اللقاء 44 لمركز تفسير "علوم القرآن في الأحاديث النبوية" لفضيلة د.عمر الدهيشي

مركز تفسير

مركز تفسير للدراسات القرآنية
إنضم
30/03/2004
المشاركات
623
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
بسم1

مركز تفسير للدراسات القرآنية يدعوكم لحضور اللقاء رقم (44) من اللقاءات العلمية لأهل التفسير، والذي سينعقد - بمشيئة الله - يوم الثلاثاء الموافق 26 صفر 1437هـ، تحت عنوان:
"علوم القرآن في الأحاديث النبوية"
ضيف اللقاء/ د.عمر بن عبد العزيز الدهيشي
الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود
هذا ويسعدنا حضوركم اللقاء في ديوانية الشيخ/ عبدالله الشدِّي، بمدينة الرياض - مخرج رقم (5) - خلف كارفور.



 
تقرير اللقاء

تقرير اللقاء

أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 26 صفر 1437هـ بمدينة الرياض اللقاء 44 من لقاءاته الشهرية بعنوان: "علوم القرآن في الأحاديث النبوية" لفضيلة د.عمر الدهيشي (الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود).
افتتح اللقاء الدكتور مساعد الطيار بكلمة ترحيبية تلى فيها نبذة من سيرة د.عمر الدهيشي متحدثا عن بحثه في مرحلة الدكتوراه.
أعقب ذلك تحدث الدهيشي شاكرا مركز تفسير متمثلا في إدارته ومشايخه الكرام على اتاحة الفرصة لطرح مثل هذه المواضيع القرآنية المتخصصة لطلبة العلم, وأكد أنه كلما ابتعد الباحث في العلوم عن القرآن والسنة النبوية كلما تعددت الأقوال وتفرعت المسائل وكثر الجدل, وقد قال ابن تيمية في هذا السياق: "من بنى الكلام في العلم على الكتاب والسنة والآثار المأثورة عن السابقين فقد أصاب طريق النبوة", وأضاف الدهيشي؛ فالسنة النبوية كنز ثمين لا يمكن للباحث أن يدركه ويحصل عليه إلا بعد البحث والتأمل والنظر والفكر الطويل, والمنشغل بالسنة في استنباط المسائل واستخلاص الفوائد كسابح في بحر لا ساحل له؛ لأنها كلام من أعطي جوامع الكلم, وقد قال العز بن عبدالسلام: "من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه بعث بجوامع الكلم، واختصر له الحديث اختصاراً، وفاق العرب في فصاحته وبلاغته".
وعن طرق البحث في الأحاديث النبوية؛ قال الدهيشي: "يمكن البحث في الأحاديث النبوية عن طريقين, طريق النظر في مسائل علوم القرآن ثم البحث عن الأدلة من السنة والآثار (استدلالاً وتأصيلاً), أو عن طريق البدء بالأحاديث والآثار المروية واستخلاص المسائل المستفادة منها, وهذا الطريق أعظم فائدة خاصة للمتخصص الذي استحضر مسائل العلم وعالج فروعه, ويعد كتاب الأحرف السبعة للأستاذ الدكتور عبد العزيز قاري مثالا على هذه الطريقة".
أعقب ذلك تناول الدكتور عمر الدهيشي الكتب الستة بالاستقراء والعرض, وأكد أن مناهج الكتب الستة في عرض أحاديث علوم القرآن تنوعت بين مقل ومستكثر في الكمية، وبين متفنن وجامع في الكيفية, فقد تميز صحيح البخاري بأنه كتاب جمع علوم الشريعة وتفنن في عرضها وأبدع في ترتيبها, والبخاري لا يقتصر على الحديث ولا يهدف تكثير المتون، بل مراده الاستنباط والاستدلال لأبواب أرادها من الأصول والفروع, وقد اهتم البخاري ـ رحمه الله ـ بالعلوم المتعلقة بالقرآن الكريم أكثر من غيره، فقد أفرد لها في صحيحه أربعة كتب, ومن منهجه تقطيعه للحديث الواحد في مواضع كثيرة, وكذلك ذكر جملة من الأحاديث في غير مظانها, وقد تميزت كتب الإمام البخاري بأنها لا تخلو غالبا من استدلال بآية أو ترجيح رأي أو بيان خلاف في التفسير وعلوم القرآن.

