اللقاء العلمي بالشيخ مساعد الطيار في المدينة النبوية (ح/2)

إنضم
19/07/2003
المشاركات
268
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد نقلت في موضوع سابق الحلقة الأولى من اللقاء بفضيلة الشيخ مساعد الطيار في المدينة
وهذا رابطها

وإليكم الحلقة الثانية

[align=center]اللقاء الثاني يوم الخميس ليلة الجمعة الموافق:4/2/1428هـ [/align]

وقد كان اللقاء به مع مجموعة من طلبة الدراسات العليا بقسم التفسير والقراءات, وقد حضر اللقاء فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد العزيز العواجي, والشبخ فهد الوهبي حفظ الله الجميع.

** دار نقاش حول المختصرات في التفسير عموما, ومختصرات الطبري خصوصا, وكان رأي الشيخ حفظه الله أن أفضل مختصرات الطبري مختصر :بشار عواد, حيث ذكر مجمل الأقوال ولم يتصرف في كلام الطبري رحمه الله.


** كما أشار حفظه الله إلى ان الاختصارات في التفسير على نوعين:
1. أن يعمد المختصِر إلى كتاب في التفسير فيقوم باختصاره, كمختصرات تفسير ابن كثير ونحوها. وهذه الطريقة على وجه العموم لا تخلو من إشكال إما فيما ينتقيه المختصِر, أو ما قد يحصل من عدم فهم نص صاحب التفسير, ونحو ذلك.

2. أن يقصد المؤلف إلى تأليف مختصر في التفسير كصنيع الواحدي في كتابه الوجيز.وهذا أفضل.

** وقد سأل أحد الإخوة الشيخ حفظه الله حول قول الله تعالى: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) وهل يمكن حمل الآية على ما يقوله علماء الأحياء من أنهم اكتشفوا أن هناك كائنا أصغر من البعوضة فوق ظهرها, فهل يكون هذا المعنى صالحا لتفسير قوله: ( فما فوقها).

فأجاب الشيخ حفظه الله أن تفسير الآية بهذا القول باطل, لأن السلف اختلفوا في معنى هذه الآية على قولين: أحدهما: فما دونها في الصغر والثاني فما هو أكبر منها ... وأما إذا حملنا هذه الآية على ما قيل فإنا نجعل ( ما فوقها) بمعنى (من فوقها) ولم يقل أحد من السلف هذا القول.

** كما أشار الشيخ أن هناك فرقا بين إنكار حقيقة علمية اكتشفها علماء الفلك أو الجيولوجيا وغيرهم, وبين نفي تفسير هذه الآية بهذه الحقيقة العلمية كما تسمى.

فلا يلزم من نفي تفسير الآية بهذه النظرية أو تلك أن نقول أننا نبطلها بالكلية, وإنما نبطل حملها على وجه من وجوه التفسير.

** وقد انتقل الحديث حول إعجاز رسم المصحف, فأشار الشيخ إلى أن هذه المسألة ترجع إلى مسألة هل الرسم توقيفي عن النبي صلى الله عليه وسلم أم اجتهاد من الصحابة؟ وقد رجح الشيخ أنه اجتهاد من الصحابة...

ولكنه أشار إلى مسألة مهمة قد يحصل فيها الخلط وهي:
أن قولنا أن رسم المصحف اجتهادي, لا ينفي أن يكون الرسم ملزما للأمة, فمسألة: هل الرسم توقيفي أم لا غير مسألة : لزوم رسم المصحف بعد اتفاق الأمة عليه.

** ومن المسائل التي طرحت في اللقاء مسألة التفسير الإشاري وما يتعلق به..

فكان مما ذكره الشيخ حفظه الله: أن التفسير الإشاري على أنواع:
الأول: أن يكون المعنى المستنبط من الآية باطلا فهذا تفسير مردود.
الثاني: أن يكون المعنى المقصود صحيحا ولكن الآية لاتدل عليه, فهذا لايقبل أن يكون تفسيرا للآية.
الثالث: أن يكون المعنى صحيحا والآية تدل عليه بوجه من وجوه الدلالات فهذا يقبل.

وأشار الشيخ إلى أن هناك نوعا من التفسير الإشاري عند بعض السلف يمكن أن يعبر عنه بالتفسير بالمقايسة ولا يلزم دلالة ظاهر الآية عليه, كمن يفسر قوله تعالى: (يخربون بيوتهم بأيديهم) وهي معلومة أنها في اليهود.
فيقول: (هؤلاء أهل البدع يخبون عقولهم ببدعهم) فكأنه انتزع هذا الجملة فقط من الآية وقاس فعل أهل البدع على فعل اليهود. ومثل هذا من يفسر قول الله (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) بأهل البدع والأهواء وهي نازلة في المنافقين, ولكنه قاس ما حصل للمنافقين بما حصل للمبتدعة وأهل الأهواء.

وقد كان اللقاء ماتعا ومليئا بالفوائد, حاولت أن ألملم بعضها, وسامحوني فيما سقط سهوا ونسيانا

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

تنبيه: معظم محاضرات الشيخ مساعد الطيار ودروسه في تسجيلات الراية في الرياض.
 
عودة
أعلى