اللقاء 43 لمركز تفسير "سؤال المنهج في دراسة النظم القرآني" لفضيلة د.يوسف العليوي

مركز تفسير

مركز تفسير للدراسات القرآنية
إنضم
30/03/2004
المشاركات
623
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
بسم1
مركز تفسير للدراسات القرآنية يدعوكم لحضور اللقاء رقم (43) من اللقاءات العلمية لأهل التفسير، والذي سينعقد - بمشيئة الله - يوم الثلاثاء الموافق 28 محرم 1437هـ، تحت عنوان:
"سؤال المنهج في دراسة النظم القرآني"
ضيف اللقاء/ د.يوسف بن عبد الله العليوي
عضو هيئة التدريس بقسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
هذا ونسعد بحضوركم اللقاء في ديوانية الشيخ/ عبدالله الشدِّي، بمدينة الرياض - مخرج رقم (5) - خلف كارفور.
 
أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 29 محرم 1437هـ بمدينة الرياض اللقاء 43 من لقاءاته الشهرية بعنوان: "سؤال المنهج في دراسة النظم القرآني" لفضيلة الدكتور يوسف بن عبد الله العليوي (عضو هيئة التدريس بقسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية).
افتتح اللقاء الدكتور يوسف العقيل بكلمة ترحيبية تلى فيها نبذة من سيرة د.يوسف العليوي وأعماله ومؤلفاته في خدمة القرآن الكريم وعلومه.


أعقب ذلك تحدث العليوي عن المقصود بنظم الكلام وهو: ضم الكلم بعضها إلى بعض بطريقة مخصوصة وفق اللسان العربي؛ لتؤدي مقصود المتكلم, كما تناول النظم البليغ الذي يقوم على تخير الألفاظ للمعاني، ونظمها على نسق خاص وترابط تام، يراعي مقتضى الحال، ويؤدي أغراض الكلام, وأكد أن النظم البليغ هو صدى لسياق المعاني في النفوس والأذهان، وتصوير لما في المقام من أحوال وهيئات, وأن النظم القرآني نظم محكم بديع بليغ معجز.
وعن مناهج دراسة النصوص قال العليوي: نحن في عصر تعددت فيه مناهج دراسة النصوص وتحليل الخطاب، وكلها مع الأسف مناهج مستهلكة من لغة الغرب وأدبه وفلسفته وفكره, فمن المناهج الغربية ما هو قائم على أسس فيها من الانحراف عن أصول الشرع واللغة ما يبعدها عن الدراسة الصحيحة لبلاغة القرآن العظيم, وأضاف: والمناهج الغربية بما فيها من أسس فلسفية مخالفة للإسلام لا تصلح أن تكون منطلقا لدراسة البلاغة القرآنية، وإن كان فيها من الإجراءات ما يمكن الإفادة منها, وأوضح أن المنهج البلاغي الذي ينطلق من لغة القرآن قادر على استيعاب كل ما هو مفيد، من غير أن يتأثر بالخلفيات الفكرية المخالفة, وانتقد على بعض دارسي البلاغة القرآنية كونهم يتلقفون الدراسات الحديثة أو القديمة للنظم القرآني بالتسليم، ولا يدركون ما في كثير منها من الخلل والحيدة عن المنهج السليم.