وعن صحيح مسلم أكد الدهيشي أن الإمام مسلم لم يترجم أبواباً للحديث بل سردها سرداً ولكنها في الحقيقة مرتبة ومنسقة على الكتب والأبواب, وقد اشتمل صحيح مسلم على أحاديث كثيرة تتعلق بالقرآن الكريم وتفسيره, وهو لم يصنف الأحاديث التي تتعلق بالقرآن ضمن كتبه التي وضعها إلا في آخر كتاب التفسير, لكنه لم يطل فيه, وقد أورد الإمام مسلم أحاديث تتعلق بالقرآن وفضائله ضمن كتاب صلاة المسافرين وقصرها، فبلغت 76 حديثاً مرتبة.
وعن سنن أبي داود أكد الدهيشي أنها اقتصرت على إيراد الأحاديث المتعلقة بأحكام القرآن وعلومه دون التفسير وفضائل القرآن, وقد وردت الأحاديث المتعلقة بأحكام القرآن في سنن أبي داود؛ في أبواب؛ ضمن كتاب: الصلاة وكتاب: الحروف والقراءات, واعتنى أبو داود في سننه بذكر أحاديث ابن عباس رضي الله عنهما في بيان الناسخ والمنسوخ من الآيات.
وعن جامع الترمذي قال د.عمر: لقد جمع الإمام الترمذي في مصنفه بين الصناعة الحديثية وعللها, والاستنباطات الفقهية واختلافها, مع حسن ترتيب وبراعة تبويب, وقد قال ابن الأثير عن جامع الترمذي: "فيه ما ليس في غيره من ذكر المذاهب ووجوه الاستدلال, وتبين أحوال الحديث من الصحيح والسقيم والغريب, وفيه جرح وتعديل, وفي آخره كتاب العلل قد جمع فيه فواد حسنة لا يخفى قدرها على من وقف عليها", ويرى د.عمر الدهيشي أن جامع الترمذي هو بحق تفسير متكامل، جمع بين الصناعة الحديثية، والدراسة الفقهية, فقد أبوابا في فضائل القرآن عن رسول الله, والقراءات عن رسول الله, وتفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويحرص الترمذي في جامعه غالباً على موافقة النص النبوي في تبويباته, ويرتب الأحاديث في تفسيره للقرآن على ترتيب الآيات في السورة غالبا.
وعن سنن النسائي أكد الدهيشي أن النسائي اقتصر في (المجتبى) على إيراد جملة من الأحاديث المتعلقة بالقرآن، تحت باب: جامع ما جاء في القرآن, وفي سننه الكبرى عقد النسائي كتابين للأحاديث المتعلقة بالقرآن, هما: كتاب فضائل القرآن, وكتاب التفسير, وتميز تفسير النسائي بإيراده الأحاديث النبوية والآثار في الآية، إما استنباطاً أو استنتاجاً أو تعضيداً بدلالة.
ثم تناول الدهيشي سنن ابن ماجه, وأكد أن ابن ماجه لم يفرد كتاباً في التفسير كغيره من أصحاب الكتب الستة (عدا أبي داود) ولعله اكتفى بمصنفه في التفسير, ومصنفه في التفسير لم يخصص كتاباً في فضائل القرآن؛ وإنما اقتصر على الأحكام دون غيرها.
وقد استعرض الدهيشي جداول لأعداد الأحاديث وإحصاءاتها في الكتب الست, كما عدد فوائد تأصيل المسائل من الأحاديث, حيث ذكر أنها تأصل المسائل الغيبية التي لا يمكن القول فيها إلا بوحي (كتاب أو سنة), وبها قد تلغى مسائل تذكر في علوم القرآن وهي مبنية على أساس حديث ضعفه العلماء, ومن خلالها يمكن الحكم على علم معين أنه لم يرد فيه نص نبوي كالمكي والمدني, ويمكن من خلالها معرفة المنهج النبوي في تعامله مع بعض العلوم كتسمية السور وآياته, وتعين على الترجيح في مسائل تتعلق بعلوم القرآن ، كمسألة ترتيب سور القرآن, ومنها يمكن الخروج بخلاصات ونتائج في العلوم التي تعددت فيها الأحاديث.
هذا وتلقى الدكتور د.عمر الدهيشي مداخلات واستفسارات من الحضور, وقد تمت مناقشتها والاجابة عليها.
يذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن لقاءات شهرية يقيمها مركز تفسير للدراسات القرآنية في الرياض بديوانية الأستاذ عبد الله الشدّي؛ وهي تتناول عددا من المواضيع التي تهم الباحثين والمختصين في شتى العلوم القرآنية.

المصدر:
Tafsir Center for Quranic Studies | مركز تفسير للدراسات القرآنية
 
عودة
أعلى