبَحًة وكثرة التلاوات، والأرض حَوْلَهُ تَضَجُّ بالمنكرات ولا يَرِفُّ لها منه جَفن.
الأول مُؤْمِنٌ
والثاني مُؤْمِنٌ
وهيهات
أنَّى يَسْتَوِيان؟!
إن الله تعالى يقول:
(أَجَعَلۡتُمۡ سِقَایَةَ ٱلۡحَاۤجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡآخِرِ وَجَـٰهَدَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۚ لَا یَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّه) [التوبة 19]
إنَّ الآية تستنكر أنْ يَتَسَاوَى مؤمنان:
أحدهما يقوم على خِدمة الحجاج والمسجد الحرام،
والآخر يؤمن بالله واليوم الآخر ويجاهد في سبيل الله، والجهاد هنا بكل معانيه من تَحَمُّلِ المَشَقَّة والتضحية في سبيل الدعوة والدَّفع عن الإسلام والمسلمين.
(لا يستوون عند الله)
كلاهما مؤمن لكن المؤمن الذي يحمل هم دينه، ويدفع عنه، ويضحي من أجله، ويتحمل في سبيله الأذى هو الذي نَالَ مَنْزِلَة المَحَبَّةَ العُلْيَا وحَظِيَ بالتكريم.
اللهم اجعلنا من المؤمنين العاملين لنصرة دينك، الباذلين فيه الغالي والرخيص.
والله أعلم
د. محمد الجبالي
هناك من المؤمنين رجال أعمِدَة تحمل الدين على عاتِقها حَمْلا، ويبذولون فيه أنفسهم وأموالهم وأعمارهم.
وهناك من المؤمنين رجال هم عِبْءٌ ثقيل على الإسلام.
هذان الصنفان يبرزان في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب الله من المؤمن الضعيف*
فالأول عِمَادٌ حَمَّالُ.
أما الثاني فعِبْءٌ محمول.
الأول يحمل هَمَّ الدين يدفع عنه وينصره.
أما الثاني فيحمل هَمَّ نفسه، ينشغل بها ويُحَرِّزُها من كل أذَى، وقد يَسْلُك في ذلك كل سبيل حتى النفاق.
الأول ذو حَزْمٍ وعَزْمٍ وصَبْر، ويَسْلُكُ بذلك مَسَالِكَ الدعوة، والدفع عن دينه.
والثاني يَسْلُكُ مَسَالِكَ الأمْن والسلامة، ويَركَنُ إلى الضِّعَة والدِّعَة.
الأول أمَّارٌ بالمعروف نَهَّاءٌ عن المنكر، لا يخشى في الله لَوْمَةَ لائِم.
أما الثاني فَحَسْبُه أضعف الإيمان (فَبِقَلْبِه).
الأول يَغْشَى غِمَارَ الوَغَى دَفعا عن الإسلام والمسلمين.
والثاني جَزُوعٌ قَعُودٌ خَضُوعٌ صَمُوت.
الأول يَعلَم أنَّ الدين ليس سَجَّادَةً وصلاة وحسب بل هو إعمار للأرض بما أمر الله، وبَسْطُ عَدلِ الله فيها.
أما الثاني فَيَقْنَعُ بِسَجَّادَةٍ ومِسْبَحًة وكثرة التلاوات، والأرض حَوْلَهُ تَضَجُّ بالمنكرات ولا يَرِفُّ لها منه جَفن.
الأول مُؤْمِنٌ
والثاني مُؤْمِنٌ
وهيهات
أنَّى يَسْتَوِيان؟!
إن الله تعالى يقول:
(أَجَعَلۡتُمۡ سِقَایَةَ ٱلۡحَاۤجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡآخِرِ وَجَـٰهَدَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۚ لَا یَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّه) [التوبة 19]
إنَّ الآية تستنكر أنْ يَتَسَاوَى مؤمنان:
أحدهما يقوم على خِدمة الحجاج والمسجد الحرام،
والآخر يؤمن بالله واليوم الآخر ويجاهد في سبيل الله، والجهاد هنا بكل معانيه من تَحَمُّلِ المَشَقَّة والتضحية في سبيل الدعوة والدَّفع عن الإسلام والمسلمين.
(لا يستوون عند الله)
كلاهما مؤمن لكن المؤمن الذي يحمل هم دينه، ويدفع عنه، ويضحي من أجله، ويتحمل في سبيله الأذى هو الذي نَالَ مَنْزِلَة المَحَبَّةَ العُلْيَا وحَظِيَ بالتكريم.
اللهم اجعلنا من المؤمنين العاملين لنصرة دينك، الباذلين فيه الغالي والرخيص.
والله أعلم
د. محمد الجبالي