وأكد العليوي أن المنهج العلمي يقوم على ثلاثة عناصر: الأسس المعرفية, والآليات التي يعالَـج النص من خلالها, والمفاهيم والمصطلحات, وأن التراث البلاغي يحتاج إلى تنظيم منهجي محدد الأسس والإجراءات والمفاهيم.
وعن الوظائف البلاغية, قال د.يوسف العليوي أن ثمة وظائف بلاغية للنظم القرآني منها: الوظيفة التفسيرية، حيث تسهم البلاغة إسهامًا كبيرًا في تفسير القرآن الكريم وبيان مقاصده ودلالاته, وكذلك الوظيفة الإعجازية، حيث تسهم البلاغة في الكشف عن إعجاز القرآن الكريم, وهناك وظيفة الانتصار للقرآن الكريم، حيث تسهم البلاغة في الرد على مطاعن الملحدين في القرآن فيما يتعلق ببلاغة نظمه.
وقال د. يوسف: إن وضع منهج علمي ليس من السهولة بمكان؛ ويحتاج إلى جهد جماعي ومعرفة واسعة وخبرة علمية ونقدية ممتدة, ولعل من أهم الأسس لأي منهج بلاغي يدرس القرآن: ربانية النظم القرآني، وإحكام النظم القرآني، وقصدية النظم القرآني، واعتبار السياق، واعتبار القراءات.
وأكد أن التسوية بين القرآن والأدب البشري يجعل القرآن مسرحًا للنقد، يعمل فيه مناهجه وأدواته النقدية بلا ضابط وبلا تحرج أو تعظيم لكلام الله عز وجل, فلا نقص في ألفاظ القرآن وتراكيبه وآياته وسوره، ولا تغير في نظمه وترتيبه، ولا وجود لفراغات أو فجوات نصية كما يدعون, بل إن الترابط والانسجام في دراسة النظم القرآني أمر مسلم به, وقد حفل به العلماء قديمًا وحديثًا، وقام على أساسه علم من علوم القرآن سمي: علم المناسبة، أو المناسبات, وأضاف: إن الخطاب القرآني له معان مقصودة من المتكلم به عز وجل، وهي معان لا تتغير في أي زمان أو مكان، ولكن الناس يتفاوتون في إدراكها على حسب مداركهم وأدواتهم, فإذا كان الناس في مخاطباتهم لا يقبلون من المخاطَب أن يستقبل كلامهم ويؤوله على ما يهواه لا على وفق مقصودهم، فكيف بكلام الله؟!, ولقد وضع أهل العلم بأصول التفسير والفقه قواعد للكشف عن تمام مراد الله من كلامه, ليلتزمها البلاغي في توجيه نظم القرآن وتأويل لغته؛ حتى لا يقال على الله بغير علم، ولا ينسب إليه من المعاني ما لا يريد.
وأكد العليوي أن البلاغة لا تستقل بتفسير القرآن دون سائر المصادر الأخرى كالقرآن والسنة وآثار السلف رضوان الله عليهم, لأن التفسير الصحيح قد يكون من جهة هذه المصادر, واكد أن جعل القرآن فضاء مفتوحا قابلا للقراءة وإعادة القراءة، والإنتاج المستمر هدم له ولنظمه وإعجازه ومقاصده.


ولقد عُني العلماء بالسياق القرآني، واعتبروه مرجعًا مهمًّا في الدلالة على المعنى المراد من كلام الله عز وجل, وحذروا من إغفاله وإهماله, فإغفال دلالة السياق أو النظر إلى بعض النص دون سياقه كله أو الاعتماد على مجرد الدلالة اللغوية أو على سياق النظم دون سياقه الخارجي؛ يوقع في الخطأ في الفهم وتحليل النص.
وأكد أن السياق اللغوي لا يستقل في تحليل النظم القرآني وبيان دلالاته، فهو قرينة مهمة في إطار مرجعية اللغة، لكن هناك مرجعيات أخرى هي أولى من ظاهر السياق, وأضاف: ينبغي اعتبار القراءات أساس مهم في الدراسة البلاغية للنظم القرآني؛ حتى لا يقع البلاغي في توجيه النظم ومتشابهه على خلاف مراد القرآن ومقاصده, فالتنوع في القراءات له أثر في تنوع الأساليب البلاغية، ونقل النظم من أسلوب إلى أسلوب، ومن صيغة إلى صيغة، ومن دلالة إلى دلالة.
هذا وتلقى الدكتور يوسف العليوي مداخلات واستفسارات من الحضور, وقد تمت مناقشتها والاجابة عليها باستفاضة, وفي نهاية اللقاء قدم مركز تفسير للدراسات القرآنية درعا تكريميا لفضيلته تقديرا لحسن تعاونه.
يذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن لقاءات شهرية يقيمها مركز تفسير للدراسات القرآنية في الرياض بديوانية الأستاذ عبد الله الشدّي؛ وهي تتناول عددا من المواضيع التي تهم الباحثين والمختصين في شتى العلوم القرآنية.


Tafsir Center for Quranic Studies | مركز تفسير للدراسات القرآنية
 
عودة
أعلى